منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة |
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى |
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
| |
|
|
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: أحمد رفيق المهدوي 2010-02-22, 20:49 | |
| ] ] [ الاسم: أحمد رفيق المهدوي اللقب: شاعر الوطن البلد: ليبيا تاريخ الميلاد: 1898م في بلدة فساطو، وتوفي في أثينا في يوم 6 يوليو من سنة 1961م مجال الشهرة: شاعر المؤهل العلمي : البكالوريا العمل: شغل منصب سكرتير بلدية بنغازي ثم عزل عن وظيفته . هاجر إلى تركيا عام 1924م وأشتغل بالتجارة ثم عاد إلى بنغازي عام 1934م فطرد منها ليسافر إلى تركيا مرة أخرى ثم عاد إلى أرض الوطن وعين عام 1951م عضواً بمجلس الشيوخ المؤلفات: جمع شعره في (ديوان شاعر الوطن الكبير) . أهم الإنجازات الأخرى: نشر بعض مقالات في صحيفة (ليبيا المصورة ) تنوعت بين مقالات اجتماعية ونقدية |
| | | آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: أحمد رفيق المهدوي 2010-02-23, 09:48 | |
| أحمد رفيق المهدوي ( من كتاب : المقالة الأدبية في الصحافة الليبية...... أ.د.أحمد عمران بن سليم)
لا نكاد نجد اختلافا كبيراً في المصادر التي تتبعت حياة الشاعر الأديب أحمد رفيق المهدوي، وذلك لأنه كان محط اهتمام الباحثين في الأدب الليبي الحديث باعتباره أشهر شاعر ليبي ، شغل بالوطن وشغل أهل الوطن به، فهو شاعر الوطنية غير مدافع لما كتب من قصائد تحمس المشاعر وتؤلب الأحاسيس، ولما عانى في سبيل ذلك من نفي وتشريد. ولد أحمد رفيق المهدوي في (فساطو) سنة 1898م. في شهر يناير، في ليلة شاتية ذات برق ورعود وأمطار – كما يقول هو نفسه عن مولده- عندما كان والده( محمد أمين) يشغل منصب ( قائمقام) في مدينة فساطو بالجبل الغربي، وجده أحمد المهدوي من مسؤولي الدولة العثمانية كان عميداً لبلدية بنغازي، وانحدر من بيت عريق ذي ثراء وسعة ، يحفل بالتعليم ويجل العلماء، ويرتقي نسبة إلى الأدارسة في المغرب الأقصى(1). تلقى أحمد رفيق تعليمه الأول في (نالوت) عندما انتقل مع والده إليها فدرس القرآن الكريم بها ، ثم انتقل إلى مدينة مصراته، ودخل المدارس النظامية التركية. وكان إلى جانب دروسه في المدرسة التركية يتلقى دروساً في اللغة الفرنسية في مدرسة خاصة يديرها أستاذ يدعى ( العنقودي). وانتقل بعد ذلك إلى ( الزاوية الغربية ) عندما نقل والده إليها سنة 1908، وهناك نال الشهادة الإبتدائية باللغتين العربية والتركية، ودخل المدرسة الإعدادية بطرابلس سنة 1911م. وهي السنة التي غزت فيها إيطاليا شواطئ ليبيا ، فاضطر رفيق إلى ترك مقاعد الدراسة مدة سنتين هاجر بعدهما إلى الإسكندرية مع أسرته التي وجدت فيها مراغماً كثيراً وسعة(2) . وهناك التحق رفيق بمدرسة ( الفرير) الفرنسية ، ولم يمكث بها إلا قرابة عام انتقل بعده إلى المدرسة العزيزية برأس التين، ونال الشهادة الإبتدائية المصرية، فدخل المعهد الديني بالإسكندرية ، وتلقى دروساً في التفسير والحديث والبلاغة وعلوم العربية الأخرى مدة سنتين ، ثم تحول إلى مدرسة الجمعية الخيرية ، ودرس بها سنتين ، غير أنه قبل امتحان الباكالوريا اضطر إلى العودة إلى بنغازي ليبدأ مجالدة الحياة العملية (3) هذا تتبع مختصر لأطوار رفيق في التعليم المنتظم، أما تكوينه الثقافي ، فيمكن الاهتداء إليه بتلمس نقاط تفاعله مع الحياة وتطورات الأحداث التي مر بها أو مرت به، ولعل في حديثه عن شاعريته وبداية تكوينها ما يرشدنا إلى أول مصدر بذر في تفسه الأدب والشعر فهو يقول: " فالسبب الأول والأغلب أن لترانيم والدتي حينما كانت تنيمني وأنا صغير لها تأثير في روحي لأني ما زلت أذكر عذوبة صوتها وكلامها الموزون على حركة الأرجوحة "(4) وبالطبع فإن البيئة الأولى والمهاد الذي شب فيه رفقيق كان له بالغ الأثر في تكوينه الثقافي والنفسي أيضاً، فنشأته في بيت من بيوتات العلم والجاه زرعت في أعماقه أنفة وكبرياء كان لهما ميسم خاص في شخصيته فيما بعد . ونشأته الدينية وثقت ارتباطه بالمبادئ التي فطر عليها ، ونمته إلى أصول لها قدم راسخة في نشر الدين ورعاية فروعه والمحافظة على قطوفه، وتنقله مع والده من مدينة إلى أخرى ومن بيئة إلى بيئة تختلف عنها وسعت من مداركه، وأنضجت تفكيره مبكراً، ولعل انتقاله إلى طرابلس وهو في سن اليفاعة جعله ينصت لكل ما كان يدور في المجتمع المديني الكبير ففي تلك السنوات، وأخطر ما فيه حديث العداء الإيطالي لوطنه وتخوف الناس من عدوان إيطالي مرتقب، وكانت الصحف الليبية قبيل الاعتداء تخوض صراعاً ضاريا ضد الصحف الإيطالية (5) وكان هذا الحديث ملء الأسماع والأبصار، فأشرب رفيق صدى ما يدور في مجالس المدينة، وهو لم يتعد الثالثة عشرة بعد ، وهي سن " يدق فيها الحس ويرهف فيها الشعور ويخصب الخيال فكانت أصداء هذه الأحداث تتردد في نفسه عميقة متداركة تثير حماسة وغيظه جميعاً "(6) فتكون بذلك شعور بالوطنية تشربه رفيق يافعاً فملك عليه أقطار وجدانه ورسخه معايشته لفترة الجهاد الأولى، ولاسيما أن والده كان مسؤولاً عن تنظيم حركة الجهاد في مدينة الزاوية كما يقول معاصره الطاهرالزاوي :" وكأني أنظر إليه وهو واقف أمام قصر الحكومة يشرف على تجميع المجاهدين لإرسالهم إلى منطقة الجهاد"(7) ______________________ ((1)من وثيقة بخط يد أبي الشاعر ( محمد المهدوي ) ، انظر: مقدمة ديوان شاعر الوطن الكبير الفترتان الأولى والثانية (من 19- 1925 ) (م.سابق ). (2)انظر: المصدر السابق، والطاهر الزاوي ، أعلام ليبيا، مؤسسة الفرجاني- طرابلس ، ط2، 1971 ص 76 . (3)انظر: إضافة إلى المصدرين السابقين: محمد الصادق عفيفي، الشعر والشعراء في ليبيا ص 156 (م.سابق ). (4)أحمد رفيق ، ديوان شاعر الوطن ، الفترتان الأولى والثانية ، ص ـ(م.سابق ). (5)انظر: أحمد عمران ، المقالة في ليبيا، ص 113 (م.سابق ) . (6)د. طه الحاجري، رفيق في مراحل حياته الأولى ، دراسة ضمنت كتاب : مهرجان رفيق الأدبي، إشراف د.محمد دغيم، منشورات جامعة قاريونس- بنغازي،ط1، 1993م،ص26 . (7)الطاهر الزاوي، أعلام ليبيا،ص 77(م.سابق). |
| | | آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: أحمد رفيق المهدوي 2010-02-23, 16:07 | |
| غير أن التطورات السياسية قد أجبرت الدولة العثمانية على التنازل عن ليبيا لإيطاليا رسمياً ، وتضمنت اتفاقية التنازل سحب الحكومة العثمانية ضباطها وقواتها وموظفيها(1) ، فاضطرت أسرة رفيق إلى الهجرة ومغادرة الوطن، وفي الإسكندرية قضى رفيق أهم فترات تكوينه الثقافي وبناء أسس اتجاهاته الفكرية ، فقد وجد في المجتمع السكندري ما يشد مشاعره ، ويشحذ عواطفه بما كان يضطرم به من تناقضات وصراعات منها المعلن ومنها الخفي، وبما كانت تحفل به الإسكندرية من جاليات متعددة لا شك أن لكل منها أثراً في مجتمعها بشكل أو بآخر، مما جعل مشاعر التوجس و القلق ورصد تطورات الأحداث سمة بارزة عند المهمومين بالأوطان، وبما كان للثورة المصرية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى من أثر في تنبيه ما سكن من مشاعر وطنية، كل أولئك جعل من رفيق فتى متيقظ الوعي لما وقر في نفسه من مشاعر اصطحبها من بلده وأنضجها في مجتمعه الجديد الذي اندمج فيه اندماجاً كاملاً بعقل متفتح ووجدان بالغ الإحساس بما حوله (2) فكانت وطنيته واسعة الأفق تعدت حدود بلاده إلى الوطن العربي كله ولا سيما البلاد الأشد قربى والأكثر عونا لبلاده . وفي الإسكندرية واصل ما بدأه من مكونات دينية في طفولته فتعرف إلى كتب التفسير والفقه والحديث والبلاغة وعلوم العربية إجمالاً مكوناً بذلك قاعدة تراثية أمدته فيما بعد بما أظهر إبداعه الفني شعراً ونثراً، ومنها انطلق لتكوين نفسه تكويناً ذاتياً يعتمد على جده وجهده مما شكل عنده مصدر فخر واعتزاز قال عنه :" وكان المحبب لي الشعر والمشجع لي عليه هو أستاذي الشيخ محمد رضوان الشويهدي، وقد كان هو أيضاً شاعراً رحمه الله، وما عدا ذلك فلا منة لأحد عليّ. وكان الحافز لي على الاستمرار في قول الشعر هو حبي للأدب واجتهادي بنفسي بكثرة المطالعة وحفظ الجيد من الشعر ودرس دواوين كبار الشعراء"(3) ولعل رفيقاً عنى بذلك التشجيع المباشر من خلال التعليم ونحوه، وإلا فإن عناصر تكوينه الثقافي والأدبي تعود إلى مؤثرات لها فضل كبير في إفساح المجال أمامه منها تلمذته على الشيخ( السنوسي الساقزلي ) وهو من المهاجرين الليبيين إلى الإسكندرية وعن طريقه قويت صلته بالعلوم الشرعية والعربية وظل يحفظ له وداداً وعرفاناً أعرب عنهما في مرثية طويلة رثى بها الشيخ عقب وفاته، منها هذه الأبيات : أَرِقَ دَمْعُ عَيْنٍ كَانَ بِالأَمْسِ رَاقِيـا * * * وَثَجَّجَ دَمًا حَتَّى تَخِذَ المَآقِيَا فَمَا الصَّبْرُ في كُلِّ المَوَاطِنِ مُمْكِـنًا * * * وَلاَ القَلْبُ عَنْ كُلِّ الأَحِبَّةِ سَالِياً وَلاَ مَنْ يُولِي الجَمِيلَ إِذَا مَضَـتْ * * * عَلَيْهِ لَيَالِي الدَّهْرِ أَصْبَحَ نَاسِيَا أَأَنْسَى أَيَـادٍ طَوَقَتْنِي بِعُــرْفِهَا * * * أَبَحْتُ لَهَا رِقِّي وَمَا كُنْتُ جَازِيَا إّذاً لَسْتُ لِلْمَعْرُوفِ أَهْلاً وَمَوْضِعاً* * * وَلاَ كُنْتُ تِلْمِيذاً لِمَوْلاَيَ وَافِيًا فَيَا قَلْبُ ذُب حُزْناً، وَيَا نَفْسُ حَسْرَةً * * *وَيَا جَفْنُ لاَ يَنْفَكُّ دَمْعُكَ جَارِيَا(4) كما كان يختلف إلى (جامع الشيخ) والمساجد القريبة من حيه، يأنس بلقاء المهاجرين من أبناء بلده ويتدارس مع أصدقائه ماتخرجه المطابع من كتب الأدب، وقد ذكر الدكتور (طه الحاجري) أن رفيقا حدثه عن علاقة كانت بينه وبين(محمود بيرم التونسي ) حيث كانا يتدارسان كتب الأدب في جامع الأباصيري وقد قرأ معا رسالة الغفران في ذلك الجامع (5) _____________________________________ ( 1)انظر:د.محمد عبد الكريم الوافي، الطريق إلى لوزان، ص209 (م.سابق). ( 2)انظر د.طه الحاجري، مهرجان رفيق الأدبي،ص 27 وما بعدها(م.سابق). ( 3)ديوان شاعر الوطن الكبير، أحمد رفيق المهدوي، الفترتان الأولى والثانية ، ص هـ (م.سابق). ( 4)انظر : المصدر السابق ص 87. ( 5)انظر: د.طه الحاجري، الحياة الأدبية في ليبيا، منشورات معهد الدراسات العربية العالية، القاهرة، 1962م ص 94. |
| | | آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: أحمد رفيق المهدوي 2010-02-23, 16:17 | |
| وفي هذا الجو بدأ رفيق نشاطه الشعري في الظهور ،على الأقل بين أصدقائه من الشعراء الشباب بما يدور بينهم من مراسلات ومساجلات بقطع شعرية لم يصلنا منها إلا أطراف مبتسرة أو قصص مروية(1) تدل على تفتح قريحته، وبدء الخطوات الأولى من شعره الذي أفصح منذ البداية عن اتجاهه الفكري، وعن معايشة قضايا الوطن بمعناه الكبير، مثل قصيدة قالها بوحي من ثورة 1919م، يخاطب فيها اللورد( ملز) منها : أَقُولُ وَمَا مَدِيحُكَ مِنْ مُرَادِي* * *فَلَسْتُ أَشُذُ مِنْ بَيْنِ العِبَادِ عَلَى أَنِّي أَقُولُ وَلاَ أُبَــالِي* * * بِأَنِّي لَمْ أَقُلْ إِلاَّ اعْتِقَادِي ومثل قصيدة يرثي بها (محمد فريد) مطلعها: قَضَّيْتَ عُمْرَكَ في البِلاَدِ فَرِيدًا * * *وَقَضَيْتَ نَحْبَكَ إِذْ قَضَيْتَ وَحِيدًا(2) ومن هنا ندرك أن رفيقاً قد حدد اتجاهه الفكري مدفوعاًبما راعه في طفولته من وحشية الإيطاليين وبطشهم، وبما عايشه في مصر من أحداث ثورة 1919م ومتابعة محمد فريد، ومواقفه المتصلبة من الإنجليز، وعده مثالاً ورمزاً للتضحية في سبيل الوطن . فما إن عاد من مهجره حتى بادر إلى مجاهرة الإيطاليين بالعداء، ففقد بسبب ذلك أول وظيفة له في بلدية بنغازي، ولم يستطع رفيق العيش في ليبيا تحت نير الإيطاليين وملاحقتهم له، ومصادرة أشعاره، ونال أذاهم كل من له صلة به، فهاجر إلى تركيا سنة 1925م(3) ومكث بها تسع سنوات، عمل خلالها بالتجارة، لكن الوطن كان هاجسه الأكبر، فكتب قصائد جياشة بالحنين إليه، وما لبث أن عاد مرة أخرى سنة 1934م، عله يستطيع صبراً، وأنى لحر مثله أن يطيق ذل القيد، ولو في رياض النعيم، فعاد إلى تركيا مرة أخرى وهو يغالب ألم الفراق، وتجيش عبرته زفرة طويلة منها قوله: فَلاَ وَاللهِ مَا هَاجَــرْتُ حَتَّى* * *جَهِدْتُ، وَلَمْ أَجِدْ مِنْ ذَلِكَ بُدَّا يَقُولُ لِيَ الصَّدِيقُ:أَرِحْ رِكَاباً* * *فَإِنَّــكَ وَاجِدٌ أَرَبًــا، وَجَدَّا وفي تركيا تقلب رفيق بين مزاولة التجارة، والوظائف الحكومية فعمل في (جمرك السركجي) باستنبول، وعمل في معادن الكروم بجهة _دورسون بك)، ثم مأموراً ببلدية (أدنه) ،حتى عاد إلى بنغازي مرة أخرى سنة 1946م(4 ) وزاول بعض الأعمال الحرة(*)ثم عين عضواً في مجلس الشيوخ الليبي، بعد أن أخفق في الترشح لعضوية مجلس النواب مرتين، لأسباب يضيق المجال عن ذكرها(5) وتوفي – رحمه الله – يوم السادس من يونيو سنة إحدى وستين وتسع مئة وألف. وقد حظي رفيق باهتمام الباحثين والدارسين، ونال إعجاب من وصلت أعماله إليه من النقاد الكبار مثل (عباس العقاد) الذي قال عنه: " أما شعره فلا أقول في وصفه إلا أنه ملأ النفوس بإيناس غطى على كل ما هنالك من وحشة الظلام والخواء، ووحشة المصير المجهول .... ولقد رأيت من الواجب علي أن أنبه في صحافتنا الأدبية إلى مكان هذا الشاعر الذي يقل نظراؤه في العصر الحاضر" (6) . وكذلك الأستاذ ( فريد أبو حديد) عندما اطلع على قصيدة ( قلب الشاعر والجمال ) التي صاغها رفيق من وزن جديد يغاير أوزان الخليل، فقال:إنها" وصلت أذنه كنغمة موسيقية عذبة، وأنه أحس عند سماعها بما يحسه المستمع إلى نغمة جميلة، أو من ينظر إلى لوحة بارعة، أو بما يحسه المتمتع بالنغم الجميل والمنظر البديع في آن واحد "(7) لكن هذا الاهتمام كله انصب على جانب الشعر عنده، ولم يهتم أحد- فيما نعلم- بالجانب النثري، وبالتحديد كتابة المقالة، فقد طغت شهرته كشاعر، فحجبت المقالة التي يعد علماً من أعلامها في الفترة الإيطالية خاصة، إلى جانب أنه شخصياً لم يول مقالاته ما تستحق من الاهتمام، فقد كان ينشر بعضها، ويهمل بعضها الآخر(8 )،وقد بدأ بنشرها مع بداية ظهور ( ليبيا المصورة) (9) وهي فترة توقف عندها الدكتور طه الحاجري ووصفها بأنها " فترة حافلة نشطت فيها شاعريته نشاطاً كبيراً، ومدت بصرها في كل ناحية، وتغلغلت في كل زاوية، واستجابت استجابة خصبة لأحاسيسه المختلفة، الوجدانية والوطنية جميعاً بالقصائد والمقطعات، جادة حينا ساخرة حينا آخر"(10). ومع ذلك لم يتطرق إلى مقالاته على الرغم من أهميتها في الحياة الأدبية في ليبيا . ____________________________ ( 1)انظر: ديوان أحمد الفقيه حسن، مطابع وزارة الإعلام والثقافة، طرابلس، 1966،ص 136. ( 2)انظر: ديوان شاعر الوطن الكبير، أحمد رفيق، الفترتان الأولى والثانية ص 76 ود. طه الحاجري، مهرجان رفيق الأدبي، ص 37(م.سابق). ( 3)انظر:د. طه الحاجري، مهرجان رفيق، ص 42 (م.سابق ). ( 4)انظر : محمد الصادق عفيفي، الشعر والشعراء في ليبيا، ص 156 (م.سابق ). (*)كان يملك مطبعة – المحيشي في بنغازي وبها تطبع صحيفة الوطن، انظر : وثائق جمعية عمر المختار، ص 293 (م.سابق). ( 5)انظر: المصدر السابق ود.محمد دغيم، نظرات في شعر رفيق السياسي، دراسة ضمنت كتاب مهرجان رفيق الأدبي، ص 118 (م.سابق). ( 6)جريدة الأخبار، 15 نوفمبر 1954، نقلاً عن :عفيفي الشعر والشعراء،ص 159، انظر : مصطفى ناصف، الثقافة العربية الحديثة ولغة رفيق، ص 222 دراسة ضمنت كتاب رفيق الأدبي ( م. سابق ). (7 )د. عبد المولى البغدادي، نظرات في شعر رفيق، دراسة ضمنت كتاب مهرجان رفيق الأدبي ص 226، 227(م.سابق ). ( 8 )انظر: محمد مصطفى بازامة، رفيق وفلسفة الجمال، دراسة ضمنت كتاب مهرجان رفيق الأدبي ص 153(م.سابق) ( 9)انظر: ليبيا المصورة، السنة 1، العدد 2، نوفمبر 1935. ( 10)د.طه الحاجري، الحياة الأدبية في ليبيا، 105 . |
| | | آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: أحمد رفيق المهدوي 2010-02-23, 16:27 | |
| وعن تلك الفترة في حياة رفيق يناقش الدكتور (محمد دغيم ) صمت رفيق عن الشعر الوطني وانصرافه إلى الانشعال " في شعره بموضوعات عامة تتصل بالوصف والغزل والرثاء ،ولا يذكر ما فيه الوطن من بؤس وذل وتنكيل إلا تلميحاً في ثنايا قصائده"(1) ولم ينتبه إلى أن رفيقاً كان في تلك الفترة منصرفاً إلى كتابة المقالة، والشعر الوجداني فيما يشبه استراحة المقاتل، وهي جزء من الحياة الفكرية والأدبية على كل حال، وقد اعترى الوطن كله وجوم كاسر بعد استشهاد عمر المختار، فصرف رفيق جهده إلى نمط آخر من المقاومة غير المصادمة فطفق يكتب مقالات تتعلق بالأدب، والنقد، وأشرف على صفحة يرد منها على استفسارات القراء في ليبيا المصورة(2) ،ولم ينقطع عن كتابة المقالات حتى بعد هجرته الأخيرة، فظل يكتب من مهجره مواصلاً دوره في التثقيف والتعبئة بما يناسب المرحلة التي تلت المقاومة المسلحة . وفي هذا الإطار يقول الدكتور وهبي البوري:" نشرت أول قصة قي مجلة ليبيا المصورة، وكان أحمد رفيق هو الذي شجعني على نشرها، وهو الذي شجعني على مواصلة الكتابة، وأنا اعتبره أستاذاً أو مدرسة للشباب الذين عشقوا الأدب والفكر في ذلك الوقت والذين كانت الظروف السياسية المحيطة بهم لا تتيح لهم فرص كثيرة لأن ينموا مواهبهم فكانت هذه المدرسة مدرسة أحمد رفيق هي التي يأتي إليها الشباب ويتعلمون فيها دروساً في الشعر والأدب والوطنية "(3) أما ما ذهب إليه الدكتور محمد دغيم من أن رفيقا سياسي أكثر منه شاعراً فأحسبه من الغلو بمكان، إذ لو كان كذلك لأرغ مكنوناته في المقالة وهي وسيلة تناسب السياسيين أكثر من غيرها من فنون الأدب التي أبعدها الشعر بطبيعته، لتجافيه عن الجدل والمنطق وما يلزم السياسي من أدوات، ولافتقار رفيق إلى مكونات شخصية السياسي كما قرر ذلك الدكتور دغيم نفسه عندما قال:" وفي هذه الفترة أيضاً يقرر رفيق ترشيح نفسه للانتخابات للمجلس النيابي لبرقة سنة 1950م ليقوم بدوره كسياسي رغم ما يعرفه الناس عنه من ضيق بالمناقشات وعزوف عن الجدل وغياب عن الاحتفالات العامة"(4) وهذا معيار صدق تؤيده قلة مشاركته في المقالة السياسية، وهذا القليل جاء مشاركة في المعارك الأدبية ذات المنشأ السياسي، وفيها شاهد لا يمارى على ضيق صدره، ونفاد صبره(5). بيد أن أبرز ميدان في مقالة رفيق كان النقد الأدبي، فقد عمل على وضع أسس للحركة النقدية في ليبيا، بأن دعا إلى تشجيع الناشئة على تجديد كتاباتهم، وإتاحة فرص النشر لهم دون التعرض لأعمالهم بالنقد الهادم، الذي يحبط العزائم ويصرف الهمم(6) وهو لا يعد نفسه ناقداً، ويكرر هذا في أكثر من مناسبة، ويبرر كتاباته النقدية بأنها من باب استثارة غيره ليرد عليه أة يكتب في نفس الموضوعات، وهذا معناه أنه يدعو إلى خلق حركة نقدية لتواكب بوادر النهضة الأدبية، التي يسعى إليها أرباب القلم في ليبيا بشتى الطرق، ولعله بلور هذا المفهوم في قوله عن ديوان مصطفى زكري :" وسأكتب عن الديوان ما أوحته إلى مطالعته من الآراء في نواحي(7) مختلفة زاجياً ممن يرى خلاف رأي أن يعرض هو أيضاً رأيه حتى يستفيد القراء من مطالعة الرأيين إذ لا يخلو بسط رأي من فائدة جديدة يجهلها أحد الطرفين، وبذلك نكون قد فتحنا باب النقد المشجع الذي يلزم نهضتنا الأدبية أكثر من النقد المر الذي يفل من عزم شبابنا الناشئين، ويقل من نشاطهم."(8 ) ولم يتوقف رفيق عند الدعوة النظرية، بل قرن ذلك بالفعل، فطفق يكتب مقالات مارس فيها النقد والتوجيه، وحفز همم غيره ليواكبوا الحركة النقدية في البلاد، فكتب مقالة هاجم فيها الذين يقلدون ( جبران) في أسلوبه، وسخر منهم وسماهم ( المتجبرنون) فخاطبهم قائلاً:" أقصد بهذا العنوان الذين يقلدون أسلوب جبران في الكتابة، وهم عندنا كثيرون، وجلهم من ناشئة الكتاب الذين لم ينضجوا، وبكلمة أوضح الذين مازالوا في دور التقليد، ولما يتخذوا لأنفسهم أسلوباً معيناً لقد فكرت كثيراً: ما سبب تقليد شبابنا لأسلوب جبران فلم أهتد للسبب، ولقد سألت نفسي كثيراً ما الذي حبب إليهم أسلوب جبران حتى صاروا يقلدونه في رسالتهم الخصوصية بصورة مضحكة مبكية لتقصيرهم في التقليد نفسه مع أنهم لو أجادوا التقليد – ما أجادوه – لدرجة أنهم تقمصوا روح جبران ما كانوا ليشكروا على ذلك، لأن التقليد مهما بلغ لن يبلغ قيمة الأصل، ولأن أسلوب جبران لا يستحق جبران نفسه الشكر عليه فكيف يرجو مقلده الشكر وإن أجاد؟ "(9) وفي هذه المقالة يتبوأ رفيق مكان الناقد فيتكلم من عل قائلاً: " هذا رأيي في أسلوب جبران وسأوضحه لمقلديه فإن وجدوني قريباً من المنطق والعقل أرجو أن (يفكونا) (*) من التجبرن وإن كنت في نظرهم بعيداً عن الحق – ولا اخالني كذلك- فلا يتهمونني بالتحامل على جبران فإني أقدر لجبران قدره أكثر منهم من جهات أخرى لا يعرفونها". وتتجلى شخصية رفيق الناقد في طريقة تحليله لأسلوب جبران، فهو ذو عقل تحليلي لا يبني أحكامه على الذوق وحده، ولكنه يحاول أن يصل إلى تبريرات عقلية ،ولعل هذا ما حدا بأحد الباحثين أن يقول عنه :" عقل رفيق عقل تحليلي إذا قيس بحافظ إبراهيم الذي يقارن به بين حين وحين،ولا شك أن رفيقاً كان يستطيع أن يكون كاتب مقال جيد لو فرغ له، فلديه أسلحة كثيرة من أسلحة المقال الحديث "(10) __________________________________ ( 1) د.محمد دغيم، نظرات في شعر رفيق السياسي، دراسة ضمنت كتاب مهرجان رفيق الأدبي، ص 105 (م.سابق). ( 2)انظر: ليبيا المصورة، السنة1، العدد 9، يونيو 1936. ( 3)مجلة الفصول الأربعة، العدد 8، 1996" تجربتي القصصية " بقلم د. وهبي البوري. ( 4)انظر: د.محمد دغيم، مهرجان رفيق الأدبي ص 118 (م.سابق). ( 5)انظر:ديوان رفيق الفترتان الأولى والثانية ص 60 ( 6)انظر: فصل الشعر في ميزان المقالة من هذه الدراسة. ( 7)الصواب : نواح (8 )ليبيا المصورة، السنة 3، العدد 3، ديسمبر 1937 " ديوان ابن زكري " ( 9)ليبيا المصورة، السنة2، العدد 10، يوليو 1937 " المتجبرنون". (*)كلمة عامية تعني :" أن ينصرفوا عن كذا ". (10 )د. مصطفى ناصف ،الثقافة العربية الحديثة ولغة رفيق ،ص 221 مهرجان رفيق الأدبي (م.سابق). |
| | | آمال بن غزي مدير المنتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 1570 نقاط : 2344 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : بنغازي المهنة : أستاذ جامعي
| موضوع: رد: أحمد رفيق المهدوي 2010-08-09, 17:00 | |
| |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية | |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
فانضموا إليها
|
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
|
حقوق النشر محفوظة
لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها
Powered by
phpBB© 2010 |