منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك الادبية والنص I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالادبية والنص I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالادبية والنص I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالادبية والنص I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالادبية والنص I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالادبية والنص I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالادبية والنص I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالادبية والنص I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة الادبية والنص I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالادبية والنص I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة الادبية والنص I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالادبية والنص I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالادبية والنص I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالادبية والنص I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالادبية والنص I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 الادبية والنص

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شليم محمد
عضو نشيط


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
24

نقاط :
60

تاريخ التسجيل :
29/06/2012


الادبية والنص Empty
مُساهمةموضوع: الادبية والنص   الادبية والنص I_icon_minitime2012-07-02, 12:34

الأدبيــــــة والنـــــــــص

الشكلانيون الروس أول من نَبّه إلى أن (النصّ) منظومةٌ هي تحدّد وظيفة الأدوات الأدبية، إذ أصبح موضوع الأدب على أيديهم، هو (الأدبية)، وليس أي موضوع نفسي، أو اجتماعي، أو تاريخي آخر الخ..‏

فقد بزغت في الروسيا، في أواسط العقد الأول من القرن العشرين، حركة أدبية، نقدية تزعمها (شكلوفسكي)، جعلت همها تكريس على الأدب، من أساس تحديد موضوع الدراسة الأدبية، وقد كانت (جماعة أو بوياز)، واسمها الكامل هو: - جمعية دراسة اللغة الشعرية- ، ومركزها بطرسبورغ، ثم (حلقة موسكو اللغوية) هما الرائدتين لهذه الحركة الأدبية، النقدية، وبفعل اهتمامهما باللغة، اتجهتا إلى الاهتمام بالنص الأدبي نفسه..‏

كانت (حلقة موسكو اللغوية) تطمح، بحكم تخصصها اللغوي، إلى توسيع مجالات الألسنية، لتشمل الشعرية، ومن أبرز أعضائها وقتها (رومان جاكبسون)، والذي صار يغذي الحركة بدراساته، ثم عندما غادر موسكو إلى تشيكوسلوفاكيا عام 1920، نقل مبادءها معه إلى (حلقة براغ اللغوية).‏

وفي المقابل، كانت (جماعة أوبوياز) تضم إلى جانب زعيمها فيكتور شكلوفسكي، بوريس ايخنباوم، وأوسيب بريك، ويوري تتبانوف، وبوريس توماشيفسكي وغيرهم، وكلهم مهتمون بتحديد موضوع الدراسة الأدبية، إلا أن الحركة تعرضت للنقد بعد قيام ثورة أوكتوبر، إذ هاجمها تروتسكي في كتابه: - الأدب والثورة- ، واتهمها بـ (الشكلانية)، ثم مال زعيمها شكلوفسكي عنها، وأعطى نفسه للواقعية الاشتراكية..‏

وأثر ذلك، ضعف تأثيرها، وانصرف أعضاؤها إلى معالجة موضوعات خاصة، مثل تفسير النصوص وما شابه، إلا أنها ظلت لها الريادة في إبراز (دور اللغة) في الأدب، ودراسته.. كما ظهرت آثارها على النقد الجديد الانكليزي، والأميركي في الأربعينيات، ثم الخمسينيات، أو على النقد الألسني، البنيوي الأوروبي، وخاصة الفرنسي في الستينيات..‏

في المبادئ النظرية‏

كانت الدراسات الأدبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، تستند إلى (المقاربة التكوينية)، والكشف عن (طرائق) نشوء الأعمال الأدبية، مما كان يفضي إلى تقليص أهميته (الأدبية) لحساب الاعتبارات النفسية، والاجتماعية، والتاريخية، بحيث كانت الدراسة الأدبية وقتها ركاماً من الفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والتاريخ وعلم الجمال.. وعندما تحرك (الشكلانيون الروس) في أوائل القرن العشرين للعمل، كانت الدراسة الأدبية تخوض كل غمار، فتدرس الأدب، وما حول الأدب، مع التركيز على إظهار صلة الأدب بالمؤلف، والبيئة، والعصر، فعمل (الشكلانيون الروس) على تخليص الدراسة الأدبية من ورطتها، وراحوا يفكرون في إمكان قيام نظرية للدراسة الأدبية.‏

