منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك مراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة مراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنامراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة مراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارمراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 مراحل التصوف عند الغزالي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بلال موقاي
نائب المدير
نائب المدير
بلال موقاي

وسام الإداري المميز

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1216

نقاط :
1939

تاريخ التسجيل :
28/04/2012

الموقع :
https://twitter.com/mougay13

المهنة :
جامعة معسكر، الجزائر


مراحل التصوف عند الغزالي Empty
مُساهمةموضوع: مراحل التصوف عند الغزالي   مراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2012-09-17, 18:45

مراحل التصوف عند الغزالي:
1- الطريق(المسلك): قال رسول الله(ص):«يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل.» ثم قال:«يا بني وذالك من سنتي ومن أحي سنتي فقد أحياني ومن أحياني كان معي في الجنة»، فالصوفية هم الذين أحبو هذه السنة وطهارة الصدور من الغل والغش عماد أمرهم وبذلك طهر جوهرهم وبان فضلهم، وإنما قدروا على إحياء هذه السنة ونهضوا بواجب حقها لزهدهم في الدنيا وتركها لأربابها وطلابها.(1)
وطريق الصوفية راجع إلى تطهير محض من جانبك، وتصفية وجلاء ، ثم استعداد وانتظار فغاية الطريق الصوفي الترقي الخلقي بالمجاهدة للنفس، وإحلال الأخلاق المحمودة محل المذمومة، حتى يصل السالك إلى المعرفة بالله ، فمدار الطريق عنده إذا على الخلق ويصف الغزالي رياضة النفس أخلاقيا لأنها طب القلوب وهو مقدم عنده على طب الأبدان، لآن أمراض الأبدان تؤدي فقط إلى فوات هذه الحياة، أما أمراض القلوب فتفوت على الإنسان حياة الأبد وهذا النوع من طب القلوب ، وجب تعلمه على كل ذي لب إذ لا يخلوا قلب من القلوب عن أسقام لو أهملت لتراكمت وترادفت العلل وتظاهرت ، فيحتاج العبد إلى تأنق في معرفة عللها وأسبابها ، ثم إلى تشمير في علاجها وإصلاحها فمعالجتها هو المراد بقوله تعالى:«قد افلح من زكاها ». وإهمالها هو المراد بقوله تعالى:«وقد خاب من دساها».(2)
ويتم طريق السلوك بالتبتل.... أي الانقطاع إليه يكون بالإقبال عليه والإعراض عن غيره... والإقبال عليه يكون بملازمة الذكر والإعراض عن غيره يكون بمخالفة الهوى و التنفي عن كدورات الدنيا وتزكية القلب عنها والفلاح.... معمدة الطريق أمران: الملازمة والمخالفة
والملازمة لفكر الله تعالى ، والمخالفة لما يشغل عن الله. وهذا هو السفر إلى الله وليس من هذا السفر حركة لا من جانب المسافر ولا من جانب المسافر إليه فإنهما معا ، بل مثل الطالب والمطلوب ، مثل صورة حاضرة مع مرآة ولكن ليست تتجلى في المرآة لصدأ في وجه المرآة فمتى صقلتها تجلت فيه الصورة لا بارتحال الصورة إلى المرآة ولا بحركة المرآة إلى الصورة ولكن بزوال الحجاب فإن الله تعالى متجلي بذاته لا يختفي إذ يستحيل اختفاء النور ، وبالنور يظهر كل خفاء والله نور السموات والأرض.(3)
2- المعرفة: يرى الغزالي أن أداة المعرفة الصوفية في القلب وليست الحواس ولا العقل والقلب عنده ليست تلك اللّحمانية المعروفة ، المودعة من الجانب الأيسر من الصدر لدى الإنسان ، وإنما هو اللطيفة الربانية الروحانية التي هي حقيقة الإنسان ، وقد يكون لها بالقلب الجسماني تعلق ، إلا أن عقول الناس تحيرت في إدراك وجه العلاقة بينهما ، وهو يرى أن القلب كالمرآة ، والعلم هو انطباع صور الحقائق في هذه العلوم ، والمعرفة بالله فطرية وهي مركزة في القلب فكل قلب هو بالفطرة صالح لمعرفة الحقائق ، لأنه أمر رباني شريف وهو محل أمانة التي حملها الله له وهي المعرفة والتوحي.(4)
