منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك أدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة أدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة أدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارأدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 أدلجة سوسور قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صورية حلحاز
.عضو مشارك
صورية حلحاز

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
12

نقاط :
30

تاريخ التسجيل :
16/10/2012


أدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  Empty
مُساهمةموضوع: أدلجة سوسور قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)    أدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  I_icon_minitime2012-10-20, 13:59

5. تشومسكي و سوسور
يتضمن كتاب تشومسكي معرفة اللغة(1986)، و هو تركيب لوجوه كثيرة من عمله اللساني، محاولته الأولى، خلال عدة سنوات، لتحديد موضع هذا العمل بالنسبة للتراث البنيوي الأكثر تبكيرا ً. و يحصل ذلك في الفصل الثاني، ’مفاهيم اللغة ‘، المكرس بشكل واسع لتأسيس التمييز بين مفهوم ’ اللغة الداخلية‘I[nternlized]-language))( و معناه النحو الموجود في عقل المتكلم الفرد) و مفهوم’ اللغة الخارجية‘(E[xternal]-language)( و معناه الفكرة الشائعة حول اللغة مثل الإنجليزية)( نفسه:15) الذي يعده تشومسكي ’ إنشاء ً اجتماعيا ًمصطنعا ً‘ ( نفسه:26) ’ ليس لـه من شيء ٍ حقيقي ٍ مماثل ٍ في عالم الواقع‘ و على ذلك فهو كائن’ في مرتبة أعلى من التجريد‘ بالمقارنة مع مفهوم اللغة الداخلية( نفسه:27) ). و بينما تكون اللغة الداخلية بالنسبة لتشومسكي بؤرة الاهتمام الصحيحة التي يتركز عليها البحث اللساني فإن اللسانيات الحديثة { التي لا تتبع نهج تشومسكي} ‘ فشلت في التمييز بين الاثنين( نفسه:16).
اللسانيات الحديثة تتجنب عادة هذه المسائل آخذة بعين الاعتبار مجتمعا ً كلاميا ً في حالة ٍ مثالية ٍ و هو مجتمع منسجمم داخليا ً في ممارسته اللسانية. ... و لم تبذل أية محاولة للوصول إلى، أو صياغة، أي مفهوم للاستعمال العامي لمصطلح اللغة. الأمر نفسه يصدق على المناهج التي تفسر اللغة على أنها نتاج اجتماعي طبقا ً للمفهوم السوسوري للغة(langue).
( نفسه )
الجملة الأخيرة غامضة: فليس من الواضح مباشرة فيما إذا كانت عبارة ’ الأمر نفسه يصدق...‘ تعود فقط على الجملة التي تسبقها ( ولم تبذل أية محاولة للوصول إلى ، أو صياغة، أي مفهوم للاستعمال العامي لمصطلح اللغة ... ) أو على الفقرة برمتها، بما في ذلك افتراض وجود مجتمع كلامي في حالة مثالية و هو منسجمم داخليا ً في ممارسته اللسانية. و يمكن القول بأن التفسير الثاني صحيح، على أية حال ، إذا كان يجب اعتبار المقطع منسجما ً مع إشارة لاحقة إلى ’أمثلة‘ idealization {اعتبار الشيء مثاليا ً} سوسور و بلومفيلد المألوفة لمجتمع كلامي متجانس التكوين‘( نفسه:147).(9)
و بسبب من فشلها في التمييز بين الصيغتين، انتهت اللسانيات البنيوية إلى دراسة الظواهر الثانوية المجردة للغة الخارجية.
نزعت اللسانيات البنيوية و الوصفية، و الاتجاهات النفسية السلوكية، و المناهج المعاصرة الأخرى إلى دراسة اللغة بوصفها مجموعة أحداث، أقوال، أو أشكال لسانية( كلمات ، جمل ) مقرونة بالمعاني، بوصفها نظاما ً للأشكال أو الأحداث اللسانية. ففي البنيوية السوسورية، فـُهمت اللغة(langue) على أنها نظام أصوات مع نظام مفاهيم مرفق به؛ و تركت الجملة في نوع من الإهمال، ربما لكي تـُكيّف َ داخل حقل دراسة استعمال اللغة.
( نفسه:19)
و مرة أخرى تكون الجملة الأخيرة، مع الإشارة إلى سوسور، غامضة. فهل يساوي تشومسكي بين ’ نظام‘ للأصوات و للمفاهيم و ’مجموعة ‘ الأحداث و الأقوال و الأشكال المشار إليها سابقا ً، أم أنه يقوم بالتمييز بين بنيوية سوسورية على وجه التخصيص و فروعها اللاحقة؟ و هل يلقى سوسور نوعين من النقد( لدراسته ’ مجموعات الأشكال‘ المجردة، و لعدم تضمين الجملة في اللغة،langue، )، أم أنه يلقى نوعا ً واحدا ً( الأخير ) مع تصفيق استحسان و إشادة واحد ( لدراسته الأنظمة أكثر من دراسة المجموعات المجردة)؟
و من الواضح أن التفسير الثاني هو الصحيح، و مرة أخرى بأفتراض بالتناغم مع إشارة تشومسكي القادمة إلى سوسور:
يجب الملاحظة بأن الأوصاف المألوفة ’ للغة‘ على أنها شفرة أو لعبة تشير بشكل صحيح إلى اللغة الداخلية(I-language)، و ليس إلى الإنشاء المصطنع للغة الخارجية(E-language). فالشفرة ليست مجموعة بيانات تمثيلية، بل الأصح أنها نظام محدد للقواعد التي تخصص البيانات التمثيلية المشفرة في الرسالة (message-representations ). و أي شفرتين ربما تكونان مختلفتين رغم أنهما، وتوسعا بالدلالة، متطابقتان فيما تقدمانه مما يصاحب شفرة الرسالة . و على نحو مشابه فأن اللعبة ليست مجموعة حركات ، بل الأصح أنها نظام الدستور الذي يشكل الأساس بالنسبة لها. و المفهوم السوسوري للغة، رغم أنه بالغ الضيق في دلالته المفهومية، قد يـُؤول على أنه مناسب من هذه الناحية.
( نفسه:31 )

هنا، فإن شأن اللغة تحديدا ً لن يكون مع’ مجموعة‘ عناصر ولكن مع’ نظام الدستور الذي يشكل الأساس بالنسبة لها‘ هو ما يقدره تشومسكي حق قدره, بينما يتفجع على الفشل في تضمين علم التراكيب النحوية( syntax ) داخل هذا النظام.
و إذا كان سوسور يعمل بوصفه سلفا ً و رائداً ثانويا ً لمفهوم اللغة الداخلية، فإن السلف الرئيسي هو’ أوتو يسبيرسن، Otto Jespersenالباحث الذي اعتقد بأن ثمة شيئا ً من ’’ فكرة البنية ‘‘ في عقل المتكلم ’’ التي هي بالتحديد كافية لتوجيهه في تركيب الجمل الخاصة به‘‘، و على وجه الخصوص ’’ التعبيرات الحرة‘‘ التي قد تكون جديدة بالنسبة للمتكلم و الآخرين‘ ( نفسه:21-2 مقتبسا ً من يسبيرسن1924). و المفهوم السوسوري للغة ’بالغ الضيق‘لأنه لا ينهض ظاهريا ً بأعباء الاحتمال لهذه القدرة على الإبداع في اللغة، و ليس لأنه بالحقيقة لم يعط الجملة حقها.( نفسه:19، أنظر الاقتباس على صفحة 18). و البنيوية السوسورية قد وضعت ملاحظة يسبيرسن حول’ التعبيرات الحرة ‘خارج نطاق دراسة بنية اللغة وفقا ً لمفهوم سوسور للغة( نفسه:32)
و إجمالا ً يبدي تشومسكي قبولا ً بخصيصة واحد من خصائص اللسانيات السوسورية-
(1) تصوير اللغة(langue) على أنها نظام تحتي أكثر من كونها مجموعة عناصر
- و لكنه يبدي رفضا ً لاثنين آخرين في الأقل:
(2) أنها تعتبر اللغة نتاجا ً اجتماعيا ً فارضة مجتمعا ً كلاميا ً مثاليا ً و مانعة إياه من الاستيلاء ’المظاهر الاجتماعية السياسية (sociopolitical) و الغائية‘ للغة الخارجية؛
(3) أنها لا تتضمن الجمل أو ’ التعبيرات الحرة‘ في نطاق مفهوم اللغة langue.
