الأسس الموضوعية لنشأة المصطلح في النقد العَربي القديم - د.عَبد الإله نبهَان1
تقدّم لنا المدونات الأدبية في ثناياها أخباراً ذات ملامح نقدية، بعض هذه الأخبار يعود إلى العصر الجاهلي أو القرن الأول والثاني الهجريين ومعظمها ينطلق من سؤال محدد: ما أشعر بيت قالته العرب؟ وما أشعر بيت قاله فلان، وأيهما أشعر أجرير أم الفرزدق؟ وبم؟..
ويأتي الجواب: فلان في قوله كذا أو فلان في بيته ذاك.. ولا يخلو الأمر من أن نقع على بعض الأخبار النقدية المعللة كخبر عمر بن الخطاب في تفضيله زهير بن أبي سلمى (1)، وكخبر النابغة في تفضيله الأعشى (2)... ولكن هذه الأخبار في مجموعها، المعللة منها على قِلّتها وغير المعللة على كثرتها لا ترتقي بالنقد إلى مرتبة العلم، ولا تعدو في مجموعها أن تكون مجموعة أحكام انطباعية تذوقية ذات طابع أخلاقي في بعض جوانبها (3).
إن ما يصدق على النقد في المراحل المبكرة للحضارة العربية الإسلامية من حيث افتقاره إلى المنظومة الاصطلاحية يصدق على سائر العلوم الأخرى سواء أكانت علوماً لغوية أو فقهية أو طبية.. لأن نشوء المصطلح في أي علم لا بد له من مرحلة تراكمية، ولا بد من عوامل أخرى يجب أن تسهم في نشوئه وتطوره، وقد تطورت بعض العلوم بسرعة تحت ضغط الحاجة إليها، ووضعت لها مصطلحات وذلك كالفقه والنحو والحديث... إن مصطلحات النحو إلا أقلها قد اشتمل عليها كتاب سيبويه، كما اشتملت كتب أبي يوسف (4) ومحمد بن الحسن (5) والإمام الشافعي (6) والطبري (7).. على معظم مصطلحات الفقه.. ولكن الأمر في النقد كان مختلفاً، وذلك لأننا لا نجد كتاباً في النقد كما وجدنا في الفقه كتاباً كالأم (8) أو السِّير الكبير(9) مثلاً أو الخراج (10)... وذلك لأن الحاجة إلى النقد علماً تختلف عن حاجة الناس إلى الفقه والحديث مما له علاقة ماسّة بشؤون حياتهم اليومية والعملية من عبادات ومعاملات وغيرها لذلك وجدنا أن نشوء النقد علماً له مصطلحاته لم يكن له أن ينجَز في مرحلة مبكرة، ولم يكن له أن يوجد في عمل كبير مبكر كالنحو والفقه... وربما كان من أوائل الكتب المشتملة على طابع نقدي على نحوٍ ما كتاب: "فحولة الشعراء" للأصمعي الناقد اللغوي، ولا شك في أن عبارة "الشاعر الفحل" كانت شائعة آنذاك، لكن الأصمعي حاول أن يحدد المقصود بعبارة "الشاعر الفحل" و"الفحولة" التي تنزّلت منزلة المصطلح، تعني مزيّة تفيد الأفضلية، فالشاعر الفحل "مَنْ كانت له مزية على غيره كمزية الفحل على الحِقاق (11) كم حاول أن يعلل نعت كل مَنْ نُعت بالفحولة من الشعراء.. ولن نقف هنا عند الأسئلة والإجابة عنها وإنما تهمنا دلالة التساؤل بذاتها، لأنها تنبيء بأن المصطلح غيرَ المحدّد في مجال النقد لم يعد يكفي حاجة المشتغلين بنقد الأدب، فلا يكفي الأصمعي أن يقول: إن امرأ القيس شاعر فَحْل بل عليه أن يعلل ذلك، كما عليه أن يعلل نقيضه كأن يجيب على التساؤل: لمَ لَمْ يكن الحويدرة من الفحول (12)؟ ولماذا لم يكن أوس بن غلفاء من أولئك الفحول (13)... ولم يطل الأمر كثيراً بعد الأصمعي ليظهر كتاب "طبقات فحول الشعراء" بمقدمته الهامة لمحمد بن سلام الجمحي الذي استفاد من جماع ما تراكم قبله على أيدي النقاد من اللغويين والنحاة والرواة... وأثار ابن سلام أموراً عديدة، كان من أهمها من وجهة نظر النقد أنه جعل الشعر صناعة (14)، كما أنه جعل النقد صناعة لها رجالها، فليس كل مَنْ أدلى برأي في الشعر يؤخذ برأيه، بل إنه لا يؤخذ في هذا المجال إلا برأي العلماء "النقاد" الذين عرفوا الشعر رواية وفهماً ودراية، فالنقد صناعة كالصِّرافة... وإذا استثنينا بعض المصطلحات العروضية الواردة في المقدمة فإننا لا نكاد نعثر- وباستثناء ما سبق –على أمر واضح ذي أهمية يتعلق بالمصطلح النقدي "إننا لا نعثر لديه إلى على نقد مبهم لم تؤسس مبادئه بعد، أو هي مبادئ تتردد في الأذهان دونما دقة أو وضوح، وتعبّر في الوقت نفسه عن الاحساس بالحاجة إلى نقد شعري صلب نستطيع الاعتماد عليه ونسعى جاهدين إلى ايجاده ولكنه لن يتحقق بشكل فعلي إلا في مرحلة لاحقة" (15).
