منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنالطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارلطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بن عزيزة بختة
عضو شرف
عضو شرف
بن عزيزة بختة

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر (سعيدة)

عدد المساهمات :
193

نقاط :
419

تاريخ التسجيل :
17/12/2012

الموقع :
dahmanis18@yahoo.com

المهنة :
طالبة ماستر


لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  Empty
مُساهمةموضوع: لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏    لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  I_icon_minitime2013-05-16, 10:32

لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏
لم يعرف العرب في تاريخهم ممارسة نصية تامة إلاّ مع القرآن الكريم، وهي أولى مظاهر هذه الممارسة "وتتمثل في الوقوف على "النص في ذاتيته النصية" بتعبير بارت، فذاتية النص تجليها قراءة للمكتوب تجعل النص كلاما يقوم بنفسه إزاء كلام آخر يظهر عبر إنجاز لغوي مختلف. "(1)‏
وقد أدرك الباقلاني هذا الأمر في القرآن الكريم فقال:"إذا تأملته تبيّن بخروجه عن أصناف كلامهم وأساليب خطابهم، إنه خارج عن العادة وأنه معجز؛ وهذه خصوصية ترجع إلى جملة القرآن، وتميّزٌ حاصلٌ في جميعه."(2)‏
يظهر الفرق بين النص والخطاب في قول الباقلاني واضحا، فقد لاحظ أن بين النص مكتوبا والخطاب ملفوظا وحدة لغوية يقف الإنجاز فيصلا فيها بين الطرفين، وهو إدراك رائد للدراسات اللسانية العربية تذكرنا اليوم بنظرية/دي سوسير/ في اللغة والكلام، أو بنظرية/تشومسكي/ في الكفاية والأداء، فالنص كلام إلاّ أنه يصدر عن ذاتيته النصية التي عملت على إنجازه وأدائه. والكلام الآخر غير نصي، ولكنه كلام أيضا، إلاّ أنه خطاب شفوي عمل الشخص على إنجازه وأدائه. (3) ومنه نستنتج أن وحدة اللغة لا تحول دون تعددية الإنجاز والأداء، ولذا صار ينظر إلى النص في ذاتيته النصية، وصارت ممارسته لغة المكتوب جزءا من ممارسة النص نفسه. (4)‏
2 ـ مفهوم النص في المعجم العربي القديم:‏
سبق أن ذكرنا أن العرب لم يعرفوا في تاريخهم ممارسة نصية تامة باستثناء ممارسة النصية مع القرآن، ولذلك ألفينا دلالة مادة "ن. ص. ص" بعيدة عن الدلالة المستحدثة في الدراسات الأدبية، فقد ورد في لسان العرب لابن منظور في مادة "نصص" ما يأتي:‏
" نصص :النص:رفعُك الشيء. نص الحديث ينصُّه نصا:رفعه. وكل ما أُظهر فقد نُصّ. وقال عمرو بن دينار: ما رأيت رجلا أنصَّ للحديث من الزُّهري أي أرفع لـه وأَسندَ. يقال: نصَّ الحديث إلى فلان أي رفعه، وكذلك نَصَصْتُه إليه. ونصت الضبية جيدَها:رفعته.‏
وأصل النص أقصى الشيء وغايته، ثم سمّي به ضربٌ من السير سريع.‏
ابن الأعرابي: النص الإسناد إلى الرئيس الأكبر، والنص التوقيف، والنص التعيين على شيء ما، ونص كل شيء منتهاه، وفي الحديث عن علي رضي الله عنه، قال: إذا بلغ النساء نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبَة أَوْلى، يريد بذلك الإدراك والغاية. وقال الأزهري: النص أصله منتهى الأشياء ومبْلغ أقصاه. وقصص الرجل غريمه إذا استقصى عليه، ومنه قول الفقهاء نصُّ القرآن ونصُّ السنة أي ما دلَّ ظاهرُ لفظهما عليه من الأحكام. ونصّ الشيء حركه. ونصنص لسانه إذا حركه، والنصنصة تحرك البعير إذا نهض من الأرض. "(5)‏
