التارخه والتوريخ عند العرب قبل الاسلام بين جهل المعجميون وحقيقة التاريخ
لقد جاءت فكرة كتابه هذ الموضوع عندما كنت اليوم اقراء في احد الكتب الاثرية الهامة ، لكن ما لفت انتباهي وحز في نفسي واستوقفني لأندب حظ تراثنا وموروثنا العربي العريق والموغل في الزمن ، بسبب جهل البعض من مفكرينا وكتابنا ومؤلفينا ، وادركت كم ان هناك من فجوه معرفيه عند البعض منهم ؟؟ ولعل ذلك اما لتجاهل الحقيقه التاريخه او لعدم الوصول اليها ، وتجاهل الدراسات الحديثه و خاصة في مجال الكتابات المسندية المنقوشة خاصة ونحن نتحدث عن الاصول اللغوية ، بل ان البعض من مؤلفينا واساتذتنا مع وافر الاحترام لهم دأبوا للقرائة باعين الموتى ،، دون تنقيحها او تمحيصها وهو اقل القليل للعمل وفق منهجية العلم ،وخاصةعند كتابة التاريخ وصياغة حيثيات الحكم والاستدلال ،
ما لفت انتباهي كان تلك العبارات التي اعتبرها انا مجافيه للحقيقه والتاريخ ولا تمت الى الحقيقة بصله، بل ان الادله المادية تثبت هذا وبصريح العباره ،دون الحاجه الى عناء البحث عن الحقيقة ، فالحقيقة لا تحتاج الى من يدركها ،،
الكتاب بعنوان المدخل الى علم الاثار وفن المتاحف ، ط 1 منشورات مكتبة الرشيد 2007م ، وتحديدا في الصفحة 21 ، وفي خضم حديثه عن تعريف علم الاثار وفي الجزئية التي قال فيها ( ان كلمة " تاريخ " لم تذكر في القرآن ولم يذكرها العرب في جاهليتهم ، وهذه الكلمة ظهرت لاول مرة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وربما اخذت من اليونانية حيث ان كلمة تاريخ وكلمة ( ارخ ) كانت غير مستعملة عند العرب حتى عصر عمربن الخطاب رضي الله عنه ، ) وهنا انتهاء كلام الكتاب ، ورغم علمي انه في حديثه هذا نحى نحو من سبقوه وخاصه من المعجميين الاوائل من العرب ،لكني اعتب عليه كيف وهو يتحدث عن مناهج البحث وتمحيص ونقد الوثائق والاخبار ، كيف اخذهذا العبارة بمسلماتها ، دون اخضاعها للتمحيص والنقد ، بل حتى لم يشر الى مصدرها المقتبسة منه ، ادرك حينها ان هناك فجوه حقيقيه ليس لدى دكتورنا الفاضل مؤلف الكتاب فحسب بل لدى الكثير ممن عنو بدراسه تاريخ العرب والجزيرة العربية ، وما تلك الفجوه المعرفيه بتاريخ العرب وموروثهم اللغوي والكتابي ..... الخ ، الا لما يخال لي انه اما ان بعض الدارسين اما مجتهد ويجهل تاريخ العرب القديم ويعتمد على بعض المصادر والدراسات التي اصبحت قديمة وغير مواكبة لاخر الاكتشافات والدراسات الجديده ، واما متعصب فيلجاء الى تقسيم العرب عند دراستهم الى قسمين والتعصب لاحداهما ، فأن من يدرس عرب الشمال لا ينظر الى موروث عرب الجنوب والعكس صحيح وان كان فهي من باب الاشارة السريعة ، فكم من دراسات وابحاث وللاسف الشديد تنحاز الى جانب معين وتحاول ابراز ادوار معينه لاقسام معينه معتمده اما التقسيم القديم الحديث عرب الشمال وعرب الجنوب تاره واما تقسيم حديث وفق الحدود السياسيه المصطنعة،وبتالى السعي الى كتابه تاريخ منطقه جغرافية معينه بمعزل عن الاخرى وابراز دورها الحضاري على حساب الاخريات ، تاركين اهداف معينة تتحكم في سير النتائج ، ناسيين او متناسيين ان العرب امه واحده على ارض جغرافية واحده هي ارض العرب وجزيرتهم الوحيده التي اريد لهم ان يشيدو تاريخهم الواحد وثقافة الواحده منذو اقدم االازمان ،، وعليه اعتقد انه ورغم الايجابيه من دعم جهود البحث العلمي في بلد ما وابراز ادواها الحضارية الاانه سيضي جانب من الحقيقه فقط وسيضل الكثير منها مجهول ، مالم تكتمل الصوره بصياغه التاريخ العربي المشترك ، ويصعب كتابه تاريخ او حضارة منطقه جغرافيه بمعزل عن الاخرى في جزيرة العرب ، واذا ما حصل فان الحقيقة العلمية والتاريخيه ستلد مشهوه ويكتنفها الكثير من الغموض ، بل وسيفقد الموروث العربي الكثير من حقائق الارث الحضاري والثقافي ،، وبتالى يسهل لمن اراد ان ينخر ويشوه والصاق التهم ،،
وعودة الى موضوعنا فقد كنت اتمنا على دكتورنا الفاضل قراءة بعض كتابات المسند ليتسنى له تغيير رائيه ذك ، وليعلم ان لفظه تاريخ هي مشتقه من الجذر ارخ الذي شاع عند العرب قبل الاسلام ووردت صيغه المختلفة في نقوش المسند وكتب به تقويم سنين تاريخهم منذو مطلع الالف الاول قبل الميلاد وحتى مجي الاسلام ،،
وساترك مقالة للاستاذ مطهر الارياني تعالج هذا الموضوع وتبينه،،،
والله من وراء القصد ،،،،
المقالة منشورة في مجلة حوليات يمنية 2006م الصفحات من 127 الى 131 ، اصدارات المعهد الفرنسي للاثار ولعلوم الاجتماعية ، صنعاء