لقد كانت الحضارة العربية الإسلامية تعيش فترة من أخصب فتراتها، إنها المرحلة التي بدأ احتكاك الحضارات المختلفة فيها يعطي ثمراته، وإذا كانت بعض علوم العربية قد نشأت نشأة ذاتية فإن بعضها الآخر لن يتكوّن- وإن كانت جذوره موجودة- إلا عبر هذا الاحتكاك وعبر جدلية التأثير والتأثير بين الداخل والخارج من خلال تفاعل الداخل مع ما يرِد عليه، وإذا كانت هذه الظاهرة يسهل رصدها في مجال الطب والحشائش فإنه يصعب رصدها في مجال النقد، لأن النقد أوسع انتشاراً لأن كتب الأدب ومجالسه تتعاور القول فيه.
ولن يفوتنا هنا أن نشير إلى العلاقة الوثيقة بين مصطلح الفحولة وبين البيئة التي نشأ فيها، فالفحولة بمعناها الوضعي لا علاقة لها بالشعر والشعراء، لكنها نقلت على نحو ما لتكتسب دلالتها الاصطلاحية، وأصبحت عبارة الشاعر الفحل تعني الشاعر المقتدر على قول الشعر الجيد والمكثر منه، وأصبح لهذا المصطلح مرجعية في أذهان علماء الشعر، وهذا ما سوغ لابن سلام أن يجعل الفحولة عَلَماً على كتابه إذ وسمه بـ "طبقات فحول الشعراء".
غير أن مثل هذا المصطلح لم يكن له أن يكون كافياً لتأسيس علم النقد في عصر بدأ فيه تمازج الثقافات وتفاعلها يأخذ أبعاده ومداه، وخاصة أن الجدل أصبح علماً، وأن المعتزلة كانوا يخوضون في أمور تتطلب مصطلحات خاصة تضبط لهم مذاهبهم، ومما يمثل لنا ذلك كتب الجاحظ المختلفة التي كانت تلبية لحاجة اجتماعية عقلية دينية، لذلك ترددت في كتبه طائفة من الاصطلاحات والآراء النقدية، ان ما يهمنا في كتب الجاحظ وكتب ابن قتيبة تلمس مظاهر الصراع بين أنصار الثقافة العربية المتعصبين لها الرافضين ما عداها، وبين أنصار الثقافات الأخرى وخاصة الثقافة اليونانية، هذا الصراع الثقافي الذي أسهم على نحو إيجابي في تكوين المصطلح النقدي تكويناً يلائم ويناسب ما تراكم وتفاعل من ثقافات في المجتمع العربي.
ويعتقد الدكتور طه حسين أن كتاب "البلاغة" لأرسطو، الذي ترجمه حنين ابن اسحاق (ت 298ه) كان له الأثر الأكبر في دفْع ابن المعتز (296ه) إلى تأليف كتابه (البديع) (16) الذي هو كتاب مصطلحي، يمكن أن تعُدّه أن شئت في كتب البلاغة لكنك لا تستطيع أن تبتعد به كثيراً عن النقد، وذلك لشدة التداخل بين النقد والبلاغة... ولم يبتعد الدكتور أمجد الطرابلسي عن الدكتور طه حسين إذ رأى أنه ليس من المصادفة أن يتقارب ظهور بلاغة أرسطو بالعربية وظهور كتاب البديع لابن المعتز، ويرى "أنه من المحتمل جداً أن نقل كتاب الخطابة كان له دوره في إثارة هذا الحماس، ولا سيما الجزء الأخير من الكتاب المذكور الذي يتضمن حديث أرسطو عن العبارة، فهو الجزء الوحيد الذي كان في الامكان تكييفه ليصبح ملائماً للأسلوبية العربية" (17) وقد كان للصراع مع الشعوبية أثر في دفع العلماء "النقاد" إلى وضع المصطلح "ليقولوا لأنصار الفكر اليوناني: إن ما تحملونه إلينا ليس بجديد لأن أسلافنا كانوا يعرفون كل هذا" (18) وقد صرح ابن المعتز بهذا في مقدمة كتابه عندما أفصح عن هدفه بصراحة بقوله "وإنما غَرَضُنا في هذا الكتاب تعريف الناس أن المُحْدَثين لم يسبقوا المتقدمين إلى شيء من أبواب البديع" (19) لقد تمّ التفاعل بين كتاب الخطابة وبين حاجة النقاد العرب، لكن هذا التفاعل لم يتخذ شكل النقل ولا الاقتباس، وإنما اتخذ شكل الولادة الجديدة، فإن ابن المعتز لم يكن مترجماً كما أنه لم يكن ناقلاً، وإنما كان ممن فتحت القراءة والثقافة عيونهم على ظواهر في تراثهم، فوعوا ما عندهم في ضوء معرفتهم ما عند الآخرين، ولم يكن عليهم إلا وضع المصطلح الخاص بهم مستفيدين من جماع ما تراكم في تراثهم الأدبي: النقدي والبلاغي، وإن إلقاء نظرة فاحصة أو سريعة على كتب الخطابة "تلخيص الخطابة" لابن رشد مثلاً، أو الجزء الخاص بالخطابة من كتاب الشفاء لابن سينا أو كتاب الخطابة نفسه لأرسطو تدل دلالة قوية على أن ابن المعتز إن كان قرأ كتاب الخطابة فإنه لم يتخذ من مصطلحاته مصطلحات كتابه (البديع) بل إن مصطلحاته وليد تفاعل بين ثقافتين، لذلك كله رأى إدريس الناقوري أن "بديع" ابن المعتز كان "محاولة جديدة امتازت بالتنظيم والتبويب أفادها صاحبها من النقاد والعلماء السابقين وفي مقدمتهم الخليل بن أحمد والأصمعي والجاحظ وثعلب فضلاً عن استفادته في الجانب اللغوي من كتاب الأشناندي (ت 288ه) "معاني الشعر" و"الكامل" للمبرد، وحتى في ميدان البديع كان ابن المعتز عالةً على الأصمعي في بعض الاصطلاحات مثل البديع والتشبيه والاستعارة، وعلى الجاحظ في البديع والمذهب الكلامي، والمعروف أن البلاغة كظاهرة جمالية قديمة أحس بها العرب وأدركوا مظاهرها في العصر الجاهلي وفي عصور الإسلام الأولى، أما تنظيمها على أساس علمي فلم يبدأ إلا مع عصر التدوين، وتبلور بالخصوص على يد ابن المقفع والجاحظ والمبرّد، ومن الواجب الاعتراف لابن المعتز بجهده الهام ومشاركته الإيجابية في هذا المجال، ليس لأنه نظّم البديع فحسب، بل كذلك لأنه سعى أكثر من غيره إلى تحديد الاصطلاحات وتدقيقها، ولو لم يكن له من فضل غير هذا- كما يقول مندور- لكفاه ليتمتع في تاريخ النقد العربي بمكانة هامة" (21) وقد ثار الجدل الطويل بين الدارسين فيما إذا كان ابن المعتز قد تأثر بـ "خطابة" أرسطو أم لم يتأثر، وأبدى بعضهم تحفظاً تجاه هذه القضية... ونحن نرى أن نظرة جدلية جامعة يمكنها أن تحل هذا الأشكال وذلك إذا وضَعْنَا ابن المعتز في سياقه التاريخي، سياق عصره، وضمن ثقافة ذلك العصر، وهذا يساعد على التصور التالي: إما أن يكون ابن المعتز اطلع على "الخطابة" مباشرة وما هذا عليه ببعيد، وأما أن يكون قد تناهت إليه أصداء ذلك الكتاب وترددت على أسماعه في حلقات العلم أو حلقات السَّمَر ووعاها ذهنه وتفاعلت بما حواه صدره من رصيد ثقافي وآراء نقدية وبالوضع السياسي الاجتماعي فكان ذلك سبباً لولادة كتاب البديع على أنه ثمرة تفاعل ثقافي اجتماعي سياسي... وقد اشتمل الكتاب على ثلاثة وعشرين مصطلحاً تحت عنوان (البديع) الذي هو معدود في جملتها، ولم نرَ بين هذه المصطلحات مصطلحات غريبة عن العربية كالطراغوذيا "تراجيدياً" أو القوميذيا "كوميديا" أو ما يماثلها لأن ابن المعتز كان يضع مصلطحاته مستمداً إياها من صميم التراث واللغة، ولم يكن ينقلها نقلاً... ولعل ذلك يدل على أن كتاب الشعر لأرسطو لم يكن ذا أثر في وضع المصطلح النقدي عند ابن المعتز، ولعل الطابع العربي المحض للكتاب هو الذي شجع بعض الباحثين على القول بنفي تأثّر ابن المعتز بأي أثر خارجي، وهذا ما دفع الدكتور طه حسين إلى التصريح "بأنه ليس من بين العلوم العربية الدخيلة علم كالبيان هضمه العرب واستمرؤوه