1- تعريف الأدب: "عرف العرب الأدب بأنه الشعر والنثر الفني أي نثر الخطب والرسائل والمقامات ولأمثال السائرة، ثم الأخذ من كل شيء بطرف "1
" الأدب صياغة فنية لتجرُبة بشرية "2، والحقيقة أن تفسير التجرُبة البشرية بأنها تجربة شخصية تفسير ضيق صدرت فيها مدرسة الديوان عند نقد أمير الشعراء أحمد شوقي.
أما مفهوم التجربة البشرية عند الغربيين فهي أبعد ما تكون عن هذا الفهم الضيق ولعل في قصة الأديب الفرنسي بيير لويس تدور حول أسطورة بروميثيوس.
يعالج الكاتب في هذه القصة علاقة الخلق الفني بالتجربة الإنسانية
تدور هذه القصة حول " ذلك الإله الإنسان الذي قالت الأساطير انه سرق النار من جذوة الشمس وحملها إلى البشرية فأثار بذلك غضب زيس الطاغية كبير الآلهة، وعاقبه زيس الطاغية بأن شده إلى صخرة وأرسل إليه نسرا جارحا ينهش كبده بالنهار ثم يتركه أثناء الليل، ليعود كبده إلى النمو من جديد ثم يعود النسر إلى النهش بالنهار.
وأراد الفنان الإغريقي أن يصور الألم على وجه بروميثيوس فلم يجد سبيلا إلى ذلك إلا أن يستحضر عبدا وأن يأخذ في كيه بالنار ليستطيع التقاط أمارات الألم التي تبدو على وجهه، وبالرغم من أن لوحة الفنان قد جاءت رائعة استطاع روعة استطاع بفضلها أن يهدئ ثائرة الشعب الذي تجمع صاخبا عندما علم بتعذيب الفنان للعبد، فبادر الفنان بإطلاع الجمهور على اللوحة فهدأت ثائرته " 3
والنقاد لم يقروا الفنان على مسلكه وذلك لإيمانهم بفقر الخيال الذي يحتاج إلى توليد الألم لكي يتمكن من تصويره، فما أفقر الخيال الذي يحتاج إلى الذي يحتاج إلى توليد الألم بالفعل لكي يصوره.
إن هذا الوهم الخاطئ دفع الكثيرين من الأدباء الشبان إلى ممارسة الانحلال والعربدة والتسكع في الحياة بحجة اكتساب التجارب الشخصية التي يظنون أنه لاغني عنها لكتابة الأدب.
فالتجربة – إذن - هي موقف ومثير يحرك عواطف الأديب ورؤاه فيستطيع بخياله الخالق أن يعبر عن تجربته الفنية بنفس الأسلوب سواء كانت التجربة ذاتية أو اجتماعية أو أسطورية، ذلك أن الأديب لا يعبر تعبيرا مباشرا عن العالم الموضوعي ولا وصفا له وإنما يحطم ويذيب لكي يخلق من جديد، فالمبدع صاحب الخيال الخالق يوحد الذات بالموضوع حتى يصيح الموضوع ذات والذات موضوع إن الأدب أو الفن لحظة شعورية يحاول الكاتب تجسيدها في صورة فنية راقية.
والأدب في تطور مستمر، فما أسرع ما تتغير المفاهيم الأدبية والنقدية، فينشأ عن ذلك ما يسمى بالمدارس الأدبية أو المذاهب الأدبية، فما مفهوم المدرسة الأدبية ؟ .
