التداولية العقلية
علاء هاشم مناف
2008 / 12 / 2
مبحث (الكلية والضرورة )
ان دلالة العبارة في الكشف عن محاور ذلك الظهور الذي يهم جاهدا عن كشف ذلك الغطاء وتلك الثنائية الجدلية التي عززتها المظاهر العلمية وتطوراتها المعرفية وبروز الغطاء الجدلي الذي اصبح هو المحرك غير المتناهي لتلك المعارف والمعلومات ضمن اطار (الكوسمولوجية) الكونية وعلاقة الانسان بهذه الكوسمولوجية واختلافه مع الحس اللامتناهي وبشكل دائم وهو يعبر عن حالة التغيير العظيمة التي تحيط به وهو يشرع بعملية الكشف والمعاينة ، وتاتي اللحظة القادمة بالخير المعهود حتى يغدو شيئا معرفيا يتمسك بذلك الحد الكوسمولوجي واختلافاته ليتطابق ثانية مع المعهود الذاتي ليؤكد حضوره ولو بمغامرة ساذجة ، فالذي تاكد من تلك الاشكالية الفردية هو الالتحاق بالذات التي تقوم برصد الخطوات وتحديد ذلك المسار الجدلي باختزال دقيق للفردية قبل ولادتها وهذا يحدث قبل عملية الشرنقة وقبل الولادة العسيرة ، فالصدفة الوجودية ترتب حالة من الترتيب المركب يبدأ باللفظ ثم باللغة والمرجعيات التداولية ليصبح الجدل المنطقي مرجعا مهما لتفاصيل الوعي العقلي الحداثي ، من هنا تاتي تعاليم النظرية الابستمولوجية في استنباط (الكلية والضرورة) من المنظومة العقلية استنادا الى مفاهيم عقلية فطرية وهي من مكونات العقل ونظرية الوعي لا توجد الا في استعدادات قبلية تنوجد في المنظومة العقلية وتؤثر سلفا بالطابع الكلي الذي يحدد الاطلاق والضرورة وما يتعلق بالتجربة المسبقة في احكام العقل تتقدم اولويات الاستقلال في الخبرة والتجذير لحركية المعاني العقلانية وظهور محاولات لتشكيل الخاصية المنطقية في صدق العمليات الرياضية والعلوم الطبيعية . وما يعنينا من مصطلح (التداولة ) (Pragmatigue) (1) وعلاقته بمنظومة العقل الحداثية ولان التداولية تستند الى وقائع يغلب عليها الجانب العقلي ، فالادراك لهذه الوحدة التداولية ومناهجها واهدافها يعد موضوع تساؤل داخل اطار النظرية المنهجية ، والتداولية هي حقل من الحقول الفلسفية والتداولية هي (مجموعة من البحوث المنطقية اللسانية وهي تعني كذلك باستعمال اللغة ، وتهتم بالتلاؤم بين الحقول الرمزية وسياقاتها المرجعية الحداثية ) وكان للفيلسوفين (اوستين وسورل) اضافة الى عالم الاجتماع (غوفمان ) فضل كبير في التنظير الاعلامي للتداولية باستنادها الى المنظومة العقلية وممثلوها امثال كانت ، فيخته ، وشلنغ وهيجل ، وديكارت ، وسبينوزا ، ولابينتز ، وعلى هذا الاساس ينكر المذهب العقلي للقضية القائلة بان (الكلية والضرورة) وجدتا عن طريق التجريب ، ومن جانب المذاهب العقلانية. يضفي الجانب الاطلاقي على المفهوم الطبيعي ، والمذهب العقلاني ينكر الانتقال الابستمولوجي من ( الكلية والضرورة ) الادنى الى حالة الكلية والضرورة الاعلى، وقد كان للفلسفة الماركسية نظرة اخرى في هذا المجال ، والعقلانية تنظر الى العالم من زاوية ابستمولوجية لتشمل في هذا الاطار (الجانب السيكولوجي ) والاخلاق وعلم الجمال والجانب الجمالي يتخلله في نظر العقلانية الوظيفية السيكولوجية الوعي الابستملوجي والذهنية, وسبينوزا يرد المنطق الى الحقيقة العقلية وعلى مستوى الاختلاف ليضع في المقدمة الدوافع العقلية ونشاطها في خدمة النشاط الأخلاقي وعلى المستوى الجمالي يضع في مقدمتة الجانب العقلي والذهني لانه محور الابداع ومحور قوة التدليل في رصد قوة اللغة في الخطاب من الناحية التداولية ، لانها تقوم بدراسة اللغة كونها ظاهرة التوصيل في الخطابات وهي التي تمثل نمط مقاربة للظواهر وتحليل الوقائع من خلال علاقتها بالسياقيات الواقعية استنادا الى المبدأ العقلي وهو يؤسس مفصل التوصيل عند الانسان وفق استلزامات خطابية وحوارية تتولد عن طريق المنطق الاستدلالي ومقيدة بقواعد العرف المنطقي ومنطلقة من قواعد ومقدمات منطقية تتولد بنتائج العمليات المنطقية وتنطلق من مقدمات صادقة ووالنتيجة في خلاصاتها تكون صادقة ، وعليه فان العمليات المنطقية تكون انساقا استدلالية استنادا الى المقدمات وصولا الى النتيجة المبنية على العقل وانساق الاستدلال البرهاني بعد ان تتبع الية
ـــــــــــــــــ
(1) فيليب بلانشية : التداولية من اوستن الى غوفمان ، دار الحوار ص17
الفرضيات التداولية باطار يفضي الى الاستلزامات الحوارية المبنية حسب غرايس في نجاح ذلك التوصيل الذي يتضمن الاستقلال الحواري الذي انتهى بالعملية الاستدلالية عقليا ، والاستدلال في نظر العقلانية هو الاستخدام للافكار من منطلق الوعي العقلي ، بان الفعل المعروض من قبل زيد او عمر يؤدي الى نتائج تتحدد بقواعد الاقوال التالية (هو عدم التحدث بشكل مباشر عن السهر لانه لا يريد ان يسهر لانه مرتبط بموعد في الصباح ومن هذا المنطلق فانه يطبق المنطق الاستدلالي ذلك برفضه السهر ، وان الاستلزام الخطابي عند عمر الذي رفض النوم فهو يختلف عن زيد الذي يريد أن ينام) وهذا الموضوع ينقلنا الى مربع العلاقة عند رسل وهي العلاقة التي تنشأ بين حدين (( B-A عندما يكون متوسط ثالث وهو (C ) بحيث تكون المعادلة في العلاقة التي تقوم بين C-A وبين B-C أي علاقة التربيع الذي يربط المسبب في عدم السهر عند زيد والسهر عند عمر والحلقة المفقودة في الرابطة او المعادلة الخفية او المسبب عند الاثنين . فالحرف ( c ) هو المسبب او الرابط والحلقة التي تربط هذه الكيانات هو مانطلق عليه مربع العلاقة التصنيفية وتكون في عملية النوم عند زيد والسهر عند عمر .(2) نقول ان الاستلزام الخطابي تعكسه الحالة العقلية ولا يعكسه المظهر في القول حتى تتبين مدى صدقها عقليا من هنا تكون غير مشروطه بالصدق عقليا ، وان التاويل الذي حصل بالاستدراك لمعالجة القوة القولية وفي تحديد المحتوى الترميزي يرجع الى الشروط الابستمولوجية في استيفاء النظرية (الهرمينوطيقية ) وتطبيقاتها للاستدلالات العقلية في اطار تداولية تضطلع بالدور الابستمولوجي و التعاون الدقيق مع المنطقين ( اللساني والسيكولوجي ) للوصول الى نتائج عقلية دقيقة في التمثيل الوظيفي لمنطق العقل اضافة الى العمليات الهرمينوطيقية التي تستند الى القواعد الاستدلالية ومقاييس دقيقة في اختيار المقدمات الابستمولوجية وهذا يرجع الى الحس العقلي الذي يقرر الوعي الهرمينوطيقي وفي توضيح العملية الاستدلالية بالرجوع الى المعالجات العقلية المتمثلة بالادراكات والتمثيلات المرتبطة بالرموز العقلية والتمثيل للمعلومات والعمليات التي يستوفي شروطها المنطق العقلاني.
