الأنــا غير الأنا
غير موظف أنت // هو، هي ، هم
(ليس الموقف (موقف فخر) ارتكاز على أنت (موقف مدحي)
المكــان الزمــان
هنا:غير هنا. الآن: غير الآن.
(غير موظف) العرش (غير موظف) الزمان
السدرة: صباح. بيتك (النبي) مساء
منابر (زمان غير محدد
(دلالة دينية) مبهم فضاء زمني
فسيح)
ب. الثنائية :
إن فكر الثنائية هي أساس من أسس الدراسات البنيوية للمعنىفي مختلف التقابلات سواءً المحورية أو المراتبية أو المضادة وبإمكاننا أن نطبق المربع السيميائي على الثنائية المتضادة البنية في المجموعة الدلالية الثالثة والتي تعدد خلال الرسول (ص).
إن الثنائية التي ارتكزت عليها هذه المجموعة الدلالية تمثلت في مقابلة أساسين كونيين ألا وهما الخير والشر فكل مقومات الخير تجسدت في شخص الرسول (ص) فالجود والعفو والرحمة والحلم وغيرها من الصفات الحميدة والشمائل المحمدية تقابلها ما تحت التضاد أوصاف دنيئة تجسد الشر تتمثل في البخل كمقابل للجود واللاتسامح كمقابل للعفو والقسوة للرحمة والسفاهة كمقابل للحلم هذه بعض الصفات التي مدح بها شوقي الرسول وهي جزء من كثير فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم : " كان خلقه القرآن" وان قال العرب قديماً انما تميز الأشياء بأضدادها فان مربع قريماص يوضح ثنائية التضاد القائمة بين الخير والشر كخطين متوازيين لا يلتقيان.
التداول المقصدي :
ان أطروحة المقصدية تنشط جاهدة لاستكشاف بواعث الكلام بوصفها حواجز موجودة بالقوة تنتظر تحقيقا بالفعل ، وعملت الدراسات اللغوية اللسانية جاهدة في التعامل مع حقول الاشتعال وآليات الفعل الكلامي ،مدعمة بطروحات كرايس وسورل وأوستين ، اذ اعتبر سورل أن كل اصدار الا وله باعث أو بواعث ، ونجد أوستين أكثر دقة في الالمام بوجود هذه الظاهرة وذلك في كتابه { عندما يتحول الفعل قولا } (( حيث يعد الفعل القولي {فعل الكلام المحض } اسم المحتوى المادي لمنطوق ما، أما الفعل الانجازي { قوة فعل الكلام } فيعني المعنى القصدي لمنطوق ما ))1 فيتمحور الاساس حول التداول المنجز بين أبطال الفعل الخطابي المتكلم والمخاطب عبر مقصديات ظاهرة ومظمرة ونلفي تلك المقصدية بمعانيها متضمنة في اللغة الشعرية عند أحمد شوقي على اعتبار أنها حققت انجازيتها في وجودها كعلامات تواصلية يقول أحمد شوقي :
وُلد الهُدى فالكائناتُ ضياءُ وفــمُ الزّمــانِ تبسمٌ وثنـــاءُ
فالخطاب هنا يريد أن يحقق الموضوع في الابيات السبعة الاولى لان الوصف المدحي المطلعي يراد به احداث نوع من القابلية لدى القارئ لاستقبال المحتوى ضمن تعبيره الخاص والموضوع يتحدد ب : ولد الهدى فاللغة أحدثت خلقا
1ـ زيتسيسلاف وارزنياك ـ مدخل الى علم النص تر: سعيد حسن البحيري ص 21 لموضوع الوصف ، ومنها تجسيد عظمة الموقف اثر هذا الحدث العظيم الذي احتفل الوجود به ، وهكذا صار للقارئ (الذي تحقق فعل اللغة فيه ) يملك جواز سفر كتب فيه (باستطاعتك ان تقرأ بقية القصيدة الآن ) على ضوء ذلك السنن الذي حدث تعارفا بينه وبين القول اللغوي وانطلاقا من البيت الثامن :
يا خير من جاء الوجود تحية مــن مرسليــن بـــك جـــــاءوا
ينزاح ذلك الغموض من لدن القارئ بوصفه مالكا لشرعية السياق الداخلي لمحتوى التعبير وبالتالي وجهة الخطاب الذي عرفنا أنه مدحا في الابيات الاولى ، غير أننا نجد هزة خفيفة مست البنية الاخبارية الاولى نتجت عن التحول بالخطاب الى هذا الموضوع في ذاته ما تسمى في التداولية بالوظيفة الندائية مع أنها لا تخرج عن تلك العلاقة بين أقطاب الخطاب المتكلم والمخاطب ، حتى أصبح المتكلم المرسل هو الحامل أو الرسالة وهذا ان جاز لنا المجاز أن نتقول هذا ، فالتحية يبلغها الشاعر من قبل المرسلين الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ماتوضحه هذه الترسيمة المرسلين ـــــــــــــــالمخاطب [الرسالة] ـــــــــــــــــــــــالنبي محمد ص وكم تطول تلك الرسالة التي يستهيم القارئ بها ، بعد أن رفعها الشاعر الى مستوى من الخيال المغدق ، وعرف أن القارئ لن تحركه الا قفزة على المنطق يصبح بموجبها للفعل تحقيقا في دخائله تتوالى الابيات بعد ذلك وتحمل في ثناياها الان صبغة تفصيلية في المدح كذكر الخصال الحميدة والمناقب الحسنة انطلاقا من البيت الثاني والعشرين
نعم اليتيم بدت مخايل فضله واليتم رزق بعضه وذكاء
فالقصد كما هو ظاهر هو تبيان فضائل العفاف والعفة من أجل تمكينها من نفوس القراء والحذو حذوها ، وصار لمعنى القصد تحقيقا متباينا عن القصد الذي يصدر عنه الشاعر، اذ يعتبر جزئيا ذلك أن القارئ قد يقرأ القصيدة بكيفيات مختلفة ولا يأخذ من معاني الشاعر الا أجزاءها .
منقول منتدى مجلة دليل الكتاب