و ليس في كل هذه الحالات ما هو جلي بذاته مما يؤدي إلى أن عرض القضية على هذا النحو يمثل نظرية لسانية صائبة أو غير صائبة، أو أن ذلك يصور بدقة المحاضرات. و بالمقارنة مع المقوم (1)، تأمل الأفكار الآتية:
يبدو بأن سوسور قد نظر إلى مفهوم اللغة على أنه أساسا ً مستودع للعلامات (مثلا ً، كلمات و عبارات ثابتة الدلالة) و صفاتها النحوية المميزة ، بما في ذلك ، ربما، ’أنماط عبارات‘ معينة.
إن اللسانيات الحديثة واقعة إلى حد ٍ بعيد ٍ تحت تأثير مفهوم سوسور للغة بوصفه بيانا ً مفصلا ً للعناصر( سوسور،1916،154، و يتكرر ذلك في عدة مواضع ) و تحت تأثير انشغاله بأنظمة العناصر أكثر أنظمة القواعد التي كانت في بؤرة اهتمام النحو التقليدي و في لسانيات همبولدت(Humboldt).
و التمييز الذي ألاحظه هنا يعود إلى التمييز القائم على مقابلة سوسور بين اللغة- الكلام (langue-parole) ؛ و لكن من الضروري رفض مفهومه للغة بوصفه مجرد بيان ٍ مفصل ٍ و منسق ٍ للوحدات و العودة بالأحرى إلى صوغ همبولدت لمفهوم الكفاءة الضمنية بوصفه نظاما ً للعمليات التوليدية.
و الاقتباسات السابقة هي، بالطبع، لم تؤخذ من أحد ٍ سوى نعوم تشومسكي(328:1963؛c23:1964؛4:1965).( 10 ) و هي تتهم مفهوم اللغة langue بكونه يتصف تماما ً بالخصيصة التي أعتقد تشومسكي(31:1986) أُنها ليست فيه.
و شبيه بذلك الخصيصة (2) أعلاه، حيث يـُرفـَضُ مفهوم اللغةlangue بزعم كونه نتاجا ً اجتماعيا ً يستلزم مجتمعا ً كلاميا ً مثاليا ً، و هي تمثل انقلابا ً في الرأي عند تشومسكي. و في المرحلة التي نوقشت توا ً، حينما رفض تشومسكي مفهوم اللغة بوصفه بيانا ً مفصلا ً للعلامات فقط ، إلا أنه مع ذلك قبلـه لارتباطه بعلاقة متبادلة مع تصوره الخاص للكفاءة اللسانية الفردية:
في عمل ٍ دشـّنَ الحقبة الحديثة في دراسة اللغة أستنتج فرديناند دي سوسور (1916) تمييزا ً أساسيا ً بين ما أطلق عليها اللغة langue و الكلام parole. الأول هو النظام النحوي و الدلالي ممثلا ً داخل ذهن المتكلم؛ و الثاني هو الناتج الصوتي الحقيقي الخارج من جهازه الصوتي و المستلم من أذنيه.
( تشومسكي327:1963)
إن النموذج النهائي هو كالآتي :ِA))هي أداة تحدد وصفا ً بنيويا ً كاملا ً و مفصلا ً وهوD)) لكلام ٍ مـُقدم ٍ وهو((U مستثمرة في العملية النحو الذاتي خاصتها و هو(G) حيث يولد (G) تمثيلا ً صوتيا ً هو( R) للعنصر(U) مع الوصف البنيوي (D). و في اللغة الاصطلاحية لسوسور، فإن العنصر(U) هو عينة كلام مفسرة بوساطة الأداة ((A بوصفها أداء ًperformance للعنصر(R) الذي يمتلك الوصف البنيوي (D) الذي يعود إلى اللغةlangue المتولدة بوساطة (G).( 11 )
( تشومسكي c26:1964)
إن الوصف الذي تضمنته المحاضرات للمفهوم langue على أنـه ’ حقيقة اجتماعية‘ لـم يذكره تشومسكي قـط في هذه المرحلة.
بقيت الخصيصة (3) نقطة َ نقد ٍ ثابتة ً نسبيا ً في تعليقاته على سوسور عبر السنين. و مع ذلك أعتبرها مرة مشكلة ثانوية يمكن الاستعاضة عنها، و ذلك من أجل إنتاج ربط كامل بين مفهوم سوسور للغة عامةlanguage و مفهومه الخاص:
ثانيا ً، يختلف مفهومنا للغةlangue عن مفهوم سوسور في نقطة أساسية واحدة؛ أعني، يجب أن تمثل اللغة على أنها عملية توليدية مبنية على قواعد متكررة الحدوث. ... و حالما نعيد تشكيل فكرة اللغة وفقا ً لهذه الصياغة ، نستطيع أن نأمل بأن ندمج في وصفها تفسيرا ً كاملا ً لبنية التراكيب النحوية syntactic structure.
( تشومسكي 328:1963)
لقد أوردت هذه المجموعات من الأفكار المتضاربة ليس لكي أوحي بأن وجهات نظر تشومسكي حول سوسور تتفكك، و لكن بالأحرى لكي أبين كيف قد تطورت في حقبة تتجاوز العشرين عاما ً. و أفترض بأن وجهات نظر تشومسكي في العام 1986 تمثل طورا ً أكثر تقدما ً في فكره، وتقديرا ً تقريبيا ً أقرب إلى حقيقة الأشياء، تماما ً كما تمثل لسانياته في العام 1986 تقديرا ً تقريبيا ًُ أقرب إلى بنية النحو الكوني من لسانياته المختلفة جدا ً في العام 1965.( 12 ) و من الواضح أنه لكي نقبل افتراضات تشومسكي في العام1986 فإننا يجب نقرّ بأن افتراضاته في العام 1965 هي في الأقل ليست مكتملة، و حينما يكون الاثنان متناقضين فإن افتراضات العام 1965غير وافية ٍ بالمراد. و في بالحقيقة فإن ما قرره في العام1986 يغدو أفضل في حال كونه مدعما ً بما أفادت به المحاضرات فعلا ً، في الأقل في الحالتين (1) و (2).
و على هذا النحو يمكن أن نستنتج على أساس من عمل تشومسكي الحالي بأن بعضا ً من أقواله المحددة حول سوسور منذ الستينيات غير وافية، وبأنها تمثل إساءات قراءة بالنسبة لوجهات نظره الأكثر حداثة. و يمكن لنا الانطلاق للبحث في تأريخها، بما في ذلك دوافعها الأيديولوجية المحتملة. إن تطور وجهات نظر تشومسكي حول سوسور بين 1963 و1968 قد وُضِـع َ لها مخطط بإيجاز، و تمت ملاحظة بعض أوجه الافتقار إلى الدقة فيها من قبل دي ماورو (400-4: 1972). و مع ذلك لم يؤشر دي ماورو كيف يمكن الربط بين إساءات القراءة و تطور نزعة تشومسكي السوسورية. فقد رَضيَ ببيان ٍ مفصل ٍ لأقوال تشومسكي السطحية، إذا شئت، دون البحث في تفسيراتها الضمنية العميقة.

