الرؤيا والرمز في الشعر المعاصر
من إعداد عبد القادر- الجزائري – الجزائر –
لقد عاشت القصيدة العربية ردحا طويلا من الزمن تعبر عن فكرة بوسيلة أساسية هي " اللغة "فتخبطت بين وضوح مسرف و تقريرية إخبارية و موضوعية عقلية و تقليد فاضح. و عندما جاء الشعر المعاصر وجد نفسه مجبرا على تجاوز هذا النموذج للقصيدة على مستوى الشكل و المضمون ، فعل المستوى الأول أستبدل نظام السطر بنظام السطر ، و على المستوى الثاني أستبدل مضمون الفكرة بمضمون الرؤيا ، فجاء تعويض اللغة الصورة " باللغة الرمز " و عليه صارت القصيدة تعبيرا عن رؤيا . و الرؤيا في الشعر تعميق لمحة من اللمحات أو تقديم نظرة شاملة و موقف من الحياة .
و عليه قد أضفت الرموز الأسطورية على الشعر المعاصر من خلال " الرمز والرؤيا " فوق تعبيرية لها قيمتها الفنية و الرمزية و كانت عاملا أساسيا عند الشاعر المعاصر حيث ساعدته على اكتشاف ذاته و تعميق تجربته و منحها بعدا شموليا و ضرورية موضوعية مكنته من التعبير عن هواجسه ورؤاه ، لقد تحول البطل الأسطوري إلى " رمز " يمثل قضية صراع الإنسان مع ذاته و صراع البطل " الرمز مع العالم المحيط به و الإحساس باللازماني فخليل داوي في قصيدته " بعدالجليد " عبر عن معاناة الموت و البعث من حيث هي أزمة ذات و حضارة و استفاد من أسطورة تموز و ما ترمز إليه من خصب و موت و جفاف و بعث .
مثال: "عندما ماتت عروض الأرض
في عصر الجليد مات فينا كل عرق
يبست أعضاؤنا كما قديد ".
و يرى د . عز الدين إسماعيل أن الإحساس بالأبعاد القديمة لهذه الرموز الأسطورية مثل تعبيرا عن رؤيا . فرمز " السند بال " – مثلا – مثل ملامح البحرية الواقعية أو الممكنة و تلك الملامح مثلت البحرية الإنسانية الشاملة التي تلحضت في المغامرة في سيل الكشف عن المجهول .
بعد مثل الرمز عند الشاعر وظيفة تواصلية أعطت للقصيدة المعاصرة قابلية للفهم أما الرؤيا فهي الأداة التي مكنت الشاعر من النفاذ إلى ما وراء العالم بخلق أبعاد إنسانية و قيه جديدة
.
2011-01-17, 17:39