ان ما يحمله الحس التعبيري عند سبينوزا هو اشتماله على الاشياء التي يفسرها من حيث ما يتضمن احتوائه للجوهر لان تفسيره يشمل الصفات واهميتها عند ليبنتز ، من جانب اخر حيث يجعل التعبير مرتكز من تلك التصورات الاساسية وهذا يتعمق لدى سبينوزا باعتباره مزيه تتعلق بالمفهوم اللاهوتي والانطلوجي فهو يقوم ببعث الحياة من منطلق عقلي للوجود ، ويبدو ان كلا الفيلسوفين قد اعتمدا التداولة بصورة مستقلة لكل منهما استنادا الى تجاوز المنطق (الديكارتي ) عند الفيلسوفين في رؤية جديدة للفلسفة الطبيعية ، وان العملية الاختلافية في المنطق اليكارتي تشكل لدى الفيلسوفين (ليبنتز وسبينوزا) الفكرة التعبيرية وعلاقة كل منهما بمنظومة الاخر الفلسفية والعقلية فالصورة الفيضية هي الصورة التداولية من خلال التعبير المترادف للتفسير فيما بعد الكانتية ، وان التعرف على (السبينوزية) هو الحضور الدقيق لحركة النشوء والنمو الذاتي وهو البحث الذي يشكل علامة رائدة في تصور التطور الحقيقي للتداولية وللجوهر التفكيري في عملية انتقال اللامتناهي الى المتناهي في الجوهر التداولي والتفكيري (السبينوزي ) يتشكل ويتحقق وفق منظومة عقلية ويعد صفات تنسب الى الجوهر التفسيري ، وشيلنغ يؤكد هذا الاشكال في الصياغة الفلسفية في عملية التجلي يتحدد الانتماء الى (سبينوزا) انطلاقا من المفهوم العقلي عند (لبينتز) من هنا تتحدد فكرة التعبير (Ausdruck) (3) .
من جهة اخرى ان التعبير عن حالة للفهم لا يعني الاقتصار على تفاصيل التفسير بل ينتقل الى
ــــــــــــــ
(2) آن روبول ، جاك موشلار ، التداولية اليوم ، المنظمة العربية للترجمة ،ص64.