6. تشومسكي (1963) السوسوري
بدأ اهتمام تشومسكي بالتاريخ المبكر للسانيات حوالي العام 1960، وهو الزمن الذي قرأ فيه كلا ً من المحاضرات و جودل Godel(1957){ في كتابه " المخطوطات الأصلية لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة لمؤلفه دي سوسور" الذي صدر في جنيف، دار نشر دوزل، و باريس، دار نشر مينارد: المترجم}، بالترافق مع كثير غيرها( تشومسكي، مقابلة شخصية معه). و بوصفه طالبا ً عَرف تشومسكي سوسور من خلال اسمه فقط،. إذ، مع قليل من الاستثناءات، فإن التراث السابق و اللاحق لبلومفيلد( بما في ذلك بعض عمل بلومفيلد الخاص) قد جرى إهداره في الجو المناهض للنزعة التاريخية السائد في ذلك الوقت. و يتذكر تشومسكي سماع إشارات عرضية في محاضرات و محاورات مع جاكوبسون الذي كان قد التقاه في أوائل الخمسينيات، و يشير تشومسكي إلى أن الإشارات تلك كانت أقل تكرارا ًمما يمكن أن يفترضه المرء. و على هذا النحو فإن اكتشاف تشومسكي الشخصي لسوسور قد أخر لسنوات عدة تشكيل معالم وجهات نظره اللسانية، التي هي حسب ما يرويه حافظت على جوهر ما كانت عليه في أوائل الخمسينيات و حتى أواسطها. (أنظر تشومسكي113:1979؛5:1986).
و ترد الإشارات الأولى إلى المحاضرات في عمل تشومسكي في مقالته الطويلة 1963 ’ الخصائص الشكلية للمدارس النحوية‘( Formal Properties of Grammars ) كما أشار دي ماورو (400:1972)، و القسم 1.1 من ذلك المقال، الذي يحتوي على ثلاثة مقاطع تعود للعام(1963) و المقتبسة في أعلاه، يشكل(إحدى الممارسات الحقيقية المعترف بها في اعتقاد السوسوريين) { بالفرنسية في الأصل} حيث يساوي تشومسكي بصراحة نظام سوسور بنظامه الخاص. ’ تنحرف مناقشتنا عن المفهوم السوسوري المتزمت بطريقتين ‘(328:1963)- فقط طريقتين، مع كون أي منهما تمثل عائقا ً غير قابل للحل. و يمضي تشومسكي قدما ً لمساواة مفهوم اللغة langue مباشرة مع ’ النحو الذي يولد جملا ً مع أوصاف بنيوية؛ وهذا يعني، ... الحدس اللساني للمتكلم، و معرفته باللغة‘(329:1963).
تمثل هذه المقالة محاولة تشومسكي الواسعة الأولى ليضم نفسه إلى سلف ٍ سابق ٍ لبلومفيلد. في أوائل الستينيات كانت القضية الرئيسية في مواجهة تشومسكي هي تأسيس اللسانيات الذي يهيمن عليه طلبة بلومفيلد السابقون، و قد حاول الكثير منهم تصوير تشومسكي على أنه شاب مارق{ في الأصل: تركي } لا يحترم التراث العظيم الذي كانوا يدعمونه. وقد عطـّل َ تشومسكي هذا السلاح بالعثور على تراث أقدم من تراثهم، تراث أراد أن ينتصر لآرائه به. و ما عثر عليه هو المحاضرات. إنها تسمح لـه بتصوير أتباع بلومفيلد الجدد على أنهم أدعياء مغرورون حقيقيون، و تصوير نفسه على أنه مدافع عن البحث اللساني التراثي.
و هكذا فإن قائمة الأولويات خلف تشومسكي (1963) هي أن يؤكد كل نقطة ارتباط ممكنة بين المحاضرات و عمل تشومسكي الخاص. و إساءة القراءة الأساسية المدفوعة بجدول الأولويات هذا تتمثل في تطابق مفهوم الكفاءة اللغوية (competence)المزعوم مع مفهوم اللغة (langue) السوسوري. ذلك أن تشومسكي (1963) قد تجاهل كليا ً أثنين من أبرز خصائص مفهوم اللغةlangue: أولا ً، أنه يتضمن كلا ً من الوجهين الفردي و الاجتماعي، و لا يمكن تصور أي منهما و فهمه دون الآخر( قارن تشومسكي16:1986)؛ ثانيا، أنه يتضمن كلا ًمن الوجهين التزامني synchronic و التاريخي diachronic ( المحاضرات24).( 13 ) فوصف المحاضرات لمفهوم اللغةlangue على أنها ’ الجانب الاجتماعي في اللسان ، خارج الفرد‘ يشير إلى نقص كبير في مساواة تشومسكي بين ثنائية مفهومي اللغة- الكلام langue-parole عند سوسور و ثنائية مفهومي الكفاءة-الأداء competence-performance عنده. ففي المحاضرات، إذ يكون المفهوم langue ممثلا ً للوجه الاجتماعي للغة و المفهوم parole ممثلا ً للوجه الفردي، فإنه في عمل تشومسكي، يكون المفهوم competence ممثلا َ للوجه الفردي، مع كل الحقائق الاجتماعية التي تنظر إلى اللغة على أنها تـُحال إلى حقل الأداءperformance ( وهو دائما ذو أهمية جانبية) لينفذها. و عند العام 1986، حين اختفى مفهوما الكفاءة و الأداء ’competence ‘ ’ performance ‘ من قاموس تشومسكي، صار مباحا أخيرا ًالاعتراف بالجانب الاجتماعي لمفهوم اللغة langue.
و لكن حتى في 1963، فإن تشومسكي يعرض للمناقشة فجوة في المحاضرات ؛ وهي الفشل في إرجاع علم التراكيب syntax و القواعد متكررة الحدوث إلى مفهوم اللغة langue. فعلم التراكيب، لكونه المنطقة التي كان لـه فيها أعظم الأثر على دراسة اللغة، فإن تشومسكي بملاحظته هذا الاختلاف بين عمله و المحاضرات أوضح أنه ليس الوارث للتراث الذي يسبق بلومفيلد فحسب، بل أنه قد أجرى على هذا التراث تحسينات في أكثر نقاط ضعفه شدة ً.
بإدراك متأخر، كانت المحاضرات اختيارا ً أقل مثالية من أن يكون ملاذا ً لتشومسكي، لكونها قد اعتـُبـِرت على نطاق واسع أحد النصوص الرئيسية للبنيوية، و يشمل ذلك تنويع بلومفيلد. و بلومفيلد نفسه لم يكن كارها ً للفكرة، ناظرا إلى المسألة من محاولته التوفيق بين فكر سوسور و فكره الخاص. ( أنظر القسم 4 أعلاه ). لقد جازف تشومسكي بأن تـُفهم لسانياته على أنها بنيوية صادقة، في مقابل بنيوية أتباع بلومفيلد الجدد الزائفة. في الوقت الذي كانت البنيوية، مهما كان نوعها، هي ما رغب في الهرب منه في الحقيقة.
