((انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)) الحجر الآية 9
بقاء أوائل المصاحف المكتوبة الى يومنا هذا دليل قاطع على أنّ القرآن الكريم صمد و سيصمد أمام الكثير من المحاولات لحذف آية من هنا أو هناك أو حذف سور و ابقاء سوروغيرها من هذه المحاولات المعروفة تماما للجميع.
فهل سيكون هناك خوف طالما أن القرآن الأصلي مازال (و سيظل) محفوظا ؟كما أنّ ترجمة القرآن الكريم لا يمكن اعتبارها القرآن نفسه بأى حال من الأحوال، بل يفضل اعتبارها كتفسير للقرآن من حسب وجهة المترجم وبالتالي لابد أن يقع المترجم بالخطأ سواء عن حسن نية أو ((سوء نية)) طالما أن القرآن الكريم يتمتع بالمواصفات التالية:
((وما يعلم تاويله الا الله)) آل عمران الآية 7
إذا كان القرآن هو كلام الله المنزّل على محمد (عليه الصلاة والسلام) باللسان العربي للتبليغ والإعجاز، فذلك يعني أن له جهتين: جهة هي المقصودة وهي المعاني، وأخرى هي دليل صدق النبي (صلى الله عليه وسلّم)، ذلك هو الإعجاز، أي لازم من لوازم النظم وليس من لوازم المعنى.وعلى هذا الاساس هناك سؤال يطرح نفسه:لماذا القول بتحريم ترجمة معانى القرآن الكريم وهل هناك ادلة علمية على ذلك ؟
شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب «نقض المنطق». يقول: «معلوم أن الأمة مأمورة بتبليغ القرآن، لفظِه ومعناه، كما أُمر بذلك الرسول (صلى الله عليه وسلّم) ولا يكون تبليغ رسالة الله إلا كذلك؛ وأن تبليغه إلى العجم قد يحتاج إلى ترجمة فيُترجم لهم بحسب الإمكان. والترجمة تحتاج إلى ضرب أمثال لتصوير المعاني فيكون ذلك من تمام الترجمة.
اذا يجب أن تنقل الترجمة المعنى، كل المعنى ولا شيء سوى معنى النص الأصلي, أي أن عليها أن تتيح للقارىء تكوين فكرة تقريبية على الأقل عن اللغة المنقول عنها، عن خصوصيات مفرداتها وبنائها وطريقتها فى المطابقة بين العبارة والفكرة.
وفي حالة نص له أهميته كنص القرآن الكريم، ونظرا إلى الفروق اللغوية الكبيرة بين العربية والإنجليزية- فإن الصعوبة العامة فى الترجمة كعلم وفن فى الوقت نفسه تكون شديدة بوجه خاص.
ويجب أن نتذكر هنا أن علماء العرب قد فرقوا بين الترجمة الحرفية، والترجمة لمعاني الكلام .
أحد الترجمات للقرآن الكريم التي أريد مناقشتها معكم هي الترجمات الانجليزية المعتمدة للقرآن الكريم ، التي يهاجمنا بها الذين يتهمون الاسلام بالعنف و يتهمون القرآن بالنقص و التناقض بسببها ، لا أريد أن اذم في مترجم بعينه في هذا المقال حيث أن نيته بالتأكيد كانت طيبة و له الأجر و الثواب باذن الله على جهده و اجتهاده في هذه الترجمة ،و لكن لابد من مناقشة ترجمته.
من وجهة نظري المتواضعة اعتقد أن ترجمات القرآن الكريم المعتمدة اليوم حُبلى بالأخطاء على جميع المستويات التحليلية للّغة مما يجعلها مقصرة فى نقل المعنى المراد فى كثير من السياقات القرآنية (وهل يوجد هدف آخر للترجمة الاّ نقل المعنى المتضمن فى النص الأصلى -المنقول منه-الى النص الهدف -المنقول اليه- فما هو رأيكم فى هذا الموضوع مبدئيا؟
ومن ضمن الأسئلة التى تتطلب البحث الجاد فى أجوبتها :
- ما هي العلاقة بين مفهوم العالمية الذي تميّزت به الرسالة الإسلامية والخصوصية الثقافية التي تمثّلت خطابَ الوحي؟
- وهل هناك علاقة لتحريم ترجمة القرآن الكريم بالتحريف الذي وقع التحذير منه، طالما أنّ النص القرآني باق في نظمه العربي لا تفتح عليه الترجمة باب الفساد؟
فى انتظار مساهماتكم لاثراء نقاش علمى مفيد وشيق فى هذه القضية .....