وبخاصة من أواخر القرن الثالث إلى نهاية القرن الرابع، وبذلك أصبح البيان علماً عربياً من جميع الوجوه: عربي من جهة الروح، عربي من جهة المادة، عربي من جهة الشواهد، حتى ليخيل إلينا ألاّ صلة بينه وبين أي بيان آخر، هذا هو السبب في أن بعض مؤلفي العرب اعتقد بإخلاص أن "البيان العربي غير مدين للأعاجم في شيء" (22) ونستطيع اليوم أن نقول: إنه بابن المعتز تشكلت الثوابت المعرفية المتمثلة بالمنظومة الاصطلاحية للنقد العربي مستندة إلى الأسس الموضوعية المتمثلة بالتراكم المعرفي في مجالات العلوم المتصلة المنفصلة التي كانت سائدة في الساحة الثقافية العامة والتي سبقت منظومتها الاصطلاحية بالتشكل كعلوم الحديث والأصول، وبما ترجم إلى العربية من علوم لها مصطلحاتها كالمنطق والخطابة وخاصة كتاب الخطابة لأرسطو وذلك في عصر ثار فيه الصراع بين القديم والجديد "قصة ابن الأعرابي وشعر أبي تمام مثلاً" بين أنصار الثقافة اليونانية وبين أنصار الثقافة العربية، كما احتدم الصراع الثقافي بين الشعوبية وبين العرب فكان مبنياً "على موقف من قضية نقدية هامة أثيرت في القرن الثالث عندما قام جماعة من الشعراء، أغلبهم من أصل غير عربي، وجهوا عنايتهم إلى الصياغة الشعرية وأشكال التعبير والتصوير الفني ولم تخل نزعتهم هذه من روح عدائية تجاه "عمود الشعر" أملتها خلفيات ايديولوجية عِرْقية حضارية عرفت في تاريخ المجتمع العربي الإسلامي بالشعوبية" (23) "فالروح التي أملت كتاب "البديع" روح نقدية لا بلاغية، بل هي روح تعكس تمازج النشاطين بكيفية فريدة. لذلك تعقب ابن المعتز مسالك هذا الصراع ومجاهله، واختار المصطلح الذي استعمله أسلافه من الأدباء والنقاد كالجاحظ، للإشارة إليه، لأن مصطلح المجاز تواتر استعماله في الدراسات المتعلقة بالقرآن" (24) لقد أدت كل تلك الأسباب المذكورة آنفاً إلى ولادة أعمال متميزة على الصعيد الثقافي، وكان ثمرتها في ميدان النقد كتاب البديع "الذي تبنى فكرة إرجاع الفضل إلى القدماء فيما ادعاه المحدثون لأنفسهم.. إلا أن الطريف في الأمر أن الدفاع انطلق من تبني تلك الأساليب وتأصيلها في التراث العربي القديم لا برفضها وضرب الحصار عليها" (25) وإن جميع ما ذكر لا يلغي سبباً هاماً في إيجاد المصطلح هو إحساس العاملين في مجال الأدب والكتابة بحاجتهم الماسة إلى المنظومة الاصطلاحية لضبط معالم علمهم.. وهكذا تشكل المصطلح النقدي بعد أن كان قد بدأ تكوّنه الجنيني في مراحل سابقة، وكان للاحتكاك الحضاري والاستيعاب الثقافي أثر في تشكله التام من خلال جدلية العلاقة بين الداخل والخارج، وستتابع منظومة المصطلح نموها واتساعها ضمن منظور هذه الجدلية حتى القرن السادس، وقد عبر الدكتور أمجد الطرابلسي عن هذه الجدلية بقوله: "إن التأثير الأجنبي قد أسهم في خلق هذا العالم ولكن الطفل المتمرد تابع طريقه بنفسه" (26).
لقد كان عمل ابن المعتز من الأعمال الخالصة لوجه النص الأدبي وامتزجت عنده البلاغة بالنقد، بل إنهما التحما التحاماً يبين عن مدى التطور الحاصل في مجال المصطلح ودلالته" (27) فلا وجود- عنده –إلا للنص، ولا حديث إلا عن خصائصه في ذاته بقطع النظر عن جملة العناصر لأجنبية عنه والتي يمكن أن تؤثر فيه، فضاق مجال البلاغة وأصبح مقتصراً على قسم "العبارة" (28).