7. تشومسكي(4-1962): الامتداد إلى الخلف أكثر
في العام1962، و بعد كتابة ورقة العام 1963، تلقى تشومسكي خطابا ً مفتوحا ً للمشاركة في المؤتمر العالمي التاسع للسانيات الذي كان لـه دور في الاحتفاء به و دفعه إلى البروز على النطاق العالمي في حقل اللسانيات. و الورقة موجودة على شكل مسودة سابقة للنشر وزعت على أولئك الذين حضروا المؤتمر( تشومسكي 1962)، و بثلاث نسخ مطبوعة أخرى ، و كل منها يختلف عن النسخة السابقة للنشر كما يختلف بعضها عن بعض . و نسخة تشومسكي(a1964) هي الأقرب إلى نسخة (1962)؛ أما نسخة(b1964) فتحتوي تنقيحات نسخة(a1962) فضلا ً عن كمية جديرة بالاعتبار لمادة جديدة حول تاريخ اللسانيات؛ و نسخة(c1964) تعيد إنتاج نسخة(b1964) مع بعض التحويرات الثانوية جدا ً.
ينشئ تشومسكي(1962) تعليقات على المحاضرات مشابهة جدا ً من الناحية السطحية لتلك التي وردت في ورقة(1963) الأقدم.{ من الواضح أن الإشارة هنا إلى قدم زمن الكتابة على زمن النشر، فقد كـُتبت نسخة 1963 قبل نسخة 1962 و لكنها نـُشرت بعدها: المترجم} وهو يستمر هنا في الزعم بأن وجهة نظره ’ تختلف عن تلك التي لدي سوسور في ناحيتين‘ (512:1962)، و بعد مناقشتهما يقدم نموذجين لأدراك اللغة و اكتسابها كما لو أنهما’ ما يزالان باقيين ضمن الإطار السوسوري التقليدي ، كما تم تحديده أعلاه‘( نفسه513). و مع ذلك، و مفضلا ً ذلك على تشكيل نظامه الخاص به على وفق لغة مصطلحيlangue-parole كما في مقالة العام(1963) يقدمهما تشومسكي أولا ً بكلماته الخاصة، ثم يترجمهما إلى مصطلحات سوسور.( نفسه ).
و في ما يخص ذلك فإن المسافة الضئيلة التي يضعها بين نفسه و سوسور تتزامن مع إشاراته الأولى العابرة إلى لسانيي القرن التاسع عشر الآخرين، أعني فليهلم فون همبولدت و هيرمان باول. و هو يقتبس من باول أولا ًبحيث أن ذاكرة الاستظهار من دون فهم تلعب دورا ً غير ذي أهمية في إنتاج اللغة( نفسه 509؛ راجع c1964: 8)؛ و لكن اقتباسه اللاحق من باول ، الموضوع هذه المرة مع همبولدت، هو نوع من النقد لكلا الباحثين لفشلهما بالأخذ بنظر الاعتبار ’السمة الإبداعية‘ creativity في إنتاج اللغة(512:1962؛ راجعc22:1964).
و على أية حال فإنه بين النسخة السابقة للطبع و أعمال المؤتمر المكتملة، يبدو أن مواقف تشومسكي تجاه سوسور و همبولدت تم عكسها. و قد أضاف إلى مناقشته للسمة الإبداعية بضع صفحات تلخص مفهوم همبولدت للغة(a1964: 918-21), و قرر بأن ’ بإمكان المرء أن يميز وجهتي نظر متعارضتين فيما يخص الجانب الجوهري في طبيعة اللغة في النظرية اللسانية في القرن التاسع عشر‘ ، هما وجهة نظر همبولدت في الشكل الضمني في اللغة( نفسه918-20)، و وجهة نظر وليم دوايت وتني William Dwight Whitney في اللغة بوصفها بيانا ً شاملا ً بالعناصر( نفسه:921). و إلى وجهة نظر و تني، يلحق تشومسكي سوسور و اللسانيات البنيوية، وإلى همبولدت يلحق فكره الخاص، قائلا ً ’إن وجهة النظر هذه فحسب هي التي تشكل الأساس و تحفز العمل الراهن في النحو التوليدي‘( نفسه:920 )(14).
و في الوقت نفسه، أسقط تشومسكي القول بأن منهجه يختلف عن منهج سوسور بطريقتين. و النتيجة كانت أنه، بينما أستمر محافظا ً على القول بتطابق النحو التوليدي العام مع مفهوم اللغة langue، و معلقا ً على استبصار سوسور و وضوح فكره في تمييز الكفاءة اللغويةcompetence عـن الأداء اللغويperformance ( نفسه:915 ) ، أخذت تتعاظم أهمية النقد الموجه إلى مفهوم اللغة langue بوصفه أساسا ً مستودعا ً يجمع بين العلامات و خصائصها النحوية. و ما كان عائقا ً ثانويا ً للتوفيق بين نظريات سوسور و نظريات تشومسكي أمسى حاجزا ً لا يمكن تخطيه.
و غالبا ً ما يتم التعبير، على نحو معقد، عن التغيير في الموقف: فلم يعد تشومسكي يقول بأن مخططه لأدراك اللغة و اكتسابها ما زال واقعا ً ضمن ’ الهيكل السوسوري التقليدي‘، و لكنه ببساطة ’ الهيكل التقليدي‘(a1964. و في الحقيقة ، فإن تشومسكي قد بذل جهدا ً عظيما ً لتكييف تصويره الأقدم للمحاضرات على أنها تضع بوضوح علم التراكيب ضمن حقل مفهوم الكلام parole،( أنظر القسم 8 تحت ). و مع ذلك فإن الناتج النهائي الصافي هو أن كتاب تشومسكي (a1964) لم يعد يحمل الانطباع بأن مؤلفه يرغب في أن يصطف بنفسه مع ما كان يراه نظرية ً سوسورية.
و قد استمر هذا التطور في كتابات تشومسكي(b وc 1964)، التي حملت البحث عن نقطة ارتكاز تاريخية رجوعا ً من القرن التاسع عشر و حتى القرن السابع عشر. و هنا بالذات، و للمرة الأولى، قد ّم َ تشومسكي ديكارت، و كوردموي Cordemoy( رينيه ديكارت، فيلسوف عصر النهضة 1596-1650)، و مجموعة نحويي Port Royal ( و هو من أتباع ديكارت الذين ظهر أثرهم العلمي في القرن السابع عشر )، مقترحا ً بأن ’ تقاليد التراث اللساني الديكارتي‘Cartesian linguistic tradition كانت ستبلغ أوجها مع همبولدت قبل أن يبطلها وتني، و مجموعة النحويين الجدد ( neogrammarians)[4] و آخرون. و على الرغم من أن الإشارات إلى سوسور قد بقيت دون تغيير في كتابات تشومسكي(b وc1964)، فإن قدرا ً وفيرا ً و جديرا ً بالاعتبار من مادة جديدة حول ’ الديكارتيين‘ ( و حول فصول متأخرة عن همبولدت) قد ترابطت لتقزم من أهمية سوسور- وهو أمر مختلف تماما ً عما أذاعه تشومسكي في(1963). و حين قام تشومسكي بتوسيع هذه المادة و تحويلها إلى كتاب مستقل هو (اللسانيات الديكارتية) Cartesian Linguistics (1966)، تلقـّى سوسور ذكرا ً عابرا ً لمرتين(55:12:1966).
من الواضح أن اهتمام تشومسكي بهمبولدت يرتبط بعمل جون فيرتل(John Viertel ) الذي كان أحد زملائه في مشروع الترجمة الآلية لمعهد ماساشوتس التقنيMIT{ و هو مؤسسة جامعية و بحثية كبيرة و معروفة على نطاق عالمي: المترجم } في أواخر الخمسينيات ( و بعد مضي عشرين عاما ً صار مترجم كتاب تشومسكي الصادر 1979)، و هو الذي أخذ على عاتقه مسؤولية دراسة واسعة النطاق لفكر همبولدت اللساني( أنظر تشومسكي135:1979؛ و الإشارة إلى عمل فيرتل في تشومسكي a1964:920، b 1964: 59، c 1964: 21). و من المحتمل أيضا ً أن تكون ورقة بحث جون فيرهار(John Verhaar ) حـول سوسور و همبولدت التي قـُدِمت إلى مؤتمر اللسانيات العالمي التاسع قد ساعدت تشومسكي في توضيح الاختلافات بين افتراضاتهما النظرية، على الرغم من أن اهتمامات ورقة فيرهار مختلفة تماما ً عن إضافات تشومسكي إلى نصه الأصلي.
