منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارهرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يحي امحمد
عضو شرف
عضو شرف
يحي امحمد

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
211

نقاط :
403

تاريخ التسجيل :
12/11/2011

المهنة :
استاذ


هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات Empty
مُساهمةموضوع: هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات   هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2012-12-03, 14:29

هرب النهار قبل أن نجز شيئا.....من مشكاة كاتبة قوله صلى الله عليه وسلم:"يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر" أقول.......
هل تُردِدُ، أنت أيضاً: يهرب النهار قبل أن أنجز ما أريده؟ ويكون العمر هو تلك الأجزاء الصغيرة كالفسيفساء تضع إحداها إلى جانب الأخرى مسرعة في نهاية كل يوم، ويضيع بعضها أو يتكسر بعضها الآخر؟
في الطريق إلى المدرسة، كنت وأنا صبي صغير، ألفُّ كتبي بمحفظة خفيفة، وأحمل دواتي حاضرة للرّمي على من يسخر منّي؟ أنا أكثر سعة من تلك السخرية المسرعة! أن تسخر من الناس ...التميُّز لا يأتي هكذا! كيف يأتي؟ لا أعرف بعد! لكنه سيجد أجنحته ويصل ذات يوم مستقلاً وحراً!

في الطريق إلى المدرسة، كنت أمشي خفيف، سريع، هاوي أنتبه إلى الأشجار المزهرة، أمرُّ تحتها، أمتصُّ عبقها، أشرب لونها الناعم البنفسجي.... سعيد؟ نعم، سعيد! أمس نزل المطر غزيراً، مجنوناً، بلّل ثيابي، وصل إلى قميصي، عبرت بحيراته وجداوله. آه، بلّل حذاءي الوحيد! غسلت جواربي، وجففتها على المدفأة. مررت قبعة رأسي على المدفأة فكوتها. ولكن كيف يجف حذاءي قبل الصباح؟ هل كان يجب أن أبكي يومذاك؟ لا دمعة! كأن الحياة وعدتني بأنها ستكون كما أصبحت اليوم. أتى الصباح مشرقاً، وعبق الزهر والعشب الجديد فوق أكوام تراب منسية في الطرقات. لايزال لونه حتى اليوم نضراً في ذاكرتي. فتح طريق واسع فوق الحديقة التي كانت تجمع صقيع الصباح الأبيض هناك، وتغير المنظر كله، لكني أُثبتُّه بألواني وخطوطي في نفسي في ذاكرتي وقلت: عندي لن يموت!
أين ذلك البستاني، وبيته الطيني، وبُقُوله، أشتال البندورة والفليفلة والباذنجان التي كان يزرعها في بستانه على حافة طريق المدرسة؟ كنت أتفرج وأنا أعبره على حبات الباذنجان اللماعة بين الأوراق، وأشم عبق ورق البندورة، وتلمح الساقية وعلى كتفي شجرة الجوز الكبيرة. وكانت الرطوبة تهب عليّ من هناك. كأني مشيت في الحياة كما مشيت يومذاك في طريق المدرسة، مستقيم ، أنظُرُ إلى الأفق . يقول من يراني ثابت ، مثابر، إنه يذهب إليه وقريباً،.... قريباً يصل!
في طريق المدرسة يعترض إحدى رفاقي على مشيتي : تسرع! ولم العجلة؟ سنصل إلى البيت، وسنكتب الوظائف الثقيلة! حقاً لم العجلة! ... المغامرون يبحثون عن الصيد، في هدوء،.ويشير إلى البنات وهن يخرجهن من المدرسة! لا تزال في ذاكرتهن كلمات قاسم أمين عن المرأة الحرة المتحضرة ...نعم حتى تكون متحضرة لبد أن تقتحم حياتها وحدها ....أن تختلط ...وأن...!حقاً، لم السرعة؟ يقول ...ويقول ...