وكان عمل قدامة بن جعفر ( ت 337ه) تتويجاً للجهود التي استهدفت تقييد المصطلح النقدي، وكان الرجل على وعي تام بما يقوم به، فعنوان الكتاب واضح الدلالة على مقاصد صاحبه، فأن يسمي كتابه بـ "نقد الشعر" أمر يدل على أننا أمام أثر تنظيري يختلف اختلافاً جذرياً عن كتب الأدب الأخرى، كما أنه شديد الصلة بالبلاغة، ولكن من الذي يفصل البلاغة عن النقد، والنقد عن البلاغة آنذاك؟ والكتاب منذ بدايته يفصح لك عن صلته بعلوم أخرى غير البلاغة، وهذا يؤكد صدق الملاحظة العميقة للدكتور جابر عصفور والتي عبر عنها بقوله: "هذا الحضور المتشابك للنقد الأدبي يجعل إشكال قراءته خاصاً وعاماً في الوقت نفسه، فاستقلاله النسبي يفرض التركيز عليه في ذاته من حيث علائقيته الخاصة التي يتميز بها حقله عن غيره من الحقول، وفي الوقت نفسه فإن أبعاده العلائقية المتشابكة التي تؤكد نسبية استقلاله تفرض التركيز عليه من حيث علاقته بغيره من الحقول المعرفية والتيارات الفكرية التي يتسرب إليها وتتضمنه على السواء" (29). وإذا أخذت هذه الملاحظة بعين الاعتبار وقرئ في ضوئها كتاب قدامة "نقد الشعر" فإننا نستطيع أن نستشف الجدلية المشار إليها متجلية في هذا الكتاب الذي كان ثمرة للتفاعل الحيّ بين الداخل والخارج من خلال احتياجات الداخل "الثقافة العربية" ومتطلباته للخارج "للثقافة اليونانية" وليس من خلال فرض الخارج نفسه أو إقحامه إقحاماً من قبل الطرف الآخر، لقد كان قدامة "أحد البلغاء والفصحاء والفلاسفة الفضلاء... وله كتاب في صناعة الجدل..." (30) وتطلّ نزعته المنطقية المتجهة إلى التقعيد والتحديد من أول صفحة من صفحات كتابه، فهو يحدد موضوع عمله ليفصله عن تلك الكتب العامة التي ألفت في الشعر والشعراء، لذلك يقول: "ولم أجد أحداً وضع في نقد الشعر وتخليص جيده من رديئه كتاباً، وكان الكلام عندي في هذا القسم أولى بالشعر من سائر الأقسام المعدودة لأن علم الغريب والنحو وأغراض المعاني محتاج إليه في أصل الكلام العام للشعر والنثر، وليس هو بأحدهما أولى منه بالآخر، وعِلْمَا الوزن والقوافي- وإن خصا الشعر وحده –فليست الضرورة داعية إليهما، لسهولة وجودهما في طباع أكثر الناس من غير تعلم... فأما علم جيد الشعر من رديئه فإن الناس يخبطون في ذلك منذ تفقهوا في العلم فقليلاً ما يصيبون" (31)... وذكر حد الشعر "إنه قول موزون مقفى يدل على معنى" (32) ثم فصّل القول في عناصر الحد كما يفعل المناطقة تماماً لينتقل إلى "النعوت" التي اشتملت طائفة من المصطلحات كصحة التقسيم وصحة المقابلات والتتميم والمبالغة والتكافؤ والالتفات، ونعت ائتلاف اللفظ مع المعنى والمساواة والإشارة والإرداف والتمثيل والمطابق والمجانس... الخ.. ويسوق في الفصل الثالث "عيوب الشعر" طائفة من المصطلحات الأخرى... ولا يجوز لنا أن نزعم أن قدامة قد وضع جميع هذه الاصطلاحات، لقد كان شأنه شأن ابن المعتز- مع اعتبار الفارق بينهما -، وعنصر التشابه بينهما استفادة كل منهما من التراكم المعرفي في التراث العربي، لكن عمل قدامة بسبب من طبيعة ثقافته ومهنته- كان كاتباً –كان أروع من عمل ابن المعتز في قدرته على تبيان تجليات الجدلية الثقافية في هذا المجال، فإذا كان قدامة قد اطّلع على الثقافة اليونانية، فإنه أيضاً كان ذا قدم راسخة في التراث العربي، وكان على صلة بالإمام اللغوي ثعلب، ومن هنا كان قدرته الفائقة على إيراد الشواهد الدالة والموضحة لما وضعه من المصطلحات.. لقد ذكر قدامة مصطلحات كانت قبله، وكان متعارفاً عليها كالزحاف والاقواء والسناد والإيطاء... لكنه وضع مصطلحات أُخَر مما فُصِّل القول فيه وفي زمره في كتاب الأستاذ إدريس الناقوري (33) ويمكن إيجازها على النحو التالي:
1-المصطلحات النقدية:
وتضم نحواً من ثلاثين مصطلحاً منها مفردات كان أولى أن تسمى بالاصطلاحات الذوقية كالطلاوة والحلاوة.
2-المصطلحات البلاغية:
آ-أربعة اصطلاحات من علم المعاني: التتميم- الايغال –المساواة –الاشارة.
ب-أربعة اصطلاحات منع علم البيان: التشبيه –الاستعارة –التمثيل –الارداف.
ج-ما يزيد على أربعة عشر اصطلاحاً من علم البديع كالتصريع والترصيع والسجع والجناس والتكافؤ والتوشيح والغلو والمقابلة والالتفات وصحة التقسيم وصحة التغيير والمبالغة.
3-مصطلحات تنتمي إلى العروض والقافية...
