في مجال النحو واللغة: ...((الإعراب)) كما أسرف قوم في إهمال الإعراب جهلاً أو تخلصاً من الأخطاء ، نجد أن قوماً من العرب قد أسرفوا على أنفسهم فأجروا الإعراب في الكلمات كلها وصلاً ووقفاً.
وجدت في كتب سيبويه وزعم أبو الخطاب أن أزد السراة يقولون: هذا زيدو، وهذا عمرو،ومررت بزيدي، وبعمري، جعلوه قياساً واحداً، فأثبتوا الياء والواو كما أثبتوا الألف.
(تنوين الموصوف بابن): من المعروف عند علماء الرسم أن تنقص ألف ابن وابنة إذا وقع أحدهما مفرداً نعتاً بين علمين مباشرين ، أولهما غير منون وثانيهما مشهور بالأبوة ولو ادعاءً؛ بشرط ألا يكون في أول سطر، وهذا هو الجاري في مألوف الرسم أو الإملاء كما يقولون اليوم، ونص عليه علماء النحو أيضاً، لكن هناك خلافاً في نحو أبو بكر بن أبي قحافة ، وعبد الله بن أم مكتوم، أي إذا وقع ما قبل الابن مضافاً أو ما بعد الابن مضافا يقول الصبان –وهو نص نادر- : (وجزم الراعي بوجوب تنوين المضاف)كما في قام أبو محمد بن زيد.
واختاره الصفوي في تاريخه بعد نقل الخلاف. واختاره أيضاً المصنف-أي ابن مالك- إذا كان المضاف إليه ابن مضافاً، أي في نحو رأيت محمداً بن زين العابدين) فهاذان النموذجان عندهما يكتبان ويقرأن بتنوين ما قبل الابن، وبإثبات ألف ابن في الكتابة كذلك والراعي الذي ذكره الصبان هو: محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل الأندلسي، نزيل القاهرة، المتوفى سنة: 853 له شرح على الألفية والآجرومية.
(واحد عشر والواحد والعشرون) الفصيح فيهما أن يقال: أحد عشر والحادي والعشرون، لكنهما وجهان جائزان. وفي التصريح: (وحكى الكسائي عن بعض العرب واحد عشر على الأصل، فلم يلتزم القلب كل العرب.) وقد علّق الأشموني على هذا بقوله: (وأما ما حكاه الكسائي من قول بعض قولهم واحد عشر فشاذ نبه به على الأصل المرفوض ) ثم يقول: (قال في شرح الكافية: ولا يستعمل هذا القلب في واحد إلا في تنييف أي مع عشرة أو مع عشرين وأخواته).
(أي أن): يخطئ كثيرمن الكاتبين والمتكلمين في استعمال أن المفتوحة الهمزة بعد أي التفسيرية، والصواب: (أي إن) بالكسر لا غير، لأنها تكون تفسيراً لكلام سابق أي لجملة لا لكلمة، وإذاً (فإن) الواقع بعدها هي بدء كلام، فوجب كسر همزتها. ومثاله ما أسعفني به ابن منظور حينما أنشد بيت أمية بن أبي الصلت في مادة عول):
سلع ما ومثله عشر ما عائل ما وعالة البيقورا
وفسره فقال: (أي إن السنة الجدبة أثقلت البقرة بما حمّلت من السلع والعشر). ولو أخطأ لقال:أي أن السنة الجدبة، وعلى هذا إذا فسرنا قول الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكن إياك لا أقلي.
قلنا: (أي إنك مذنب) (لا أي أنك مذنب) أما أي المفسرة للمفرد فلا تأتي بعدها أن مطلقاً، بل نقول: هذا عسجد أي ذهب، وعضنفر أي أسد، وما بعد أي عطف بيان، أو بدل عند البصريين، وعطف نسق عند الكوفيين.
وهنا أقول: لقد تحدث الشيخ عبد السلام هارون عن موضوعات في مجال اللغة، تحت هذا العنوان ولكني استخرجت لكم مجال النحو منه. فانظروا البقية. من كناشة النوادر لعبد السلام هارون.