عــــــــــــــــــوامـــــــــــــــــل نمــــــــــــــو اللـــغـــــــــــــة
أولاً: الاشتقــــــــــــــــــــــاق : لغة : أخذ شيء من شيء . قال ابن منظور : اشتقاق الشيء بيانه من المرتجل ، واشتقاق الكلام الأخذ به يميناً وشمالاً واشتقاق الحرف من الحرف أخذ منه . اصطلاحاً : هو عملية استخراج لفظ من لفظ أو صيغة من صيغة أخرى . (1) أنـــــــــــواع الاشتقــــــــــــــــــــــــــاق : 1- الاشتقاق الصغير : هو أخذ كلمة من أخرى بشرط الاتحاد في ترتيب الأصوات والتناسب في المعنى . مثال ذلك : أكَلَ ،يَأْكُل ، أَكْلاً ،آكِل ،مَأْكُول ،أكَّال،مَأْكل .......إلخ .
وهذا النوع سماه القدماء ( بالصغير ) حيناً و(الأصغر) حيناً آخر ومن المحدثين من يسميه الاشتقاق العام كالدكتور إبراهيم أنيس . 2- الاشتقاق الكبير : هو أخذ كلمة من أخرى مع اتحاد الحروف ، واختلاف ترتيبها وهو ما عرف بتقليبات المادة . مثال ذلك : مادة (قول) يمكننا عن طريق المخالفة في ترتيب هذه الحروف الثلاثة اشتقاق ستة أصول هي : 1-( ق و ل) ومنه : القول . 2- (ق ل و) ومنه القلو الذي هو حمار الوحش . 3- ( و ق ل) ومنه الوَقل للوعل. 4- ( و ل ق) ومنه ولَقَ يَلِقُ إذا أسرع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فقه اللغة موضوعه مفهومه قضاياه ، محمد إبراهيم الحمد ، ص :207.
5- (ل ق و) ومنه : القوة ، للعقاب ،لسرعة طيرانها . 6- (ل و ق) جاء في الحديث الشريف : (لا آكل من الطعام إلا ما لوق لي ) أي خدم لي . فجميع هذه الأصول الستة نشأت بالتقديم والتأخير لحروف المادة الأصلية . (1) 3- الإبدال اللغوي ( الاشتقاق الأكبر ) : هو إقامة حرف مكان حرف آخر في الكلمة . ومن أمثلته : طنَّ ودنّ ، نَعَقَ ونَهَقَ ، جَذَم وجَذَل ( قطع) و السراط والصراط واستبدال الدال بتاء الافتعال في نحو
ادّعى أصلها "ادتعى" ).
أقسامه :1- الإبدال الصرفي : وهو أن تقيم مكان حروف معينة حروفاً أخرى بغية تيسير اللفظ وتسهيله ،أو الوصول بالكلمة إلى الهيئة التي يشيع استعمالها كإبدال الواو ألفاً في نحو (صام)
أصلها (صوم) او إبدال الطاء من التاء في ( اصطنع) وأصلها (اصتنع ) . 2- الإبدال اللغوي : وهو اوسع من الإبدال الصرفي بحيث يشمل حروفاً ا يشملها الأول وقد اختلف اللغويون في مفهوم هذا الإبدال فوسع بعضهم دائرته ، فقال : إن هذا النوع من الإبدال يشمل جميع حروف الهجاء وضيقها آخرون فاشترطوا أن تكون الحروف المتعاقبة متقاربة المخرج وأن تكون إحدى اللفظتين أصلاً للأخرى لا لغة في الثانية مثل : نَعَق ونَهَق ، وسَقَر وصَقَر . 4- النحت : في اللغة : هو النشر والبري والقطع قال تعالى:{وتنحتون من الجبال بيوتاً آمنين} وفي الاصطلاح : أن ينتزع من كلمتين أو أكثر ، كلمة جديدة تدل على معنى ما انتزعت منه وتكون هذه الكلمة اسماً كالبسملة ( من قولك : باسم الله ) أوفعلاً كحمدل ( من قولك
الحمد لله ) أو حرفاً كإنما ( من " إن " و"إما" ) أو مختلطة كعمّا ( من "عن" و"ما" ) . (2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في فقه اللغة ، للدكتور عبد العزيز احمد علام والدكتور عبد الله ربيع محمود ، ص:166-169. (2) فقه اللغة العربية وخصائصها للدكتور إميل بديع يعقوب ، ص : 205- 209
