هذيان بحضور الوطن..!!

غابت الشمس ..
وحاولت أحلامنا أن تتنصل من سماء الموت
تحرشّ الشوق بقلبي،دغدغه بعقار طويل الأمد وهرب
وانسدلت في وجهي غيوم الرحيل
كي أمتطي جناح الظلام المعربد في غرفتي البِكر
لن تنجح كل محاولات الليل ألا يُسلّم العهدة للشمس في الصباح الباكر.

غابت الحقائق ..
حينما تمتمت بفمك المخملي كثوب جدتي
أنك لا تحبني، فللإعجاب مكان أوسط ، بل استراتيجي وحل دبلوماسي لخزعبلات سخيفة في عقل طفلة مهلهلة تحلم بالزواج من أمير المدينة.
كن على موعد مع فلتان لساني برذاذ الحُب المتناثر هُنا وهُناك
ولا تكذب .. فإن من يحب تفضحه تناسل الكلمات الثملة داخل فمك ولسانك كحجرة النوم.
اِصغي برهة ، إني أسمع صوت بكاء المواليد عبر حنجرتك الملساء مَن أمّهم يا ترى ؟! .

غابت الزنبقة..
كما أسميتها أنتْ، عن شرفة تطل على وجه القمر
تردّ عين الحسّاد عن آلام كبيرة لا يتسع لكنزها القلب الكبير
تستَحِث خطى الليل البهيم آثر على نفسه ظلمة الفكر المعشش من ربع قرن في ربع عقل... تتسكّع الدمعات في أخاديد وجهي ووديانه
تتربّع نجمتين في عينيها ترتديان ثوباً مخضّل بالحُمرة فاقعة اللون
تحاول اجتذاب وإثارة بعض من فضول الحبيب البارد اليدين
فقأت عيناها ولم تعد الزنبقة من جديد .

غابت الدروب..
عن أعين المارّة كي تختلي بمعشوقها في لحظة شهوة أصابتها
لِما رأته من مشاهد مثيرة تمثلت على صدرها ونوافذها وأبوابها
تعانقت الدروب ، تعانقت طويلاً مع الذكرى المتيمة فأنجبت أشجار الحنظل ..!
لأن حقارة الأزمان الجديدة لن تنجب سوى المُرّ يربو تحت أقدام السائرين.

غابت الحرية..
وتعلّقت بأطراف حبال أكل عليها الدهر وشرب
تعلقت في ذيل ثعلب فات وفات وزاد ألفاً على الـ ( سبع لفّات )
فالدنيا كلها في ( فمه ) يحرك الأخضر واليابس بخدعة تسمّى الديمقراطية
وينعق الغراب بخطابات السلام (الماكرة)
نعوذ بك اللهم من الشؤم والتشاؤم..!

غابت الإنسانية ..
في صرخة اختنقت في حلق المستجير من الرمضاء بالنار
هُنا على حافة الهاوية حيث دنيانا الهاوية، تعذيب الإنسانية
مثّلت بوجهها الحَسن لكنها علقت في أذنها الصمّاء قرطاً من (حديد) يدعى (البقاء) وضعوه تحت (المطر) ..!

غاب القمر ..
كأن ألماً يطوّق خاصرته بدا على وجهه شحوب
من أثر كلمات الليل الملتفة حول عنق الضوء المنسكب من مرايا قاتمة غاب ليعاند ثلاث نجمات كُنّ قد أحببنه فبدلاً من الاختيار بينهن
نام ليحلم بـ نجمةٍ تحبّه ..!

وغبتُ
ولماذا أنا التي تبقى في الذاكرة ،، فالنسيان نعمة
انتشلتُ أشلائي من تحت قصور هالكة كنت قد بنيتها من أعمدة الدُخان القائم على حدود وطني المصفوع بأكّف الأشقاء الثقيلة
كأعيرة الأعداء ،، انتشلتها لنسافر بعيداً عن قلب المدينة المحترق
سافرت بي فوجدتني أوجه قبلتي نحوها هي ذات المدينة ،مدينة المدن ودولة الدول .. لنسافر إلى الوطن ،، وإن عُدنا في كفن

لكن للوطن حضور..
غابت أشياء كثيرة وما غاب الوطن من ذاكرتنا وقلوبنا
ومازال كل غائب عن بساط البسيطة المزركش بكل ألوان العذاب
المطرز بأحلام اكتملت لتكّون ذاك الثوب الفلسطيني الأصيل
ثوب جدتي ،، غاب كل شيء إلاك يا وطن ..!

سُلطانة الأدب
الجمعة 19/6/2010م