فنحن لا نكاد نعثر على دلالة من الدلالات التي يعرف بها النص في الدراسات النقدية الحديثة في الشاهد الطويل الذي أتينا على ذكره. وهو اتجاه في التراث يقف على النقيض من تعريف البنيوية التي تنظر إلى النص على أنه بنية مغلقة ومنتهية. (6) فالبنيوية لا تهتم بالمفهوم الأدبي قدر اهتمامها بالوظيفة الأدبية، لأن المفهوم متطور عبر العصور، متحول من مجتمع إلى آخر، والنص الأدبي هو في واقع التكوّن مجموعة نصوص.‏
وعلى الرغم من كثرة استخدام كلمة "نص" في كتابات السلف الأصولية والفقهية، إلاّ أننا لا نعثر على تعريف لهذا المصطلح، ويعتبر منذر عياشي "غيبة التعريف" مدعاة للحيرة. (7) أمّا التفسيرات المعجمية اللفظية التي قدمنا نموذجا منها عند ابن منظور، فإنها تؤكد ما قلناه، وهو أن معنى النص بقي محصورا في الدلالة على الكتاب والسنة، بالإضافة إلى دلالات أخرى، كـ"نص الشيء:رفعه وأظهره، وإذا كان حديثا أسنده إلى قائله، ونص الناقة استحثها بشدة، والشيء حرّكه.. (لسان العرب:ج/6، ص. 648).‏
3 ـ مفهوم النص بين التراث العربي والتراث الغربي:‏
أما حين نعود إلى الأصل اللاتيني لكلمة"نص" في اللغات الأوربية، فإننا نجد كلمتيْ: Texte, Text مشتقتين من " Textus" بمعنى النسج " Tissu " المشتقة بدورها من Texere بمعنى نسج. (8)‏
وللوصول إلى مقارنة أصل الاشتقاقين، لابد من التذكير ثانية بالاشتقاق عند العرب، حيث وجدنا في "اللسان" لابن منظور في مادة (ن. ص. ص)، أن النص: رفعك الشيء، نص الحديث ينصه نصا رفعه، وكل ما أُظهر فقد نصّ. "وقال الأزهري (ت. 370 هـ): النص أصله منتهى الأشياء ومبلغ أقصاه، ومنه قيل: نصصت الرجل إذا استقصيت مسألته عن الشيء حين تستخرج كل ما عنده، وكذلك النص في السير إنما هو أقصى ما تقدر عليه الدابة.. وانتص الشيء وانتصب إذا استوى واستقام. "(لسان العرب:ج/6، ص. 648)‏
فالأصل اللاتيني يحيل على النسج ويوحي بالجهد والقصد، ولعله يوحي أيضا بالاكتمال والاستواء. "أفليس النسج مجموعة من العمليات التي يتم بمقتضاها ضم خيوط السدى إلى خيوط اللحمة لنتحصل على نسيج ما يُعتبر تتويجا لهذه العمليات؟ ثم ألا يعني النسج بمعناه الواسع الإنشاء والتنسيق في ضم الشتات والتنضيد؟"(9) بينما يحيل الأصل في اللغة العربية على الاستواء والكمال، وعلى النسيج أيضا، على الرغم من أن ابن منظور في مادة (نصص) لم يشر إلى ذلك، ولكن إذا عدنا إلى مادة (ن. س. ج) نجد ما يحيل على ذلك"نسج: النسج ضمُّ الشيء إلى الشيء، هذا هو الأصل.. والريحُ تَنْسِجُ الماءَ إذا ضربَتْ مَتنَهُ فانتَسجتْ لـه طرائق كالحُبُكِ. ونسجت الريح الربْوَ إذا تعاورته ريحان طولا وعرضا.‏
ونسج الكذّابُ الزُّورَ:لفّقه. ونسج الشاعر الشعر: نظمه، ونسج الغيث النبات:أنماه حتى التفّ. "(لسان العرب:المجلد السادس، ص. 624)‏
ومقارنة ما ورد في اللغتين العربية واللاتينية يؤدي معنى بلوغ الغاية والاكتمال في الصنع.‏
ومن الدارسين مَن يستخلص خصائص النص بمعناه الحداثي من التفسيرات المعجمية التراثية العربية، فهذا منذر عياشي يعرّف النص استنادا إلى قراءته التراثية، لا سيما ما ورد في تفسير مادة (ن. ص. ص) ويمزج ذلك بما تحقق لـه من القراءات الحداثية لتعريف النص في اللغات الأوربية، فيقول:".. فالنص دائم الإنتاج لأنه مستحدث بشدة، ودائم التخلق لأنه دائما في شأن ظهورا وبيانا، ومستمر في الصيرورة لأنه متحرك، وقابل لكل زمان ومكان لأن فاعليته متولدة من ذاتيته النصية، وهو إذا كان كذلك، فإن وضع تعريف لـه يُعتبر تحديدا يُلغي الصيرورة فيه، ويعطل في النهاية فاعليته النصية.. "(10) [التشديد مني]‏