ويقدم لنا الغزالي وصفا لطبيعة المعرفة الصوفية الحاصلة في القلب بعد محو الصفات المذمومة والاستعداد بالتصفية المجردة ، حيث لا يبقى للعارف إلا الانتظار لما يظهر من فتوح ومعارف يصفها الغزالي بقوله:«كالبرق الخاطف لا يثبت ثم يعود ، وقد يتأخر ، فإن عاد فقد يثبت وقد يكون مختطفا ، وإن يثبت امتد ثباته ، وقد لا يطول وقد يتظاهر أمثاله على التلاحق حتى لا يقتصر على فن واحد ، ومنازل أولياء الله فيه لا تحضا لتفاوت خلقهم وأخلاقهم» ، والغزالي يذهب إلى أن فتوح ومعارف الأولياء هي بعض ما يظهر للأنبياء يقول الغزالي:«وكرامة الأولياء هي على التحقيق بداية الأنبياء» والأنبياء يبتدئون بأحوال
تشبه أحوال الصوفية ، وتتفاوت فتوح الأولياء ومعارفهم حسب تفاوت استعداداتهم ، فالعارف ينتقل على درجات سلم المعرفة بحسب حالته واستعداده للتلقي ، فالمعرفة بالله شعور ديني فطري في أكمل مظاهره ، وهذا الشعور الديني له أصوله في الطبيعة الإنسانية ، وهذا المعنى ورد في كتب الصوفية المعروفة في مثل قولهم:«خلق الله أدم على صورته» وقولهم:«من عرف نفسه فقد عرف الله وعرف ربه».(5)
3- الفناء في التوحيد: لا يصل إليه المتقدمون في الكمال وهو مؤسس عن الإيمان بأن الله وحده يتمتع بوجود حقيق ، وأن وجود الكائنات جميعها مستمر به تعالى على غير وحدة ، ولا حلول فالإنسان يشاهد كثرة الموجودات ولا يشاهد إلا فاعلا واحدا هو الله ، فالعلة واحدة ، والله وحده هو سبب الأسباب ومبدأ لكل خير فلا يحصل إلا ما شاء الله تعالى وإن أذن بالشر لما فيه من خير ، لأن الخير هو الجوهر والشر عرض.(6)
إن الله هو المحبوب الأول عند كل حي نفسه وذاته ومعنى حبه لنفسه أن في طبعه ميلا إلى دوام وجوده و نفرة من عدمه وهلاكه ، وذلك لأن المحبوب بالطبع هو الملائم للمحب ، وأي شيء أتم ملائمة من نفسه ودوام وجوده ، وأي شيء أعظم مضادة و منافرة له من عدمه وهلاكه ، ولذلك يحب الإنسان دوام الوجود ويكره الموت ، لا لمجرد ما يخافه بعد الموت ولا لمجرد الحذر من سكرات الموت ، بل لو اختطف من غير ألم وأميت من غير ثواب وعقاب لم يرضى به وكان كرها لذلك ، ولا يحب الموت والعدم المحض إلا لمقاسات ألم في الحياة ، ومهما كان مبتلي ببلاء فمحبوبه زوال البلاء فإن أحب العدم لم يحبه لأنه عدم بل لأن فيه زوال البلاء ، فالهلاك والعدم ممقوت ودوام الوجود محبوب.(7)
ويقسم الغزالي التوحيد إلى أربع مراتب: الأول أن يقول الإنسان لا إله إلا الله بلسانه وقلبه غافل عن معنى قوله، وهذا توحيد المنافقين ، الثانية أن يصدق بمعنى اللفظ كما صدق به عموم المسلمين ، وهذا أمر اعتقاد العوام ، والثالثة أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق ، وهو مقام المقربين ، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرت عن الواحد القهار ، والرابعة أن لا يرى في الوجود إلا واحد ، وهي مشاهدة الصديقين ، وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد ، ويرى الغزالي أن المرتبة الرابعة هي أعلى المراتب لأن الموحد هنا لم يحظر في شهوده فيرى الواحد فلا يرى الكل من حيث أنه كثير ، من حيث أنه واحد ، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد.(8)
ويظهر نور في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته وأفعاله المذمومة.... فتحصل المعرفة الحقيقية بذات الله وصفاته .... وبأفعاله وحكمته في خلق الدنيا والآخرة ووجه ترتيبه للآخرة على الدنيا ، والمعرفة بمعنى النبوة ومعنى الوحي ، ومعنى الشياطين ومعنى لفظ الملائكة والشياطين وكيفية معاداة الشياطين للإنسان ، وكيفية ظهور الملك للأنبياء.... والمعرفة بملكوت السموات والأرض ومعرفة الآخرة والنار.(9)
