الكتابة الفريدة للقرءان الكريم
ان موضوع كتابة القرءان الكريم وان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة فان هذا الموضوع مختلف فيه --- غير انني بالدراسة وبالشواهد
فان فهمي للكتابة الفريدة للقرءان الكريم هو انني لا اعتقد ان الصحابة يمكن ان يكتبوا اي حرف بدون املاء الرسول لان هذه الكتابة كتابة فريدة فان هناك حذف واضافة وابدال حروف وغير ذلك من الاختلافات بالمقارنة برسم الكلمة بحروفها الاصول -- بالطبع يمكن لكتبة الوحى كتابة الحروف الاصول للكلمة غير انه اذا تغيرت الحروف الاصول للكلمة القرءانية من حذف حرف او اضافة او تغير فلا يمكن لكتبة الوحى ان يكتبوا هذا التغير بدون الرجوع الى الرسول صلى الله عليه وسلم --- وفي هذه الحالة ندخل في قضية الرسول هل كان يقرأ او يكتب حتى يملل على الصحابة حروف الكلمة القرءانية
القرءان الكريم يوضح ان الرسول لم يكن يقرا او يكتب قبل نزول الوحى ( وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ) اما بعد البعثة فقد اختلف المفسرون فالاغلب قالوا بانه استمر لا يقرا ولا يكتب وقال بعضهم ان ربه علمه القراءة مصداقا لقوله تعالى ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) وقوله تعالى ( اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم ) وكان يقرا القرءان فقط
وفي الحقيقة فانه من دراستي لحروف جميع الكلمات القرءانية الواردة في المصحف الشريف والذي اعتمدته في الدراسة وهو مصحف المدينة النبوية طبقا لرواية حفص والصادر من مجمع الملك فهد وهو الاكثر انتشارا في بقاع العالم الاسلامي وبدراستي للتغير في حروف الكلمة الاصول وتغيرها طبقا للمقام واعجازها التصويري للمعنى حيث ترسم الحروف صورة صادقة للمعنى -- من هذه الدراسة فانني لا اعتقد ان الصحابة يمكن ان يكتبوا هذه المعاني الرائعة دون املاء ومراجعة من الرسول لما يكتبونه
وهناك رايان في هذا الموضوع -- اولهما يتمشى مع الحديث المروي عن الرسول بانه حين كان ينزل القرءان فكانما نقش في قلبه كتابا -- وهذا يمكن ان يفسر املاء الرسول لكتبة الوحى عن طريق صورة الكلمة المنقوشة في قلب الرسول
الراى الاخر وهو ان كلمة ( اقرا ) في بدء الوحى هى امر كوني وليس مجرد طلب من جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم -- وكونها امرا كونيا بان يقرا الرسول(ا اقرا باسم ربك ) فلا بد ان يقرا الرسول القرءان الكريم مثل الاوامر الكونية ( ينار كوني بردا وسلاما على ابراهيم -- يارض ابلعي ماءك ويسماء اقلعي )
وهذا يمكن ان يفسر لنا قوله تعالى في سورة البينة ( رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ) وقوله تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ) فكيف يحرك الرسول عليه الصلاة والسلام لسانه الا اذا كان يحاول قراءته قبل ان يقضي اليه وحيه اي قبل ان يقراه عليه جبريل عليه السلام
القرءان كتاب وقرءان -- كتابته معجزة وتلاوته باحكام التلاوة معجزة اخرى في البيان -- لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( لا مبدل لكلماته )
هناك سؤال ءاخر هل يمكن ان يكون القرءان مكتوبا في اللوح المحفوظ بكتابة اخرى مخالفة للمصحف الشريف ؟ لا اعتقد ذلك -- قال تعالى ( انزل اليك الكتاب )
ان كتابة القرءان الفريدة المحفوظة حتى الان وتلاوته المخصوصة حتى الان تثبت قوله تعالى ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )
نقطة اخرى احب ان اضيفها هى ان الرسم العثماني هو الرسم القرءاني الذي كان يكتب بين يدي الرسول وفي حضرته -- وسيدنا عثمان قام بجمعه فقط اي جمع ما كان مكتوبا -- و لم يكتب في المصحف الا ماكتب بين يدي الرسول وفي حضرته وشهد شاهدان على ذلك
القرءان الكريم نزل كتابة وتلاوة في نفس الوقت ( في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة ) في صحف اعتقد انها نورانية لا يراها الا الرسول كما كان يرى جبريل والملائكة --- هذا فهمي بعد دراسات عميقة وبالطبع لا اقول انه وحده الفهم الصحيح فرايي صواب يحتمل الخطأ وراي غيري خطأ يحتمل الصواب -
هناك نقطة اخرى -- لماذا كتبت الحروف المقطعة متصلة رغم انه تقرا منفصلة فاو كان القرءان نزل متلوا فقط لكتبت الحروف المقطعة مثلا (الم ) كانت تكتب الف لام ميم او تكتب ا ل م -
انني اؤكد ان هذا فهمي لكتابة القرءان الكريم
والله اعلم
محمد شملول