- باحث الكتب كتب:
- أرجو من الأصدقاء الأفاضل و الأستاذ الفاضل حضرة الدكتور محمد محمد يونس علي أن يكتبوا تعليقاتهم و شروحهم علي النص المذكور ليتضح أكثر مما عليه.
أهلا بك من جديد/
النظرية السياقية تتطلب لفهم النص أن يُدرجَ في سياقه، فكيف يتم تفسير نصٍ ما بعيداً عن سياقه الذي كتب فيه؟؟
سأدلي بدلوي حسبما فهمت من النص المذكور، ولا لوم علي، فهو اجتهاد رأي في تأويل نصٍ مجتزأ.
: من خلال مطالعاتي لكتب اللغة والسياق تحديداً، وجدت الكثير يجترحون مصطلحات لتتناسب مع ما يضعونه من مفاهيم، لأسباب، منها: لم يستوِ العلم عندنا ( العرب ) بشكله الكامل بعد، ولقلة المترجم للعربية في هذا الباب، ولأن بعض المصطلحات متداخلة وتحتاج إلى ( فك ) ...
لكن.. هذا النص، من الواضح أنه يشير أو يقصد إلى المرجعية الأساسية للكلمة، فكما هو معلوم للكلمة مرجعية ثابتة وأخرى متغيرة تبعاً للسياق؛ فالثابتة: معناها المعجمي القاموسي، ونحصل عليه بسهولة من كتب المعاجم المتخصصة، أما المعاني المتفرعة، فتأتي ضمن سياق الكلام، أو ما يعرف بالموقف الكلامي، ويترجم أحيانا بالفعل.
لكل لفظة معنىً محدد سلفاً هو المعنى المعجمي، نستعين به في فهم الكلمة، التي هي جزء من جملة ما؛ حيث نفهم الجملة بفهم كلماتها.
هذا المعنى المرجعي، أو ما يسمى بالمرجعية ( وبالطبع يبدو الكتاب المنقول منه كتاب يتحدث حول نصوص دينية؛ في جزء منه على الأقل ) لذا فشهادة المركز هي هذا المعنى.
أيضاً، المعاني المتفرعة منه تتلقى ظلال المعنى الأساسي أو المرجعي، فيبدو مؤثراً فيها بدرجة ما ولو كانت خفيفة.
إن كلمة مثل ( كعبة ) تستدعي كلمات تتناسب معها مثل: صلاة، طواف، حج، مكة، المقام، القدسية....
حيث تكون كل الكلمات عائدة في مرجعيتها إلى الكلمة الأساسية ( كعبة ).
صحيح أن الكلمات الأخرى لها مرجعيات تدخل ضمن المرجعية الأساسية، لكنها تظل محتفظة بمعناها المستقل، وإن تأثرت بالمرجع الأساس أو الكلمة المرجعية ( كعبة )، فإذا جاءت كلمة من خارج السياق الديني كـ ( حب / قمر / غزال / غناء ) فلا بد من توجيهها الوجهة السياقية وهي وجهة النص أو وجهة الكلمة المرجعية ( كعبة ).
هنا لا بد من التأويل للنص ليتواءم مع المقصد الذي كتب من أجله.
حين تكون الحادثة الكلامية أو الفعل الكلامي يدخل ضمن حدث اجتماعي، فلا بد من معرفة العرف السائد لنفهم المعنى، فـ ( صباح الخير ) اجتماعيا، تختلف من شخص لآخر، ومن مكان لآخر، فهي من السكرتير في العمل لها معنى، ومن الزوجة لها معنى، ومن الموظف المخطئ في عمله لها معنى، ومن رجل الشارع الذي لا تربطنا به علاقة لها معنى.
من جملة واحدة تأتي الكثير من المعاني تبعا للعرف السائد، بل إن الكلمة نفسها تصدر من ذات الشخص، وتوجه لشخصين أو ثلاثة فسيكون لها أكثر من معنى، بحسب علاقته بالشخص الآخر، والوضع المجتمعي السائد، والعرف الاجتماعي الذي احتوى سياق العبارة.
أختم كلامي: العبارة تفهم في سياقها، فإذا انفصلت عن السياق الواردة فيه، فسوف تبدأ عملية التأويل والفهم من جديد، تأويل يعتمد على المتلقي ذاته، وثقافته، وأعرافه الاجتماعية، وتقاليده المجتمعية، ونشأته، وبيئته، وهلم جرا.
أتمنى أن أكون أفدتك، وبالله التوفيق.