جمال اللفظ القرآني
الألفاظ البديعة والجمل القوية والصور المتناسقة للكلمة تدخل على النفس البهجة والانشراح وتملؤها غبطة وسرورا ،والقران الكريم بتناسق ألفاظه وجمله وعباراته وقوة بلاغة كلماته وصوره التي تحس أنها تلامسك بل أنت تكاد إن تلامس كنهها واصفة لك الجنة ونعيمها الدائم السرمدي وبالمقابل النار وعذابها الأبدي للمخلدين فيها ،كل ذلك يتعدد لك عن الأشياء،
أن الأشياء تشمل كل ماهو مخلوق من حي وجماد وملموس ومحسوس وهي تعطي دلالة مدى قدرة الله سبحانه وتعالى في أبداع هذا الكون وما فيه من تنوع مذهل بل انك قد وهذا محقق قد تصاب بالذهول فتصرخ في أعماق نفسك (سبحان الله)،هذه الحقيقة التي حاول ويحاول الوثنيون تجاهلها ،فعندما سمع عتاة قريش القران الكريم ماذا قالوا عنه ،لقد اخذ منهم كل أحاسيسهم المرهفة وهم من هم في البلاغة وملكة اللغة ، فكان لسان حالهم (أن له لطلاوة وان عليه لحلاوة ) ولكن الشيطان والنفس الأمارة بالسؤل أبت عليهم الانقياد لهذا النور ليس إنكارا وإنما استكبارا وصلفا وعنجهية ،ولشدة بلاغته كانوا يعتمون عليه إعلاميا ويسعون بكل قوة لمنع الناس من سماعه ،غير أن الله فضحهم (يريدون ليطفأ نور الله بأفواههم ويأبى الله الاان يتم نوره ولو كره الكافرون )، كلماته الحلوة العذبة تنساب على الشفاه سلسة رقيقة فتتلقفها الأسماع والعقول والأحاسيس والمشاعر فتطرب لها وتنصاع ، الم يأتكم خبر الزعيمين في المدينة المنورة اللذين طلبا من سيدنا مصعب بن عميد أن يكف عن الدعوة وكيف طلب منهما أن يستمعا إليه فإن اعجبهما أخذاه وان لم يعجبنهما انصرف هو عنهم فقالا لقد أنصفت وعندما سمعا آيات من القران ماوسعهما الاالايمان ،وحتى الأعاجم عندما سمعوه خشعت له مشاعرهم وأحاسيسهم قبل عقولهم ،انه كلام الله كيف لتخشع له العقول وكيف لاتدرف لسماع إيه العيون ،أن الصخور الصماء لو انزل عليها لخشعت وانصدعت لقد كان سيدنا عمر بن الخطاب يعادلايام من اثر سماعه لأية سببت في مرضه ،هكذا القلوب المؤمنة والنفوس الصادقة تخشع لذكر الله ثم تلين إما القلوب القاسية والنفوس المريضة فهي مثل الحجارة أو اشد قسوة لايرجى خيرها ولايؤمن شرها ،فعلينا بالذكر الحكيم نتدبر آياته ونستعذب حلاوة كلماته ونغوص في معانيه ونستمتع باستخراج درر لأليه
كتبه/سعدون عمار عبد الرحمن
مزدة/ليبيا
2010-04-25, 19:31
