السيد سالم عضو شرف
البلد : مصر عدد المساهمات : 361 نقاط : 849 تاريخ التسجيل : 22/10/2011
| موضوع: شكوى القبطي الفصيح 2011-11-01, 06:28 | |
| هذي أرضي وبلادي, هذي سندي وسنادي, وهنا قال الرب لنا: كونوا خلقي وعبادي فيها روينا الأرض بدمعتنا الدامعة, زرعنا الوادي بالقمح وبالأرز وبالتوت, وفيها أحرقنا الرومان فناجينا الأعلى كي يرسل مائدة, وينجي عابدة, وتسلمناها من أخناتون وأحمس فأقمنا بجوار المعبد أديرة يذكر فيها اسم الله ويختبئ العباد من البطش, ولما جاء العراب فتحنا الدور, وأطعمناهم من صومعة, فلماذا صرنا غرباء, ومنا قاومنا المحتلين شهيدا بشهيد, سال الدم, صليبا وهلالا, فوق الرمل, لتغدو أرض كنانتنا طاهرة من دنس هذي أرضي وبلادي أسلافي دقوا فيها الأجراس وأجدادي ولسوف يواصل نسلي دق الجرس وأحفادي جبران شقيقي إذ قالخذ الناي وغني لأن غناء الأحياء حياة الأحياء, شقيقي رزق الله إذا زاوج في المائيات صلاة الجمعة في قداس الأحد, فأهدينا الدنيا بسمات وجوه الغيوم, أنا أمي لم تك في الأرض بغيا, ويسوع البيرق إذ رفرف إن قال النص عليه سلام إن يحيا, وعليه سلام يوم يموت, عليه سلام حين سيبعث حيا, جمعن خشبات الصلب الحلاج وعيسى, صائحة: أن القهر شبيه القهر, وأن مسامير الظلمة واحدة, أن الكلمة كانت في البدء معادلة للموت وللحرية, هذا قال على الربع: "الله بقفطاني", فيما ذاك على الربوة قال: "الله بقفطاني", فتجلى بين الصحراء وبين الناصرة بلاغ يعلن أن الله محبات وعلى الناس مسرات الخير, وفي الأرض سلام, ................. أغنية فرح أنطون البشر مودات, وتضام, وتنوع أطياف, وسماح المدن المنتظرة: عدل وسواسية, سعة, وبراح الحلم: بلاد ليس بها غصص في الحلق, وليس على بيت الله نواح المدنية: ميثاق يحمله فوق فضاءات الكون جناح في الغمة ينضم أخي لأخي حتى تلتئم جراح والوطن هو العشاق إذا كشفوا المكنون وباحوا ............................. كنت بميدان التحرير أصب الماء لشيخ كي يتوضأ لصلاة العصر, وكان الشيخ يردد في الجمع تراتيلي, وأنا أقرب للمعتزلة إذ قالوا إن العقل هو العروة, أقرب لأبي ذر إذ قال: "إذا جعت بليل فاخرج في الصبح بسيف", وأنا أقرب للتوحيدي إذ قال: "غريب الغربة من صار بقلب الوطن غريبا", كنا مبتسمين إذ نهتف "ياطاغية ارحل كي نستنشق ماضاع من العطر المصري الضائع", فلماذا تحرق دور عباداتي في الليل الأسود؟ مني عدلي فخري إذ غنى "سينا قلع سفينتنا المبحرة", ومنا غالي شكري المؤمن بحضارة عمر بن الخطاب ووهج الأندلس, ومني الريحاني مؤسس علم الضحكات وكان رصاص القناصة ليس يفرق بين خطيب الجامع والقس, رصاص القناصة يتوزع بالعدل: عيون الصبية وهي تصفى: فيها العين الراسمة صليبا ساعة ذهبت للرب, وفيها العين الراسمة هلالا ساعة ذهبت للرحمن, الشهداء سواسية كالمشط, لماذا انهد بليل ركن الشمع وباب المذبح؟ هذي أرضي وبلادي هذي مددي ومدادي فيها أعمدتي, تعميدي, وعمادي كنا مبتسمين ونحن نخط "ارفع رأسك عالية" فلماذا صار شقيقي جهما يتربص بي؟ ولماذا أخشى أن تغدو الرأس مطأطأة؟ وأنا المحروم من التاريخ, ومن برج لصلاتي, من أن أحرس دون غزاة الوطن حدودي, من أن أتولى سوس بلادي, نحن تشاركنا في الدم, لماذا لا نتشارك بكرامات الإنسان؟ أنا خلف الكاتب إذ جلس بقرفصة, وأنا خلف السيدة الجامعة من الوادي أوزوريس المتمزق شلوا شلوا, وأنا خلف الصوفي إذ قال: "قد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان, ودير لرهبان وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة, ومصحف قرآن أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه, فالحب ديني وإيماني" ................. كنا نهتف في العاصفة "يد واحدة" نتلقى الطلقات ونهتف في النزف "يد واحدة", وتدوس سنابك خيل الهجانة فوق الأضلع نهتف من تحت الدوس "يد واحدة" فلماذا صارت يدنا الواحدة أيادي متفرقة؟ ولماذا في الناصية تلاحقني اللحية والشرع ودرس اللغة العربية والحجر الصحي وحصص النحو وكتب صفراء؟ أغنية لويس عوض: عاش بطرح النهر الأقباط يربطهم بشرايين النيل الجارية رباط تذكر ترتيلهم مدن البحر وتذكرها الفسطاط العفو هد الديدن والغفران صراط لن نهجر هذي الأرض, ولن نستدعي أغرابا كي يحمونا من أهل قاسمنهم لقمتنا ومواجع أيام قاحلة, من سكب الزيت على نار وأحل البغضاء محل هناءات القربى؟ فيما الرب الأعلى قال: ليؤمن من شاء, ليكفر من شاء, أنا خلف الفلاح المتفصح إذ رنت شكواه بوادي النطرون "أنا لم أسرق جاري, لم أرم القاذورات بأنهاري, لم أطرد ضيفا من داري, الليل صلاتي والعمل نهاري" لا يرمي الجمرة في الهيكل حتى يتوسخ إكليل العرس وتتفحم أيقونات العذراء سوى مغلوط النطفة, منى مجدي يعقوب الباني مدرسة القلب المفتوح فلا ينظر إن كان الشريان المغلق ينبض بالإنجيل أم القرآن, فهل يدفع يعقوب الجزية لوجوه شائنة, ولماذا يلقى الخبث على وجه بناتي إن سرن بلفتات مبتسمات وقلوب مبتهجات, فيما قال الرب لبتول هزي جذع النخلة حتى يتساقط بين يديك الرطب جنيا؟ هزي زادي, زندي, وزنادي وهنا وحدي, ووجودي, حريات القلب, وأصفادي وهنا فتنات الأرق, وأرق الفتنة, وسهادي في الميدان المتلاطم كان علي يربط جرح وسيلي, بينا جورج يشيل حسين على كتفيه مصابا بشظيات الرقبة, فاختلط النزف على النزف, وشرب الدم الدم, وكان رصاص حي لا يميز بين السلفي وبين كتابي, والسحل المجرم لا يفرز السنة والأرثوذوكس, فكيف يتناسى أهلي قولة رب الدنيا إن تخالفنا رحمة رحمن ورحيم؟ أغنية إدوارد الخراط: مريم رايات يتسلمها جيل يخلفه الجيل نقش المعبد توثيق للحب, ورسم للمرحمة, وتسجيل وكرامات المرء هنا سيجها إعلاء للإنسان وتبجيل لو هانت عزة أنفسنا قصفتنا أحجار وأبابيل وسجيل رامة جرحي, والخطب خطابي واللغة الإنجيل ............................... كانت تشعل شمعات بكنائس متعلقة فوق أصابع قديسين احترقت في الجو وبعض أصابعها تمشي فوق بيانو, تهمس "يارب احفظ مصر" لماذا يصبغ بيتي بعلامات مختلفات حتى يتبدى أني خارج إيلاف الصف؟ وقد صدقنا الرحمن إذ قال لعذراء كلي يا عذراء وقري عينا, وذهبنا من أخميم إلى كاترين حفاة: قال يسوع: "أحبوا", أحببنا, فلماذا يتجنبني أهلي في الطرقات؟ أنا أختي ترفعها الموسيقى فوق الأسطح فتشف إلى أن تغدو معنى, في ميدان الصرخة كانوا بسامين فصاروا جهامين, وكانوا بشارين فصاروا نفارين, وكانوا رغابين فصاروا رهابين هذا وعد فقيه الظلمة: سنقطع أيديكم من خلف, وأرجلكم من خلف, ونكون عليكم إعصارا نحن كرابيج الرب على الأرض, ملائكة الله يصيرون لنا أعوانا مطواعين وأنصارا سنحاصركم في جحر المعزولين, والمغضوب عليهم, ونطيل حصارا وسنرجمكم بالحجر إلى أن ينبثق الدم الفاسق من شريانكم الفاسق, أنهارا سنجز جدائل حلوات البر ونسكب ماء النار على أوجهكم: شبانا وشيوخا, أطفالا وعذارى منبوذون كمثل بعير أجرب: مدنيين, شيوعيين, بهائيين, ملاحدة, ونصارى: يارب احفظ مصر, فإنا روينا الأرض بدمعتنا الحارة, وزرعنا الوادي بالأرز وبالبصل وبالتوت, ولما أحرقنا الرومان دعونا الرب ليرسل مائدة, وينجي عابدة, ويدل إلى اللقيا شاردة, نحن تسلمنا الراية من أخناتون وأحمس فأقمنا بجوار الكرنك أديرة يذكر فيها اسم الله ويختبئ العباد من البطش, فإذا جاء الأغراب فتحنا الدور, وأطعمناهم من صومعة الراهب, فلماذا صرنا غرباء, وكيف نصير ببيت الأهل ضيوفا, لن نهجر هذا الطين, ولن نغدو ذميين, ونحن الشركاء من المنبع هذي أرضي وبلادي هذي بدئي ومسيري ومعادي وهنا خيمة عمري, وجذور الروح, وأوتادي حلمي سالم |
|