و لكن تعيين مواضع أصول اهتمام تشومسكي في عمل همبولدت هو ليس عثورا ً على دوافع هجره لسوسور. و قد ذ ُكِرَ أحد الدوافع في نهاية القسم 6 : الحقيقة القائلة بأن المحاضرات كانت تعتبر على نطاق واسع حجر الزاوية في البنيوية التي رغب تشومسكي بأبعاد نظريته عنها قدر المستطاع. و كان من الإنصاف أن تنضج هذه المشكلة في المؤتمر العالمي بممثليه الأوربيين الذين يهيمن عليهم المجاهرون بكونهم سوسوريين. و رغم زعم تشومسكي(1963) بوجود علاقة قرابة بين عمله و عمل سوسور، فإن من الصعب التصور بأن معرفة اللسانيين الأوربيين بالمحاضرات قد هيأتهم لأن يكونوا أقل ترويعا ً من نظرائهم البنيويين الأمريكيين من أفكار تشومسكي.
وعلى أية حال ٍ، فإن ما يحتاجه تشومسكي لم يكن حلفاء ً سوسوريين، و لكن نقطة ارتكاز تاريخية، تراثا ً لسانيا ً يحظى باحترام ثابت ليقيم أوثق العلاقات بينه و بين موقفه النظري الخاص. ما زال لتراث همبولدت ممارسوه، و لكنهم خلاف أتباع سوسور، كانوا محصورين إلى حد بعيد في ألمانيا، و معزولين عن التيار الرئيسي في حقل الدراسات اللسانية. إن ما ذكرته من ضرورة ملاحظة هذه الفائدة المقصود بها تحقيق غرض معين، ليس القصد منه القول ضمنا ً بأن اهتمام تشومسكي بعمل همبولدت لم يكن يتسم بالإخلاص؛ بل بما يفيد العكس ، لم يـتردد ذلك قط في الداخل بأكثر من ربع قرن من الزمان منذ مؤتمر 1962. لكن نقطة الالتقاء السياسية بوساطة تفضيل اتباع همبولدت على اتباع سوسور ليست أقل صدقا ً.
8. تشومسكي( الأعوام1965-1979) المناهض لسوسور
وفقا ً لما جاء في المناقشة السابقة، و لكون ’ الديكارتيين ‘ بدون تراث ٍ حي في طور الممارسة، فقد مثلوا نقطة ارتكاز تاريخية أكثر فائدة لتشومسكي. و كان نقاد ’اللسانيات الديكارتية‘ ذوي صوت أعلى و لكنّهم كانوا بطيئين : إذ، و بحلول أواخر الستينيات، كان تشومسكي قد تغلب بالنتيجة على طلاب بلومفيلد السابقين، و أسهم في منعهم من البروز في ميدان اللسانيات. و منذ ذلك الحين فصاعدا ً كان أغلب خصومه الجادين و المهمين من طلاب تشومسكي السابقين.
إن مرحلة الاهتمام المكثف بالديكارتيين تتطابق زمنيا ً مع ملاحظاته الأعلى صوتا ً حول سوسور. ففي هذا الوقت تحول جدول أولويات تشومسكي إلى الضد تماما ً عما كان عليه في ما كتبه في العام(1963): أن يجمع في كتلة واحدة كلا ً من سوسور و أتباع بلومفيلد الجدد معا ً في بحث موسع موحد و كبير في عفاريت’ اللسانيات الحديثة‘، و هو بحث مؤطر بتراث يبدأ بديكارت و ينتهي بهمبولدت و الناهضين به ممن أحياه من التوليديين. و إذا ما تذكرنا أن الخصيصة(1) أعلاه توحي بأن شروحات تشومسكي المبكرة حول سوسور التي تنظر إلى مفهوم اللغةlangue على أنه مجرد بيان شامل للعناصر تمثل إساءة قراءة؛ فلدينا هنا دافع واضح لإساءة القراءة هذه. و يضيف تشومسكي تعقيبا ً إلى إحدى الفقرات التي تقدم تفاصيل أفكار بعينها تعود إلى القرنين السابع و الثامن عشر تتعلق بالكيفية التي يلخص بها نظام الرتبة في الجملة ( word order) ’ الترتيب الطبيعي للآراء ‘ و لذلك يجب استبعاده من النحو، و نص التعقيب هو: من الجدير بالملاحظة أن وجهة النظر الساذجة هذه, و المتعلقة ببنية اللغة، ظلت ثابتة ً حتى الأزمنة الحديثة و بأشكال مختلفة، مثلا ً في تصور سوسور لسلسلة من التعبيرات منسجمة مع سلسلة من المفاهيم غير المتبلورة ( تشومسكي7-8 : 1965).
و هذا صوغ متطرف في قوته للخصيصة (3) إذ حتى في كتابات تشومسكي(a،b،c1964) كانت الملاحظات حول عدم إدراج المحاضرات لعلم التراكيب النحوية syntax، على نحو ظاهر، ضمن مفهوم اللغة langue مشروطة إلى درجة كبيرة: ’ يظهر أنه [ سوسور ] يعدُّ تشكيل َ الجملة ِ مسألة تخص الكلامparole أكثر من كونها تخص اللغة، و ذات تكوين حر و إرادي أكثر من كونه قاعدة ً نظامية ( و ربما، على نحو غامض، على أنه يقع على الحد الفاصل بين المفهومlangu و المفهوم parole )( تشومسكي a 1964: 921 ؛ b1964: 59-60 ؛ c1964: 23).
و أعتقد بأن أغلب أتباع سوسور ربما يقبلون بهذا الكلام على أنه تعليق منصف. فالمحاضرات تفتقر إلى الدقة فيما يخص هذه النقطة، عاكسة بذلك تطورا ً مستمرا ً في فكر سوسور طوال مرحلة تقديم المحاضرات ، ذلك الفكر الذي أقيم على أساسه الكتاب. ( 15 ) و جودل (1957: 168-79)، الذي يقتبس منه تشومسكي أكثر من مرة، يقترح بأن نقطة النهاية لهذا التطور قد تكون وجهة النظر التي بناء ً عليها يعود كل ما يمثل علاقات التجاور(syntagms)، بما في ذلك الجمل، إلى مفهوم اللغةlangue ، بشـكل ضمني في الأقل. ( أنظر أيضا ً دي ماورو 1972: 468-9، ملاحظة 251). و من الطبيعي أن غموض النص سيتركه عرضة للهجوم و النقد خصوصا ً بالنسبة للقراءات الموجهة أيديولوجيا ً. و كتاب ( اللغة و العقل) (1968 و طبعته الموسعة في 1972) الذي يتوج مرحلة اهتمام تشومسكي المكثف بالديكارتيين ، يقدم علم التراكيب بوصفه جزءا ً من مفهوم الكلام parole و بدون أية عبارات مخففة سوى الكلمتين أحيانا ً( في الجملة الأولى)، و ليس على نحو صارم ( في الجملة الثانية:
يعبر[ سوسور] أحيانا ً عن وجهة النظر القائلة بأن عمليات تشكيل الجملة لا تعود إلى نظام اللغة مطلقا ً- و أن نظام اللغة مقصور على وحدات لسانية من مثل الأصوات و الكلمات و ربما بعض العبارات ثابتة الدلالة و عدد صغير من الأنماط شديد العمومية، و آليات تكوين الجملة هي من نواح ٍ أخرى حرة من أي إكراهات مفروضة من البنية اللسانية بحد ذاتها. و على ذلك، و في لغته الاصطلاحية، ليس تكوين الجملة مسألة تخص مفهوم اللغة langue على نحو صارم، و لكنها بالأحرى تـُنسب إلى ما سماه بالكلام parole، لذلك فقد وضعت خارج نطاق اللسانيات بالمعنى الضيق للكلمة، فهو عملية إبداع ٍ حر ٍ، غير مقيد بالقاعدة اللسانية إلا بقدر ما يتعلق الأمر بقواعد من قبيل التي تحكم أشكال الكلمات و أنماط الأصوات.
( تشومسكي1968/1972: 19-20)
و التعليق الأخير لا تدعمه المحاضرات (172-3) التي تقرر بلغة لا ينقصها التوكيد بأنه في الأقل بعض العبارات المحتوية على حروف الجر و العبارات الفعلية و حتى الجمل داخل اللغةlangue تكون مقيدة بوساطة القاعدة اللسانية. و يستمر تشومسكي ليلمـّحَ بأن سوسور قد تبنّى موقفا ً موطدا ًمن قضية وضع علم التراكيب داخل مفهوم الكلامparole – ’ باتخاذه هذا الموقف كان سوسور يردد صدى موقف نقدي مهم موجه لنظرية همبولدت اللسانية من وليم دوايت وتني الذي أثر تأثيرا ً عظيما ً و بشكل جلي في سوسور‘( تشومسكي1968/1972: 19-20) – حينما كان، في الحقيقة، الافتقار إلى الموقف الواضح من جانب سوسور هو الذي سبب تأرجح المحاضرات. و أخيرا ً ربما جاءت أقوى عبارة مطبوعة لتشومسكي حول سوسور في إحدى مقابلات العام 1976، عند مناقشة فكرة ’ التعبير الحر ‘ ليسبيرسن : ’ هنا يصبح{ يسبيرسن} نموذجا ً أفضل من البنيويين، بما في ذلك سوسور، الذي كانت لديه أشياء بدائية تماما ً لقولها حول الموضوع ‘ ( تشومسكي1979: 156).

9. تشومسكي (1986) السوسوري الجديد
في هذا الموقف العقلي، كان لتشومسكي(1986: 19) تعليق معتدل بأنه ’ في بنيوية سوسور... تـُركتْ فكرة الجملة بنوع من الإهمال ربما حتى يجري تكييفها داخل دراسة استعمال اللغة؛ وهو ما يمكن اعتباره إشارة بأن عبارات (1965-1972) كانت إساءة قراءة، وبأن كلامه المطاط في(1963-3) أقرب للصدق.( 17 )
لقد رأينا إساءات القراءة تستخدم لتسوغ المزاعم المبالغ بها في كل من القول بالقرابة بين تشومسكي و سوسور(1963) و القول بالاختلاف بينهما(1964-67). و السؤال المتبقي هو ما الذي ’ نزع دوافع ‘ إساءات القراءة في المرحلة الأخيرة، جاعلا ً وجهات النظر الأكثر توازنا ً و دقة لتشومسكي(1986) ممكنة ً؟
ما نزال قريبين جدا ً من التغييرات موضع البحث بما لا يتيح لنا أن نكون واثقين من أننا نحاكمها بدقة و نزاهة. و لكن الحقائق الآتية واضحة. إن رفض تشومسكي لسوسور الذي بدأ مع مقالات(1964) اعتمد في الأساس على فكرة البنية العميقة و البنية السطحية التي أ ُحسن الدفاع عنها بوساطة مجموعة قواعد تحويل ذات علاقة، و هي فكرة أعتقد تشومسكي أنها كانت منسجمة مع وجهات النظر اللسانية ’ للديكارتيين ‘، و لكن ليس مع تلك التي يقول بها البنيويين. و كانت إحدى التطورات المهمة في النحو التوليدي منذ الستينيات هي وضع قيود صارمة على التحويلات ( قـُـلـِصَت ْ في النظرية المسماة بنظرية التحكم و الربطgovernment-and-binding theory { و تختصر لاحقا إلى نظرية GB}إلى حركة واحدة هي حركة ألفا "α " ، مع النموذج كله، و النظرية المـُقـَيـِدة bounding theory، خاضعة للتحديدات على تطبيقها)[5]؛ و هي بالنتيجة نوع من عدم التوكيد على التقابل بين البنية العميقة و البنية السطحية، التي، في الحقيقة، أعيد صوغها إلى تمييز ذي ثلاث شعب. وهي البنية-D، و البنية-S، و البنية السطحية و ذلك منذ ظهور عمل تشومسكي(1980). لقد عُرضَ تاريخ هذه التغييرات و ما دفع إليها في كل من عمل نيوماير(1986: 145-69) و تشومسكي1979: 169-79). و النقطة الأساسية هي، على الرغم من أن أتباع نظريةGB يترفعون عن الإقرار بها، فإن النتيجة كانت، ليس عودة إلى، و لكن نكوصا ً في اتجاه، نوع ٍ من البنية’ السطحية الثابتة‘ التي جعلت ذات مرة من سوسور أستاذا ً لمفهوم في اللغة غير خصيبٍ و غير وافٍ تماما ً (تشومسكيc1964: 20).( 18)
إن الاختلافات بين تعليقات تشومسكي المبكرة و تلك الأكثر جدة فيما يخص نحاة Port-Royal هي اختلافات تنويرية بهذا الصدد. في العام 1964، زعم تشومسكي بأنه عثر على مكون ٍ مهم ٍ لنظريته موجود ٍ في نحوPort-Royal: ’ بالتحديد، نجد الملاحظة بأن المحتوى الدلالي لجملة ما ممثل فقط في بنية ٍ سطحية ٍ غير معبر عنها، مقامة ٍ على أساس سلاسل أولية ضمنية في كتاب النحو العام و العقل(1660)‘ لأصحاب هذه النحو ( تشومسكيc1964: 15).
و في العام 1986، حين أعيدت نسبة ’ المحتوى الدلالي‘( أعيد نعته بالشكل المنطقيLogical Form ) إلى البنية-S ، و هو المستوى الذي عنده تم تطبيق القواعد التحويلية( أعني شواهد من الحركة ألفا" α " ) ، تغيـّر بالنتيجة وصف نحوPort-Royal : إن نحو القرن السابع عشر Port-Royal و المنطق، مثلا ً ، يدمجان أدوات مشابهة ببنية العبارةphrase structure و بالقواعد التحويلية بهذا المعنى و يستعملانها لتفسير الخصائص الدلالية للجمل و لتطوير نظرية في الاستدلال‘( تشومسكي1986: 65). و يستبين المرء هنا تغيرا ً في النبرة أيضا ً: ف ’ الأدوات ‘ موضع البحث توصف بأنها مشابهة فحسب،أكثر من كونها( ضمنيا) متطابقة. و الاقتباس السابق يتكرر،على نحو ذي مغزى، في وصف للنظرية القياسية الموسعة{ نسخة من النحو التوليدي- التحويلي : المترجم}التي طال أمد هجرها، ثم يــُتبع بعرض للقيود التي يجب أن توضع على التحويلات.
