تتعدد الرؤى وتختلف بل وتتباين عند ذكر قصيدة النثر ,التي لم تلج الذاكرة العربية بعد,يتناسل الشعراء النثريون وتلد القصيدة ربتها ’ويغيب الشعر , والشعرية تحتجب حتى حين .
لا مناص من النثر ,وأن تتحول حياتنا إلى قصيدة نثرية كما يشاؤون ,ويشاء مابعد النصيين ,على غرار أن الحياة مسرح كبير ,فالحياة هنا كلام منثور لامعنى له,وهي القصيدة التي ليست بقصيدة إلى الآن ,مازالت في خانة التبني ؛لم تلحق بعد في جواز سفر عابر للقارات .مازالت تحتاج إلى محكمة عاجلة تعقد هنا أو هناك في عاصمة ما تبحث لها عن إمارة وامراء للشعر الجديد وماوراء الجديد,والتيشير بوليد جديد اسمه النانو قصيدة .
الواقع يقول ونحن نقول ,والنقاد والشعراء ,والباعة المتجولون ,الذين من كل حدب ينسلون , من الأزقة والحواري والأسواق الشعبية , من رسائل (sms)المهم تجميع روزنامة شعراء ,ونقاد مجازاً وعلى وزن نقد الدنانير, من كل المدن العربية الساحلية والجبلية الغارقة في الحداثة حتى أذنيها ,والخارجة منها حتى تجت الركبة بقليل ومن ماركة (بحبك يا حمار) فيذهب إلى هناك وهو يجهل حقيقة القصيدة النثرية ؛أهي شعر أم نثر شعيرة أ م نثيرة , وربما كان من الكافرين بها والجاحدين لها وإذ به يعود منظراً لها ويعمل كوافيراً حداثياً له دراية وفقه وتجربة بكل أدوات التجميل القادمة من باريس والمستنسخة في شارع الحمراء أو شارع ما ربما سوق الملح أو سوق الصميل المهم قصيدة وكفى .
ماذا يريد مابعد النصيين؟أطول قصيدة , أعرض قصيدة , على غرار مسابقة غينس لتحطيم الأرقام . أم النانو قصيدة التي كثر المبشرون بميلادها . النانو التي أرجو أن يكون مبدعها الأول من اليمن , قصيدة لكل الأذواق , تتماشى مع روح العصر , وتوافق الجميع أصحاب اللحى والعمائم , واصحاب الجينز والهمبورجر ,متخرجي الأزهر والإيمان وآداب المستنصرية وعين شمس أو عدن , فاعلن مفاعلتن , فعولن مفاعلن , والنص نص نص , وراقصني ياجدع .
يتم حينها الاستغناء عن المهرجانات والمؤتمرات والخيم , يتم الاستغناء عن النابغة وأم جندب , والاصمعي والمفضل ,تعطى إجازة طويلة لجماعة الديوان وابولو ,لطه حسين ومندور , تصرف بدل سفر طويلة لمرتاض والمقالح وفضل وعصفور والمسدي (نهجع)من النهاري والجريري والجيلاني .العبيد للنانو يريدونها قصيدة مابعد نصية ولتخرب مالطة وجزر فوكلاند , قصيدة مابعععععععععد حداثية ,طازجة من المصنع إلى المستهلك , تنتجها نانو ماشين آلة حديثة , لها أجهزة إدخال وإخراج ومعالجة , ما عليك أيها المتلقي إلا أن تضع تصورك للقصيدة التي تريدها شقراء , سمراء , غجرية , بكل اللغات تحت الأمطار وعاى أضواء السيارات . انتظر قليلا , نانو ثانية تجد أمامك لذة للقارئين.
*شاعر وناقد؛طالب ماجستير آداب جامعة تعز...