أثر الاشتقاق في إثراء اللغة العربية :
إنَّ المتأمل في اللغة العربية وما يحصل في بعض كلماتها من تفريعات، وما يتولّد منها من ألفاظ مختلفة المبنى متقاربة المعنى ليدرك بوضوح قيمة الاشتقاق، الذي يُعَدُّ من أبرز الخصائص التي مَهَّدت للغة العربية سُبُل التوسع، ومكنتها من القدرة على مواكبة التطور الحضاري، والتفاعل مع واقع البيئة والمجتمع، فهي بواسطته تتجدد مع كل طور من أطوار الحياة، مُزَوِّدَةً المتكلم بها بكل متطلبات عصره من الألفاظ، والتراكيب التي تمكنه من التعبير عن كل ما يطرأ في حياته السياسية، والاجتماعية، والفكرية، والاقتصادية، مع الحفاظ على الأصول الأولى لتلك الألفاظ
وبسبب الاشتقاق ظل آخر هذه اللغة يتصل بأولها في نسيج متقن، من غير أن تذهب معالمها، أو يَنْبَهم ما خَلَّفَه السلف من تُراث على الأجيال بعدهم فالاشتقاق يُسَهِّل إيجاد صِيغ جديدة من الجذور القديمة، بحسب ما يحتاج إليه الإنسان، فعن طريقه يستطيع العربي استبدال المصطلحات الأجنبية بكلمات عربية فصيحة هي أحسن تعبيراً وأدق دلالة على مفهومها، وذلك باستمدادها من الأصول المناسبة المتمتعة بسمات الرسوخ والحيوية الدائمة إن اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية تتطور في ارتباط وثيق بالتغيرات والتحولات التي تجري في الحياة المادية والروحية للمتكلمين، غير أن هذه التغيرات تحصل بسرعة أكبر أو أصغر في مختلف ميادين اللغة، ويمكن ملاحظتها بسهولة أكبر أو أصغر لكنها تحدث دون انقطاع في جميع قطاعات اللغة ولقد اشتدت الحاجة إلى الاشتقاق في عصرنا الحاضر عصر التقنيات والمخترعات التي نحتاج إلى تعريبها، وسبيلنا إلى ذلك هو الاشتقاق، وكان لمجمعي اللغة العربية في القاهرة ودمشق دور بارز في اشتقاق الأسماء المناسبة لكثير من تلك المخترعات.
أخيراً يمكن أن نقول إن الاشتقاق يمثل ثراء اللغة واتساعها وقبولها لما يطرأ عليها من تغييرات.
فـــــــــــــــــوائـــــــــــــــــــــــــــــــد الاشتقــــــــــــــــــــــــــــــاق : 1- وسيلة من وسائل تنمية اللغة . 2- يجعل اللغة مرنة سلسة طيعة على لسان المتحدثين بها قابلة لسك الألفاظ الجديدة مثلاً : السيارة ، والهاتف ، والمذياع . 3- الاقتصــــــــــاد في القــــــــــــــــــول. 4- معرفة الدخيل [ فالكلمات التي ليست عربية الأصل لا تكون لها عائلة ]الفردوسُ . المقاليد السندس . 4- تطوير المعاني ( لأن المشتقات تضيف في الغالب للمعنى الأصلي معنى إضافياً ) مثلاً: كاتب : من فعل الكتابة . مكتوب : ما فُعلت به الكتابة . كتَّاب : كثير الكتابة . مكتب : مكان الكتابة . استكتب : طلب الكتابة . أكتب من فلان : صيغة تفضيل في الكتابة . 5- الكشف عن المعاني ( فعندما نعرف اشتقاق كلمة نتبين معناها بشكل أفضل .مثلاً النبي: من النبوة أو النبأ . الزكاة : من زكا بمعنى زاد أو نما .
موقف البصريين والكوفيين من الاشتــــــــقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاق :
اختلف اللغويون في أصل الاشتقاق فذهب البصريون إلى أن المصدر هو أصل الاشتقاق و أن الفعل مشتق منه وذهب الكوفيون إلى عكس ذلك وقد اعتمد كل نهما على حجج أكثرها منطقي لتأييد وجهة نظره .
الخلاف بين الصرفيين والمعجميين في الاشتقــــــــــــــــــــــــاق : قد تقوم بين الكلمات التي جاءت على صيغ مختلفة صلة رحم معينة قوامها اشتراك هذه الكلمات المختلفة الصيغة في أصول ثلاثية معينة فتكون فاء الكلمة وعينها ولامها فيهن واحد وهذه الصلة تدرس في الصرف تحت اسم ( الاشتقاق ) وفي المعجم تحت اسم ( الاشتراك في المادة ) . ولم يكن الاختلاف بين الصرفيين والمعجميين منصباً على تسمية الظاهرة فحسب وإنما تعدى ذلك إلى المنهج وطريقة النظر . فأما الصرفيون فقد نظروا إلى المسألة من وجهة نظر المعنى الوظيفي من ناحية ثم من وجهة نظر التجرد والزيادة من ناحية أخرى . فأما المعنى الوظيفي الذي تشترك فيه المشتقات جميعاً فهو صلتها بمعنى الحدث فهذا المعنى يوجد في أصفى صوره في المصدر ويكفي لمعرفة ذلك أن نقرأ قول ابن مالك فيه : المصدر اسم ما سوى الزمان من مدلولى الفعل كأمن من أمن فإن كان الفعل دالاً على مدلولين هما الحدث والزمن كان تعريف المصدر من نظر ابن مالك هو أنه ( اسم الحدث ) الذي وصف بأنه ( ما سوى الزمان ) ومعنى الحدث مشترك بين جميع المشتقات ولكن كل مشتق منها يضم إلى الحدث معنى آخر كالزمن في الفعل وفاعل الحدث في صفة الفاعل ومفعول الحدث في صفة المفعول . وأما المصدر فهو اسم الحدث فقط إذ لا يدل على معنى آخر إلى جانب الحدث ولذلك رآه البصريون أصلاً للاشتقاق حين نظروا من هذه الزاوية وأوردوا في تدعيم ذلك مناقشات طويلة .وأما من وجهة النظر الكوفية فقد نظرت إلى المشكلة من ناحية التجرد والزيادة فالمجرد من بين الصيغ هو فهم أصحاب هذه النظرة أقرب إلى الأصالة من المزيد وقد نظروا في صيغ الكلام فلم يجدوا أكثر تجرداً من الفعل الماضي الثلاثي المجرد المسند إلى المفرد الغائب نحو ( ضرب) فقالوا إن أصل المشتقات هو الفعل الماضي وأورد هؤلاء أيضاً في تدعيم نظرتهم مناقشات ضافية . تلك كانت وجهة النظر الصرفية إلى المسألة وهي وجهة نظر تجعل الصيغ أصلاً وتجعل الصيغ الأخرى فروعاً عليه وتفترض أن كل مادة من مواد اللغة بدأت في صورة المصدر أو في صورة الفعل الماضي ثم عكف الناس يشتقون منها ويفرعون عليها حتى تصل اللغة إلى مرحلة تسنفد فيها حاجاتها إلى المزيد من مشتقات هذه المادة أو تتوقف عن الاشتقاق لأنها فرغت من الصياغة على كل مثال من المباني الصرفية الممكنة .
أمـــــــــــــــا المعجميون فليست لعبتهم الصيغ لأن هذه الصيغ قد تتحقق بكلمات وقد تظل احتمالاً
نظرياً صالحاً للتحقق بصياغة الكلمة المناسبة على مثالها عند الحاجة إليها لا! إن لعبة المعجميين هي الكلمات نفسها لا صيغها مع أنهم في منهج تناولهم للكلمات لا يغفلون الهوية الصرفية
للكلمة حقاً إن بعض الكلمات التي أصبحت عربية بالتعريب قد لا تكون مناسبة لإحدى صيغ الصرف العربي كما في كلمة ( اسطرلاب) ومع ذلك يوردها المعجم ( أو ينبغي له أن يوردها) بين كلماته دون نظر إلى مناسبتها للصيغ الصرفية العربية . وعندما يعبر المعجميون عن صلة الرحم بين الكلمات لا يقنعون بالمباني الصرفية التي ظهر وجه قصورها عن الوفاء بمطالب المعجم وإنما يلجئون إلى وسيلة أخرى تتصل بروابط الكلمات لا بتنوع الصيغ أو بعبارة أخرى تتصل بالمتن لا بالبنية وهذه الوسيلة هي أصول المادة يجعلونها رحما تربط بالقرابة أفراد أسرة واحدة ويجعلون حروف المادة مدخلاً إلى شرح معاني هذه الكلمات المفردات ولكنهم لا ينسبون إلى حروف المادة معنى معيناً بل إنهم يعترفون بإمكان تعدد المعاني بين الكلمات التي تشترك في هذه الأصول كالحل والحل والحلول تتفق مادة وتختلف معنى . على أن احد الصرفيين ( ابن جني ) كان عند كلامه عن الاشتقاق الصغير والكبير والأكبر أكثر طموحا من بقيتهم حين نسب معنى إلى هذه الأصول عند اجتماعها مرتبة ترتيباً معيناً كما نسب المعنى إلى ما ينتج عن تشويش حروفها والعبث بترتيبها . والذي أراه أجدى على دراسة هذه المشكلة ( مشكلة الاشتقاق) أن يعدل الصرفيون بها عن طريقتهم إلى طريق المعجميين بل أن يجعلوا دراستها في إطار علم المعجم مبتعدين عن شكلية الصيغ والزوائد والملحقات ذات المعاني الوظيفية جانحين بها في اتجاه المعجم بحيث يكون الاشتقاق حدوداً مشتركة بين المنهجين وإذا صح لنا أن نوجد رابطة بين الكلمات فينبغي لنا ان نجعل واحدة منها أصلاً للأخرى وإنما تعود إلى صنيع المعجمين بالربط بين الكلمات بأصول المادة فنجعل هذا الربط بالأصول الثلاثة أساس منهجنا في دراسة الاشتقاق . وبذلك نعتبر الأصول الثلاثية أصل الاشتقاق فالمصدر مشتق منها والفعل الماضي مشتق منها كذلك وبهذا لا نستطيع أن ننسب إلى هذه الأصول الثلاثية أي معنى معجمي على نحو ما صنع ابن جني وإنما نجعل لهذه الأصول معنى وظيفياً هو ما تؤديه من دور تلخيص العلاقة بين المفردات .(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كتاب اللغة العربية معناها ومبناها ، للدكتور تمام حسان ، دار الثقافة ، طبعة 1994، ص166- 169
ثـــــــــــــــــــــــانيــــــــــــــــــــاً: النـــــــــــحــــــــــــــــــــــت :لغة : هو مصدر الفعل نحت ينحت نحتاً ، أي شقه وبراه ،وهذبه قال ابن فارس : ( النون والحاء والتاء كلمة تدل على نجر شيء وتسويته بحديدة ) ونحت النجار الخشبة ينحتها نحتاً . وقال ابن منظور
ونحت الجبل ينحته :قطعه وهو من ذلك وفي التنزيل :{ وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين }. اصطلاحاً: هو استخراج كلمة واحدة من كلمتين أو أكثر . مثال ذلك : عبشمي نسبة إلى عبد شمس ، وعبدري نسبة إلى عبد الدار . (1) علاقــــــــــــــــــــــة النحــــــــــت بالاشتقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاق : قد انقسم الباحثون في مسألة نسبة النحت إلى الاشتقاق إلى ثلاثة أقسام : الأول : يرى أن النحت نوع من أنواع الاشتقاق ، ففي كل منهما توليد شيء من شيء ، وفي كل منهما فرع وأصل ، ولا يظهر الفرق بينهما إلا في كون النحت اشتقاق كلمة من كلمتين أو أكثر ، وكون الاشتقاق من كلمة واحده ؛ ولأجل هذا سمي النحت بالاشتقاق الكُبَّار . الثاني : يرى أن النحت غريب عن نظام اللغة العربية الاشتقاقي ، فلا يصح أن يعد ضرباً من ضروب الاشتقاق وحجة من يرى هذا القول أن اللغويين المتقدمين لم يعدوا النحت ضرباً من الاشتقاق ، فقد أهمله ابن جني في بحوثه ، ولم يذكره السيوطي في الباب الذي أفرده للاشتقاق ، بل أفرد له باب خاصاً والنحت هو نزع كلمة من كلمتين أو أكثر ، بينما يتحقق الاشتقاق بنزع كلمة من كلمة أخرى كما أن الغاية من الاشتقاق استحضار معنى جديد أما غاية النحت فهي الاختصار كما عبر عن بذلك ابن فارس .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فقه اللغة موضوعه مفهومه قضاياه ، محمد إبراهيم الحمد ، ص269.
