الجملة الطلبية تتضمن : جمل الأمر، والنهي ، والنداء ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، والتمني ، والرجاء ، والذي ورد من هذه الأنواع الجمل الأربع الأولى ، وقد تباينت أنماطها من حيث الشيوع فكان الأمر أكثر ورودا ، إذ ورد ثماني مرات بصيغة الفعل ، وكان الفاعل معه ضميرا مستترا في خمس آيات : (فاصبر/39) - (وسبح/39) – (فسبحه/40) – (واستمع/41) – (فذكر/45) ، وظاهرا في ثلاث : (ألقيا/24) – (فألقياه/26) – (ادخلوها/34) . وقد اختلف النحاة في قوله : (ألقيا) : فذهب الزجاج إلى أن الخطاب للملكين السابقين : السائق والشهيد ، أو للملكين من خزنة النار ، لأن (ألقيا) للاثنين ، وذهب بعض النحاة إلى أن الخطاب للواحد على وجهين : أحدهما قول المبرد وهو أن تثنية الفاعل نزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهما كأنه قيل : ألق ألق للتأكيد فثنى ضمير الفاعل ، والثاني أن (ألقيا) وقع موقع "ألق" ، لأن العرب أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان فكثر على ألسنتهم أن يقولوا : "خليلي" ، و"صاحبي" ، و"قفا" ، و "اضربا زيدا يا رجل" ، ويبدوا أن هذا الرأي ضعيف لأن خطاب الواحد بخطاب الاثنين يوقع في لبس . وجاء النهي في آية واحدة : (لا تختصموا لدى/28) ، وكذلك النداء وقد حذفت منه الأداة : (ربنا ما أطغيته/27) . وورد الاستفهام سبع مرات استعمل فيها من الأدوات : (كيف) و(هل) و(الهمزة) : وردت (كيف) مرة واحدة : (كيف بنيناها؟/6) ، و(هل) ثلاث مرات : (هل امتلأت؟/30) – (هل من مزيد؟/30) – (هل من محيص؟/36) . ومن العلماء من ذهب إلى أنها ليست استفهامية في الموضعين الأولين ، وإنما الأولى بمعنى (قد) والثانية معناها الجحد ، والمعنى : يوم نقول لجهنم قد امتلأت فتقول مؤكدة لقول الله تعالى : هل من مزيد ، أي : ما من مزيد يا رب ، فهي في الموضعين كما في قوله : (هل أتى على الإنسان حين من الدهر)]الإنسان/1[، أي : قد أتى على الإنسان ... وكما في قوله : (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم)]الزخرف/66[ ، أي : ما ينظرون .. وورد الاستفهام بالهمزة ثلاث مرات أيضا : (أإذا متنا وكنا ترابا/3) – (أفلم ينظروا إلى السماء/6) – (أفعيينا بالخلق الأول/15) ، وهى في الآية الأولى للاستفهام التعجبي ، وفى الثانية للاستفهام التقريعي ، وفى الثالثة للاستفهام الإنكاري .