4- السعادة: وقد قرر أن السعادة الأخروية في القرب من الله والنظر إلى وجهه وذلك لا ينال أصلا إلا بالمعرفة الذوقية ولذلك قال العارفون ليس خوفا من النار ولا رجاؤنا للحور العين وإنما مطلبنا اللقاء ومهربنا الحجاب ، وقالوا من يعبد ربه يعوض فهو لئيم. ولم ينكر ما وعد به الكتاب من سعادة مادية وإن دل سياق كتبه الصوفية على الإنكار ولا أنكر جهنم لكن احتراق الفؤاد أشد من احتراق الأجساد. (10)
وتعتبر السعادة غاية نهائية لطريق الصوفي عند الغزالي ، وهي ثمرة المعرفة بالله وقد جعل من السعادة متكاملة ، ولم يكن من قبله قد تناولها بالتفصيل ، وإنما تحدثوا عنها خلال حال الطمأنينة و الرضا ، وهو يرى أن طريق السعادة هو العلم والعمل به ، وإلى ذلك الإشارة به لقوله :«إذا نظرت إلى العلم رأيته لذيذا في نفسه ، فيكون مطلوبا لذاته ووجدته وسيلة إلى دار الآخرة وسعادتها ، وذريعة إلى القرب من الله تعالى ، ولا يتوصل إليه إلا به وأعظم الأشياء رتبة في حق الآدمي السعادة الأدبية ، وأفضل الأشياء ما هو وسيلة إليها ، ولن يتوصل إليها إلا بالعلم والعمل ، ولا يتوصل إلى العمل إلا بكيفية العمل ، فأصل السعادة في الدنيا والآخرة هو العلم».(11)
ومما يجب ملاحظته أن الغزالي جعل اللذات المتعلقة بالجوارح تطلب بالموت ، بينما اللذة والسعادة الحاصلة من معرفة الله ليست كذالك لأنها متعلقة بالقلب ، والقلب لا يهلك بالموت عند الغزالي ، فالقلب من جملة أجزاء الإنسان ينتمي إلى علم الملكوت ، فالقلب لا يهلك بالموت ، ومن ثمرة المعرفة الحاصلة من جهة القلب ، وبالضرورة السعادة الناتجة من ذلك لا تبطل بالموت ، بل أنها تكون في الموت أشد وأبقى يقول الغزالي:«يكمل تجرد الإنسان من النوازع بعد الموت ، وعند ذلك ينكشف الغطاء ، وتتجلى الأسرار ، وعندها يقال: « فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد» ، وإنما الغطاء غطاء الوهم والخيال ، فالحياة الدنيا نوم وحياة الآخرة يقظة.(12)
المبحث الثالث: المكاشفة:
هو علم باطن ، وذلك غاية العلوم ، فقد قال بعض العارفين: ما لم يكن له نصيب دين هذا العلم أخاف عليه سوء الخاتمة ، وأدنى نصيب منه التصديق به وتسليمه لأهله ، وقال أخر من كان فيه خصلتان لم يفتح له شيء من هذا العلم : بدعة ، أو كبر. وقيل : من كان محبا للدنيا أو مصرا على الهوى لم يتحقق به وقد يتحقق بسائر العلوم ، وأقل عقوبة من ينكره أنه لا يذوق منه شيء وينشده على قوله :
وأرض لمن غاب عنك عينيه فذالك ذنب عاقبه فيه
وهو علم الصديقين ، والمقربين وأعني علم المكاشفة وهو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة ، وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قلب أسمائها فيتوهم لها معاني مجملة غير متضحة.(13)
ونعني بعلم المكاشفة أن يرتفع الغطاء حتى تتضح له جلية الحق في هذه الأمور اتضاحا يجري مجرى العيان الذي لا يشك فيه ، وهذا ممكن في جوهر الإنسان لولا أن مرآة القلب قد تراكم صدؤها و خبثنها بقدرات الدنيا.(14)
والمكاشفة عندنا أتم من المشاهدة لأنها ألطف ، فاليقين هو المكاشفة والمكاشفة على ثلاثة أوجه : المكاشفات العيان بالأبصار... ومكاشفة القلوب بحقائق الإيمان... ومكاشفة الآيات لإظهار القدرة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وقد حث الغزالي المتصوف على العلو الروحاني المبالغ فيه بل أتبع أسلوب العبادة ورسم القيم الخلقية وتدريج السالك مدارج الزهد التعليم المقيد بالشريعة ومن شواهد ذلك ما ورد في كتبه :« منازل التقوى ثلاثة :التقوى على الشرك ، التقوى على البدعة ، التقوى على المعاصي الفرعية». التوبة إنها سعي من
