همهم الكابتن ألبرتو وهو يردد صورة واحدة فقط ، أهذا ما تريده أيها المصور داني ..
- نعم أجاب المصور داني رث الثياب ابن روما المدلل الذي لم يتعود حياة العسكرية الجافة والذي القي به هوسه بالتصوير والتوثيق والتعرف إلي عوالم أخري إلي مرافقة القوات الايطالية إبان بداية احتلالها للشواطئ الليبية ..
- ها هي المتوحشة العربية أمامك يا داني . أردف الكابتن ألبرتو وهو يشير بعصاه العسكرية باتجاه فتاة في مقتبل العمر ملقاة علي الأرض في أسمال بالية وقد كبل معصماها بقيد حديدي وبان واضحا علي وجهها أثار كدمات واضحة تنم عن تعرضها للضرب العنيف ، ورغم ذلك فلقد كانت تملك مسحة من جمال خمري غامض متلبس بالكبرياء والعنفوان ..
صعق المصور داني مما شاهد وأخذ يتمتم .. لعنة الله عليكم أيها الوحوش ، أهذه قوات وجبروت وجيوش روما العظيمة ، رجال أشداء ومقاتلين أشاوس من اجل فتاة مدنية عزلا لأحول لها ولا قوة ..
بصق المصور داني بقايا التبغ المتجمع في فمه وبدا يجهز آلته لالتقاط صورة للموقف أمامه ، تلفت باتجاه الكابتن ألبرتو وأردف : - هل حقيقة ان هذه الفتاة قد قتلت جنديين والثالث بحالة حرجة ؟
- نعم أجاب الكابتن ألبرتو بلهجة صارمة وأكمل ، لقد دخلوا عليها المبني الذي تراه أمامك بعد مشاهدتهم لها تفر إليه والحقيقة إنهم كانوا طامعين في الحصول علي بعض المتعة وتذوق اللحم العربي الشهي ، وما أن دخلا الاثنان الأولين حتى عالجتهما بمنجلها الحاد المعقوف وكأنه منجل آله الموت فبقرت بطنيهما حتى اختلطت أمعائهما وبقايا المعكرونة التي تناولها غداء قبل قليل بتراب الأرض ، وعندما دلف الثالث مسرعا وجهت إليه الطعنة الثاقبة لولا أن منجلها علق في جرابه الجلدي القاسي وبذلك تمكن من الصياح وتشبث بها حتى داهمتها مفرزة قريبة من الجنود ..
- ماذا ستفعلون بها قال داني وهو ينهي الإجراءات الأخيرة لالتقاط الصورة ..
أجاب الكابتن ألبرتو متفاخرا : المشنقة طبعا ، ستشنق صباح الغد رفقة الأربعة الذين تم ضبطهم مساء الأمس وهم يتسللون من القرية محملين بأجولة الشعير .
ذهل المصور داني وسرح بعقله هل عاد بى الزمن إلي عصر الأباطرة المتوحشين الذين يلقون بأسراهم إلي الوحوش المستوردة من أفريقيا ، التقط صورته وبدأ يفكك آلته وقد حاز مجرد صورة .
2010-03-02, 14:40