المدرسة الأدبية أو المذهب الأدبي: هو اشتراك مجموعة من الأعمال الأدبية في عدة خصائص أو سمات فنية، على ما أود التأكيد عليه أن هذه الخصائص لم توجد في عصر دون عصر، فقد نجد سمات رومانسية في بعض قصائد الشعر الجاهلي، أو صدر الإسلام أو غير ذلك من أعصر الأدب، ولكن قد تؤدي عوامل تاريخية واجتماعية وسياسية بغلبة سمات وخصائص معينة على الأدب في عصر ما، فنقول بأن الأدب في هذه الحقبة الزمنية رومانسي الطابع، وهذا لا يجافي الحقيقة التي أشرت إليها من تواجد سمات كل المذاهب الأدبية في شعر كل الأعصر الأدبية، وقد كان للمرحوم الدكتور شوقي ضيف تجربة فريدة في رصد هذه السمات الفنية في كل عصور الدب في كتابيه: الفن ومذهبه في الشعر العربي، والفن ومذاهبه في النثر العربي.
ولهذا يجب علينا أن نعي هذه الحقيقة عندما نتكلم على المدارس الأدبية حتى لا يتبادر إلى الأذهان أن سمات شعرنا المعاصر جديدة وطارئة على الشعر العربي لأن هذا يتنافى مع المفهوم الصحيح لماهية الفن.
المدرسة عوامل ظهورها خصائصها أهم أعلامها
الكلاسيكية 1- بعث الثقافة والآداب اليونانية واللاتينية القديمة
2- في الأدب العربي، بعث الآداب العربية القديمة.
3- ظهرت بعد البعث العلمي الذي ظهر في القرن الخامس عشر الميلادي. 1- انحصرت أصول الكلاسيكية في الأدب التمثيلي.
2- قامت على احتذاء الآداب الإغريقية والرمانية القديمة.
3- الحرص على جودة الصياغة في غير تكلف ولا زخرفة لفظية.
4- الوضوح الذي يعد أصلها الثاني.
5- الاعتماد على العقل الواعي المتزن، وكبح جماح الغرائز والعواطف الهائجة.
خصائصها في الأدب العربي:
1- نظم الشعر وفق بحور الشعر العربي القديم.
2- الاستمرار في التعبير من خلال الأغراض القديمة.
3- القصائد – غالبا – تكون غير ذاتية.
4- الاعتماد على اللغة القديمة، خاصة لغة العصر العباسي. راسين، كورني، موليير، ديكارت.
البارودي – شوق – حافظ – حسين المر صفي.
الرومانسية 1- ظهرت بعد الكلاسيكية كمذهب أدبي بقرن ونصف من الزمان
2- جاءت رد فعل للكلاسيكية، فكان الأوربيون يقولون مالنا ولآداب الإغريق واللاتين.
3- سقوط الخلافة العثمانية وبروز تيار القومية العربية.
4- احتلال معظم البلاد التي انفصلت عن الخلافة العثمانية.
5- التأثر بمدرسة المهجر ن وبروز تيار الشعر الرومانسي المتطلع – دوما إلى الغرب
6- دراسة الليبرالية الغربية أو الديمقراطية الرأسمالية في الجامعة المصرية القديمة ( القاهرة ) على يد طه حسين. 1- كانت الرومانسية ثورة على كل التقاليد والقيود، حتى ليتسنى لنا القول بأنها كانت حالة نفسية وتعبير عن هذه الحالة.
2- ليست مذهب أدبي أحل أصول فنية محل أصول فنية أخرى، لآن جوهرها التحلل من كل الأصول.
3- تحرير العبقرية البشرية لتنطلق على سجيتها.
5- الشعر عندهم تغريد طائر أو خرير ماء أو دوي رياح أو قصف رعد
6- التخلص من قيود الصناعة الشعرية، والقواعد الأدبية التي تغل الملكة المبدعة.
7- أروع القصائد ما كانت معبرة عن النفس، وكانت أنات خالصة أو عبرات صافية. 1- شاتو بريان – مدام دي ستايل – جان جاك روسو – الفريد دي موسية.
خليل مطران – أحمد زكي أبو شادي – علي محمود طه – الهمشري – إبراهيم ناجي – عبد العزيز شرف
الواقعية 1- رد فعل للمذهب الرومانسي.
2- ازدياد هموم الحياة وأعبائها.
3- إيقاظ الجماهير لحل مشكلاتها بطريقة أو بأخرى.