أما أنا فأنظر_غير آبه لما يقول_ أنظر إلى البساتين الباقية على طرف الطريق، وأجمع البرودة التي هبت من المزروعات هناك. سأكون مميّزا ذات يوم. لكن ذلك التميّز سيكون واسعاً، أخضر مثل البساتين، يرافقني مثل هذا الطريق إلى الأفق. كيف سيأتي؟ بما أسعى إليه؟ لا أعرف بعد، لكني مؤمن بأنه سيكون في وقته لا قبل ذلك ولا بعد . سيأتي كما يأتي زمن المشمش، وسأنتبه إليه من بدايته حتى نهايته. لا، ماذا أقول؟ أجوا ألا لن ينتهي!
مشى مرة إلى جانبي في ذلك الطريق نفسه، الشاب الذي تعرفت إليه في الملعب. يبدو أنه لا يريد أن يسخر منّي. ...عبر عن ألمه لأني أمشي وحدي. ...يقول :يجب أن تكون مع آخر أو .....يريد أن تكون هي مكان الأفق الذي أواجهه وأنا أسير؟ لا! قلت له الوداع . وعبرت الطريق إلى المدرسة .خلف المدرسة رأيت الأفق.
كيف تخلصت من دروس العروض ؟ أُف! لم أحبها أبداً . جَثَمَتْ على السَّنةِ كلها! أسأل المعلمة: هل كان الشعراء العرب يعرفونه؟ يا للسؤال السخيف! بالسليقة أنشدوا الشعر. لم يعرفوا النحو . ندرِّسكم ذلك لأنكم دون سليقة!
ماذا تقول اليوم في الطلاب والطالبات الذين لا يكتبون بلغة سليمة؟ تقول لهم: تخطئون في اللغة فيجيبون: لكن معادلاتنا صحيحة. ما شأن العلوم باللغة! هل تلومهم أكثر مما تلوم بنتها التي كتبت لها مرة رسالة ركيكة؟ صغيرة؟ ليس ذلك عذراً! يا إلهي، ما العمل؟ تناولت حِملاً إضافياً، تناقضاً جديداً بيني وبين الجيل الجديد الذي لا يتذوق لغتي لأنه لا يعرفها ولا يريد أن يعرفها.
هل قفز العمر بمثل تلك السرعة من الطريق المحفوف بالبساتين الذي مشيت فيه إلى المدرسة، إلى هذا الطريق الذي تحف به البنايات وأقود فيه سيارة الآن إلى الجامعة وأنا ألبس لباس الجينز متوهجاً، شعري لامعٌ مُدبّبُ ، جميل أن ترى جمال القُنفذ في أشواكه ؟ حتى مشيتي الثابتة التي كانت تقودني إلى الأفق في ثقة تامة استبدلتها ...نعم يجب أن أترنّح يمينا وشمالا ....نعم إنه سيرٌ متناسق مع الموسيقى التي تنبعث من سماعة ذات صوانان كبيران ...نعم لا بد من شيء يحدوك و يقودك ..حتى ولو كانت موسيقى ..
كنت يومذاك في صغري ألبس سروالا فضفاضا و أطيل سترتي، وأضع طاقية،كانت تلك ثيابي التي أرتاد بها الكُتّاب كانت تعجبني ..حتى يخيل إليّ أني إمام مسجد . ناداني المدير: القبعة البيضاء ؟ في مدرستي لا أقبلها! " مدرسته؟" . ولكن من يجسر أن يقول للمدير هذه ليست مدرستك بل مدرستنا؟!
لا أذكر اليوم كيف كنت ...أضع مادة لزجة على رأسي وأفركها ..فيه حتى أقيم شعري إلى السماء ...كنت أعاني في ضمّ بعض الشعرات إلى مجموعتها ...وكأنها تعارض هذا التغير وتأبى إلا القبعة البيضاء ....لكن لا ..لقد قال المدير ..بنزعها ...رغم أنها كانت معي ..وكأن شيء يشدني إليها ..فكنت أحن عليها ... فأسحبها من محفظتي وأضعها على رأسي لكن لا تستقر لأن شعري المدبب يرفضها ..فأعمد إليها أضعها في محفظتي، وصرت ألبسها عند باب الكتاب . يقول لي رفيقي: عنادا ! لا يستحق الأمر هذا العناء! أردّ: بل طريقة في الحياة، الدفاع عن الرأي يستحق العناء. ليكن للمدير فقط باحة " مدرسته " حيث اضطر إلى المرور أمامه!
فيما بعد عرفت أن ذلك المدير خرج في أول صيحة نسائية تنزع الحجاب علناً في بلادنا وتحدّى ماء الفضة. تساءلت يوم عرفت ذلك: كيف أصبح ذلك السيد المحترم في الصورة بشعة وقاسية كما يبدو الآن وهو مدير؟! فهل يستطيع أن يتساءل اليوم التساؤل نفسه وهو يرى الناس رجالاً ونساء ينقلبون أمامه من الجمال إلى البشاعة؟ كان يخيل إلي أن الانهيار قرار صعب أو قدر مستحيل. لكنه في هذه الأيام استنتجت حقيقة جديدة: أن الانهيار إغراء سهل، لا هزيمة فقط، وأن الانسان يجب أن يدافع حتى عن ظهره المستقيم . ودافعت عنه! ظلت أحضر دروسي في عناية ، ظلت أصحح أوراقي في انتباه، ظلت أراجع المستوى العلمي يقلقني، ظلت أناقش في حرارة المشاكل التي نوقشت مرات. وبقيت أهوى الزهر الذي يعبق في الصباح، وألبس سروالا فضفاضا وطاقية، وأوزع نباتاتي في الشرفة الصغيرة، وأزين جدرانها بصور لوحات.
" هل أمسك بكل تلك الأشياء، وأمسك حتى بأصوات العصافير في ساعة معينة من المساء والصباح، كي أثبت في الريح التي حملت أصحابي بعيداً عن المكان الذي التقيت بهم فيه؟ غير جيراني وأصحابي وملابسي .
من كنت أصافحه أمس يسحب يده اليوم كيلا تلمسه . يخشى مني! أنا أخيف؟! من كنت أزوره لا يرحب بي اليوم. يحاول هدايتي، وعندما نظرت إليه دهشا، ابتعد . عمل واجبه، يئس وانصرف! عمل واجبه في هدايتي، أنا الذي ابتعدت عن مدينتي وأهلي لأدرس، " اطلبوا العلم ولو في الصين"، ومشيت هناك أيضاً ثابت الخطوة في الريح والثلج، وعبرت الممر بين عصر وعصر، وانتزعت شهادة بالذكاء والتفوق لعالم أتيت منه، أنا أحتاج أن يهديني رجل جاهل؟ أين بقي طريقي الذي أمشي فيه مثابر مسرع؟ من جانب سراويل ضيقة و علب الملمع ذات الرائحة الأخاذة، ومن جانب آخر ثياب قاتمة حتى الأرض وبراقع قاتمة. حروب وجرائم . انقلابات وتوبة. ماض يحترق وحاضر يرتجف. كأن ريحاً عاتية جرت الناس إلى الندم على حياتهم الماضية كلها، فنفضوها كما ينفض الغبار عن السجاد. لم يتركوا ثنية يخبئون فيها نزهة أو حباً أو ذكرى . كأن تلك الأفراح كانت إثماً .
عدت أنا إلى طريق المدرسة، ومشيته كله. أرسلت شعري مرة أخرى عند باب المدرسة، ولبست القبعة البيضاء. حميت رأيي! جففت مرة أخرى حذاءي الوحيد المبتل. ماذا تفعلوا في الصيف يا شباب؟ لنتبادل الكتب! هكذا بدأ النادي الذي جمع أفراد صفي. لنذهب ماشين إلى الضواحي! لنتعلم كرة السلة! لنتعلم الرسم! لنتفرج على درس القمح! الدراجة؟ السباحة؟ كيف؟ أين؟ بكم؟ أنا الذي كنت أسرع في طريق المدرسة، أم السريعة تلك السنوات السعيدة! متى المسابقة يا شباب وما هي الأسئلة المتوقعة؟ حضروا القهوة كي نستطيع السهر حتى الفجر! لكن هل سننجح ؟ أضحك: إذا الشعب يوماً أراد الحياة... قصيدة الشابي التي تعلمناها. نسيناها؟
ثم نادني رفيقي: هنا اسمك على لوحة الإعلانات! الاختصاص؟ إذن كان بيني وبين الحياة حقاً وعد! اتفقنا معاً! بقي التميز؟ فيما بعد سيأتي . هل سيأتي بنفسه؟ ابحث أنت أيضاً عنه! بين طيات الدراسة وجدته. ناعماً، رقيقاً، دون مواكب، ودون قصائد شعر، دون سهر تحت نافذة
قال لنا مرة أستاذ : كان جيلنا محظوظاً!. قال له طالب: جيلكم حِمل لنا هذه الأيام! حشدتم في أيامكم ما سميتموه نهضة وتحررا وحشدتم أقصى الوهم والعنف! ارتعشت . هل ألومه؟ شاب، والأفق في الطريق إلى الجامعة تحجبه بنايات مرتفعة. أشفقت عليه. أيمكن ألا أملك إلا الشفقة عليه؟ وهل أستطيع أن أنجد حتى أختي ؟ في برهة شعرت أن الريح عصفت وحركتي من مكاني الذي ثبتّ فيه حتى اليوم على طريق المدرسة وطرقات الغربة، وطريق العمل، وثبتّ فيه حتى بين حرائق الحرب المجاورة . هل أراد الشاب أن يقول لي انهار كلامكم، انتهى زمنكم! في برهة شعرت بأني أهرب راجعا لأحتمي ببيتي.
قال لي زميلي: الرجل الذي يشتغل زاد همومه بيده. أضفنا إلى هم الدراسة العمل خارجها! كلت يدي من تصحيح أوراق الامتحانات. ولا شيء يستحق التصحيح! هل كنا على حق يوم اخترنا العلم والشغل؟ وكيف توهمنا أننا أنداد لزملائنا وحالنا هكذا؟ هل أندم أنا أيضاً على ما اخترته وأخبئ في صندوق مظلم سري الأمس الذي عشته؟ سألت زميلي: كنت إذن عند الحلاق! كيف عرفت؟ عرفت أيضاً أنك صادفت عنده شباب يرتبون شعورهم خلف المرايا، لأنهم ذاهبون إلى حفلة. وفكرت أننا لا نستمتع بمثل تلك الحفلات ولا وقت لها لدينا؟ ورأيت هناك أيضاً شباب دون السادسة عشرة يرتبون ويصبغوا للحفلة ، والعريس ....من العمر! كيف عرفت ؟ كيف؟
في ذلك الصباح كنت قد رتبت أنا الفطور، وغسلت الفناجين والصحون بعد الطعام، وخرجت مسرعا من البيت. لم أصل إلا في موعد المحاضرة لا قبلها. منذ زمن طويل لم أعد أنام على زند .......الزند ...سيبقى ذلك السر بيني وبين الليل،.... حتى تخضر الدالية في الربيع.صديقي أيضاً يعود إلى البيت مطفأ العينين. قال لي:أنت الذي تتعلم وتقرأ، تشبّع يديك بالتراب، وتخاف أن تعلق من شعرك في جهنم! رددت: ذلك أفضل من لبس الجينز أو تلميع الشعر وقلة الدين.
تذكرت المدير القديم. " في المكان نفسه!" أسرعت في الطريق إلى المحاضرة . كنت ألبس لبسا أنيقا متوهجاً، وكان شعري مرتباً، وكان وجهي صبوحا، كانت يداي ثابتتين على عجلة القيادة، ثبات خطواتي في الطريق إلى المدرسة. وما أزال أحب النظر إلى الأفق. تساءلت: هل أردد أنا أيضاً أني عشت على غير ما أتمنى؟ وأن النهار ينتهي قبل أن ينجز ما قدرته له؟ أرد في هدوء على نفسي: أنا، لا!
مع أن الريح حملت الغبار والأكياس الوسخة إلى بيتي أمس، فاضطرت إلى تنظيفه، ورغم أني سأحضر في الليل طعام الغد، شعرت بنسيم الصباح المنعش، وبالرغبة في الحياة. وتمنيت أن أعود صبي إلى طريق المدرسة، أحمل دواة الحبر، وأمشي مسرعا، مسرعا وأتلقى نسيم البساتين على طرف الطريق، وألحق ألوان الغروب المبكر في العودة.
عند الضوء الأحمر صادفت بستانياً يجر عربة خضار. التفت إليه. نعم هو نفسه! هو ذلك البستاني الذي كان يزرع البندورة والباذنجان ويسقي البستان من الساقية وتهب من بستانه الرطوبة. نظر إلي . هل عرفني هو أيضاً؟ مكان بستانه القديم بناية اليوم. فهل ظل ثابتاً مثلها، فلحق بستاناً القديم بناية اليوم. فهل ظل ثابتاً مثلها، فلحق بستاناً آخر من البستاتين التي تبتعد عن المدينة، وهناك زرع خضاره، وسقاها، وتقف هناك الآن أيضاً شجرة جوز كبيرة على كتف الساقية ؟ لابد أنه عرفني!
كنت أنظر إليه. وفي تلك اللحظة حدث الانفجار. في لمحة خاطفة كالبرق شعرت بأنني كنت أتوقع ذلك. بل كأني رأيته من قبل. لكني لم أعرف هل كان الانفجار لغما وضع في سيارة فجرت من بعد، أم كان قصفاً من بوارج غريبة، أم كان قنابل رمتها الطائرات . في لمحة كالبرق لم تعد موجودة، فلم أكمل تساؤلي: هل كان موتي نهاية جيل أم نهايتي أنا، أم نهاية زمن واحد فقط هو زمني؟ فعند ذلك الضوء الأحمر تجمعت في باقة أجزاء حياتي كلها، المدرسة،الجامعة زملائي، الطرقات، البساتين، وحتى حذاءي الوحيد المبتل ومدفأتي نفسها، سريري، نباتاتي، لباسي المتوهج، علبة الملمع ..والسماعة ..,ملامح أصحابي تجمعت في باقة واحدة ثم تناثرت شظايا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهر السوسن
عضو شرف
عضو شرف
زهر السوسن

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
879

نقاط :
1493

تاريخ التسجيل :
17/10/2012


هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات Empty
مُساهمةموضوع: رد: هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات   هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات I_icon_minitime2012-12-03, 14:45

انك تحيا بكل تلك الذكريات الجميلة وان كانت احيانا قاسية لكنها جعلت منك انسانا قويا قادرا على العطاء بدون مقابل
وزرعت في ارض ايامك محبة الاخرين ..ورغم انك ترى نفسك مختلف فان هذا الاختلاف هو الذي يجعلك متميزا
بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... فلا تتوقف وتابع المسير والكتابة فانا دائما يروق لي ما يخطه قلمك
هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات 976116 هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات 976116

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم قصة واقعية حزينة
» أسماء ساعات النهار عند العرب
» خواطري ....هذا الصباح
» رد على ( والذى نفسه بغير جمال **** لا يرى في الوجود شيئا جميلا)
» أجمل بيث في تجرح الذات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: مختارات شعرية ونثرية :: أحسن القصص والسرد إجمالا :: قصص متنوعة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


هرب النهار قبل أن نجز شيئا,,,,,,حوار مع الذات 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
مجلة الخطاب النقد النص قواعد محمد الحذف المعاصر اللغة ظاهرة البخاري العربي مدخل موقاي التداولية مبادئ كتاب الخيام على بلال اللسانيات اسماعيل ننجز الأشياء العربية النحو


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع