من كتاب تحفة العروسين لمحمود مهدي الاستانبولي
حوار بين أم وابنها للشاعر مصطفى عكرمة


جاءته بعد الجهد قائلة له:
أبشر بنيّ ظفرت بالمتعلّمه
شقراء دون العشرين منمنمه
وقوامها!! يا حُسْنَهُ ما أقوَمَه!
ميسون أجمل ما رأت عين امرىءٍ
والوجنتان غضّ بهن العندمَ
عينان ضاحكتان ماأحلاهما
سبحان من صاغ الجمال وتمّمه
ما أروع المكياج ضاعف حسنها
ويزيد سحر الحسن وهي مهندمه
داران في أرقى الشوارع عندها
ومن النفائس كل دار متخمه
أما أبوها لو علمت مقامه
كبراء قومك ترتجي أن تخدمه
والأم مذ عرفت مرادي تمتمت
وأنا التي أدري بتلك التمتمه
ومُنى فؤادي أنت أدرى بالذي
يرضي وأنت بُنيّ أهل المرحمه
فأختم بأشهى ما تمنى عمره
وأقبل بها أن شئت لي أن تختمه
مالي أراك كما عهدتك صامتا
هل يرضيك أن أظل محطمه
أماه مايرضيك روحي دونه
هيهات قلبك أن أعُقّ وأظلمه
أماه شوقي لا يحدّ لزوجة
إن همت أو قصرت كانت ملهمه
ميسون لا تكمل أقل صفاتها
تكفي وكيف وقد علمت متممه
أماه لي أمل وما أملي سوى
جيل يعيد لنا حياة المكرمه
ميسون عاشت للنعيم ولم تزل
أدنى مناها أن تكون منعمه
أماه ما أرجو وترجو أمتي
ما كان إلا في زواج المؤمنه