ومن هنا عملوا على تحويل دارسي الأدب، وطلابه عن اهتماماتهم بعلم النفس، أو علم المجتمع، أو التاريخ، إلى تبين حقيقة الدراسة الأدبية، وعلى الخصوص (طبيعة) هذه الدراسة، وتمييزها، أي تمييز الوجود المستقل الذي لها، مع تحديد موضوعها..‏

ويقول (أيخنباوم) في تعريفه بمبادئ الشكلانية الروسية: - .. إن كل ما تتميز به هو محاولتها إنشاء علم مستقل للأدب، مهمته دراسة المادة الأدبية، بالمعنى الدقيق للكلمة، والسؤال بالتالي فيها ليس كيف يدرس الأدب؟.. وإنما هو ما هي (الماهية) الفعلية لموضوع بحث الدراسة الأدبية. ، عن النظرية الأدبية الحديثة، ص37.‏

وبفعل اتجاه الشكلانيين الروس إلى إظهار (الخصوصية الأدبية)، وتحديد ما هو أدبي، وما هو غير أدبي، وتحليل أدوات الأدب، اتهمهم خصومهم بـِ (الشكلانية)، في حين هم بريئون منها، ويقول (ايخنباوم) إنهم لم يكونوا شكلانيين، وإنما كانوا (مخصصين)، ص43، أي أنهم كانوا يهتمون بالخصوصية الأدبية..‏

ويقول (أوتول وشوكمان) في معجم المصطلحات الشكلانية: - ... إن تسمية (شكلاني) لهذا المشروع النظري خاطئة، ولم تكن الجماعة هي التي أطلقتها على نفسها، وإنما أطلقها عليهم الخصوم، ثم أورد قول (ايخنباوم) أنهم كانوا (مخصصين)، أي يدرسون الخصوصية الأدبية، ص44...‏

في تعريف الأدب والتغريب‏

وقد استبعد (الشكلانيون الروس) جميع التعاريف التي تصف الأدب بأنه (تعبير)، أو (محاكاة) أو مزيج بينهما، وعرّفوا الأدب تعريفاً فرقياً، وأنه: - يتكوّن من الفروق التي بينه، وبين نظم الواقع- ؛ وأن علمه، أو دراسته هي مجموعة من (الفروق)، هي كما يقول ايخنباوم (الخاصيات) التي تميز الأدب عن أية مادة أخرى، ص36.‏

وهذه الفروق في (الشعر) مثلاً، هي الفروق التي يتضمنها التعارض الذي بين اللغة العادية، واللغة الشعرية، سيما وأن (الشعر) من طبيعته يعمل على (التغريب)، أي رفع الألفة التي بيننا وبين الأشياء.. ولا يمكن تعريف الشعر من الداخل، إذ ليس ثمة مواضيع متميزة، حتى المواضيع الرومنطية تراجعت مؤخراً أمام المواضيع العادية، والمبتذلة، كما أنه لا يمكن تعريفه بأدواته، إذ هي في تطور مستمر، ولا بدّ بالتالي من مقاربته بما ليس شعراً..‏

وأما (التغريب)، فهو مفهوم يقصد منه، كما يقول (شكلوفسكي): نزاع الألفة مع الأشياء التي أصبحت معتادة، أي هو(2) مضاد لما هو معتاد، فالمشي فعالية عادية، وآلية، ولكن (الرقص) مشي محسوس، نتحسسه في دقته(3)، وكذلك هي الحال في الشعر، إذ في اللغة العادية تلفظ (الكلمة) بشكل عادي، وآلي، في حين هي في الشعر محرفة، مخففة..‏

إن (اللغة اليومية) تتحول في الشعر إلى لغة غريبة، كما أن الأصوات تبلغ فيه درجة عالية من البروز، لا يختلف (الكلام الشعري) عن الكلام العادي بمجرد أنه يتضمن مفردات، وبنيات لا نجدها في اللغة العادية، وإنما أيضاً لأن (الأدوات الشكلية) التي للشعر، كالقافية، والإيقاع، تؤثر في الكلمات العادية، فيتجدد إدراكنا الحسي لها، ولبنيتها الصوتية..‏

الأدبية والنصّ‏

لقد أصبحت (الأدبية)، أي الخصائص التي تجعل من الأدب أدباً هي محل الدراسة، وموضوع علم الأدب، فوجد الشكلانيون الروس أنفسهم مضطرين إلى العناية بالخصائص الشكلية، وخاصة (الادوات)، كالقافية، والإيقاع، والجرس، والمفردات، والبنيات، واللغة عامة، وهي في نظرهم الوسيلة الأساسية لتحقيق (التغريب)..‏

وقد أكد (جاكبسون)، و(تنبيانوف) ذلك عام 1927، حين شدّدا على أنه من الحيوي أن ندير ظهرنا للنزعة الرامية إلى إعادة الدراسة الأدبية إلى سابق عهدها، مجموعة متفرقة من المقالات الوصفية، والتاريخية، بدلاً من كونها علماً منسقاً، ص42، الأمر الذي استلزم التمسك بالطبيعة الفرقية للأدبية نفسها ويورد (أوتول وشوكمان) في معجم المصطلحات الشكلانية، السابق الذكر، قولاً في هذا الخصوص لجاكبسون، مفاده أنه - إذا كان لعلم الأدب أن يغدو علماً حقيقياً، فإن عليه أن يعترف بـ (الأداة) كبطل وحيد له- ، ص43، وهو ما استتبع أيضاً عمل الشكلانيين الروس على تطوير موقفهم من نظرية (الفن كتقنية)، والتي تحدثوا فيها كثيراً..‏

وذلك إن إمكانية فقدان (الأدوات الأدبية) قدرتها على التغريب أدّت إلى التمييز بين (الأداة)، وبين (الوظيفة.. اذ أن المفعول التغريبي للأداة لا يتوقف على وجودها كأداة، وإنما على وظيفتها ضمن العمق الأدبي الذي تظهر فيه، فالأداة الواحدة يمكن أن تستخدم في تأدية مجموعة متنوعة من الوظائف المختلفة، كما يمكن لأداءات مختلفة أن تشترك في تأدية وظيفة واحدة..‏

وفي حين كانوا يرون أن العمل الفني، والأدبي هو مجرد (محصّلة) لأدواته، أخذوا يرون أنّ (الأدوات الأدبية) هي نفسها خاضعة للإدراك وأثره في (التغريب) أو أن التعارض بين المعتاد، والمغرّب متوضع داخل الأدب نفسه، وهو ما سيعمل تنبيانوف على شرحه بشكل أوضح(4).‏

التصدير والعامل المهيمن‏

وفي نظر (تنبيانوف) أن النص الأدبي يتكون من عناصر ذات علاقة متبادلة، وتفاعل متبادل فيما بينها.. فهناك (عوامل مهيمنة)، و(عوامل عادية) في كل نص أدبي، وأن النص الأدبي يكتسب وظيفته الأدبية من خلال (العامل المهيمن) فيه فقط، وهو عامل التصدير..‏

كان تنبيانوف يعتقد أن أية منظومة تفترض تصدير مجموعة من العناصر، يسمّيها بالعامل المهيمن، وأن العمل الأدبي يصبح أدباً بالعامل المهيمن.. وبينما كان (شكلوفسكي) يرى أن (الشكل) هو في حدّ ذاته (عامل تغريبي)، أصبحت الأهمية الآن للعلاقة المتبادلة بين العناصر المصدرة، والعناصر الثانوية..‏

وبذلك أصبح (موقع) التعارض، والفرقية بين (التغريب)، و(الاعتيادية) داخل العمل الأدبي نفسه، الأمر الذي مكَّن الشكلانيين من الحفاظ على الطبيعة الأدبية الخصوصية التي لاهتماماتهم، فرأوا في (النص الأدبي) كياناً، أي بنية، أو منظومة، هي تحدّد وظيفة الأداة، وتقرر ما إذا كانت هذه الأداة مصدرة، أو اعتيادية..‏

يضاف إلى ذلك أنهم ظلوا بعيدين عن (علم الجمال)، كما ظلوا يتجنبون مواقف (الفن للفن)، والتي كانوا يرونها متصلبة، مؤكدين دائماً على (الأدبية)، وأنها تسمح بمصافحة عناصر غير أدبية، دون أن يؤدي ذلك إلى نبذ الخصوصية التي لهذه الأدبية، المهم هو استقلال الوظيفة الأدبية، هذا الاستقلال الذي يسوّغ قيام علم أدبي".‏

وعلى هذه الشاكلة، أهملت الشكلانية الروسية دور (المؤلف) في بناء الأدب، وذلك لأن موضوع الدراسة الأدبية أصبح (الأدبية)، وليس أي موضوع فرعي آخر، نفسياً كان، أو اجتماعياً، أو تاريخياً، ويقول (أو سيب بريك): - تقترح أوبوياز أنه لا يوجد شعراء، أو شخصيات أدبية، بل هناك شعر، وأدب - ، ص47.‏

وبذلك أصبح (المؤلف) في نظرهم، مجرد أداة، يتطور بواسطتها الأدب، إنه مجرد خبير بعمله، فالشاعر مثلاً هو مجرد عامل يرتب المادة التي يصادف وجودها بين يديه، وليس فرداً عبقرياً، أو صاحب رأي..‏

وهذا الموقف يعني في حقيقته (نفي) العلاقة السببية بين (السيرة الأدبية)، وبين (المؤلف)، وبالتالي بينهما، وبين الأدب، وقد أخطأت الدراسات الأدبية القديمة حين اعتبرت أن (السيرة الذاتية) هي علة النص، وأصله.. على العكس، أن السيرة الذاتية لا قيمة لها، إلاّ حين تكون (حقيقة أدبية)، أي سيرة أسطورية مخترعة اختراعاً، كما عند الرومنطيين الذين جعلوا من حيواتهم وبنيات شعرهم، وأدبهم، وآنئذٍ يستخدمها علم الأدب كنتاج أدبي ثانوي..‏

الواقع‏

و(الواقع) أيضاً في نظر الشكلانيين الروس عديم الأهمية في كتابة الأدب، أو في دراسته، وتحليله(5).. إن الشكلانيّين الرّوس يثمنون، أي يقدرون قيمة (الشكل الأدبي) من خلال تغريباته، وليس من خلال قدرته على المحاكاة، وأن التبدل في الواقع لا يقرر بالضرورة التغيير في الشكل الأدبي..‏

وإذا كانت (الأدوات التقليدية) تعطي إحساساً بالواقع، إلا أنه ليس هناك أداة أكثر واقعية من غيرها، و(الواقع) يلعب دوراً ثانوياً في بناء الأدب.. وذلك لأن (الأداة) في الأدب، إما أن تستخدم بسبب تأثيرها التغريبي، أو أن تكون (محفزة)، أي مستترة تحت قشرة من الواقعية(6).. وأن (الواقعية) بالتالي نتاج ثانوي، عرضي، لنمطٍ من الكتابة، وليست محاكاة مباشرة للواقع..‏

الفكر‏

أما بالنسبة إلى قضية (الفكر) في الأدب، فإن المعنى، أو الدلالة عامة مسألة غير مطروحة في عرف الشكلانيين، فليس للمعنى في رأيهم أي شأن، فهو مثل الواقع يدخل الأدب كجزء من المادة المتوافرة التي يستخدمها الأدب بوساطة (الأدوات الوظيفية)، إلاّ أن الشكلانيين يتعاملون مع الحقائق اللفظية، وليس مع الفكر، أو المعنى..‏

ومن هنا، لا قيمة للتمييز بين (الشكل والمضمون) عندهم، بل إنه لا جدوى من هذا التمييز، إذ أن (الشكل) يظل هو الأساس، كما تظل الأولوية له، بحيث يظل يتوقف المضمون عليه، فعلى الشكل يتوقف المضمون في نظرهم، وليس العكس، كما كانت الحال عند المنظرين القدماء..‏

إن (الشكل) إنما يتطوّر، ويتقرّر بوساطة الأشكال الأخرى، وأن العامل الفاعل في ذلك هو: - التفاعل- بين المادة، والأداة.. فالأدوات تفعل فعلها في المادة، وتحوّل مظهرها الخارجي، مما تعكسه الأدبية، وتقدم الشروح فيه..‏

الهوامش:‏

1- اعتمدنا في هذه الدراسة على كتاب: - النظرية الأدبية الحديثة- ، لآن جفرسون، وديفيد روبي، الذي صدر في لندن عام 1982، وقد ترجمه إلى العربية (سمير مسعود)، وصدر ضمن منشورات وزارة الثقافة بدمشق عام 1992،‏

والكتاب دراسة مقارنة للمذاهب الأدبية، والنقدية، استقطبت تحليلات المؤلفين فيها ما يسميّانه بـ (النص الأدبي)، والذي يتمثلانه تمثلاً عادياً، على أنه (نتاج أدبي)، هو بمثابة رسالة اتصال، بين المؤلف، والقاريء تماماً كالرسالة التي تحملها اللغة إلى المتلقي، ص17، ومن هنا اعتبارهما (الأدب): - الرسالة/ النصّ- كما هما يقولان، تدور حول أمر ما، من مضمون أو واقع، تحملها اللغة..‏

هذا التمثل للأدب حصرً تحليلات الكتاب في تبين (الدور) الذي يعطي للغة، بصفتها: - واسطة النصّ- ص18- كما هما يقولان أيضاً.. ثم توضيح العلاقة بين النصّ والمؤلف، والنصّ والقارئ، وأيضاً النص والواقع، والنص والفكر، أوضح المؤلفان أحوالها في هذه المذاهب الأدبية، والنقدية المختلفة..‏

2- يقول (شكلوفسكي) في مقالته - الفن كتقنية- التي تعود إلى عام 1917، أن وظيفة الفن هي جعل المرء يحسّ الأشياء، جعل الحجر حجراً، أي تجديد إدراكنا للعالم الواقعي- ثم يقول إن هذا التجديد كتجديد، أي كغاية، ليس بذي أهمية خاصة، إذ لا يعدوأن يكون ذريعة للإنتاج الفني، ص52.‏

3- وفي مقالته: - حول صلات أدوات بناء المسرودات، وأدوات الأسلوب عامة - التي تعود إلى عام 1919، يقول (شكلوفسكي): - الرقصة مشية محسوسة، وبتعبير أدق، هي مشية نظمت بحيث تصبح محسوسة- ، ص39.‏

4- كانت وجهة نظر الأوائل من الشكلانيين، مثل شكلوفسكي، وغيره، تعتبر العمل الأدبي مجموعة من (الأدوات التقريبية)، ثم صار ينظر إليه كـ (منظومة)، هي التي تحدد وظيفة الأدوات، وهي، أي المنظومة، التي تقرر ما إذا كانت هذه الأداة، أو تلك، مصدرة، أو ثانوية..‏

5- القاعدة البديهية عند الشكلانيين الروس أن (الأدب) ينشأ من الأدب الذي يسبقه وليس من أي مصدر غير أدبي، ولذلك يفقد (الواقع) قيمته عندهم، إن في المبدعات، أو في تحليلها، ونقدها.. ناهيك أن المبدأ الأساسي عندهم أن (الأعمال الفنية) تفسر وفق قوانين الفن، وأنها لا تستقي مبرر وجودها من صفتها الواقعية..‏

6- يطلق (شكلوفسكي) على النتاج المتضمن إحالة إلى واقع خارجي (المجتمع)، ويعزوه إلى العاطفة الجمالية، كما يقابله بـ (نظرية) الأداة.. وفي نظره، إن (الأداة) أما أن تستخدم بسبب تأثيرها التغريبي، أو أن تكون (محفزة)، أي تكون مستترة تحت قشرة من الواقعية، ص53، وما يحيل إليه من مراجع..‏

7- بدلاً من مقابلة الشكل بالمضمون، يميز (الشكلانيون الروس) بين المادة، أو الموضوع، وبين الأداة.. إلا أنهم يرون أن مفهوم (المادة) يمكنه باستمرار أن يشمل عناصر الشكل، ولذلك يسجلون عادة انتقال (مركز الثقل) بينها، وبين الأدوات، بل إنه غالباً ما ينتقل مركز الثقل في نظرهم إلى (الأدوات)، والتي يركزون تحليلاتهم عليها، مثل (بنية) العرض، أو (التلاعب اللفظي) في الديباجة، أو (أسلوب) العرض.. وفي رأيهم أن (الأدوات) التي فقدت وظيفتها في عملية التغريب، مثل الأفكار، أو مثل جوانب الحياة الواقعية هي جزء من (مادة) الأدب، ولكن ما إن يصبح (الشكل) مصدراً فإنه يستحيل الحديث عن أي مضمون غير الشكل نفسه..‏




الادبية والنص 445718
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الادبية والنص

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» النصوص الادبية
» واقع الاستشراق في الدراسات الادبية.
» موقع متميز في المقالات الادبية
» الجملة والنص
» الترجمة وأزمة السياق والنص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: تحليل الخطاب و لسانيات النص-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


الادبية والنص 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
العربي محمد النقد الأشياء مدخل ننجز على الخطاب موقاي قواعد مبادئ بلال ظاهرة الخيام اسماعيل المعاصر اللسانيات كتاب النص الحذف اللغة البخاري العربية النحو التداولية مجلة


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشاء منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع