الحجاج الفلسفي
من التأطير النظري إلى التطبيقات الصفية لمارلين سعيد تحت ٳشراف:
د.سمير زيدان .........بقلم موقاي بلال
12 يونيو, 2008
الحجاج الفلسفي -من التأطير النظري إلى التطبيقات الصفية-
الجامعة اللبنانية كلية التربيةالعماد2007-2008
المحتوى:
مقدمة
1- تعريف الحجاج
2- الحجاج في الخطاب الفلسفي
3- أنواع الحجاج
أ- طريقة الحجاج التفسيري
ب- معرفة الحجاج الاستقرائي
ج- ماهية الحجاج الاستنتاجي
4- أنماط الحجاج
5- التمارين الفلسفية وتعلم التفلسف
6- أهداف التمارين الحجاجية
7- نماذج عن التمارين الحجاجية
خاتمة
مقدمة:
تشكل تقنيات الحجاج إحدى اهم دعائم تعليم الفلسفة وذلك لما لها من حضور وافر في النص الفلسفي ، ونظرا لما يتوقع من المتعلم اكتسابه من قدرات حجاجية. ولكن بالرغم من أهمية الحجاج في التعليم والتعلم في الدرس الفلسفي ، فانه لم يعط إلى الآن أي قيمة في المدارس ولم يطبق بفعالية في النصوص .
يمثل الحجاج أحد المبادئ الأساسية التي يرتكز عليها كل قول تعليمي في الفلسفة"فما من فيلسوف إلا و هو يتحدث من أجل أن يجعل فلاسفة من ليسوا فلاسفة بعد ، و إما من أجل أن يدخل في فلسفته هؤلاء الذين لهم فلسفة أخرى و هو مضطر دائما بالتقريب إلى أن يلجأ إلى طريقتي البرهان و الإقناع".
و هكذا فتعلم التفلسف ينبغي أن يمر عبر"نقل نظريات الفلاسفة كما عاشها أصحابها، أي كفكر في جوهره مناقشة و مجادلة بالعقل، أي تبادل الحجج"، و هنا تكمن أهمية الحجاج لأنه يعرفنا بطريقة إنتاج الفلاسفة لأفكارهم و لطرائقهم في التفلسف باعتبار هذا الأخير إجراء بحث عقلاني و إنتاج عملية حجاجية دقيقة، و بالتالي فإن اكتساب الأدوات التي تسمح لنا بضبط ممارسة الحجاج ، تعتبر أساسية في تعلم و اكتساب مهارات التفكير الأساسية، ذاك أن " التعليم هو قبل كل شيء تبليغ للأدوات" .
ويمكن للحجاج أن يسهم في تغطية بعض الأهداف الأساسية المطلوبة في تعليم الفلسفة؛
ولعل اهم هـذه الأهداف ما يختص بتفحص الاعتقادات بطريقة نقدية و تحديد كيف ينبغي إثباتها:
فبتفكيرنا في الاعتقادات في دلالتها و صحتها أو خطئها، وفي نتائجها أو في كيفية تبلورها و الكيفية التي يمكننا أن نتحقق منها سنبدأ في التفلسف. فالفحص النقدي لاعتقاداتنا و للاعتقادات الشائعة في وسطنا هو إحدى المهام الأولى للفلسفة، كما أنه يتيح لنا عبر الوقت إمكانية تأسيس مبادئ تخص طرق صياغة اعتقادات صحيحة.
فبواسطة الحجاج تثبت صلاحية موقف ما،خاصة وأن الفيلسوف يروم إلى دفع المتلقي للاقتناع الذاتي انطلاقاً مما يقدمه من الحجج.
إذا ما هو الحجاج ؟؟ وما أنواعه وأنماطه ؟وهل هناك فرق بين الحجاج والبرهان ؟؟وما علاقة الحجاج بالمنطق؟؟وكيف يمكن معالجته في التمارين الصفية؟؟ تساؤلات كثيرة تطرح حول هذا الموضوع ،سنحاول الإجابة عنها في هذا البحث.
1- تعريف الحجاج:
يحدد لالاند في قاموسه الفلسفي معنى الحجاج، وذلك بتقديم المعطيات التالية:
-1-المحاجة أو الحجاج: هي سلسلة من الحجج تنتهي بشكل كلي إلى تأكيد نفس النتيجة، كما يرى بأن الحجاج طريقة في تنظيم واستعراض الحجج أو تقديمها.
-2-الحجة: ويعتبرها بمثابة استدلال موجه لتشريع أو دحض قضية معينة، أو تفنيدها، ويرى من ناحية أخرى أن البعض ينتهي إلى اعتبار كل حجة دليلا.
-3-الدليل: إنه عملية توجه التفكير العقلي بصورة يقينية ومقنعة. وبذلك يتخذ الدليل صورة استدلال تصير فيه النتائج منسجمة مع المقدمات التي انطلقت منها. ويحيل الدليل من جهة أخرى إلى الواقع، ليأخذ من ثمة مضمونا ماديا تصبح بموجبه الوقائع والأحداث والوثائق بمثابة أدلة. ويتميز الدليل عن الأشكال الأخرى للاستدلال بميزة الحقيقة. إذ أن كل ما يحمل عليه يعتبر في غالب الأحيان حقيقيا.
-4-البرهنة: هي استنباط يوجه لتأكيد أو إثبات سبق نتيجة، وذلك بالاستناد إلى مقدمات معترف لها بميزة الصدق أو الحقيقة.
أما معجم فولكيي فيقدم لنا نفس المعطيات تقريبا التي وردت في قاموس لالاند، وإن كان يتوسع في ذلك، وتفاديا للتكرار نكتفي باستعراض مدلول الحجة أو الحجاج.
يعتبر فولكيي الحجة بكونها اعتبارا موجها لإثبات أطروحة أو دحضها، وبهذا المعنى ترادف الحجة الدليل، أو الاستدلال والتبرير.
-5-من الدلالة المعجمية إلى الدلالة الفلسفية: نسمي إذن حجاجا تلك الطريقة التي تسلكها الفلسفة في إضفاء طابع التماسك على ما تنسجه من مفاهيم تمنح للمعيش دلالته. وقد وظفها جيل غاستون كرانجي كمرادف للبرهنة الفلسفية، التي تكمن في الاستعمال المنظم للمفاهيم. والحال أن هذا الاستخدام إذا جرد من قصده الفلسفي، أي إن لم يراع فيه القصد الذي ينشده التفكير الفلسفي، فإنه سيصير مطابقا للتقنين أو التعقيد المنطقي. إلا أن هذه المطابقة ليست في الواقع إلا مظهرية، الشيء الذي يستوجب البحث عن دواعي استخدام الحجة والدليل، وكيفيات تمظهرهما في الفلسفة في موضع آخر غير المنطق.
وأول ميزة تنفرد بها الحجة في الفلسفة هي ميزة التبرير. لكن ينبغي التمييز بين التبرير الفلسفي وكل أشكال إقامة الدليل في مجالات المعرفة الموضوعية بصفة خاصة. هذا التمايز ينبغي تدقيقه نظرا للاعتبار الآتي: إذا كان نمط أو شكل التعبير، يحظى بأهمية ما في المعرفة الموضوعية، فإنه لا يشكل مع ذلك جزءا محايثا لعملية التصديق أو الإثبات فيها. إنه من الممكن دائما الفصل في هذه المعرفة بين محمول البرهنة وموضوعها، وبتعبير كرانجي نفسه، الفصل بين الجهازين البلاغي والتحليلي فيها. هذا الفصل الذي تقتضيه طبيعة هذه المعرفة من جهة، مثلما تقتضيه ضرورة تبليغها من جهة ثانية.
لكن هل يمكن أن يتم ذلك في مجال المعرفة الفلسفية؟ الواقع، أنه في الفلسفة لا يمكن الفصل بين ما يقال والشكل الذي يقال به، بين ما تحمل عليه هذه المعرفة الفلسفية، والطريقة التي تحمل بها عليه. وحتى إذا أمكن القيام بهذا الفصل فإن هذه المهمة تبدو صعبة جدا. ومن هنا فإن التعاطي للمعرفة الفلسفية كنتاج مجرد ومتخارج عن المؤلفات الفلسفية، أمر غير ممكن في الوقت الذي يكون فيه التعامل مع إنتاجات العلماء بمعزل عن مذكراتهم أمرا ممكنا. والأكيد أن هذا الارتباط بين الموضوع والمحمول، هو بالضبط ما يشكل خصوصية الفلسفة، وما يمنح للحجاج وللمفهمة وضعهما المتميز والمنفرد داخل الخطاب الفلسفي.
نسجل إذن أن الحجاج الفلسفي يتميز عن أشكال الحجاج الأخرى الواردة في الخطابات والمعارف غير الفلسفية، خاصة منها المعرفة العلمية. ويتميز الحجاج الفلسفي بكونه لا يقبل الاختزال في فعل البرهنة أو الإظهار والإبانة أو لربما حتى في فعل الوصف.
البرهنة في الفلسفة إذن ليست هي نفسها في مجال العلم حيث تتخذ صيغة رياضية منطقية تترابط فيها النتائج مع المقدمات بشكل فرضي استنباطي، أو نزعة تجريبية تخضع فيها الفرضيات لمبدأ التحقق التجريبي. إن ما يحيل إليه الحجاج الفلسفي ليس هو مواضيع محددة تستمد منها المفاهيم بصفة مباشرة، وتنطبق عليها هذه الأخيرة انطباقا وثوقيا. إن الأمر في الفلسفة يتعلق بالإفصاح والإظهار وليس بالمطابقة. على أساس ألا نرى في الإظهار إشارة أو تعيينا لموضوع ما، قابل للإمساك والامتلاك. إن فعل الإظهار في الفلسفة ليس مجرد مرآة تنعكس عليها المواضيع، إنه لا يتجه مباشرة إلى مواضيع، بنفس الشكل الذي يتجه به إليها مجرد الإدراك والتمثل، بل يتجه نحو فعل ما، يتعين على المتلقي أن ينتجه لنفسه ولفائدته. إن مجاله هو مجال الدلالة، لذلك يأتي الخطاب الفلسفي دائما كخطاب من مستوى ثان، أي كخطاب واصف Un méta-discours.
إن الحجاج الفلسفي إذن، ليس حجاجاً من نمط المنطق الصوري، وليس مجرد عمليات منطقية يمكن تشغيلها باستقلال تام عن أية إحالة موضوعية. إن اعتقادا من هذا القبيل يجعل من الحجاج الفلسفي صورة للحجاج المنطقي والرياضي، ينتهي إلى تجريده من كل علاقة بالمعيش؛ إنه يجعل منه حجاجاً قادرا على أن يحمل على كل شيء وعلى لا شيء في نفس الآن. إن ما يميز الفلسفة بالضبط هو نزوعها أو ميلها إلى النطق بالمعيش في شموليته. إنها لا تصل في مرجعيتها إلى موضوع معزول ومقتطع من تجربة معينة، بقدر ما تحيل على تلك التجربة في كليتها وشموليتها.
إن ما نستنتجه مع جيل كاستون كرانجي من خلال مقاربته للحجاج الفلسفي يمكن صياغته حسب الشكل الآتي: "إن الفلسفة معرفة بدون مواضيع، وأن مسلكها الحجاجي لا يقوم على البرهنة، هكذا يكون الوصف الصائب للفلسفة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأخيرة لا تنطلق من مبادئ صريحة ومعبر عنها، ولا تقود إلى أية حقيقة. وبالتالي ينبغي التأكيد على أن الأمر لا يتعلق هنا بميل إلى التشكيك أو الريب، بل يتعلق على العكس من ذلك بأنه من الممكن أن تحفظ للتفلسف مصداقيته وللفلسفة جدواها، وفي نفس الوقت استبعاد ذلك الاعتقاد الذي يطابق بين الفلسفة/التفلسف وفرض فكرة مذهبية معينة، وذاك الذي يفرض الاعتقاد بإمكان قول كل شيء في الفلسفة".
إن الفلسفة إذن لا تتخذ في صياغتها الحجاجية البرهان أو البرهنة بالمعنى الذي يتم في العلم، وبالتالي فإن حججها لا تتخذ نفس الصورة التي نصادفها في أنماط الحجاج المتداولة في نطاق المعارف الأخرى.
3- الحجاج في الخطاب الفلسفي:
في التعريف لبلاغة الحوار ورد أن:"الحوار، في معناه العام: خطاب (أوتخاطب) يطلب الإقناع بقضية أو فعل. وفي معناه الخاص: كل خطاب يتوخى تجاوبَ متلقٍّ مُعين، ويأخذ رده بعين الاعتبار من أجل تكوين موقف في نقطة غير معينة سلفا بين المتحاورين؛ قريبة من هذا الطرف أو ذاك، أو في منتصف الطريق بينهما.
صورتُه المُثلى مناقشةٌ بين طرفين أو أكثر، وقد يكون تعقيبا بعد حين على صفحات الجرائد أو غيرها من وسائط الاتصال التي تتيح فرصة للتعليق على رأي الآخرين، وقد يكون في أي صيغة أخرى"
. وبلاغة الحوار هي العلم الذي يتناول مكونات الحوار وأخلاقياته وآليات اشتغاله. وهي تنتمي إلى النظرية العامة للإقناع التي هي فرع من البلاغة العامة، (أو البلاغة، دون زيادة)، في مقابل فرع التخيل.
تقول جاكلين روس في كتابها:"طرق الفلسفة "،" التفلسف في الواقع، هو الحجاج وكل حجاج ينخرط في عمل البلاغة. فن التعبير يرتكز على استراتيجيات الإقناع ، وصور البلاغة، والاستعارة الغنية في حقل الفلسفة ،التي ينبغي للمتعلم عدم تجاهلها ، إذا كان يريد إنشاء موضوع أو شرح درس. "
2- أنواع الحجاج:
ورغم أن الحجاج ليس هو البرهان إلا أننا نجد في الحجاج، والحجاج الفلسفي خاصة، عدة أنواع من تقنيات الحجاج المستخدمة في البرهان؛ ولكن بطرق لا تطابق دائما الأشكال المجردة التي توجد بها في مجالات تطبيقية أخرى كما في المنطق مثلا.
وهكذا نجد الفلاسفة يستخدمون عادة أنواعا من الحجاج منها:
- الحجاج التفسيري
- الحجاج الاستقرائي
- الحجاج الاستنتاج
أ- طريقة الحجاج التفسيري :
الحجاج التفسيري هو تبرير أطروحة عن طريق معلومات الهدف منها في الأصل الإفهام لا الإقناع.
أما اجراءاته يمكن حصرها على الشكل التالي :
ـ الإيضاح بعد الإبهام؛
ـ ذكر الخاص بعد العام؛
ـ ذكر العام بعد الخاص؛
ـ التكرار لداع؛ ويكون بتكرار المعاني أو تكرار الألفاظ؛
ـ الاحتراس وهو دفع اعتراض محتمل؛
ـ الاعتراض بغرض التنبيه؛
ـ التذييل.
ونظرا لأهمية الإجراء الأول؛ أي الإيضاح بعد الإبهام وتعدد العمليات المعتمدة لإنجازه نفصل القول فيه فيما يلي.
إن كل آليات الإيضاح ترجع إلى عمليات التمثل الذهني الست وهي:
ـ التعريف : هدف التعريف هو الانتقال من المجهول إلى المعلوم.
ـ الوصف والسرد: يتعلق الأمر بطرق هدفها جعل الأطروحة أكثر حيوية وأكثر تعبيرا وجعل المخاطب بالتالي أكثر انخراطا في الخطاب الموجه إليه.
ـ الجرد: من الضروري أن تنسجم سيرورة الجرد وتطورها مع الدينامية الحجاجية. تقتضي هذه الآلية وضع لوائح انطلاقا من مقاربات مختلفة؛ مثلا:
*المقاربة الزمنية: جرد وقائع وفق تسلسلها في الزمن؛
* المقاربة الكمية مراكمة العناصر التي تبرر الأطروحة وتدعمها.
ـ المقارنة; المقارنة هي إبراز أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين موقفين أو عبارتين أو مفهومين أو مثالين أو واقعتين...
تلعب المقارنة دورا مهما في الحجاج حيث يكون من الضروري الموازنة بين فكرتين أو أكثر للانتصار لهذه الفكرة أو تلك. كما أنها مهمة من جهة حاجة المُحاجِج إلى هذه الآلية لإبراز أوجه التشابه بينه وبين مخاطبه (نفس القيم أو نفس الرهان أو أهداف مشتركة أو موقف واحد) وأوجه الاختلاف بينه وبين خصمه.
ـ التصنيف: التصنيف هو إبراز لأوجه التشابه. ومواصفات التصنيف الجيد. إن القدرة على تصنيف الأفكار أساسية لبناء الحجاج إذ من الضروري القيام بتصنيف للحجج الكثيرة التي تم إنتاجها بالجملة في مرحلة أولى حتى يتسنى الوصول إلى تصميم دال وفعال.
ـ التمييز: التمييز هو إبراز لأوجه الاختلاف.
ب- معرفة الحجاج الاستقرائي:
هو الانتقال من الخاص إلى العام، أو من الواقعة إلى القانون أو القاعدة.يتم اجراء الحجاج الاستقرائي من خلال اربع مراحل:
أولا: انطلق في استدلالك الاستقرائي من مقدمات هي عبارة عن أمثلة. اجمع ما يكفي منها. يمكن أن تكون هذه الأمثلة:
ـ وقائع طبيعية أو اجتماعية أو تاريخية؛
ـ شهادات؛
ـ معطيات إحصائية؛
ـ حالة خاصة.
ثانيا: اختبر جودة كل مثال:
ـ هل هو مثال واقعي؟
ـ هل هو غير قابل للاعتراض عليه؟
ـ هل هو واضح؟
ـ هل هو ملائم للمخاطب؟
ـ هل له دلالة؟
ـ هل يمثل فعلا ما نريد تمثيله؟
ثالثا: تأكد من عدم وجود أمثلة مضادة أو سالبة، وتناولها في حجاجك إن وجدت؛
رابعا: هيئ الخلاصات التي يجب استنتاجها من الأمثلة؛ أي القانون أو القاعدة أو الرأي.
مثال: 80% من التلاميذ لا يستوعبون الدرس الفلسفي الجديد. إذن التلاميذ لا يستوعبون الدرس الفلسفي الجديد.
ج- ماهية الحجاج الاستنتاجي:
ـ هو العملية الذهنية التي يُستخلص بها استخلاصاً دقيقاً، من قضية أو عدد من القضايا تدعى مقدمات، قضية أخرى تدعى نتيجة تنتج عنها بالضرورة، كما تقضي قواعد المنطق.
ـ هو انتقال من العام إلى الخاص، أو من القاعدة للنتائج المترتبة عنها في حالة خاصة.
يتكون الحجاج الاستنتاجي الغير المباشر (القياس الكلاسيكي) من ثلاث عبارات:
ـ المقدمة الكبرى: تعلن القاعدة؛
ـ المقدمة الصغرى: تعلن الحالة الخاصة؛
ـ النتيجة: تعلن استتباعات المقدمتين.
مثال : كل إنسان يموت. وخالد إنسان. إذن خالد يموت
4- أنماط الحجاج:
من خلال النصوص الفلسفية ، استطعنا التعرف على أنواع الحجاج ويمكن تصنيفها إلى صنفين :
أ : حجاج برهانية: ويمكن الحديث فيها عن ثلاثة أنواع هي:
- حجة البرهان بالخلف: يمكن تقديم تعريف بسيط لهذه الحجة حيث تقتضي وجود فكرتين متعارضتين الثانية تعمل على نفي ودحض وتفنيد أطروحة الخصم الأولى وذلك بإظهار ضعفها أو عدم صلاحيتها .
- حجة البرهان المنطقي: بمعنى الانتقال من مقدمات وقضايا للوصول إلى نتائج.
حجاج بلاغية : من بين الحجاج البلاغية التي يمكن العثور عليها في النصوص الفلسفية قيد التحليل نجد : توظيف التشبيه، المجاز، الاستعارة،
وهناك أيضا:
ب:حجة المماثلة: ويقصد بالمماثلة منهجا استقرائيا، والمماثلة هي مبدأ استكشافي خصب يسمح بالتعرف على التماثل أو التشابه القائم بين وقائع مختلفة في ما بينها.
حجة المقابلة: وهي حجة تهدف إلى استكشاف أوجه التقابل القائم بين وقائع مختلفة فيما بينها.
حجة المقارنة: ويقصد منها استكشاف أوجه التشابه والتقابل بين وقائع مختلفة فيما بينها .
حجة توظيف المثال والأساطير والقصص...،
والحجاج باللجوء إلى السلطة الموثوقة كالاستشهاد بأقوال الفلاسفة.
5- التمارين الفلسفية وتعلم التفلسف :
يقترن الحديث عن التمارين الفلسفية بالأهداف الأساسية التي رسمها الفلاسفة وهم يعلمون الفلسفة أو يؤسسون نظرية بيداغوجية لتعليمها. فالفلسفة اذا ليست مجرد أفكار ونظريات فلسفية ، وانما لا بد الابتعاد فيها الى التطبيق والتمارين الصفية و الاقتراب منها بطرق مختلفة.
برأي الفلاسفة من يعلم الفلسفة لا يقوم مقام الوصي على عقوله تلاميذه، بل يرشدهم إلى طريق العمل و التفكير الشخصي.
من خلال هذا التصور الفلسفي للتعليم كتمرين مستمر على التفكير الفلسفي يمكن بلورة الاستنتاجات التالية:
أ- إن الفلسفة ليست معرفة جاهزة بل هي، قبل كل شيء، نشاط للتفكير، و هذا يعني القول بضرورة التمارين الفلسفية، خصوصا حينما يتعلق الأمر بتدريس الفلسفة كمادة مدرسية.
ب- الفلسفة إبداع ذاتي، وفي الأساس الفردي لإبداعها تكمن إحدى أسباب مراهنة التعليم الفلسفي على مبدأ التعلم الذاتي لتعلم التفلسف و التمرين عليه.
ج- إن الإبداع و التميز في تفلسف الفلاسفة ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار في تعلم التفلسف كفعل بيداغوجي تنخرط فيه جماعة الفصل الدراسي من خلال جعله ممارسة فردية تقود المتعلم إلى الانخراط في ذلك الفعل و الاقتناع بالقيام به.
6- أهداف التمارين الحجاجية :
يقتضي تعلم "التفلسف" في أحد أبعاده اكتساب مهارات تعلم المحاجة، و هذا يتطلب أن يكون درس الفلسفة مجالا لهذا الاكتساب، لذلك ينبغي على المدرس أن يمتلك جهازا،أي مجموعة من الأدوات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، لكنه لا يكفي أن نتحدث عن أهمية الحجاج بالنسبة لفعل التفلسف، أو أن نلجأ إلى عرض أطروحة ما و تدعيمها بحجج، لكي نطمئن و ننتظر تحقق مهارة الحجاج مباشرة لدى التلاميذ ، أو حتى يتحقق إدراك ما المقصود بالحجاج الفلسفي و تأسيسه كمفهوم . بناء على ذلك ينبغي على المدرس أن يبني نموذجه الخاص عن الحجاج الفلسفي- باعتبار أن هناك عدة نماذج لهذا الحجاج- و أن يدرك وضع الحجة في الفلسفة و مستوى تميزها عن الحجة في حقول معرفية أخرى: كالبرهنة في الرياضيات، التحقق التجريبي، الحجاج في القانون ... الخ.
و بعد بناء و تدقيق التصور حول الحجاج الفلسفي الذي تم تبيينه، يجب التساؤل حول ماذا ينبغي أن يكون مطلوبا بالنسبة للتلاميذ لكي يتعلموا المحاججة فلسفيا، و هذا الأمر يعني في جوهره الحديث عن الأهداف المتوخاة من التمارين الحجاجية. و هو ما سنحاول توضيحه من خلال هذه التمارين المقترحة.
7- نماذج عن التمارين الحجاجية :
• النوع الأول من التمارين:
ـ الهدف: المحاججة على الشك.
ـ المهمة: خلق وضعية بهدف الشك في القضايا المثبتة.
ـ الطريقة: الانطلاق من رأي معين، ثم إقامة الحجة على رفضه كأطروحة، و ذلك بهدف وضعه موضع سؤال، و يمكن توضيح ذلك من خلال المثال التالي:
القضية المثبتة البحث عن اعتراضات عقلية
على الأطروحة صياغة التساؤل
v v v
اعرف الواقع بواسطة الحواس لكن الحواس تخدعنا أحيانا ممكنة؟ هل معرفة الواقع بواسطة الحواس
• النوع الثاني من التمارين:
الهدف: الاشتغال على الحجج.
التوجيهات:
ـ إيجاد تناقض داخل الحجة: مثلا تناقض من الناحية المنطقية.
ـ مناقضة حجة بحجة أخرى من نفس النوع.
ـ مناقضة حجة معينة بحجة أخرى من نوع مخالف. مثلا: مناقضة حجة من نوع اقتصادي أو تقني بحجة من نوع أخلاقي.
ـ تغيير حجاج الإطار، سواء كان متناقضا أو غير متناقض مثلا: من وجهة نظر فردية ∕ جماعية: نفسية ∕ أخلاقية، أخلاقية ∕ جمالية ...
ـ إيجاد حجة قوية جدا. مثلا: الانتقال من القانوني إلى الشرعي.
إن المتأمل في هذه التمارين يتبين الأهمية التي ينطوي عليها الاشتغال على الحجج في تعلم الحجاج الفلسفي، لكن ذلك يبقى غير كاف ما لم تتحول تلك التوجيهات أو غيرها من التوجيهات الخاصة بالتمارين الفلسفية إلى نماذج تطبيقية يمكن للمتعلمين إنجازها و تعلم أساليب الحجاج من خلالها.
ومن هذه التمارين التطبيقية نذكر:
تمارين تطبيقية:
التمرين الأول: الاعتراض على حجة بحجة من نفس الطبيعة.
اعتراض على كل حجة من الحجج التالية، بحجة أو حجج من نفس الطبيعة
أـ إن تقسيم العمل قد أدى إلى تبليد الإنسان و إضعاف قدراته الفكرية.
ب ـ لقد أدى تطور وسائل التواصل و الإعلام إلى فقدان الغيرية الضرورية لوجود
الأنا ووعيه بذاته.
ج ـ إن دراسة الشخصية كموضوع قابل للملاحظة العلمية هو أمر يساهم في تشييء
الإنسان و إفقاده لعمق الذات.
التمرين الثاني:الكشف عن الجواب الصحيح المتعلق بنص فلسفي
النص: "يتميز الفن كذلك عن الحرفة، فالفن( نشاط) حر، في حين أن الحرفة (نشاط) ارتزاقي، إننا نعتبر الأول كما لو كان غير قادر على تحقيق غايته (نجاحه) إلا بوصفه لعبا، أي كنشاط ممتع في حد ذاته؛ أما الثاني فنعتبره شغلا، أي كنشاط خال في حد ذاته من المتعة(شاق ومتعب)،و غير جداب إلا بما يؤدي إليه من نتائج(كالكحول على الأجرة مثلا)، و من ثمة يمكن أن يكون مفروضا على الإنسان بصورة إلزامية".
Kant (E) : Critique de la faculté de juger, ED.Vrin 1968,P :135
الأسئلة: ضع علامة على ا لجواب الصحيح:
أ ـ إشكال النص هو:
• هل الحرفة متناسبة مع ماهية الإنسان؟
• ما هي وظيفة الإبداع الفني؟
• فيما يختلف الفن عن الحرفة؟
• هل يمكن اعتبار الفن عملا؟
ب ـ أطروحة النص هي:
• الإنسان حيوان فنان و صانع بامتياز.
• الفن نوع من أنواع العمل.
• الفن غير ضروري في الحياة العملية للإنسان.
• الفن نشاط حر وممتع في حين أن الحرية نشاط إجباري و شاق
ج ـ الحجج التي يدافع بها صاحب النص على أطروحته هي:
• الفنان يساهم في تطور المجتمع لأنه يمارس عملا.
• الإبداع الفني ظاهرة خاصة بالإنسان.
• غاية الفن هي المتعة الجمالية الوجدانية الحرة في حين ترتبط غاية الحرفة بما هو مادي و ارتزاقي.
• الفن نشاط إنساني يتطلب عنصر الموهبة.
التمرين الثالث ::
." لا رأي في العلم، ولا حقيقة في الفلسفة ".
إشرح مضمون هذا القول، وبين ما إذا كنت تتفق معه.
- تمارين عن الحجاج التفسيري :
اشرح المواقف الفلسفية التالية باستخدام آلية تفسيرية مناسبة:
ـ "لا يمثل الغير حَدًًّا لحريتي بل، على العكس، تعبيرا عن نمط آخر ممكن لوجودي".
ـ "الجحيم هم الآخرون".
ـ "هكذا هو الإنسان، سجين في آلامه، ومنعزل في لذاته، ووحيد في موته، محكوم عليه بأن لا يشبع أبدا رغبته في التواصل، والتي لن يتخلى عنها أبدا".
ـ "إن معرفة الغير تقتضي مني التعاطف معه".
- تمارين عن الحجاج الاستقرائي :
نضع:
أطروحة = فرضية + حجج
thèse=hypothèse+arguments
حول الفرضيات التالية إلى أطروحات باستخدام حجاج استقرائي:
1 ـ المجتمعات المنغلقة على ذاتها تنتهي إلى الزوال.
2 ـ كل الثقافات المنفتحة تطورت بشكل كبير.
3 ـ الشخص ذات خاضعة لإكراهات.
4 ـ إن معرفة الغير مستحيلة.
5 ـ الشخصيات العظمى هي التي تصنع التاريخ.
6 ـ النظريات بناء عقلي خالص وليست ثمرة تجارب.
- تمارين عن الحجاج الاستنتاجي :
تمرين 1: ميز في الحجج الاستنتاجية التالية المقدمة الكبرى والمقدمة الصغرى والنتيجة.
1 ـ كل إنسان يموت. إذن خالد يموت.
2 ـ إن الوعي وظيفة من وظائف الجسم. وكل وظيفة من وظائف الجسم لم تبلغ درجة النضج تشكل خطرا على الإنسان.
3 ـ الكسول وكسلان (عضوان في هذا المنتدى !!) تلميذان مجتهدان. إذن سينجحان.
تمرين 2: ميز الصحيح من الخاطئ في الاستدلالات التالية:
1 ـ كل إنسان يموت. وخالد إنسان. إذن خالد يموت
2 ـ كل إنسان يموت. والأسد إنسان. إذن الأسد يموت.
3 ـ كل إنسان يموت. والأسد حيوان. إذن الأسد يموت.
4 ـ كل إنسان يموت. والأسد نبات. إذن الأسد يموت.
• التدريب على كتابة فلسفية حجاجية من خلال نصوص:
التعرف على أنواع و مجالات ووظائف الحجج المستعملة في النص الفلسفي:
أبرز نوع الحجج المستخدمة في النصوص التالية، و حدد مجالاتها ووظائفها:
النص 1
- لنفرض أن هناك ساعتين متفقتين تماما في الدلالة على الوقت ، مثل هذا الاتفاق يمكن أن يحدث على ثلاثة وجوه : الأول أن يكون هناك تأثير للواحدة على الأخرى ،والثاني أن تكون الاثنتان معا خاضعتين لعناية مستمرة من مشرف يدأب على ضبطتهما ، والثالث أن تظل كل منهما بذاتها دقيقة تماما في ضبط الوقت . والطريقة الثالثة تقتضي صنع ساعتين منذ البداية بمهارة وفن يضمنان لنا الاتفاق في المستقبل، وتلك هي الطريقة التي أطلق عليها اسم الاتفاق المقدر.
فلو وضعنا النفس والجسد محل الساعتين لوجدنا أن اتفاقهما أو انسجامهما يمكن أن يحدث على إحدى الطرق الثلاثة التالية: الأولى هي طريقة التأثير، وهي طريقة الفلسفة الشائعة. ولكن لما لم تكن ثمة وسيلة لتصور الطريقة التي يمكن بها أن تنتقل الدقائق المادية أو الصفات اللامادية أو الأنواع الحسية من أحد هذين الجوهرين إلى الآخر فمن الواجب التخلي عن هذا الافتراض. أما (الثانية) طريقة الاستعانة بمشرف فهي تعني إقحام الألوهية في حادث طبيعي مألوف ينبغي وفقا للمبادئ العقلية ألا يتدخل فيه شيء مضاد للمجرى العام للأحداث الطبيعية، فلا يبقى إذن سوى افتراضي( الثالثة)، اعني طريقة الانسجام المقدرة التي نقول فيها إن القدرة الإلهية قد صاغت الجوهرين منذ البداية ونظمتها بدقة تبلغ من الكمال حدا يجعل كلا منهما في سيره وفقا لقانونه الخاص الذي اكتسبه مع وجوده يتفق تماما مع الآخر، وكأن هناك تأثيرا متبادلا أو كأن الله يتدخل دائما ليحدث الاتفاق العام.
ليبنتز "التوضيح الثاني ص137
النص 2
" عود نفسك على فكرة أن الموت هي لا شيء بالنسبة إلينا. إذ أن كل خير وكل شر يكمن في الإحساس ، والحال أن الموت إلغاء كلّي لهذا الأخير.
إن هذه المعرفة المؤكدة بأن الموت لا شيء بالنسبة إلينا ينتج عنها تثمين أفضل للمسرات الّتي تمنحها إيانا الحياة الفانية، لأنها لا تضيف إليها ديمومة لا نهائيّة وإنما تنزع عنا في المقابل الرغبة في الخلود. وبالفعل فإنّه لا شيء يثير الرعب في الحياة بالنسبة إلى من فهم فعلا بأن لا شيء في اللاحياة يدعو إلى الرعب .
هكذا علينا أن نعتبر أحمق من يقول إنّنا نخشى الموت ، لا لأنها تكربنا عندما تحل بنا وإنما لتألّمنا بعد من فكرة كونها آتية يوما ما إذ لو أن أمرا لا يسبّب لنا أي اضطراب بحضوره فإن القلق المقترن بانتظارنا له يغدو دونما أساس.وهكذا فمن بين الشرور الّتي ترتعد لها فرائصنا يكون أعظمها شأنا هو لا شيء بالنسبة إلينا، إذ طالما نحن على قيد الحياة فالموت ليس هنا، وعندما يكون الموت نكف تماما عن أن نكون ".
أبيقور :" رسالة إلى مينيسي "
النص 3
إن الطالب الذي أنهى تعليمه المدرسي كان قد تعود على الحفظ و يظن الآن وهو مقبل على تعلم الفلسفة أنه سيحفظها أيضا و لكن هذا في واقع الأمر مستحيل إن الأمر يقتضي أن يتعلم التفلسف إذ لكي تحفظ الفلسفة ينبغي أولا أن تكون هناك فلسفة قائمة الذات بحيث يصبح في وسعنا أن نقدم عنها كتابا و نقول هاكم إنه علم ومعارف يقينية تدربوا على فهمه واحفظوه ثم ابنوا عليه في ما بعد و ستصبحون فلاسفة .
فبدل أن نعمل عل تنمية المواهب الذهنية للناشئة التي وضعت في عهدتنا وإعدادها لبناء معرفة شخصية مستقبلية عند البلوغ نغشها بفلسفة نزعم أنها قد اكتملت بعد , وهي فلسفة يقترن بها وهم علم لا يساوي شيئا إلا لدى أوساط معينة لكنه فيما خلا ذلك فاقد للقيمة .
كــــــــانــط
1/ هل ترى ان الحجج والبراهين الفلسفية تتشابه في هذه النصوص ؟
2/ ما هي بنية الحجاج في كل نص من هذه النصوص الثلاثة ؟
3/ هل لك ان تحدد مسار الحجاج في كل نص ؟
4/ ماذا نستنتج ؟
خاتمة
يلعب الحجاج دوراً هاماً هي النص الفلسفي و في تعليم الفلسفة حيث يشكل و احدا من الأهداف النواتية في تعليم الفلسفة .. فهو يشكل إلى جانب المفهمة والأشكلة الدعم الأساسي لإكمال بنية الدرس الفلسفي ، فمن دون الحجة والبرهان ليس هناك سبيل للإقناع في النصوص الفلسفية .فمن خلال حجج وبراهين وأمثلة يحاول الفيلسوف ان يتوصل الى الإقناع . فالإقناع يتم من خلال العملية التي يمارسها الحجاج من حجاج منطقي أي حجاج استقرائي ،وحجاج استنتاجي. وقد رأينا في التمارين التطبيقية أن الحجاج بالرغم من صعوبته فانه يستحق عناء المحاولة ، كونه يفيد المتعلم على اكتساب كتابة فلسفية اصيلة ينطلق فيها من تجربة الفلاسفة محاولا محاكاتها.
المصادر الالكترونية للبحث
• http:\\Members.lycos.fr/amirphilo/argu.exerc.philo
• www.philomartil.com Abou el zahraa
• http:\\Members.lycos.fr/amirphilo/argu.exerc.philo
• http:\\Members.lycos.fr/amirphilo/argu.exerc.philo
• www.philobac.net
• http://www.fourar.tk