تابع حروف الجر وأثرها في تفسير القرآن الكريم وبعض أحكامه الفقهية

16/10/2012

تابع معاني حروف الجر وأثرها في تفسير القرآن الكريم وبعض الأحكام الفقهية

(إلى) : ومعناها انتهاء الغاية المكانية أو الزمانية وجاء معناها في قوله تعالى :

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}

فـهنـا انتهـاء الغـايـة المـكانـيـة ، وانـتـهـاء الـغـايـة الزمانـيـة كـمـا فـي قوله تعـالـى :

{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}

وهـي الأصـل فـي انـتـهـاء الـغـايـة ؛ لـذا فـهـي تـجـر الآخـر وغيـر الآخـرِ ، مثـال :

سرْتُ البارحةَ إلى آخرِ الليل ( آخر) ، سرْتُ البارحةَ إلى نصفِ الليلِ ( ليس بآخر )

، وخرجْتُ من بغدادِ إلى الكوفة وبهذا المعنى دلل ابن يعيش على المعنى الذي جاءت

بـه الآيـة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}

وقـال : ( فعلـى هـذا تكـون المرافـق داخلـة فـي الغسل ولا يعـدل عن هـذا الأصل إلا

بدليـل ) . وقد قـرأ نافـع وابن عامر والكسائي ويعقوب وحفص ( وأرجلَكم ) بنصب

اللام وقرأ الباقون بالخفض . واختلفـوا في تخريج قراءة النصب : فقيل : معطـوف

على قوله ( وجوهكم ) وأيديكم إلى المرافق وفيه الفصل بين المتعاطفين بجملة ليست

باعتراض ، بـل هـي منشئة حكماً . وقـال العكبـري : وهـذا جائـز بلا خلاف ، وهذا

تخـريـج من يرى أنَّ فـرض الـرجليـن إنما هـو الغسـل وأمّا من يرى المسـح فيجـعلـه

معطـوفاً على موضع روؤسكم ، ويجعـل قراءة النصـب مثل قراءة الجـر دالة على

المسح ، والسنة تـؤكد علـى وجـوب غسـل الرِّجلين كمـا أنَّ العطف على اللفظ أقـوى

من العطف علـى الموضـع ،كما أنَّ العكبري قد أفـرد كتاباً سمـاه إلى (الكعبين) وهي

مسألة من جنس ( إلى المرافق ) وفيه دليل على وجوب غسل الرِّجلين لأن الممسـوح

ليس بمحدود ، والتحديد في المغسول الذي أريد بعضه هو قـولـه تـعالـى (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى

الْمَرَافِقِ ) . وقد قــال فـي ذلـك ابن يعيش : إنَّ الفعـل إذا كان بمعنى فعـل آخر وكان

أحدهما يصل إلى معموله بحرف والآخر يصل بآخر فإنَّ العـرب قد تتسع فتوقـع أحد

الحرفين موقع صاحبه إيذاناً بأنَّ هذا الفعل في معنى ذلك الآخر وذلك كقوله تعـالـى :

{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ } - الآية سـابقة الذكر من سورة البقرة -
وأنت لا تقول رفثت إلى المرأة إنما يقال رفثت بها لكنه لما كان الرفث هنا فـي معنـى

الإفضـاء وكنت تعـدي أفضيت بإلـى جئـت بإلـى إيذاناً بأنه فـي معنـاه .

الموضوع : تابع حروف الجر وأثرها في تفسير القرآن الكريم وبعض أحكامه الفقهية

المصدر : منتديات تخاطب ta5atub.com

اضغط هنا لتحميل كتب الأدب العربي والعالمي

اضغط هنا لتحميل كتب فكرية أو ثقافية أو فلسفية

اضغط هنا لتحميل أي كتاب في تخصصات أخرى

اضغط هنا لتحميل كتب د محمد محمد يونس علي

للذهاب إلى الفهرس والمنتديات اضغط هنا