4- فهم واقع الحياة.
1- ملاحظة الواقع وتصويره.
2- استقاء مادته وموضوعاته من حياة عامة الشعب، ومشاكل المجتمع البؤس والفاقة.
3- الواقعية ترى الحياة في أصلها شرا ووبالا ومحنة.
4- تؤمن إن الوافع هو الأثرة وما ينبعث عنها من شرور وقسوة ووحشية...... .
5- القيم والعرف ليست إلا أغلفة رقيقة لا تكاد تخفي الوحش الكامن في الإنسان. يقول الفيلسوف الإنجليزي الواقعي هوبز:
"إن الإنسان للإنسان ذئب ضار " .
1- بلزاك في عرضه لشخصية (رستنياك)
2- موبسان
4- فلوبير
5-توماس هاردي
6- هنري بك ومسرحية " الغربان "
7- الطيب صالح
8- نجيب محفوظ
9- يحيى حقي
الواقعية الاشتراكية 1- تصحيح مفهوم الواقعية الغربية.
2- تبني قضايا الطبقة العاملة.
3- مقاومة عوامل الشر واليأس والتشاؤم بعد نجاح الثورة الاشتراكية. 1- النفس الإنسانية واقع يمكن التعبير عنه كواقع الحياة.
2- الفن اختيار غير عشوائي من الواقع.
3- الواقع هو الصورة الذهنية التي لدينا عن الحياة. 1- سيونوف في قصة "الشريد"
2- توليستوي.
3- تشيكوف.
4- يوسف إدريس
الطبيعية 1- محاولة فهم الإنسان بعمق أكبر.
2- عدم الاقتناع بمجرد ملاحظة الواقع، وإنما سبر أغوار الوقع وكشف حقيقته.
3- البحث عن الحقيقة الكبرى التي تنبثق منها حاجات هذا الكائن العضوي الغريزي (الإنسان). 1- عدم الاكتفاء بملاحظة الواقع.
2- الاستعانة بالتجربة والأبحاث العضوية لمعرفة وفهم حقائق الحياة.
3- رد مظاهر الحياة إلى حقائق الحياة العضوية.
4- الإنسان عندهم حيوان تسيره غرائزه وحاجاته العضوية.
5- حياة الإنسان الشعورية والروحية ليست إلا ظاهرة ثانوية متطفلة على أصل الإنسان العضوي.
6- سلوك الإنسان في الحياة يخضع لنوع من الجبرية العضوية التي تفسح للوراثة أكبر مجال للتأثير في وجودنا. 1- إميل زولا:وفصص " روجر ماكار" يؤيد بهذه السلسلة مذهب الطبيعية، موضحا أثر الحياة العضوية والوراثة في تكوين الشخصية البشرية.
2- إسماعيل مظهر مترجم كتاب أصل الأنواع لدارون.
البر ناسية
الرمزية مدرسة ( الفن للفن).
1- رد فعل للتيار الواقعي في الشعر.
2- رد فعل للرومانسية.
3- تأثر لو كنت دليل أحد أعمدة( البر ناسية) بالبوذية.
4- الثورة على استعمال الفن كوسيلة.
1- ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
2- جاءت رد فعل للطبيعية في الأدب، لأن العلم لا يدرك كنه الأشياء، وإنما يدرك مظاهرها الخارجية.
3- اكتشاف ما يسمى بالعقل الباطن، الذي يختزن الجزأ الأكبر من الصور المختزنة
4- محاولة إدراك العالم الخارجي في صورته الذهنية أو في وجوده الفعلي.
5- البحث في وظيفة اللغة وإمكانياتها، ومدى تقيدها بعمل الحواس وتبادل تلك الحواس.
6- عجز العقل الواعي عن إدراك الحقائق النفسية التي لا يستطيع أن يردها إلى عواملها الأولية. 1- الشعر غاية في ذاته لا وسيلة للتعبير عن الذات.
2- عدم عرض الحياة الخاصة للشاعر على الدهماء
3- الشعر فن موضوعي غايته ذاته، وهمه نحت الجمال أو خلقه.
4- إماتة رغبات الإنسان حتى لا تبدو عواطفه في الشعر.
5- التلهف على الفناء، والثورة على الدين.
6- نحت الصور كما ننحت التمثال من الرخام
7- الاقتصار على التصوير.
8-فصل القيم الجمالية عن الدين والقيم الروحية والأخلاقية من خلال قياسات مفتعلة
1- خلق حالة نفسية والإيحاء بها في غموض وإبهام، بحيث لا نستطيع عقليا أن نحلل عقليا تفاصيل المعاني التي تعبر عنها القصيدة، وإن كنا نحس بالحالة النفسية التي صدر عنها.
2- الشعر لا يستخدم للتعبير عن معاني واضحة أو مشاعر محددة، بل يكتفي بالإيحاء النفسي والتصوير العام عن طريق الرمز. 3- الغموض الناشئ عن كثرة الاحتمالات التي ترقد خلف الرمز.
4- استعمال الرمز للتعبير عن الحالات النفسية المركبة بفضل إمكانيات اللغة ونحت الصور والأخيلة، وبفضل الخيال الخالق.
5- التبادل الحسي أو المعادلة الحسية، قال علي الجارم:
أسوان تعرفه إذا اختلط الدجى
بالنبرة السوداء في أناته 1- حوتيه
2- بود لير
3- كونت دي ليل
1- ادجار ا ألان يوه
2- ستيفان مالا رميه
3- محمود حسن إسماعيل
شاعر الصور العنقودية
4- أحمد مطر
الوجودية 1- انهيار الأخلاق الفردية ،وطغيان نزعات التحلل بعد الحرب العالمية الأولى .
2- انتشار الفرويدية كمبرر علمي لهذا الانحلال في الغرب.
3- التشكك في القيم الإنسانية، والتراث الديني بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة العنف والاستخفاف بالمثل والقيم. 1- لا حقيقة لوجود الله، أو وجود المثل العليا والقيم الخالدة.
2- الوجودية لا تؤمن بسبق الصورة المثالية والماهية على الوجود.
3- عدم التسليم إلا بالوجود فحسب، وحصر هذا الوجود في بالنسبة للإنسان في "الكوجيتو" الديكارتي ( أنا أفكر إذن أنا موجود)
4- لا يوجد شيء خارج حدود التفكير أو سابق عيه، وبالتالي لا يوجد إله، وتوجد ماهية، ولاقيم ولا مثل. مهد لهذا الاتجاه:
1- شوبنهور
2- نيتشه
3- سار تر : مسرحية "الذباب" ترجمة د/ محمد القصاص
أورست الابن
إلكترا الابنة
أجاممنون الزوج
كلمنسترا الزوجة
إيجست العشيق
• توجد عدة ملاحظات حول تطور المذاهب النقدية في الغرب يمكن إجمالها فيا يلي:
1- أنها في الغالب جاءت رد فعل لثورة المجتمع الصناعي على الكنيسة والدين في البداية.
2- جاءت المذاهب التالية رد فعل للمذاهب السابقة عليها، وهذا يدل على أن العقل البشري نسبي، وان الاتفاق على قيم ثابتة في مجال الأدب مستحيلة وكذلك في مجال الحياة بأسرها.
3- الانفلات من أواصر الدين أدت إلى تخبط الإنسان وضياعه وقلقه وحيرته، وقد بدا وضوح ذلك في تناقض بعض المذاهب مع ذاتها كالمذهب الوجودي، ولو كان المقام مناسبا لفصلت القول في ذلك.
4- الوصول في النهاية إلى الإفلاس الفكري، والجفاف الروحي قيما عرف بعد ذلك بالأدب اللامعقول، والبنيوية، والتفكيكية.
وإلى اللقاء معا في دراسة أخرى خادم العربية / جمعة سعد