مثل يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة .
وأصل المثل : أن حنينا كان إسكافيا من أهل الحيرة ، فساومه أعرابي بخفين ، فاختلفا حتى أغضبه ، فأراد غيظ الإعرابي ، فلما ارتحل الإعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق ، ثم ألقى الآخر في موضع آخر ، فلما مر الإعرابي بأحدهما قال : ما أشبه هذا الخف بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته ، ومضى ، فلما انتهي إلى الآخر ندم على تركه الأول ، وقد كمن له حنين ، فلما مضى الإعرابي في طلب الأول أخذ حنين راحلته وما عليها وذهب بها ، وعاد الإعرابي وليس معه إلا الخفان ، فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : جئتكم بخفي حنين ، فذهبت مثلا .

هذا المثل يضرب في جلب الشؤم والهلاك .
كانت براقش كلبة لقوم من العرب ، فأغار عليهم جماعة ، فهربوا ومعهم براقش ، فتتبع المغيرون آثارهم بنباح براقش ، وهجموا عليهم واستباحوهم ، فذهب مثلا .

الغوير : تصغير غار - الأبؤس : جمع بؤس وهو الشدة .
هذا المثل يضرب للرجل يقال له : لعل الشر جاء من قبلك
قالته الزباء حين قالت لقومها عند رجوع قصير من العراق ومعه الرجال وبات بالغوير في طريقه : " عسى الغوير أبؤسا " أي : لعل الشر يأتيكم من قبل الغار .
و" أبؤسا " منصوب على معنى : عسى الغوير يصير أبؤسا ، ويجوز أن يقدر عسى الغوير أن يكون أبؤسا

مثل يضرب في الشيء يستهان به وينسى .
قائله كعب بن زهير بن أبي سُلمى ، وذلك حين ركب مع أبيه سفينة في بعض الأسفار ، فأنشد زهير قصيدته المشهورة :
أمِنْ أمِّ أوفى دمنةٌ لم تكلم .....
وقال لابنه : دونك فاحفظها فقال : نعم ، وأمسيا فلما أصبحا قال له : يا كعب ما فعلت العقيلة ؟ أي : القصيدة ، قال : يا أبت إنها تشمرت مع الجاري أي : نسيتها فمرت مع الماء ، فأعادها عليه قائلا : إن شمرتها يا كعب شمرت بك على أثرها .

يسعدنا جدا مروركم الطيب ، وكلماتكم العطرة د/ أحلام
بارك الله بكم ونفعنا بعلمكم
ودمتم في حفظ الرحمن