إن هذه القراءة على الرغم من الجرأة التي تتميّز بها، إلاّ أن محاولة تحميل التفسيرات المعجمية واللغوية التراثية دلالات غائبة في نصوصها ـ أصلا ـ عبر عملية قسرية قد يؤدي إلى انحراف في قراءة التراث، وتأويله تأويلا قسريا، لا يفيد الدراسة الحداثية في شيء.‏
ويستخلص من بعض الدراسات الغربية المهتمة بنظرية النص أن تعريفه غير مستقر، فهذا رولان بارت يرفض تعريف تودوروف للنص ويعيب عليه تأثره بالبلاغة، وينتهي إلى القول بعد تحليل طويل:" نفهم الآن أن نظرية النص موضوعة في غير مكانها المناسب في المجال الحالي لنظرية المعرفة، ولكنها تستمد قوة معناها من تموضعها اللامناسب بالنسبة للعلوم التقليدية للأثر الفني، تلك العلوم التي كانت ولا تزال علوما للشكل أو للمضمون.. "(11) كما توصل تودوروف من جهته إلى الإقرار بأن التعريف الوظيفي للأدب تعريفات لا يمكن حصرها، والوظيفة الأنطولوجية تعدم أي وظيفة أخرى تتصل بالبناء النصي. (12)‏
إن التمييز بين النص والخطاب في ضوء المناهج النقدية الحديثة يطرح إشكالا كبيرا، نظرا لتعدد الآراء واختلافها، وكثرة التصورات وتضاربها، مما يجعل البحث أمام صعوبة تأطيرها وفرزها، وبالتالي تحليلها ومناقشتها. فالنص باعتباره النتيجة الوحيدة –ولو كانت مؤقتة ـ للكتابة، يمثل الحقيقة الفريدة التي تتيح إقامة دراسة علمية ترتبط بتصور إنتاج هذا النص. " (13)‏
4 ـ مفهوم النص وقضاياه في الدراسات النقدية الحديثة:‏
إن البحث عن تعريف لمفهوم النص وقضاياه في الدراسات النقدية الحديثة أمر صعب نظرا لتعدد معايير هذا التعريف، ومضامينه، وخلفياته المعرفية في علم اللسانيات، والأسلوبية، وتعدد الأشكال والمواقع والغايات التي اشترطها المنظرون، في ما نطلق عليه مصطلحيا "النص". (14)‏
ولتقريب هذا المفهوم تناولـه الدارسون "من حيث وجوده الفيزيائي ومكوناته، ومن حيث هو حدث أو عمل منجز في الزمان والمكان، ومن حيث هو مؤسسة اجتماعية حضارية تؤدي دور العلامة الدالة بما تتسم به من سمات النشاط اللغوي الفردي والجماعي. "(15)‏
ومن الصعوبات المنهجية في البحث عن مفهوم للنص: خضوع عملية تحديد ما هو نص وما ليس نصا إلى ثقافة الأمّة، وصيغة تصورها للأشياء، وفق ما تمليه المنظومة اللغوية. فالكلام الذي تعتبره ثقافة ما نصا، قد لا يُعتبر نصا من قبل ثقافة أُخرى. (16) لذلك قال (ميشال فوكو M. Focault ) في مجال التفرقة بين النص واللانص:" إذا كان الكلام لا يحصى فإن النصوص نادرة". (17) ويتمتع النص بخاصية التنظيم الفريد الذي يعزله عن "اللانص"، لذلك اعتبر عبد السلام المسدي في كتابه: (النقد والحداثة 1983) النص الأدبي جهازا ينظمه تماسك لغوي خاص. (18)‏
ارتبط ظهور المصطلح (نص TEXTE ) بظهور عدد من المؤسسات في المجتمع البشري عبر تطورها التاريخي، وكان أولها ظهور الكتابة من حيث هي وسيلة لتجاوز ضعف الذاكرة وفعل الزمن، فاتخذ بذلك الملفوظ حيزا في الفضاء واستقل بوجوده، وهو ما هيأ لـه الاستقرار. (J. L. Houdbine, P. 27 )‏
وإذا كان النص أثرا للغة وشكلا من أشكالها المرتبط ببعض استخدامات الكلام، فكيف يتشكل هذا النص لغة: أي صيغة نشاطه، وتنظيمه الداخلي/الخارجي، بنيته الخاصة، وفعاليته في علاقاته المتبادلة؟‏
تنظر (جوليا كرستيفا risJ. kr téva ) إلى النص على أنه جهاز عبر ـ لساني، يعيد توزيع نظام اللسان (Langage )عن طريق ربطه بالكلام (Parole )التواصلي. (19)‏
ويبرز هذا الطرح وضع النص إزاء الكلام، فعلاقته باللسان الذي يقع فيه علاقة إعادة توزيع (هدم ـ بناء )؛حالة قد يتسع فيها الكلام عن النص، فيعجز الثاني عن احتواء الأول داخل حدوده، حيث يكون الكلام ملكا لكل متكلم: مستمعا أو باثا، متلقيا للغة ما، أو يحيل فيها النص على لغة أو على قاموسها اللغوي أو القواعد التي تحكم إنجازه ( قواعد التركيب، قواعد الصرف…الخ) وتمثل عملية التحكم فيها كما هو معروف القدرة لدى الباث و المتلقي على حد سواء، والتي تترجم هي نفسها اللفظ، والعبارة حسب الخطاب. (20)‏
ويبدو النص فضاء يتقاطع فيه ـ على الأقل ـ خطابان، و مسألة الآخر مطروحة في النصية ذاتها، وكل تصور لنص أحادى، تنتجه ذات فردية تعبر عن حالتها أو أنيتها تصور لا يخلو من الخطأ، حسب تصور "هودبين". (21)‏
إنّ ما يطرحه "جون لوي هودبين. Houdbine" L.J من قضايا حول النص لا يمثل ثورة على المفاهيم القديمة، ولا ينتج خطابا نقديا جديدا، لكنّ قيمته تبدو في تركيزه على خصوصية الكلام الأدبي، والإنتاجية الأدبية، التي يشتغل عليها النص مقارنة بإنتاج الكلام في مجالات غير مجال الأدب، كالكلام العادي أو العلمي.‏
ومن أجل إبراز أدبية النص لجأ "جون لوي هودبين" إلى مقارنة النص الأدبي بأشكال أخرى قياسية، كمجموعة يحال عليها. (22) و هو ما سلكه الشكلانيون الروس حين تبنوا منهج التقابل بين اللغة الشعرية و اللغة العادية، وكانت هذه البحوث قاعدة انطلق منها الباحثون في التمييز بين ما هو أدبي شعري، وما هو كلام عادي. فلم يؤسس بعض الطلبة بإشراف أكاديمية العلوم حلقة اللسانيات بموسكو إلاّ تطلعا إلى إنشاء "علم أدبي" بتطوير اللسانيات والشعرية معا، وهذا الجمع بين الحقلين يُصرّح بالمنهاج المتبع في القراءة الشكلانية المُقاربة بين النص العاديّ والنص الأدبي. (23)‏
فالانفصال المفهومي والوظيفي بين الحقلين لم يتمّ إلاّ عند تأسيس "مجموعة دراسة اللغة الشعرية" (iaz Po) في ما ذهب إليه شكلوفوسكي بخصوص اعتبار النص الأدبي مُعطى مستقلا بذاته عن مجال القراءة وتاريخ الأدب.‏
ويتواصل هذا المفهوم "النصّاني" في نظرية الأدب لـ"توماشفسكي"(24) ، وكذا عند "رينيه ويليك وأستين وارين"حيث يغدو مفهوم (النص الصرح Texte Monument) مواجهة للتاريخانية السائدة في النقد التقليدي. (25)‏
"إن مشْغَل البحث على وصف الظاهرة النصية لم يقتصر بالوقوف عند تركيبها اللغوي وعناصر تنظيمها فحسب، بل تجاوز ذلك إلى دراسة شمولية للأدب، تضع النص في إطار عام ولا تفصل بين المطبوع والشفويّ. "(26)‏
وترتبط بهذا المفهوم عند كرستيفا فكرة النص، باعتباره "وحدة أيديولوجية "(27) ، على أساس أن البحث السيميولوجي يلغي التقسيم البلاغي القديم للأجناس الأدبية، ويحل محله عمليات تحديد أنماط النصوص المختلفة بالتعرف على خصوصية النظام الذي يهيمن عليها، ووصفها في سياقها الثقافي ـ الأدبي الذي تنتمي إليه.‏
فالوحدة الأيديولوجية هي التقاء النظام النصي كممارسة سيميولوجية بالأقوال و المتتاليات التي يشملها في فضائه، أو التي يحيل عليها فضاء النصوص ذاتها، وهذه الوحدة هي وظيفة التناص التي يمكن قراءتها مجسدة في مستويات مختلفة ملائمة لبنية كل نص، وممتدة على مداره، مما يجعلها تُشكّل سياقه التاريخي والاجتماعي. (28)‏
ومن أجل ذلك تنظر السيميولوجية للنص من حيث خصوصيته الإنتاجية لا كمنتج، ولكن كدليل منفتح ومتعدد الدلالات عكس المقاربات التقليدية التي تعتبر النص عملا مغلقا و معنى محدودا.‏
وتبحث كرستيفا في مقاربتها النصية عن تعدد الدلالات من خلال ما تسميه بـ: "التدليل SIGNIFIANCE"، و التدليل يختلف عن الدلالة كونه عملية تنفلت من خلالها "ذات النص"، من منطق "الأنا" إلى منطق آخر، يتم فيه تحاور المعنى وتحطيمه، على اعتبار النص نمطا إنتاجيا دالا يحتل مكانة هامة في التاريخ. (29)‏
ويدعى العلم الجديد الذي يدرس النص وفق المنظور الذي تتبناه كريستيفا في أبحاثها : "'السيميائية التحليلية Sémanalyse " الذي ينطلق من اللسانيات باعتبار النص إنتاج لغة. وإن كان هذا العلم ينطلق من اللسانيات فهو يتجاوزها لسبب بسيط هو أن النص ليس مظهرا لسانيا، بمعنى أن دلالته المبنية لا تتقدم إلينا في إطار متن لساني، منظورا إليه كبنية مسطحة، بل هو توليد (Engendrement) مسجل في هذه "الظاهرة " اللسانية، وتبعا لذلك يغدو النص الظاهر" Phéno ـ Texte " هو النص المسجل عن طريق الطبع، لكنه لا يصبح قابلا للقراءة إلا إذا صعدنا عموديا عبر التكوين (Genèse)؛ تكوين مقولاته اللسانية من جهة، ومن جهة ثانية تكوين طوبولوجيا الفعل الدال. (30)‏
ويتضح ممّا تقدم أن كريستيفا استلهمت العديد من آراء الباحثين الشرقيين السوفييت و لا سيما الشكلانيين الروس ومن استفاد من منهجهم، كما أن المفاهيم التي أثارتها حول نظرية النص عرفت صدى كبيرا لدى الباحثين الذين وجهوا جهودهم نحو دراسة علم النص.‏
لقد أدركت جوليا كريستيفا بوضوح أن النص الأدبي يخضع في تركيبه الظاهر والخفي لقوانين الوجود والعدم، واستفادت في ذلك بما قرأته لكانط وهيغل وماركس ولينين والوجوديين عامّة، فحولت النص الأدبي إلى قضية كبرى، لا تنحبس في وصف الظواهر الأسلوبية ولا تقتصر على استخراج الثنائيات وضبط الوحدات والوظائف الفرعية، بل تحول مشغل بحثها في بنية النص من موضوع تشكله إلى البحث في ماهيته دون التخلي عن حضوره المادي المحسوس. (31)‏
كما تبلور مفهوم النص عند "ر. بارت B.Rarthes "ابتداء من السبعينيات، وقد أخذنا عن صلاح فضل بعض خصائص هذا المفهوم، المتجلية في النقاط الآتية:‏
1
هل أعجبك الموضوع ؟
توقيع » فارس م
يعيش المرء ما استحيا بخـير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» لخيص عن مقال للدكتور بشير إبرير بعنوان "مفهوم النص في التراث اللساني العربي"
» اضاءة لمفهوم النص عند جوليا كريستيفا (نظرية النص)
» خزانة التراث العربي
» صلة التراث اللغوي العربي باللسانيات
» صلة التراث اللغوي العربي باللسانيات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  الدراسات العليا :: مكتبة رسائل الماجستير والدكتوراه-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


لطرح النظري لمفهوم النص في التراث العربي:‏  561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الخطاب اللسانيات النقد كتاب مدخل النص قواعد البخاري بلال ننجز مجلة الخيام المعاصر موقاي العربية الأشياء اسماعيل على اللغة محمد مبادئ ظاهرة النحو العربي الحذف التداولية


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع