غالية الذرعاني مشرف منتدى
وسام النشاط : وسام المبدع : البلد : ليبيا عدد المساهمات : 268 نقاط : 511 تاريخ التسجيل : 29/04/2010 المهنة : معلمة
| موضوع: هانز أندرسون ..كاتب كبير لقارئ صغير 2010-10-18, 18:34 | |
| هانز أندرسون كاتب كبير لقارئ صغير جميل أن يحاول الإنسان اختراق عالم الأطفال فيقترب منهم ويشعر بهم ويحكي أجمل القصص والحكايات والتي تتعلق بأذهانهم لفترات طويلة ولا تمحي من ذاكرتهم طوال العمر، هكذا فعل هانز كريستيان حيث تمكن من دخول عالم الطفولة من خلال مؤلفات جميلة ظلت خالدة لأعوام وأعوام تتنقل بين المكتبات وبين أيدي الأطفال ليطلعوا عليها ويغرموا بحكاياتها وأبطالها بل ويتعلموا منها في كثير من الأحيان. ولنتعرف أكثر على هذا الكاتب اسمه هو هانز كريستيان أندرسون كاتب دنمركي تردد أسمه كثيراً كأشهر كاتب لقصص الأطفال على مستوى العالم، كما اشتهرت الجائزة التي تمنح باسمه سنوياً لأكثر كاتب ورسام متميز في مجال أدب الطفل، قدم هانز العديد من القصص الجميلة للأطفال والتي جاء على رأسها قصص الحوريات والتي اشتهر بها ولاقت رواجاً وقبولاً رائعاً بين الأطفال. البداية ولد هانز في الثاني من إبريل عام 1805، في أدونييس بالدنمارك، لأسرة متواضعة الحال حيث كان والده يعمل كصانع للأحذية بينما كانت والدته تعمل على تنظيف ملابس الأغنياء في المنازل الكبيرة، وكانت له شقيقة واحدة من والدته فقط، توفى والده في عام 1816م وتوفت والدته في إحدى دور رعاية المسنين في عام 1833. عرف عن هانز ولعه بالأدب والفنون فقام والده على الرغم من بساطته من تقريبه من الأدب وأخذه إلي المسرح على قدر المستطاع كما قرأ عليه عدد من المسرحيات وعلى الرغم من تواضع حال والده إلا أنه كان يهتم بالثقافة والأدب، كما روت له والدته العديد من قصص الأساطير والخرافات القديمة والتي تأثر بها هانز كثيراً حيث خلفت لديه رصيد من الحكايات التراثية القديمة. كان هانز يتمتع بقدر كبير من الذكاء بالإضافة لخيال واسع فعمل على صنع مسرح صغير للعرائس الخشبية وكان يمكث وقت طويل في صنع الملابس للعرائس التي يصنعها، كما كان شغوفاً بالقراءة فقام بالإطلاع على عدد من المسرحيات التي كانت تصل ليده فقرأ للودفينج هولبيرغ، ووليام شكسبير. اتجاهه للعمل بعد وفاة والده أضطر هانز لترك التعليم والخروج من أجل العمل فتنقل بين عدد من الأعمال البسيطة فعمل كخياط ثم عمل في مصنع للسجائر، وعند سن الرابعة عشر انتقل إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن وعمل هناك كمغني وراقص وممثل ولم تكن الحياة بالنسبة لهانز بسيطة أو سهلة بل على العكس فلقد عاني الكثير من المصاعب خلال رحلته في الحياة، ومن خلال تنقله استقر أخيرا في العمل كسوبرانو في المسرح الملكي ولكنه أضطر لتركه بعد أن تغير صوته في مرحلة المراهقة. رحلته مع الكتب والمؤلفات قدم هانز العديد من المحاولات في كتابة الشعر والمسرحيات ولكن لم تحظى هذه المحاولات بأي إعجاب، وفي عام 1822م هيأت لهانز فرصة لإكمال تعليمه من خلال أحد مدراء المسرح الملكي حيث قام بإعطائه منحة لاستكمال تعليمه في المدرسة الثانوية، كما كان له الفضل في إلحاق هانز بجامعة كوبنهاجن في عام 1827 حيث أكمل تعليمه بها. بدأت الأمور تستقر لهانز قليلاً الأمر الذي مكنه من كتابة عدد من القصص وكانت من نوعية القصص المستوحاة من الحكايات الشعبية القديمة، وقام المسرح الملكي بإنتاج إحدى مسرحياته الموسيقية والتي عرفت باسم Phantasier وذلك في عام 1829م، وكانت هذه هي نقطة البداية بالنسبة له حيث بدأ نجمه يسطع كشاعر وكاتب متميز. قام هانز كريستيان في عام 1830 بنشر المجلد المجمع الأول من قصائده، وبعدها بعام قام بنشر المجلد الثاني وكان بعنوان "Fantasies and Sketches" أو الرسومات والتخيلات، هذا بالإضافة للعديد من الأعمال الأخرى. الكتابة للأطفال أول كتاب قام هانز بكتابته للأطفال هو كتاب عن قصص الحوريات وتم نشره في عام 1835م، ولاقي هذا الكتاب نجاحاً باهراً وتوالت أعماله المتميزة بعد ذلك حيث شهدت الفترة اللاحقة لعام 1835 غزارة في الإنتاج بالنسبة له فأصبح يكتب كل عام كتاباً جديداً واستمر في إنتاجه الغزير هذا حتى عام 1872. قام هانز بكتابة العديد من الكتب الشيقة في خلال سنواته الأدبية حيث وصل إجمالي ما كتبه حوالي 168 كتاب نذكر منهم: حورية البحر الصغيرة، البطة الصغيرة القبيحة، عندليب الإمبراطور، الجندي الصفيحي، ثياب الإمبراطور الجديدة، القداحة العجيبة، ولقد تم ترجمة أعمال هانز للعديد من اللغات وتم تداولها ونشرها في ملايين النسخ بالكثير من بلاد العالم وتزخر أغلب المكتبات بهذه الكتب الرائعة. جائزة أندرسون لأدب الطفل تحتل جائزة أندرسون والتي تمنح للمتميزين في مجال أدب الطفل مكانة متميزة بين غيرها من الجوائز، فتعرف كواحدة من أرفع الجوائز والتي يتم منحها لمؤلف ورسام كل عامين وذلك في احتفال رسمي تقوم فيه الملكة مارجريت ملكة الدنمارك بمنح الجوائز للفائزين. توفى أندرسون في الرابع من أغسطس عام 1875 عن عمر يناهز السبعين عاماً بعد أن منح العديد من الأطفال السعادة بمجموعة كتبه الضخمة التي قدمها لهم في شكل سلس جميل حبب القراءة إلى نفوسهم ولم تكن هذه الكتب للتسلية والحكايات الترفيهية فقط ولكن كانت تتضمن الحكمة والمعرفة أيضاً. المصدر:- موقع شبكة الاعلام العربية |
|