السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اصبح من البديهي عندما نتحدث عن اللسانيات نذهب مباشرة تدي سوسير لاهتمامه بالغات البشرية والثنائيات التي اتى بها من خلال بحثخ في هذا المجال ومن ضمن هذه الثنائيات الدال والمدلول التي يرى بان علاقتهما علاقة اعتباطية غير مبررة وحجته في ذلك انه مثلا عندما نقول شجرة فانه يتبادرمباشرة الى اذهان الجميع مفهوم واحد وهو صورة شجرة ولكن مانوع هذه الشجرة فمنهم من يراها ذات اوراق طويلة و يراها البعض الآخر ذات اوراق قصيرة الخ ولكن هل يكفي هذا المثال لنحكم على اللغات وخاصة اللغة العربية بان العلاقة الموجودة بين الفاظها و دلالتها هي علاقة اعتباطية .
يستوجب علينا هذا الامر الوقوف عند مسالة مهمة تختص بها لغة القرآن الكريم وهي علاقة الصوت بالمعنى هل هي علاقة عفوية واعتباطية لو امعنا النذر في هذا الامر لوجدنا ما يثبت العكس والمثلة على ذلك لا تعد ولا تحى و يعج بها القرآن الكريم ، منه قوله تعالى للعذراء مريم عليها السلام هزي اليك بجذع النخلة وقوله ايضا في موضع آخر من نفس السورة وبعثنا الشياطين للمشركين تؤزهم ازا فالهز و الز لهما نفس المعنى الا وهو الهز ولكن يختلفان من حيث قوة هذا الهز وضعفه والهاء والهمزة لما نفس المخرج او ان صح القول اكثر يتقاربان فيه و الهمزة صوت شديد مجهور والهاء كما وصفها سيبويه صوت مهتوت اي ضعيف ولهذا فالهمزة اقوى من الهاء .
عندما ندقق في دلالة الكلمتين نجد بان الاز هو اعنف من قوة الزلازل والله سبحانه وتعالى خصص كلمة از للمشركين عقابا لهم اما العذراء عليها السلام قال لها هزي ولم يقل ازي رحمة وشفقة بحالها لانها كانتفي مرحلة مخاض ومقبلة على الولادة هذا احد الامثلة التى ساقها ابن اجني في كتابه الخصائص ضمن باب تصاقب الالفاظ للتصاقب المعاني واورد امثلة عديدة في هذا السياق اكد من خلالها انه يوجد تقرب بين الالفاظ و المعاني .
وما يثير الدهشة ويلفت الانتباه هو النملة التى صادفها سليمان عليه السلام في طريقه مع جنوده و سمعها تامر رفيقاتها ان يبتعدن عن الطريق مخافة ان يحطمهم سليمان عليه السلام دون ان ينتبه قائلة :ليحطمنكم سليمان وجنوده" حاول احد الملحدين الطعن في اللغة العربية التي نزل بها القرآن وتطاول قائلا لقد اخطا الله عندما قال يحطمنكم فالنمل لا ييحطم و انما يدعس فالزجاج هو الذي يحطم لانه صلب .
اتدرون ماحدث ،لقد قام احد العلماء الروسيين بتحليل تركيبة النمل جراء هذه الحادثة فوجد بانه بنسبة ثمانية و تسعين بالمئة ان تركيبة النمل هي من زجاج فاعلن اسلامه مباشرة فهذا دليل منطقي على ان علاقة اللفظ بمعناه متقاربة كما صرح ابن جني في سفره العظيم الخصائص.
هدفي من وراء كل هذا هو ليس تخطئة دي سوسير فلربما اللغات التي در سها هي التي جعلته يهتدي الى النظرية الاعتباطية ولكن لا يمكن ان نعمم هذا الحكم على جميع اللغات وخاصة اللغة العربية وشكرا