الثالث : توسط فرأى أن النحت من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقاً بالفعل ومن أنصار هذا القول الشيخ عبد القادر المغربي في كتابه الاشتقاق والتعريب .(1) شــــــــــــــــــروط النحـــــــــــــــت : 1- أن تكون معبرة عن معنى الكلمات التي أُخذت منها . 2- أن تجمع بين حروف ما أُخذت منه خصوصاً إذا كان من كلمتين فقط مثل : عبدري نسبة عبد الدار ، حيث جمع بين حروف الكلمتين . أما إذا كان من ثلاث كلمات فلا يشترط الأخذ من كل كلمة مثل : جعفدة من قولهم : جعلني الله فداك ، فلفظ الجلالة لم يؤخذ منه شيء . (2) أقســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام النحــــــــــــــــــــــــــــــــــت: 1- النحت النسبي : وهو ما يكون لبيان نسبة الشخص إلى قبيلة أو مذهب أو غير ذلك ، ومن أمثلته : عبدري نسبة إلى عبد الدار ، وعبشمي نسبة إلى عبد شمس . 2- النحت الفعلي : وهو ما يكون في الأفعال ، وهو ما ينحت من الجملة دلالة على منطوقها وتحديداً لمضمونها ، نحو : بسمل من قال بسم الله ، ومن ذلك حوقل أي قال لاحول و لاقوة إلا بالله . 3- النحت الوصفي : وهو أن تنحت من كلمتين كلمة على صفة بمعناها أو بأشد من هذا المعنى ، ومن أمثلته صهصلق : صفة للرجل الشديد الصوت الصخاب ، يقال امرأة صهصلق : صخابة 4- النحت الاسمي : وهو أن تنحت من كلمتين فأكثر اسماً، وهو أقل هذه الأنواع مثل جلمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فقه اللغة ، للدكتور حاتم صالح الضامن ، الطبعة 1411هـ ، 1990م، ص93. (2) فقه اللغة موضوعه مفهومه قضاياه ، محمد إبراهيم الحمد ،ص 270
من جلد وجمد . (1) طـــــــــــــــرق النحـــــــــــــــــــــت : 1- إلصاق الكلمة بالأخرى ، دون تغيير شيء بالحروف والحركات نحو برمائي . 2- تغيير بعض الحركات دون الحروف نحو : شقحطب ( من شق حطب ). 3- إبقاء إحدى الكلمتين كما هي ، واختزال الأخرى نحو : مُشَلْوَز . 4- إحداث اختزال متساوٍ في الكلمتين ، فلا يدخل في الكلمة المنحوتة إلا حرفان من كل منهما نحو : تَعَبْشَم . 5- إحداث اختزال غير متساوٍ في الكلمتين نحو: سبحل . 6- حذف بعض الكلمات حذفاً تاماً دون أن تترك في الكلمة المنحوتة أي أثر نحو : طلبق ( أي أطال بقاءك ) وهيلل ( أي : لا إله إلا الله) فإن كلمة الله في الأولى وكلمتي (لا) و(إلا) في الثانية قد حذفت تماماً ولم يبق لها أي أثر في الكلمتين المنحوتتين المذكورتين .(2)
مـــــــــــــوقف البــــــــــــاحثين من النحــــــــــــــــــت :
انقسم الباحثون في مسألة نسبة لنحت إلى الاشتقاق إلى ثلاثة أفرقاء : 1- فريق يؤكد أن مراعاة معنى الاشتقاق تنصر جعل النحت نوعاً منه ففي كل منهما توليد شيء من شيء وفي كل منهما فرع وأصل . 2- فريق ثاني يذهب إلى أن النحت غريب عن نظام اللغة العربية الاشتقاقي لذلك لا يصح أن يعد قسماً من الاشتقاق فيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) فقه اللغة موضوعه ومفهومه وقضاياه ، محمد إبراهيم الحمد ، ص 274،275. (2) فقه اللغة العربية وخصائصها للدكتور إميل بديع يعقوب ، ص ،213.
3- فريق ثالث توسط فاعتبر النحت من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقاً بالفعل .(1)
أثـــــــــــر النحــــــــــت في إثــــــــــــــــراء اللغــــــــــــة العربيــــــــــــــــــــة : 1-اختصار الكلمات العربية الطويلة فهو يساعد على الإيجاز والاقتصاد في القول
2- مواكبة المخترعات الحديثة والمسميات الأجنبية الجديدة .
3- التوسع في الاشتقاق من المنحوتات .
4- الإفادة من النحت في التعريب .
وقد اصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة قراراً بأنه يجوز النحت من كلمتين أو أكثر اسم أو فعل عند الحاجة على أن يراعى ما أمكن استخدام الأصلي من الحروف دون الزوائد وأن يكون المنحوت موافقاً للأوزان العربية كما انه لايلزم فيها الأخذ من كل الكلمات ولا موافقة الحركات والسكنات ، وإذا كان المنحوت اسماً اشترط أن يكون على وزن عربي والوصف منه بإضافة ياء النسب وإذا كان فعلا كان على وزن (فَعْلَل أو تَفَعلل) إلا ّإذا اقتضت غير ذلك الضرورة وذلك جريا على ماورد من الكلمات المنحوتة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فقه اللغة العربية وخصائصها للدكتور إميل بديع يعقوب ، ص : 210