ورأى الدكتور الناقوري أن هذه الاصطلاحات دلت "على ثقافة قدامة العميقة وسعة مداركه وأكدت بما لا يدع أي مجال للشك على تأثره بالفكر الاغريقي وتمكنه من الفكر الأرسطي على الخصوص، كما أنها بينت من جهة ثانية أهمية نقد الشعر ومساهمة صاحبه الفعالة" (34) كما أنها كانت محاولة جادة "لتأصيل علم المصطلحات باتكائه على علوم جديدة في عصره مثل المنطق والأخلاق وعلى علوم عربية أصيلة منها العروض والقافية" (35) ثم إن هذه المصطلحات التي وضعها قدامة غير ملزمة لأحد إذا لم يقتنع بها، وذلك لأنه وضعها وضعاً لم يُسبق إليه يقول: "فإني لمّا كنت آخذاً في استنباط معنىً لم يسبق إليه مَنْ يضع لمعانيه وفنونه المستنبطة أسماءً تدل عليها، احتجت أن أضع لما يظهر من ذلك أسماءً اخترعتها، وقد فعلت ذلك، والأسماء لا منازعة فيها، إذ كان علامات، فإن قُنع بما وضعته، وإلا فليخترع لها كلُّ مَنْ أبى ما وضعته منها ما أحب، فليس ينازع في ذلك" (36) وهو بذلك يفتح الباب مشجعاً على وضع المصطلح النقدي إيماناً منه بالترابط المنهجي بين العلم وبين مصطلحه، لأن العلم لا تنضبط حدوده ومعالمه إلا بلغته الاصطلاحية، وذلك "لأن السجل الاصطلاحي في كل فرع من العلوم هو الكشف المفهومي الذي يقيم للمعرفة النوعية سياجها المنطقي بحيث يغدو الجهاز المصطلحي لكل ضرب من العلوم صورة مطابقة لبنية قياساته التي متى اضطرب نسقها اختل نظامها وفسد باختلالها تركيبه، فتتهافت بفعل ذلك أنسجته" (37) لقد كان قدامة عظيمَ الإيمان والثقة بالقواعد، وبأن هذه القواعد يمكن أن تكون الأساس الذي يقوم علي نقد الشعر، لذلك اتجه إلى الضبط المنهجي لِما أصَّلَه بحيث أتى منهجه منطقياً واضحاً، فلا عجب أن رأى فيه الدكتور الطرابلسي أنه "يقِفُنا لأول مرة في تاريخ الدراسات الشعرية عند العرب وربما لآخر مرة على أننا بصدد مشروع نقدي منظم وتام، تتسلسل فصوله تسلسلاً منطقياً ولا يتحدث صاحبه إلا عن القضايا الجوهرية" (38) ولا يغضّ من قيمة هذه النتائج التي انتهت إليها كوكبة من دارسي النقد والنقاد المعاصرين ما ذهب إليه الدكتور محمد مندور من "غباء قدامة وفساد ذوقه وفهاهة نقده" (39) ومن كونه "لا يفهم في الشعر شيئاً" ثم إنه "أحمق" وإني إن عجبتُ لشيء فإني لأعجب لهذه الأحكام التي يشتمل عليها كتاب يوسم بالنقد المنهجي.
لقد استطاع كتاب الدكتور مندور أن يصرف الدارسين عن قدامة وكتابه زمناً مديداً حتى كانت قراءة شكري عياد لأثر كتاب أرسطو في التراث النقدي- وأعني قراءة كتاب الشعر –تلك القراءة "التي كانت في جوهرها نفياً للنزعة اللاعقلية التي يسبح فيها كتاب مندور، وكانت تأكيداً لنزعة عقلية وضعية مضادة تؤكد النظر والتعليل وتعلي من صلة النقد الأدبي بالفلسفة" (42) وقد رد الدكتور إحسان عباس رداً غير مباشر على تلك النظرات التي حطَّت من شأن قدامة، وأعلت من شأن غيره، فصرح في مقدمة كتابه تاريخ النقد بأن "النقد لا يقاس دائماً بمقياس الصحة أو الملاءمة للتطبيق، وإنما يقاس بمدى التكامل في منهج صاحبه، فمنهج مثل الذي ووضعه ابن طَباطبا أو قدامة، قد يكون مؤسساً على الخطأ في تقييم الشعر –حسب نظرتنا اليوم –ولكنه جدير بالتقدير لأنه يرسم أبعاد موقف فكري غير مختل، وعن هذا الموقف الفكر يبحث دارس تاريخ النقد ليدرك الجدية والجدة لدى صاحبه في تاريخ الأفكار" (41).
لقد كانت معظم المصطلحات النقدية لدى ابن المعتز وقدامة منصبة على النص، صحيح أن منها ما كان يخص الشاعر أو الكاتب "المبدع" كالطبع والصنعة والتكلف، ومنها ما يخص السامع أو القارئ (المقام: مناسبة المقال للمقام) إلا أن معظم تلك المصطلحات كانت تتجه إلى النص (ولا نكون مغالين إذا قلنا: إن معظم المصطلح القديم كان ينصرف إلى هذا التوجه مثل الجزالة والرقة والوحشية والعامية والخطأ والصحة والجناس والسجع والطباق والمقابلة إلى آخر هذه المصطلحات التي يزدحم بها المعجم التراثي" (42) "ولا شك أن هذه التوجهات في التعامل مع المصطلح القديم تشير إلى خصوبة الدرس التراثي من ناحية، كما تنفي ما ردده كثير من الدارسين المحدثين من أن الدرس القديم وجّه عنايته إلى المتلقي والمتلقين من ناحية أخرى" (43).
إن مجمل العوامل الموضوعية التي سبق ذكرها والتي كانت سبباً فاعلاً في نشأة عدد من العلوم وتطورها ومنها "النقد" متمثلاً في موضوعنا هذا بنظامه المصطلحي، وقد استمر تأثيرها فاعليتها بعد قدامة مما لا شأن لنا في الخوض فيه، لأننا قيدنا حدود البحث بالعوامل الموضوعية لنشأة المصطلح لا لتطوره، ولأن تطوره بعد أن يوجد هو الأمر الحتمي في مجتمع تنمو فيه الحضارة بأبعادها كافة، ويتداخل بعض العلوم في بعض، ويؤثر بعضها في بعض، والتراث النقدي شأنه شأن كل تراث إنما هو "إنجاز إنساني متطور متغير خاضع في نشأته وتطوره وتغيّره إلى شروط معرفية واجتماعية وثقافية تاريخية" (44) غير أنه لا بد من أن نشير إلى أن ما أنجزه ابن المعتز وقدامة من تصنيف وتبويب تحت مصطلحات بعينها، سيتطور لأسباب أخرى غير التي بيناها على يد المتأخرين، وخاصة علم البديع الذي سيغدو جريدة تامة من الاصطلاحات التي يصعب حفظها مما دفع إلى إنشاء البديعيات التي كان من جملة غاياتها تسهيل حفظ مصطلحات البديع مع مثال موضح لكل مصطلح..
إن الهدف الأساسي لهذا البحث أن يبين أن المصطلح النقدي عند العرب لم يفرض من الخارج، ولم يكن مجرد ترجمة لاصطلاحات وضعت في لغة أخرى، وإنما كان ثمرة للتفاعل الحي بين الثقافة العربية والثقافة اليونانية وغيرها في ظروف اجتماعية وثقافية محددة وضمن الاحتياجات الداخلية التي تطلبها تطور الثقافة النقدية عند العرب، ولعل هذا قد وضح عدم سيادة المصطلحات التي وردت في كتاب الشعر لأرسطو، ذلك أن بنية الثقافة النقدية لم تستجب ولم تتطلب تلك المصطلحات التي كانت بعيدة كل البعد عن فنون الأدب العربي.
إن الدراسة التاريخية التحليلية لنشأة المصطلح النقدي: أسبابها وأسباب تطورها، يمكن لها أن تسهم وتؤثر- ولو على سبيل التصدي -في وضع المصطلح النقدي المعاصر ونمّوه في ضوء اطلاع نقادنا على ما تقدمه الدراسات في العلوم المختلفة دون اللجوء إلى إقحام المصطلحات في غير سياقها، أو اختراع مصطلحات لا أرضية لها ومن هنا تبرز ضرورة "مباشرة التراث من منطلق التفاعل بينه وبين الحداثة قَصْدَ فهمه في استجلاء ذاته واستجلاء أبعاد النظرية التي يتضمنها ثم محاصرة مظاهر المعاصرة فيه التي يمكن استحضارها اليوم للمساهمة بها في تغذية النقاش القائم حولنا" (45)
المراجع:
1-الأغاني 10: 288، 289 وانظر أيضاً تفضيل عمر للنابغة في الأغاني 5:11.
2-الأغاني 6:11. وقصص أشعر بيت منتشرة في كتاب الأغاني. انظر ترجمة النابغة 3:11 وما بعدها وأخبار الأعشى 108:9 وما بعدها وذلك كثير.
3-الأغاني 4:11.
4-أبو يوسف: يعقوب بن إبراهيم (113- 182ه) صاحب الإمام أبي حنيفة وهو أول من دعي بقاضي القضاة.
5-محمد بن الحسن الشيباني 131- 189ه صاحب الإمام أبي حنيفة.
6-الشافعي: محمد بن إدريس 150- 204ه صاحب المذهب.
7-الطبري: محمد بن جرير 224- 310ه. صاحب التفسير والتاريخ.
8-كتاب الأم: كتاب في الفقه ألَّفه الإمام الشافعي.
9-السير الكبير: كتاب في أحكام الحرب لمحمد بن الحسن الشيباني.
10-الخراج: في أحكام الجباية الضرائبية. ألَّفه أبو يوسف.
11-فحولة الشعراء: 09 والحِقّ من الابل هو الذي دخل في السنة الرابعة.
12-قال الأصمعي: لو قال "الحويدرة" مثل قصيدته خمس قصائد كان فحلاً.
13-قال الأصمعي: لو كان قال عشرين قصيدة لحق بالفحول ولكنه قطع به.
14-قال ابن سلام: "وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم، كسائر أصناف العلم والصناعات" طبقات فحول الشعراء 5:1 وقال قائل لخلف: إذا سمعت أنا بالشعر أستحسنه فما أبالي ما قلت فيه أنت وأصحابك. قال: إذا أخذت درهماً فاستحسنته فقال لك الصرَّاف: انه رديء. فهل ينفعك استحسانك إياه؟ طبقات 7:1.
15-نقد الشعر عند العرب 70.
16-نقد النثر /مقدمة طه حسين 12.
17-نقد الشعر عند العرب 81.
18-المرجع السابق 82.
19-كتاب البديع 3.
20-المصطلح النقدي في نقد الشعر 32، والتفكير البلاغي 374 ذكر نقلاً عن أثر النحاة في البحث البلاغي لعبد القادر حسين، ص 203- 236.
21-المرجع السابق 33.
22-نقد النثر /المقدمة 13.
23-التفكير البلاغي 378.
24-التفكير البلاغي 379.
25-المرجع السابق 380.
26-نقد الشعر عند العرب 82- 83.
27-التفكير البلاغي 380.
28-المرجع السابق 381.
29-قراءة جديدة /أبحاث ندوة جدة/ 141:1.
30-الفهرست 144.
31-نقد الشعر لقدامة 14.
32-نقد الشعر 15.
33-المصطلح النقدي 412.
34-المصطلح النقدي 412.
35-المرجع السابق 412.
36-نقد الشعر 22.
37-المصطلح النقدي وآليات صياغته- عبد السلام المسدي- علامات م 8 ج 55:2.
38-نقد الشعر عند العرب 88 وقد أكد الدكتور إحسان عباس هذه الفكرة بقوله: "غير أن هذا المصطلح نفسه يدل على انشغال قدامة بالتحديد والتقعيد. كان الرجل يحس بما انتشر في مجال النقد من فوضى ذوقية وكان حريصاً على أن يعلِّم النقد مثلما كان حريصاً على أن يكون عمله قائماً على منطق لا يختل".
39-النقد المنهجي عند العرب 130.
40-قراءة جديدة /ندوة جدة 131:1.
41-تاريخ النقد 10.
42-بنية التحول البلاغي /د. محمد عبد المطلب: علامات م 8 ج 199:2.
43-المرجع السابق.
44-قراءة جديدة /ندوة جدة 130:1.
45-التفكير البلاغي 11.
أهم المصادر والمراجع:
1-الأعلام –خير الدين الزركلي –بيروت –الطبعة الثالثة.
2-الأغاني –أبو الفرج الأصبهاني –القاهرة –دار الكتب.
3-البديع –ابن المعتز –تح: كراتشكوفسكي –مكتبة المثنى –بغداد.
4-تاريخ النقد الأدبي عند العرب – د. إحسان عباس –بيروت 1971.
5-التفكير البلاغي عند العرب –د. حمادي صمود –الجامعة التونسية 1981.
6-تلخيص الخطابة –ابن رشد –تح: د. محمد سليم سالم –القاهرة 1967.
7-طبقات فحول الشعراء –ابن سلام الجمحي. تح: محمود محمد شاكر –القاهرة 1974.
8-علامات: المجلد الثاني –الجزء الثامن –يونيه 1993 النادي الأدبي بجدة.
9-فحولة الشعراء: الأصمعي –تح: ش. تورّي –بيروت 1980.
10-الفهرست: للنديم. تح: رضا تجدد. طهران 1971.
11-قراءة جديدة لتراثنا النقدي: أبحاث ومناقشات الندوة التي أقيمت في نادي جدة الأدبي من 19 إلى 24/11/1988 ط: نادي جدة 1990.
12-المصطلح النقدي في نقد الشعر: إدريس الناقوري –الدار البيضاء 1982.
13-المصطلحات العلمية في اللغة العربية في القديم والحديث –الأمير مصطفى الشهابي –مجمع اللغة العربية بدمشق 1988.
14-نقد الشعر –قدامة بن جعفر –تح: كمال مصطفى. القاهرة 1963.
15-نقد الشعر عند العرب حتى القرن الخامس للهجرة –د. أمجد الطرابلسي –ترجمة: إدريس بلمليح –الرباط 1993.
16-النقد المنهجي عند العرب- محمد مندور –القاهرة بلا تاريخ.
17-نقد النثر منسوب إلى قدامة بن جعفر –بيروت 1982 –وهذا الكتاب في حقيقته هو كتاب "البرهان في وجوه البيان" لإسحاق بن إبراهيم الكاتب –نشر بتحقيق د. أحمد مطلوب و د. خديجة الحديثي بمطبعة العاني ببغداد 1979.
1 أستاذ في جامعة البعث، وباحث في التراث العربي، وكاتب من سورية.