(3)سبينوز ومشكلة التعبير (تر) انطوان حمصي دمشق 2004 ص9
حالة النمو داخل الشيء الحياتي ذاته ، هناك وحدة احيائية من الناحية التاريخية للخطة وتكون دائما قريبة من وحدة الوجود ولا يمكن ان يفهم التعبيرعنها بالرجوع الى التغيير والتفسير عند سبينوزا في هذا الشان يبدو فكرة عن ماهية التعبير ، وان صدق الصفات يتحدد بصورة جوهرية ثم تكون على شكل فهم تنتقل بحالة تعبيرية من خلال الفهم للذات والجوهر و نخلص الى نتيجة ، بان التعبير عند سبينوزا هو الذي يقوم بتاسيس (العلاقة بالفهم ) استنادا الى الدقة في الصدق ونزولا عند نظرية التعبير والتفسير سواء في القرون الوسطى او عصر النهضة او التاثر بالافلاطونية المحدثة ، فالهدف الاستدلالي في ذلك عند سبينوزا هو فتح آفاق جديدة للعملية الجدلية للتداولية بعيداً عن فكرة التعبير الفيضية وبالعكس فان فكرة التعبير التي تستند الى المنهجية الاستدلالية تبين لنا لافلاطونية المحدثة من ناحية التلازم الجدلي التاريخي للتداولية (4) وقد كان (لاوستين وسورل ) اعمال تصنيفية لخواص الخطاب التداولي وكان (لموريس) في وضع هذه التصنيفات لانه مؤسس الدلالة والدلائلية وان الافلاطون السبق في جعل الخطابة من العناصر التاملية في الاخلاق في حين جعلها (ارسطو) اداة عملية في
تمثيل الخطابة في اطار المداخلات المفترضة لاشكال ما يتعلق (بالخاص او العام) من هنا كان للحوار عند ارسطو ياخذ المنحى الجدلي استنادا الى حالة المتحدث وبحضور نقدي وان اخذ عمقا باطنيا وهذا يؤكد لنا مفهوم الحوار في منطق التداولية الحداثية انطلاقا من حالة الاستدلال عند حدود القضية ومتى يمكن إبدال المحمول الى موضوع وبالعكس مستندين في ذلك الى فلسفة اللغة .
الهرمينوطيقا والترميز
ان التقدم التام من الاقول الترميزية في انتاج الهرمينوطيقا من منظور الرؤية الترميزية ، هناك الكثير من المعادلات الترميزية في فلسفة اللغة من المفروض الاّ تتراك ويجب ارجاعها الى شبكة الاستدلال لتتواصل مع العمليات الترميزية المتقدمة والتوافق بين الترميز والاستدلال ، وكان لاراء كل من (سبربر وولسن) في التوجه الهرمينوطيقي للتوفيق بين الهرمينوطيقي والاستدلال وفق المحصلة الترميزية اللغوية والاستدلالية التداولية ، هذا يعني اخراج التداولية من شبكة اللسانيات وشعبها التقليدية مثل:
1- علم الاصوات .
2- علم التراكيب اللغوية .
3- علم الدلالة .
ومن تفاصيل الحالة الاجمالية ، فان الوظيفة الصوتية هي التي تقوم بدراسة الاصوات في لغة معينة وكيفية تركيبها وائتلافها وتكوين المفردات في تراكيب ،اما ما يتعلق بالعلوم التركيبية فيكون اهتمام هذا العلم بـ : تكوين الجمل واستخلاص القواعد الظاهرة والشكلية التي تميز قوة الجمل في البناء المحكم من الناحية النحوية وغير النحوية ، اما علم الدلالة فاهتمامه يتعلق بدلالة الكلمات المعجمية والكيفية التي تنتظم وتتطور بها الدلالات المختلفة في انتاج دلالة الجمل ونطلق عليها (دلالة الجمل الدلالة التركيبية الناتجة من تركيب دلالات الكلمات )(5) لقد كان للتداولة منحى متقدما في اللسانيات يسمى
ـــــــــــــــــــــــــــ
(4)المصدر السابق نفسه ص10
(5)آن روبول ، جاك موشلار ، التداولية اليوم ، المنظمة العربية للترجمة ص70
(التداولية اللسانية) وهو مضاف الى علم الدلالة ويعني بالمعالجة الظاهرية لفلسفة اللغة والتي تتضمن دلالة الكلمات و الهرمينوطيقا التي تتناسب وعملية التوصيل خارج منطق اللغة ( والتداولية الحداثية) التي حددها (سبربرو ولسن) تفضي الى تصور يفصلها عن المنطق اللساني ويجعلها حالة تصورية تتجاوز الحركة في الرؤية للاشياء وبعيداً عن اطار الخصخصة في اللسانيات ، والتداولية تستدرك الدفين من الاشياء الذي تم اهماله من مضامين ويرى (سبربر وولسن) ان تلك الاشكاليات تعيد تفاصيل العمليات الاستدلالية والتداولية وهي عمليات خصخصت اللغة بجانب استقلالي وان الخطوات الاستدلالية التي
تقع في صلب التداولية هي من خاصية اللغة سواء أفصحت عن كلام او عبارات تتعلق بفلسفة اللغة او جاءت منها ومن جانب اخر يكون استقلالها من تفاصيل منهجية اللغة وتشتمل الاستدلالات المتعلقة باللغة ، فاذا كانت متضمنة تداولية لسانية تكون في اطار المنحى اللساني اضافة الى الوظيفة الصوتية والتراكيب الدلالية ، واذا كانت ضمن تداولية بعيدة عن اللسانية ، فهي تمثل حالة من منعرج الهرمينوطيقا ، وان الجواب الثاني عند سبربرو ولسن هو المقياس الاستدلالي الذي يتقدم الترميز وهو المتوفر في اللسانيات والمتحقق بالمنهجية الهرمينوطيقية وقد تمثل بالعمليات المنتشرة في الانشطة اليومية ، اما انشطة البحث العلمي فاننا نراها مترجمة في الهرمينوطيقا تشترك فيها كل الاختصاصات العلمية والثقافية ومشاعة بين البشر ومتداولة هرمينوطيقيا ولا تختص باللغة وحدها بل تمتد الى الكيانات الكلية العامة ومنها التيار (السيكولوجي) الذي قاده عالم النفس الامريكي (جيري فودون) في نفس الفترة التي كان (سبربروولسن) ينطلقان في نظريتهما التداولية ، وان افكار (فودون) تستند الى علم سيكولوجيا الملكات الذي يشخص الطاقة الذهنية البشرية وهي بمثابة ملكة متجذرة في التمثيل الوظيفي السيكولوجي ، أي ان عملية الاشتغال في الذهن البشري
كما يراها ( فودون ) هي عملية ترتيبية يتم معالجتها بالاطار المعلوماتي سواء المرئي او السمعي اللغوي والذي يخضع الى مراحل ذهنية متلاحقة وهي من مكونات الذهن التالية
1ـ المحولة
2ـ النظام الطرفي
3ـ النظام المركزي
وهي تخضع جميعها الى منطق الرؤية والى معطيات الادراك الحسية وتتم معالجتها بالترجمة الى انساق من الانظمة الى تشتغل في مرحلة قادمة وتخضع المجموعة من الوحدات المنفصلة والمترابطة ليتوافق مايذهب اليها تيار المنظومة المعرفية مع الانظمة المركزية التي تتوافق مع المفهوم العلمي الاستدلالي وانظمة المعالجة التي تقوم بتقديم المعلومات المركزية المناسبة وفق نظام مختصر في المعالجة للمعطي المرئي والمعطى السمعي اضافة الى المعطيات المتعلقه بفلسفة اللغة وان التواصل مع ( الكلية والضرورة ) وفي اطار المنظومة العقلية التداولية يعطينا تواصلا يتم توضيحه (بالتواصل القصدي ) وحدوده اللفظية التي يستبق مفهوم الدلالة اللسانية المحكوم بالضرورة الكلية ولكن ليس ملفوظا وبالكيفية العارضه يتم تحديد القصدية بالمقام والطريقة التي يجري بها تحليل المنطق الدلالي اللساني ومن خلال القصدية وما ينجم عن ذلك من ارباك في التفاصيل التي تودي الى حالة الغموض والتعقيد وان الفكرة باختصار هي في الاشكالية القصدية وقواعد تركيبها من الناحية اللسانية فهي تنتج قواعد غير متناهية وفي عدد الجمل الا اننا نبحث عن الجانب التواصلي وفهم المعنى من خلال الانشطة الانسانية والقائمة اصلاً على التحليل والتواصل وتاكيد ( الكلية والضرورة ) من الناحية التداولية بصيغتها الحداثية