و بإيجاز، هناك أدلة وافرة بأن تشومسكي- مثله في ذلك مثل بلومفيلد و سوسور و ربما أي لساني آخر- قد قام بعملية القراءة بناء على جدول أولوياته. و الكثير من وجوه تطوره العقلي موجود في مدوناته المتاحة للجمهور، و هي تشهد بأن عمله يقدم جزا ً استثنائيا ًمن الدليل الذي يبين كيف أن قراءات فرد ما تتغير بالتوازي مع التبدلات في أيديولوجيته. لقد تبنـّى تشومسكي سوسور بوصفه سلفا ً تاريخيا ً في لحظة مواتية و متسمة بالتسامح في السياق الزمني لعمله، مستشهدا ً بوجوه من الفكر السوسوري التي تنسجم مع ذلك العمل و متجاهلا ً تلك الوجوه التي لا تنسجم. ثم بعد ذلك بوقت ٍ قصير ٍ، و لعثوره على أسلاف ٍ مفضلين، نقض التوكيد على تلك الوجوه و أبعد نفسه تدريجيا ً عن سوسور. و الآن، قد أعطت التطورات ُ الإضافية للنظرية التوليدية تشومسكي الحرية ليعيد قراءة بعض الفضائل في وجهة نظر سوسور- و هي وجهة النظر التي حوفظ عليها في شكلها ’السابق لتشومسكي‘ في عدد من الجهات العلمية قليل إلى درجة أنه حتى أنصارها، في الأقل الحقيقيين منهم، قد مر ّ عليهم وقت طويل منذ أن توقفوا عن التصور بأنها قد تعود إلى الظهور يوما ً ما بوصفها تهديدا ً للنظرية التوليدية.
10.خاتمة
آخذين بنظر الاعتبار مدى تأثير سوسور، يمكن القول بأنه في نهاية المطاف هناك عدد من القراءات المهمة لـه يساوي عدد اللسانيين المهمين في هذا القرن. و بينما كانت المعالجات المفحوصة أثناء العمل في قراءات بلومفيلد و تشومسكي ( و كذلك أيضا ً في تلك المجوعات الكبيرة لقراء آخرين من الذين قد يختارون ؛ مثلا ً ( أنظر جوزيفc,b,a 1989) واسعة بصورة غير اعتيادية لأسباب جرت الإشارة إليها في القسم1 أعلاه، فإنها مع ذلك توسيعات في مشكلة(إساءة القراءة) الأساسية في كل مكان من فروع المعرفة و الدراسة، و بخاصة تلك الفروع التي جرى توجيهها نحو المجرد أكثر من العملي.
و ما دامت القضية هكذا، فإن المقال الحالي يجب أن يفكك نفسه: فقراءاتي لبلومفيلد و تشومسكي لم تـُقدم على أنها’ صادقة‘ بأي ضرب من المعنى الموضوعي. فهي قد صيغت في قالب محدد بوساطة جدول أولوياتي في تعيين مواضع القراءات الموجهة أيديولوجيا ً . و مع ذلك أعتقد، ربما بتفاؤل أكثر مما ينبغي، بأن إدراك المرء لميله الأيديولوجي يزيل في الأقل عائقا ً كبيرا ً تجاه وضوح الفكر. و في الوقت نفسه أدرك، ربما بتشاؤم أكثر مما ينبغي، بأن نشر هذا الفصل سيضمن أن تكون لـه إساءة القراءة خاصته: فبعض اللسانيين سيصرون على فهمه على أنه نقد سلبي لحقل اللسانيات و لتاريخه مهما كانت الكيفية المتحمسة التي أعبر بها عن احتجاجي على الضد من ذلك تماما ً. و لكن دعني أحاول للمرة الأخيرة بالقول: الفرع المعرفي يكون علميا ً بالقدر الذي يكون فيه قادرا ً على تبديد ما يكتنفه من أوهام. و ليس هناك من فرع معرفي قد بدد أو سوف يبدد كل أوهامه. و ما لم يكن المرء، بالاستناد إلى هذه الأرضية الفكرية، مستعدا ً للتوكيد بأنه لا فرع معرفي هو علم، إذن فاللسانيات هي بكل تأكيد مشروع علمي.


ملاحظات المؤلف:
أنا ممتن لكل من روبرت أوسترلتزCharles Austerlitz ، و تشارلس هوكيت Charles Hockett، و كونراد كوورنرKonrad Koerner، و رولون ويلزRulon Wells لتعليقاتهم المفيدة على الأقسام 2، 3، و 4 حين قدمتها للمرة الأولى بشكل مختلف في اجتماع في العام1987( أنظر جوزيف d1989)؛ و لنعوم تشومسكي لإعطائه معلومات ثمينة فيما يخص اهتمامه المبكر بسوسور( القسم 6)؛ و لفرانسيس فرانك دينينFr. Frank; Dinnen لبعض من ذكرياته المباشرة عن مؤتمر اللسانيات العالمي التاسع ( القسم 7)؛ و لتالبوت تايلورTalbot Taylor لانتقاداته المفيدة وللمساعدة العامة. و إن أية أخطاء في الحقائق أو في التفسير هي كليا ًمن مسؤوليتي.
1. هناك عدد من أنماط الشطط الأيديولوجي معروضة في الفقرات السابقة: مثلا ً ، القول بأن إساءات القراءة من المتعذر تجنبها، و هي خصبة، و موجهة أيديولوجيا ً؛ و بأن الكشف عنها يقوي أكثر من كونه يضعف حقل الدراسة اللسانية.
2. إنه ليس جَي. بي. واتسون ، ولكنه ألبيرت باول فايس(1879-1931) الذي غدت مدرسته النفسية السلوكية نموذج بلومفيلد. و يقرّ هاريس على نحو أصدق حول ذلك بأن ’ من الخطأ الاستدلال من الطريقة التي تجاهل بها كتاب بلومفيلد عن عمد سوسور بأن أفكار سوسور لم تترك أثرا ً اللسانيات الأكاديمية الأمريكية لفترة ما بين الحربين. حتى أن بلومفيلد نفسه قد اعترف لجاكوبسون بأن قراءة المحاضرات كانت حدثا ً من الأحداث الأكثر تأثيرا ً فيه.( دي ماورو1972: 371)’ (xiv-xiii).
3. فمثلا ً، يذكر دي ماورو(1972: 371-2): ’ بيد أن الإشارة الوحيدة إلى أسم سوسور في اللغة [ بلومفيلد 1933 ] تؤذن بابتداء غياب سوسور الثابت، و هي صفة مميزة في اللسانيات ما بعد بلومفيلد... و هو ما ترك خوفا عند من تابعوا تقليد بلومفيلد من الوقوع ثانية تحت تأثير النزعة العقلية دون الرجوع إلى السلوكيين و اللغة المحكية ‘ { بالفرنسية في الأصل}.
4. أستنتج بلومفيلد هذه الفقرة مع شيء ظاهري مما وراء التعليق؛ تظهر ملاحظاتي بين حاصرتين: ’ لا حاجة للتوكيد، بإن الشخص الذي يخوض غمار مسؤولية تدوين لغة غير معروفة [ كما فعل بلومفيلد، و لم يفعله سوسور] أو الشخص الذي يتحمل مسؤولية تدريس الناس لغة أجنبية[ بطريقة مماثلة كان ذلك أحد الهموم الأكثر مركزية بالنسبة لبلومفيلد أكثر منه لسوسور] يجب أن يمتلك معرفة بالصوتيات العامة[ كما لم يكن سوسور]، تماما ً مثلما يجب أن تكون لـديه البراعة [ كما تعرض ذلك وسائل بلومفيلد ببراعة!]، و الصبر، و كثير من الفضائل الأخرى؛ من حيث المبدأ[ و لكن ليس في الممارسة]، و مع ذلك فإن هذه الأشياء جميعا ً متكافئة القيمة، و هي لا تشكل جزءا ً من النظرية اللسانية.‘ و في ضوء ممارسة بلومفيلد لأكثر من خمسة و عشرين عاما ً القادمة، من العسير أن نفهم أنه كان يعني موافقة حقيقية هنا.
