يحي امحمد عضو شرف
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 211 نقاط : 403 تاريخ التسجيل : 12/11/2011 المهنة : استاذ
| موضوع: عنصرية ثملة ترفض حتى أن يفتخر الغير بلغتها وحضارتها 2012-10-07, 12:23 | |
| دعني أّوّلا أتحدث إليك بأفكاري ،وأوضح لك ما أحسّ به في أعماق ذاتي ،أطلــب منك هذا مع أني لا اعرف طبيعة موقفك ...هذا وإن كنت أميل إلى أن....أتصور انــــّك منهم ...من أولائك الذين يثيرون مشاعري...الثائرة نوعا ما ،مادمت تتحدث بالإنجليزيـة بكل هذا الصفاء ، وهذه الأناقة ، وبكل هذه الاستعمالات الحديثة المتبحرة وقد يكون هذا التبحر مجرد زخرفة فقط ،بل مؤكّد أنّه مجرد طلاء خارجي جميل لا يخفي وراءه شــيئ له خطورته في ميدان من الميادين المتميزة ، وهذا مايجعلني أعتقد أنّك لست من دعات العربية ،يجعلني على يقين أنك مسلوب ...اسما لا صفة...ويبدوا أنّك لاتعـــــــــــــرف أنّ الاستلاب من الأسلحة الخطيرة في عصرنا هذا. لاتقاطعني أرجوك .......دعني أكمل ،دعني أفرغ ما في نفسي ....ونفسي كمـــــــــا قلت لك ثائرة ’’’’وكان ينبغي أن لا أثور في هذه الحفلة الرائعة ،التي أقامها صديقـــــــــك وصديقي على شرفك ،وهذا في أجمل جيب من جيوب أجمل شارع في............. أطلب منك ألاّ تقاطعني لأنّي أعرف مسبقا أنّك ستقول لي ـإن سمحــــــــــت لك أن تقاطعني ـبأنّك بريئ من الذنب الذي أحس به أنا ولاتحس به أنت ،...أنت تعتقد أنّك بريئ من الذنب ،لأن الحرية التي حصلت عليها هي التي دعتك إلى ترك عربيتـــــــــك ،كلا إن الحرية لم تفعل ذالك ،وإنّما فعل ذالك أمثالك من المسلوبين ،فأصبحت أنـــــــت الآخر مسلوبا تابعا ذليلا مهزوما ،وإن تصورت الأمر غير ذلك . أنا لا أشعر بذنب لا تشعر به أنت كما قلت لك ....لأن انجليزيتي سلبتك شخصيتـــك وهويتك وذاتيتك..واسمح لي أن أخاطب في شخصك كلّ أمثالك .... أنا أتصـــــــور أنّ الانسان لا يستطيع أن يكون غير ذاته ، فلم الهروب إذا إلى ذات الغير ؟.. والحال أنّ هناك ألف مانع ومانع من بلوغها.. التيس لا يريد إلا أن يكون تيسا هوّيته في صنينه ،وحين يخصي ـوهذا احتمـــال من الاحتمالات ـفإنّ أعماقه تظلّ تنضح بصنينه. إنّني كما ترى .. ثائر أو مثار كما شئت ،لأنّني لا أستطيع أن أفهم ولعلي لن أفهم ذلــــك أبدا ، باعتبار ما لديّ من قناعات خاصة ،كيف تتركون لغتكم ؟،كيف تهجــــــــــــــرون امجادكم؟ ،كيف تهملون حضارتكم وتتنصلون من قيمكم ؟ لتتمسكوا بلغتنا وأمجادنــــــــا وحضارتنا وقيمنا ...وكأنّكم لم توجدوا إلا بوجودنا ،تفعلون كل ذلك ونحن في غنا عنكم ...هذا مانعتقده نحن الغرب من أبناء الجيل الحديث العرب بالنسبة إلينا أمّة مستقلـــــــة ، والاستقلال الشخصية والهويّة الذاتية ... عندما أتحدث مع واحد منكم يحاول أن يتقرب إليّ بالإشادة بكتابنا وشعرائـــــــــــــــنا ...هوغوا.. ولامارتين ..وبودلير .واراغون ...وسارتر ....وكامي ....ويريـــــد بذلك إثارة إعجابي ،وهو في الواقع يضحكني ويثير سخريتي لأنّي أنتظر أن يحدثنـــي عن المتنبّي والمعرّي وشوقي ومفدي زكريا ، وبدر شاكر السياب ، والقباّني ،وغيـــــرهم من الشعراء الكبار ....وكم أتألم حين أكتشف أنّه يجهل ذلك كل الجهل ، ولا يـــجد ما يقدمه لي من غذاء فكري غير ثقافتي. يقول أحد كتابنا ...ولا أظن أنك قرأت ذلك ،وإلا لكان لك موقف آخر ،يقول:" اللغة هي لغة الشعب ، هي الثوب الذي يعرض فيه الشعب حقيقته ،فالجوهر والكلمة شيئان متلازمان لا ينفصل أحدها عن الآخر ، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون فما من كلمة تستعمل إلا وتعبر عن الجوهر ...وأنا أعرّف الناس بلغتي وجوهري، ألم يكن من المفروض أن تكون تكون انت أيضا أعرف بجوهرك ولغتك حـــــــــتى تستطيع أن تحدثني عن جوهرك بلغتك ؟.. إنّ للعربية ظايضا شعرائها وكتابها الذين يتميّزون في نتاجهم الشعري والنثري ،بالأصالة والشخصية والعمق لست أشك أنّي أعرف منك بلغتك وآدابها وحضارتها ...ألا تجد هذا الأمر مخزيا ؟... لكم كنت أشعر أنا بالخزي لو أني لم أكن أعرف من ذكرت من الكتاب والشعراء الغرب فهم فخري وعزّي وكبريائي. قد تستغرب أن أكون قد تعلّمت العربية ،ولكني تعلّمتها هواية ،ولم أتعلّمها على حساب لغتي القومية ....بل تعلّمتها لإثراء لغتي ..وأنا الآن بصدد نقل بعض روائعها إلى لغتي ، وهكذا ترى أنّي تعلمت لغتك لا من أجل لغتك ,إنّما من أجل لغـــــــــــتي وفكري ،وفي لغتك ما فيها من الفكر والشعر على نحو يكاد يبلغ حدود الوهم ..فأنا أتعصب أيضا للغتي ، ولكن ليس على حساب اللغات الأخرى ،فما أقرأه في لغتي لا يفيدني ما تفيدني إياه قراءتي في لغته الأصلية لذلك أحاول أن ألم بكل لغة تفيدنـــــي ...دون أن أكتب بها ، فمن يكتب لشعبه لا يكتب له إلا بلغته . لقد اختار شعبكم حرّيته وهوّيته ، ومن واجبكم أن تعيدوا إليه جوهره ولغته ،وإنّه من أعجب العجب أن يختار الإنسان العبودية الثقافية ،وهو حر مستقل بيده السلطـــــــــة والقرار .وإلا فقل لي بربك كيف أصبحتم تقلدوننا في كل شيئ حتى في سلوكاتنا . بل حتى في ابتسامتنا الساخرة منكم وحركات أيدينا الصاعدة في وجوهكم وهي فــــــــي الأصل منكم ومن جملة ماتعلمناه من تقاليدكم للتعبير الجنسي عن الرفض والإباء .. كيف أصبحتم تقبلون ما يسيء إلى الشخصية واللغة والوطن ؟إنّي لا أطلب مــــــــنك المعذرة هاهنا ...فأنا في ثورتي أتحدث بصراحة كاملة ...ولست ممن يستطيــــــــــع السيطرة على ثورته .. اسمعني ولاتدر وجهك عني ،فإنّي لم أنته من حديثي ،لعلك تعتقد أنّي ثمل ،ينطبق عليّ المثل الاتيني "في الخمر الحقيقة "إنّ ما أقوله حقيقة ما أعتقده ومع ذلك لســــت ثملا ، إنّني على العكس تماما ومن المؤلم أن يتصور الثمل أن الآخرين ثملون مثلـــه ..أنا إعي كلّ كلمة أقولها ، وأرجوا أنت أيضا أن تعي ما أقوله ،ذلك أنّي أصّر أن لا أصل إلى مرحلة الثّمل لإنّي أصر أن أتكلم عن وعي ،وأن أدرك الأمور على الوجه الذي يجب أن تدرك به ..حتى أصل إلى ما أهواه من تجليات فكرية تخاطب فيــــــها ذاتي ذاتا أخرى وليس الأمر كذالك معك .
عدل سابقا من قبل يحي امحمد في 2012-10-08, 14:01 عدل 1 مرات |
|
appetif مشرف عام
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 1677 نقاط : 2883 تاريخ التسجيل : 15/06/2012 المهنة : appetif@hotmail.com
| موضوع: رد: عنصرية ثملة ترفض حتى أن يفتخر الغير بلغتها وحضارتها 2012-10-07, 15:51 | |
| |
|