سالم محمد عيبلو *
البلد : ليبيا عدد المساهمات : 4 نقاط : 12 تاريخ التسجيل : 17/01/2013
| موضوع: هل العربية أفضل من غيرها ؟ 2013-01-17, 21:41 | |
| هل العربية أفضل من غيرها سنعرض في هذا المقال إلى رأي ابن حزم الظاهري في مسألة تفضيل لغة على أخرى وذلك حين وجدنا أن قوله هذا ورأيه في المسألة يؤيده الدرس اللغوي الحديث ،وإن كنا لا ننكر أن يكون لكل لسان خصوصيته فإن فكرة تفصيل لغة على أخرى شيء يأباه الدرس اللغوي الحديث كما رفضه ابن حزم وبين سبب رفضه وابن حزم هذا اسمه علي توفي سنة 456 هجرية الموافق لسنة 1064 م عرف بالظاهري، أبي محمد وهو عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام. كان في الاندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم " الحزمية ". ولد بقرطبة. وكان بعض الولاة في عصره يقربون علماء اليهود والنصرانية فعارضهم وكان قاسيا في كتاباته عن اليهود والنصارى يسفه آراءهم وينتقد أفكارهم . ويروى أنه لم يكن ناجحا في اختياراته السياسية فكان في صف المغلوب دائما، وربما كان هذا سببا في حدة عبارته وسطوة لسانه حتى ليقال لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان ، وكان ابن حزم قد عاش في طفولته مترفا إذ كان أبوه رئيسا للوزارة ، ولكنه كان أقل حظا من أبيه في هذا الشأن فلم تستقبله قصور الامراء والخلفاء ، فانصرف إلى التأليف ، فكان من صدور الباحثين وأكبر المولفين فقيها حافظا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيدا عن المصانعة. وانتقد كثيرا من العلماء والفقهاء، فتمالئوا على بغضه، وأجمعوا على تضليله وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته. وحرقت كتبه في الأسواق . وابن حازم هذا كما قدمنا ظاهري المذهب يعتبر الكتاب والسنة وإجماع الصحابة مصادر للشريعة ويلغي تقريبا ماعداها و له أراء جد مهمة في اللغة وأصلها ولغة القرآن وإعجازه وهو لاشك يمثل مذهبا وقد تناول موضوع تفضيل لغة على أخرى وأشار إلى أن بعض القوم توهموا في لغتهم أنها أفضل اللغات فبين رحمه الله أن هذا ( لا معنى له لأن وجوه الفضل معروفة وإنما هي بعمل أو اختصاص ولا عمل للغة ولا جاء نص في تفضيل لغة على لغة وقد قال تعالى { ومآ أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشآء ويهدي من يشآء وهو العزيز الحكيم } وقال تعالى { فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون } فأخبر تعالى أنه لم ينزل القرآن بلغة العرب إلا ليفهم ذلك قومه عليه السلام لا لغير ذلك . قال ابن حزم وقد غلط جالينوس حين قال إن لغة اليونانيين أفضل اللغات وحين قال إن سائر اللغات إنما هي تشبه إما نباح الكلاب أو نقيق الضفادع . قال علي ابن حزم الظاهري وهذا جهل شديد لأن كل سامع لغة ليست لغته ولا يفهمها فهي عنده في النصاب الذي ذكره جالينوس ولا فرق . وقد قال قوم العربية أفضل اللغات لأنه بها كلام الله تعالى قال علي وهذا لا معنى له لأن الله عز و جل قد أخبرنا أنه لم يرسل رسولا إلا بلسان قومه وقال تعالى { إني إذا لفي ضلال مبين } وقال تعالى { وإنه لفي زبر الأولين } فبكل لغة قد نزل كلام الله تعالى ووحيه . وقد أنزل التوراة والإنجيل والزبور وكلم موسى عليه السلام بالعبرانية وأنزل الصحف على إبراهيم عليه السلام بالسريانية فتساوت اللغات في هذا تساويا واحدا . وأما لغة أهل الجنة وأهل النار فلا علم عندنا إلا ما جاء في النص والاجماع ولا نص ولا إجماع في ذلك إلا أنه لا بد لهم من لغة يتكلمون بها ولا يخلو ذلك من أحد ثلاثة أوجه ولا رابع لها إما أن تكون لهم لغة واحدة من اللغات القائمة بيننا الآن وإما أن تكون لهم لغة غير جميع هذا اللغات وإما أن تكون لهم لغات شتى لكن هذه المحاورة التي وصفها الله تعالى توجب القطع بأنهم يتفاهمون بلغة إما بالعربية المختلفة في القرآن عنهم أو بغيرها مما الله تعالى أعلم به قال ابن حزم و قد ادعى بعضهم أن اللغة العربية هي لغتهم واحتج بقول الله عز و جل { دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } فقلت له فقل إنها لغة أهل النار لقوله تعالى عنهم أنهم قالوا { وما لنآ ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على مآ آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون } ولأنهم قالوا { ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من المآء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين } ولأنهم قالوا { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير } فقال لي نعم فقلت له فاقض أن موسى وجميع الأنبياء عليهم السلام كانت لغتهم العربية لأن كلامهم محكي في القرآن عنهم بالعربية فإن قلت هذا كذبت ربك وكذبك ربك في قوله { ومآ أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشآء ويهدي من يشآء وهو العزيز الحكيم } فصح أن الله تعالى إنما يحكي لنا معاني كلام كل قائل في لغته باللغة التي بها نتفاهم ليبين لنا عز و جل فقط . وحروف الهجاء واحدة لا تفاضل بينها ولا قبح ولا حسن في بعضها دون بعض وهي تلك بأعيانها في كل لغة فبطلت هذه الدعاوى الزائغة الهجينة وبالله تعالى التوفيق تتمة قال على وقد أدى هذا الوسواس العامي اليهود إلى أن استجازوا الكذب والحلف على الباطل بغير العبرانية وادعوا أن الملائكة الذين يرفعون الأعمال لا يفهمون إلا العبرانية فلا يكتبون عليهم غيرها وفي هذا من السخف ما ترى وعالم الخفيات وما في الضمائر عالم بكل لسان ومعانيه عز و جل لا إله إلا هو وهو حسبنا ونعم الوكيل. تمت بتصرف يسير
|
|
د محمد محمد يونس علي عضو شرف
البلد : ليبيا وبلاد العرب: أوطاني عدد المساهمات : 801 نقاط : 1529 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 المهنة : أستاذ اللسانيات المشارك
| موضوع: رد: هل العربية أفضل من غيرها ؟ 2013-01-18, 23:31 | |
| شكرا لك د سالم على هذه المشاركة الرائعة وأودّ بهذه المناسبة أن أستطرد بالقول: إن الادعاء بأن لغة ما أبلغ من أخرى أيضا غير مقبول، وذلك لأن البلاغة صفة للكلام وليس صفة للغة، لأن اللغة ليست عبارات جاهزة مركبة، بل المتكلم هو الذي يركبها، فإن أجاد تأليف مفرداته، وأحسن سبكها، وطابق مقتضى الحال، وصف بالبليغ، وإن أخفق في ذلك فلا يستحق هذا الوصف. والكلام يطول في توضيح هذه المسألة، ولكن سنترك التفاصيل لموعد لاحق إن دعا الداعي إليها. |
|
أحلام لسانية مشرف عام
البلد : السعودية عدد المساهمات : 1314 نقاط : 1860 تاريخ التسجيل : 24/05/2010 المهنة : أستاذة
| موضوع: رد: هل العربية أفضل من غيرها ؟ 2013-01-19, 14:19 | |
| |
|