5. يستمر بلومفيلد في إعطاء شرح ٍ دقيق ٍ تماما ً للمفاهيمParole-langue-langag ؛ ثم يرتكب خطأين صغيرين: فهو يساوي بين مصطلح سوسور للسانيات التعاقبية، و هو linguistiqe diachronique مع مصطلح اللسانيات التاريخية في حين أن القصد الواضح للمحاضرات هو أن تضع الاثنين في تضاد( أنظر هاريس1987: 89)؛ ثم يصف ذلك بلغة ’ التغير في نظام اللغة la langue ‘، بينما عانت المحاضرات الكثير لتصحيح الفكرة القائلة بأن التغير هو من قبيل التزامن والاستبدال في الكلام la parole.
6. يـُعطى مسوغان إضافيان لهذا الموقف: (1)’ في مناقشة مشكلات أساسية معينة، من مثل مشكلة المعنى، التي ربما كانت المسلمات [ السلوكية] قد تطرقت لها، أعتاد اللسانيون على الاحتكام إلى علم النفس مباشرة ‘؛(2) ’ بين حين وآخر، و أمام بعض المشكلات المعقدة،يضع اللساني جانبا ً أدوات عمله التي طالما تم تجريبها، ليس ليزيد من حدتها أو ليحسنها، و لكن لكي يلجأ بدلا ً من ذلك، و مؤقتا ً، إلى تعويذات حول قيمتها التي لن يقبل بها أي ُ أثنين غير منحازين من المعالجين النفسيين بالسحر‘. و يبدو هذا كما لو كان هجوما ً على’ الفصول التمهيدية‘ للكتاب الذي يناقشه، حيث تـُحدد المبادئ العامة قبل تطبيقاتها- أو الأكثر صحة لا- تطبيقاتها، و التخلي عنها- إلى تحليل المعطيات. تلك التعاويذ التي تنسجم مع ما سيصنفه و يستبعده بوصفه’ نزعة عقلية‘ في العام1933.
7. في غضون ذلك، دعونا نلاحظ بأن التعقيد الإضافي الذي يراه في نظام سوسور زيادة على نظام أوجدن و ريتشاردز يكمن في ’ الصورة الصوتية‘acoustic image، وهي ربما لا تقع حقيقة ً في أي ٍ من ’ الفكرة أو المشار إليه‘، الذين تشترك معهما بخصيصة كونها عقلية بكل معنى الكلمة، أو ’رمزهما‘ ، الذي تشترك معه في صفة اللسانيةlinguisticness.
8. حتى نكون دقيقين، فإن المناقشة الثانية ليست وثيقة الصلة بالموضوع ، لأنها تنطبق على تحول تعاقبي ، وهو أمر أصرت المحاضرات على أنه لا يحدث داخل المفهومlangue بل داخل المفهوم parole.
9. فقط في الكتب المحتوية على إشارة لسوسور غير تلك التي نوقشت في هذا الفصل ، يـَنبذ تشومسكي، على أنه’ مضحك دونما قصد‘ الاتهام الذي أطلقه هاريس(1983) القائل بأن ’ عملية الأمثلة المعيارية‘standard idealization ( التي ينسبها إلى كل من سوسور-بلومفيلد- تشومسكي) تعكس" مفهوما ً فاشيا ً fascist للغة إذا ما كان هنالك يوما ً ما مفهوم من هذا النوع " ، مفهوما ً يتناول المجتمع الكلامي" المثالي " بوصفه مجتمعا ً " متجانسا ً كليا ً" ‘ ( تشومسكي1986:n 47). و لكن راجع كراولي و كاميرون في هذا المجلد.
10. النسختان الأقدم من تشومسكي(c1964) تظهران اختلافات ٍ أسلوبية ً ثانوية ً في الفقرة المقتبسة (a1964: 922، b1964: 60).
11. في الفقرة المماثلة في كتابات تشومسكي(a1964: 923) و (b1964: 61-2) تحذف كلمة ’full‘ في الجملة الأولى.
12. يصف تشومسكي(1986: 5) مثل هذا التقدم بأنه ’ ظاهرة صحية تشير إلى أن الحقل العلمي حيّ، برغم أنـه في بعض الأحيان، و بشكل عرضي، يعدّ نقصا ً خطيرا ً، و علامة على أن شيئا ً ما مغلوط فيه مع المنهج الأساسي‘ ( أنظر أيضا ً تشومسكي1979: 175-6). و قد يقال الشيء نفسه تماما ً بصدد آراءه المتعلقة بسوسور.
13. صادف أيضا ً أن هاتين كانتا اثنتين من خصائص اللغة اللتين لم يقدم تشومسكي إسهاما ً مباشرا ً قط في دراستهما، برغم أن أفكاره كان لها أثر كبير على البحث التعاقبي و أثر جدير بالاعتبار على اللسانيات الاجتماعية.
14. يشكك كوورنر (1988) في دقة مطابقة تشومسكي لوجهة نظر همبولدت مع وجهة نظره الخاصة.
15. من أجل أن نورد عبارة واحدة فقط قالها سوسور من المادة المصدر للمحاضرات:’ إنه في علم التراكيب استثناء ً كيف يمكن إظهار تردد ثابت لما يكون معطى من معطيات اللغة و ما هو متروك للفرد. وعدم وضع حدود بين الاحتمالين قول عسير‘{ بالفرنسية في الأصل}.
16. فيما يتعلق بتأثير وتني على سوسور، أنظر جوزيف(1988).
17. كما علـّق َ تشومسكي (1986: 5) فيما يخص تطور النظرية التوليدية، ’ كان هناك الكثير من الأمور و الاختلافات في الآراء، و غالبا ً ما كان هناك ارتداد إلى أفكار كانت قد هجرت و قد أعيد تنظيمها و بناؤها مجددا ً و في ضوء مختلف‘ ( أنظر أيضا ً تشومسكي1979: 176).
18. خلال مرحلة تحجيم قوة المكون التحويلي، و ما أعقب ذلك، كان تشومسكي يصرّ على أن حذف المكون ليس أمرا َ مرغوبا ً فيه. و من المؤكد أنه استمر في لعب دور أساسي عمليا ً في كل قالب من قوالب نظرية التحكم و الربط GB. و النقطة المهمة في مناظرتي هي ببساطة الحقيقة غير القابلة للجدل بأن هذا المكون قد جرى تحجيم عظيم في قوته و في العمل المنجز، و بهذا المعنى فإنه نسبيا ً أقل أهمية داخل مخطط النموذج الشامل بالمقارنة مع نموذج الستينيات. و فيما يتجاوز هذا، يمكن اعتبار النجاح المهم لنموذج التحويل الحرtransformation-free model في النحو الذي جرى تعميمه لتركيب العباراتGeneralized Phrase Structure Grammar على أنه دليل إضافي على الاحتكام المتناقص لذلك المكون إلى المجتمع اللساني الطليق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أدلجة سوسور قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أدلجة سوسور قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة
» نظرية تشومسكي في القواعد العامة...
» تحميل كتاب أندري مارتيني مبادئ في اللسانيات العامة
» محاضرات في اللسانيات التطبيقية....
» كتاب جديد "في اللسانيات العامة"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: اللسانيات العامة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


أدلجة سوسور  قراءتا بلومفيلد و تشومسكي لكتاب محاضرات في اللسانيات العامة(تابع)  561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اسماعيل مجلة العربية العربي البخاري بلال مبادئ محمد الحذف الأشياء النحو الخطاب الخيام موقاي قواعد كتاب اللسانيات النقد المعاصر التداولية النص ظاهرة مدخل ننجز اللغة على


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع