بلال بن رباح مؤذن الرسول
كان بلال بن رباح من الأولين يستقبل نداء الحق الذي جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وهو من الصحابة العظام الذي تصور جلده بالأسود كالليل. وأنه الرجل الذي سمع الرسول صوت نعلية في الجنة، رفع صوته الجميل فوق الكعبة في بيت الحرام عند فتح مكة. وصوته أجمل و أفضل من صوت الطيور في المساء حين يعود إلى عشهم. كل الوقت الصلاة، صوت بلال استوقف الناس ليذهب إلى المسجد لإداء الصلاة. وهو أول مؤذن في الإسلام.إنه صوت الإسلام بلال بن رباح – رضي الله عنه -.
ولد بلال قبل الهجرة. كان اسم أبيه رباحا. وأمه حمامة. وهي جارية سوداء. لذا، بعض الناس يدعونه بابن سوداء. نشاء بلال في مكة المكرمة. بلال بن رباح هو عبد لأمية بن خلف أحد رؤوس الكفر. ذات يوم، كان يترامى على أسماع بلال أخبار عن الدين الجديد الذي أرسله الله إلى تلك الأمة بلسان الرسول – صلى الله عليه وسلم -. يستقبل بلال هذا النور ويعلن إسلامه. فيشعر كأنه ولد في تلك اللحظة. حيث كان يسمع أمية بن خلف عن النباء, ملئ قلبه غيظا وكرها للنبي –صلى الله عليه وسلم -. عذب أمية بن خلف وجنوده بلال بن رباح عذابا شديدا.وكانوا يضيعون على صدر بلال الصخور فيقول : أحد, أحد, أحد. وكان بلال يجد العذاب في سبيل الله جميلا وعذبا. ويردد على الدوام نشيده أحد، أحد، أحد فلا يمل من ترداده ولا يشبع من إنشاده.
عندما توفى الرسول، حزن بلال حزنا شديدا. ومن حزنه توقف عن الأذان وترك المدينة المنورة ورحل إلى بلد الشام. مرة سنين على وفاة الرسول، رأى بلال الرسول في المنام. ثم استيقظ وقرر العودة إلى المدينة. حين وصل إلى المدينة المنورة، ذهب بلال إلى قبره الرسول. وجلس بجوار قبر الرسول وجلس يبكى ويبكى ويبكى. ويتذكر أيامه مع الرسول.ثم رأى حسن وحسين فحضنهما وقبلهما. وجلس حسن وحسين وطلب منه أن يؤذن.جاء وقت الصلاة، قام بلال يؤذن في الناس ولاكنه مغطى ويدفن حزنه. فلما وصل إلى قوله "اشهد أن محمدا رسول الله" خنقته العبرات ولم يستطع الكلام. وكان هذه أول مرة يؤذن فيها بلال بعد وفاة الرسول. سمع الناس في المدينة الأذان، ويتذكروا أيام حياة الرسول. فبكى الرجال وبكت النساء. وكانت من أكثر أيام المدينة المنورة بكاء. الرسول يحبنا فهل نحن نحبه؟ الرسول مشتق إلينا فهل نحن مشتاقون إليه؟ المرء مع من أحب. عسى الله أن يجمع بلال مع الرسول الذي يحبه حبا جما.
[b]