مساعي القلب وهي عند التحصيل... تنزيه القلب عن الذنب. الرجاء هو ابتهاج القلب بمعرفة فضل الله سبحانه وتعالى واسترواحه إلى سعة رحمة الله تعالى وهذا من جملة الخواطر غير مقدور للعبد. ورجاء هو مقدور للعبد... وعلامة الزهد ثلاثة: علم بلا علاقة وقول بلا طمع وعز بلا رئاسة. إن من يجمع بين الظاهر والباطن جميعا هو الكامل ، وهو المعنى بقولهم من لا يطفئ نور معرفته نور ورعه. وكذلك ترى الكامل لا يسمح لنفسه بترك حد من حدود الشرع مع كمال البصيرة. المفهوم من الحلول أمران: أحدهما السنة التي بين الجسم بين مكانه الذي يكونه فيه وذلك لا يكون إلا بين جسمين ، فالبريء عن معنى الجسمية يستحيل في حقه ذلك. والثاني السنة التي بين(الجسم ومكانه) العرض والجوهر فإن العرض قوامه بالجوهر، فقد يعبر عنه بأنه حال فيه ، وذلك محال على كل ما قاومه بنفسه.(15)
أما المعرفة الحق فإنها تدرك بالقلب ، وهو من عالم الملكوت وقد تحدث الغزالي عن عجائب القلب في الجزء الثالث من إحياء علوم الدين جامعاً نوعين من المعرفة فقال:«فعجائب القلب خارجة عن مدركات الحواس لأن القلب أيضاً خارج عن إدراك الحواس ، وما ليس مدركاً بالحواس تضعف الأفهام عن إدراكه إلاّ بمثل محسوس ، ونحن نقرب ذلك إلى الإفهام الضعيفة بمثلين: أحدهما أنه لو فرضنا حوضاً محفوراً في الأرض احتمل أن يساق إليه الماء من فوقه بأنهار تفتح فيه ، واحتمل أن يحفر أسفل الحوض ويرفع عنه التراب إلى أن يقرب من مستقر الماء الصافي ، فيتفجر الماء من أسفل الحوض ويكون ذلك الماء أصفى وأذون وقد يكون أكثر فذلك القلب مثل الحوض ، والعلم مثل الماء فتكون الأنهار وقد يمكن أن تساق العلوم إلى القلب بواسطة أنهار الحواس والاعتباري بمشاهدات حتى يمتلأ علماً ، ويمكن أن سدّ هذه الأنهار بالخلوة والعزلة وغض البصر. (16)
ويعتمد إلى عمق القلب بتطهيره ورفع طبقات عنه حتى تنفجر يتابع العلم من داخله ، فإن قلت كيف يتفجر العلم من ذات القلب وهو خال منه؟ فأعلم أن هذا من عجائب أسرار القلب والقدر الذي يمكن ذكره أن حقائق الأشياء مسطّرة في اللوح المحفوظ ، بل في قلوب الملائكة فكما أن المهندس يصور أبنية الدار في بياض ، ثم يخرجها الوجود وفق تلك النسخة ، فكذلك فاطر السموات والأرض كتب نسخة العلم في اللوح المحفوظ ثم أخرجه إلى الوجود على تلك النسخة. (17)
فالمتصوف في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتً ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال إلى درجة يضيق عنها نطاق النطق ، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا واشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه وعلى الجملة ينتهي الأمر إلى قرب يكاد يتخيل منه طائفة الحلول ، وطائفة الإتحاد ، وطائفة الوصول ، وكل ذلك خطأ وقد بينا وجه الخطأ فيه بل الذي لا بسته تلك الحالة لا ينبغي أن يزيد على أن يقول:
وكان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا فلا تسأل عن الخير
وبالجملة ، فمن لم يرزق منه شيء بالذوق فليس يدرك من حقيقة النبوة إلا الاسم ، وكرامة الأولياء هي على التحقيق ، بدايات الأنبياء ، وكان ذلك أول حال رسول الله (ص) حيث أقبل إلى جبل حيرا حيث كان يخلوا فيه ويتعبد.(18) حتى قالت العرب:«إن محمدً عشق ربه». وهذه حالة يحققها بالذوق بل يسلك سبيلها. فمن لم يرزق الذوق ، فيتيقنها بالتجربة و التسامع ، إن أكثر معه الصحبة حتى يفهموا ذلك بقراء الأحوال يقينا.
ومن جالسهم إستفاذ منه هذا الإيمان ، فهم القوم لا يشقى جليسهم ومن لم يرزق صحبته ، فليعلم إمكان ذلك يقينا بشواهد البرهان.(19)
