(التزام الإعراب) قد ننعى على بعض معاصرينا أنهم يلتزمون لغة الوقف في غير ما وقف، هرباً من الخطأ في الإعراب الذي لا يحسنونه فينطقون بإسكان أواخر الكلمات ستراً بصنيعهم ، وتوقياً للخطأ.
وعلى العكس من ذلك نجد في النصوص المأثورة أن بعض قبائل العرب كانت تلتزم الإعراب في الوصل وفي الوقف أيضاً، وهم أزد السراة، نجد هذا النص في كتاب سيبويه إذ يقول: (وزعم أبو الخطاب أن أزد السراة يقولون: هذا زيدو ن وهذا عمرو، وممرت بزيدي ، وبعمري، جعلوه قياساً واحداً فأثبتوا الواو والياء كما أثبتوا الألف) ويشير سيبويه بهذا الأخير إلى إجماع العرب قاطبة على الوقف على المنصوب بالألف، يقولون رأيت زيداً إلا ربيعة منهم، فإنهم يلتزمون الإسكان في الوقف، ويطردونه كذلك في المنصوب المنون، فيقولون: رأيت زيدْ، ومع هذا يقول ابن عقيل كما في حاشية الصبان ، والظاهر أن هذا غير لازم في لغة ربيعة، ففي أشعارهم كثيراً الوقف على المنصوب المنون بالألف، فكأن الذي اختصوا به جواز الإبدال) يعني أن إبدال التنوين المنصوب ألفاً أمر جوازي كالوقف عليه بالسكون.
(الوقف على المنقوص المجرد من أل في حالتي الرفع والجر): الأصل أن يوقف عليه بحذف الياء ، فتقول جاء قاضٍ، ومررت بقاضٍ ودرست ألفية بن معطٍ، لكن هناك لغة أخرى أثبتها الرضي في شرح الكافية والسيوطي في الهمع ، هي إثبات الياء في الوقف في هاتين الحالتين أيضاً فيقولون: جاء قاضي، وأعجبت بكريم معطي.
(الحرف الميت): نظر أسلافنا من العلماء إلى الأصوات نظرة شمولية مجسمة تجسيماً، فوصفوا الحرف الذي لا يتغير بالصحة والقوة، فقالوا: هذا حرف صحيح وحرف قويّ، وأما ما يتغير بحذفه مرة ، أو بإبداله بإبدال حتميّ إلى نظيره مرة أخرى، فيقولون فيه: حرف معتل، أو حرف علة، بل ذهب شيخ النحاة سيبويه إلى وصف هذا الحرف بالموت، إذ نجد يقول في حذف الألف من آخر الاسم الخماسي عند النسب، حينما نقول في النسب إلى حبارة حباريٌّ يقول: (وإنما جسروا على حذف الألف لأنها ميتة، لا يدخلها جر ولا رفع ولا نصب.
وأقول: انظر بقية كلامه عن الكشكشة. فهو آخر مجال النحو والصرف وآخر موضوع في كناشة النوادر.
والحمد لله أولا وآخراً والصلاة والسلام على النبي وآله بدءاً وختاماً .