- د.عبدالواحد مشير دزةيى كتب:
- اهم ابعاد اللغة البعد الاجتماعي و البعد النفسي و البعد البايلوجى لكل منهما تاثيرات على شخصية الانسان و سلوكه اللغوى فى كلتا اللغتين المنطوقة او غير المنطوقة .
السلام عليكم
أبعاد اللغة العملية والحقيقية , تلك التي تفعل في اللغة اشتغالا انتاجا واستقبالا وتواصلا هي
البعد العصبي . كيفية استقبال المخ للغة وكيفية انتاجها . حين نقول المخ نقصد بشكل علمي المركز العصبي ومنطقة اللغة على الخصوص في علاقتها بالباحات الاخرى السمعية والبصرية . الاهتمام بهذا البعد في العالم العربي ضعيف جدا ولا يحدث الا في مجال الطب النفسي والعصبي , أما في الغرب فرنسا او كندا وامريكا , لايزال الحقل والفكر التجاري من خلال المصحات ومراكز البحوث تسيطر على على هذا العلم ويحظى باهمية ضعيفة في الكليات والجامعات .
البعد العضوي , ( من أعظاء جهاز النطق) , عرف نجاحا في القطاع التجاري , وهناك شبه توقف في مجال علم الاصوات سواء في الغرب او في العالم العربي. ويجب اعادة النظرة في تصورات هذا العلم وتصحيح مفاهيمه ومصطلحاته سواء في الغرب او عند العرب القدماء المحدثين . وذلك من اجل علم اصوات علمي حقيقي,
البعد الفيزيولوجي وهو العلم الذي يهتم بالموجات الصوتية الصادرة عن جهاز النطق , وحقيقته انه علم فيزيائي بحث , يعمل معرفة تشكل الاصوات وقياسها في المختر من خلال عدة ادوات واليات , هذا البعد يعرف نجاحا في التجاري التواصلي العسكري والمدني . و في اللغة واللسانيات يحتاج الى تدقيق علمي في مفاهيمه ومصطلحاته .
البعد الاكوستيكي , هو اختصاص قائم بذاته , يهتم بكيفية استقبال الجهاز السمعي للاصوات والكلمات انطلاقا من طبلة الاذن الى الالياف العصبية وكيف يتم تحويل الاصوات عبر الالياف العصبية الى رسائل تحملها نيرونات عبر الشعريات الى المركز العصبي اللغوي حيث يتم تحليلها وتفكيها .
البعد العصبي وقد تحدثنا عنه في البعد الاكوستيكي , تنتقل النورونات عبر شعيرات الجهاز العصبي داخل المخ , فعند انتقال الصوت اللغوي المصحوب والمشكل بحركته والمقتحم لطبلة الاذن عبر الصماخ , تقوم النورونات بحمله عبر الالياف السمعية الى باحة السمع وهي تقع خلف الاذن في المخ , فيتم تحليله وفك شفرته الاولية في المركز العصبي السمعي اذا كان فقط صوتا مسموعا غير مرئي , أما اذا كان الصوت اللغوي مع حركته مسموعا ومرئيا في نفس الان , فان الصورة الخطية تنعكس عبر شبكة العين لكي تنتقل بواسطة النورونات الى باحة النظر فيتم تحليلها ايضا في نفس الزمن الذي تقوم فيه باحة السمع بنفس التحليل ويرسلان معا الى مركز اللغة العصبي , وهناك يتخذ قرار ادماج الصوت اللغوي او الخط اللغوي كجزء من النظام اللغوي الذي تعلمه الانسان منذ طفولته , فتتم معالجته وتحليله وتركيبه ضمن قوانين النظام اللغوي , ويتم التعرف عليه في اطار وحدات صوتية متعدد ة كما يتم تركيب تلك الوحدات في الفاظ وجمل مقرونة بدلات متعددة منها ما تم اختزانه في زمن سابق ويتم القياس عليه , ومنها ما هو جديد يتم دمجه والاحتفاظ به من اجل القيام بعمليلت اخرى مشابهة له في المستقبل, تسمى هذه العمليلت في مجملها الحوسبة العصبية وهي تشبه لحد ما حوسبة الكمبيوتر للغة وبرمجتها , لكن هذه العملية أكثر تعقيدا واسرع مما يقوم به الحاسوب , فاذا كانت الدلالة مثلا مقيدة بشروط من داخل الحاسوب , فانها حرة وغير مقيدة من داخل الجهاز العصبي المركزي منطقة اللغة , وهذا بالضبط ما يسمح بالابداع العلمي والفني الخ عند الانسان . ان اللغة في الحقيقة لا توجد في جهاز النطق ولا كموجات فيزيائية في الفضاء او عند جهاز السمع وانما توجد في مخ الانسان , من هناك تتم عمليات كبرى مثل التمثل والاستيعاب .
هذه هي الابعاد الحقيقية للغة
تحية طيبة