وعلم المكاشفة هو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة ، وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قبل أسمائها فيتوهم لها معاني مجملة غير متضحة ،فتتضح أيضا ذاك حتى تحصل المعرفة الحقيقية لذات لله سبحانه وتعالى ، وبصفاته الباقيات التامات ، وبأفعاله ، وبحكمه في خلق الدنيا والآخرة ، ووجه ترتيبه للآخرة على الدنيا ، والمعرفة بالمعنى النبوة النبي ، والمعنى المحب ، ومعنى الشيطان ومعنى لفظ الشياطين للإنسان ، وكيفية ظهور الملك للأنبياء وكيفية وصول الوحي إليهم والمعرفة بالملكوت السموات والأرض ومعرفة القلب وكيفية تصادف جنود الملائكة والشياطين فيه ، ومعرفة الفرق بين لمة الملائكة و لمة الشياطين ، ومعرف الآخرة والجنة والنار وعذاب القبر والصراط والميزان والحساب.(20)
وبين لنا الغزالي على أن العارف لا يرى إلا الله تعالى ولا يعرف غيره ، ويعلم أنه ليس في الوجود إلا هو وأفعاله ومن هذه حاله لا ينظر في شيء من الأفعال وإلا ويرى فيه الفاعل ويذهل عن الفعل من حيث أنه سماء وأرض وحيوان ، وشجر ، بل ينظر إلى ذلك كله من حيث أنه صنع الواحد الحق. فكل إذن تصنيف الله تعالى، فمن نظر إليه من حيث أنه فعل الله وعرفه من حيث أنه فعل الله، وأحبه من حيث أنه فعل الله، لم يكن ناظراً إلا في الله، ولا عارفا إلا بالله ولا محبا إلا لله.(21)
ومن هذا حاله هو الموحد الحق الذي لا يرى إلا الله بل لا ينظر لنفسه من حيث نفسه، بل من حيث أنه عبد الله، فهذا هو الذي يقال فيه أنه فتى في التوحيد، وأنه فتى في نفسه. بهذا الوضوح يصف الغزالي تجربة الفناء في التوحيد الذي هو ثمرة المعرفة ، ويعيب على غيره ممن لم يحسن التعبير عنها قائلا :«هذه أمور معلومة عند دوي البصائر ، مشكلة لضعف الأفهام وقصور قدرة العلماء بها عند إيضاحها ، وبيانها بعبارة مفهمة موصلة للغرض إلى الأفهام ، أو باشتغالهم بأنفسهم واعتقادهم إلى بيان ذلك لغيرهم مما لا يعنيهم فهذا هو السبب في قصور الأفهام عن معرفة الله تعالى. (22)
الهوامش:
1 - أبو حامد الغزالي إحياء علوم الدين الجزء الخامس، دار الفكر للطباعة والنشر بيروت، 2003، ص58.
2 - أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني ، مدخل إلى التصوف الإسلامي، دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة الطبعة الثالثة، ص169.
3 - رفيق العجم، موسوعة مصطلحات الإمام الغزالي ، ص423.
4 - أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني ، مدخل إلى التصوف الإسلامي ، ص172.
5 - أحمد عبد المهيمن ، إشكالية التأويل الفلسفي بين كل من الغزالي وابن رشد ، ص 284.
6 - رفيق العجم ، موسوعة مصطلحات الإمام الغزالي، ص548.
7 - البارون كردافوا الغزالي ، ص193.
8 - أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني ، مدخل إلى التصوف الإسلامي ، ص178.
9 - رفيق العجم ، موسوعة مصطلحات الإمام الغزالي ، ص525.
10 – الموسوعة نفسها ص 548.
11 - أبو الوفاء الغنيمي والتفتازاني ، مدخل إلى التصوف الإسلامي ، ، ص181.
12 - أحمد بن المهيمن إشكالية التأويل بين كل من الغزالي وابن رشد ، ص291.
13 - أبو حامد الغزالي ، إحياء علوم الدين الجزء الثالث ، ص25.
14 - المصدر نفسه ، ص25.
15 - رفيق العجم ، موسوعة مصطلحات الإمام الغزالي ، ص 37.
16 - عبده الشمالي ، دراسات في تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية ، دار صار بيروت الطبعة الرابعة 1965 ، ص523.
17 - ، المرجع نفسه ، ص524.
18 - أبو حامد الغزالي ، المنقذ من الضلال ، المصدر السابق ، ص39.
19 – المصدر نفسه، ص .40
20 - رفيق العجم ، موسوعة مصطلحات ، المرجع السابق ، ص515.
21 - أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني ، مدخل إلى التصوف الإسلامي ، المرجع السابق ، ص176.
22 - المرجع نفسه ، ص 178.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد غنام
*
*


القيمة الأصلية

البلد :
الاردن

عدد المساهمات :
3

نقاط :
3

تاريخ التسجيل :
10/10/2012


مراحل التصوف عند الغزالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مراحل التصوف عند الغزالي   مراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2012-10-10, 23:51

جميل اخي شكراً لك ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بلال موقاي
نائب المدير
نائب المدير
بلال موقاي

وسام الإداري المميز

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1216

نقاط :
1939

تاريخ التسجيل :
28/04/2012

الموقع :
https://twitter.com/mougay13

المهنة :
جامعة معسكر، الجزائر


مراحل التصوف عند الغزالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مراحل التصوف عند الغزالي   مراحل التصوف عند الغزالي I_icon_minitime2012-10-15, 13:13

مراحل التصوف عند الغزالي 902102 مراحل التصوف عند الغزالي 637181 مراحل التصوف عند الغزالي 637181 مراحل التصوف عند الغزالي 902102
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

مراحل التصوف عند الغزالي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» التصوف عند الغزالي
» ما هى مراحل علاج الادمان
» شرف العقل والتأويل بين الغزالي وابن خلدون ـ زهير الخويلدي
» تحميل كتب في الفلسفة والفكر العربي
» الإسهامات الفلسفية للإمام الغزالي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: منتديات الفلسفة والمنطق (جديد) :: منتدى الفلسفة العامة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


مراحل التصوف عند الغزالي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الخطاب اللغة الخيام النص النقد العربي اللسانيات مجلة محمد على النحو التداولية العربية قواعد مدخل ننجز الأشياء موقاي مبادئ بلال ظاهرة المعاصر البخاري كتاب اسماعيل الحذف


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع