كتابة الهمزة
بقلم
محمود عبد الصمد الأسمائي
تعد كتابة الهمزة -في بعض حالاتها- مشكلة لدى كثير من الطلاب؛ ولها قواعد خاصة اصطلح عليها معظم المحدثين، من أعضاء مجامع اللغة العربية وغيرهم. والهمزة همزتان: همزة قطع، وهمزة وصل.
وفيما يلي بيان لكتابة الهمزة:
(همزة القطع)
• الهمزة في أول الكلمة: تكتب مع ألف دائماً.
1- المفتوحة: تكتب فوق الألف:
أَواب - أَشهد - أَمانة.
ملحوظة:
إذا اجتمع في بداية الكلمة همزتا قطع، وكانت الثانية منهما ساكنة.. وجب قلبها ألفا، وتكتب الهمزتان بمدة على الألف، هكذا:
أَأْخذ: آخذ. أَأْمن: آمن
2- المضمومة: تكتب فوق الألف:
أُمّ - أُصالح - أُخِذ.
3- المكسورة: تكتب تحت الألف:
إِنسان - إِنّ - إِجازة.
ولا تتأثر همزة القطع بما يدخل على الكلمة المبدوءة بها من حروف.
تكتب:
أَأَنت - بِأَحسن - سَأُسافر - فَأَر - كَإِنّ - الإِجازة - لأَكتبن...
والحروف التي قد تدخل على همزة القطع، هي: الهمزة، والباء، والسين، والفاء، والكاف، و(أل) التعريفية، واللام.
تبين مما سبق أن الهمزة في بداية الكلمة بقيت على حالها، مع الألف، وفوقه إذا كانت مفتوحة أومضمومة، وتحته إذا كانت مكسورة، ولا تتأثر بما يدخل عليها.
غير أن هناك كلمات قليلة -الهمزة فيها مسبوقة بحرف- وردت على خلاف ذلك، هي:
آحمد. في النداء - لئلا - لئن - يومئذ - ليلتئذ - ساعتئذ - وقتئذ - حينئذ - هؤلاء.
ولا إشكال فيها؛ لقلتها.
ملحوظة:
إذا دخلت همزة الاستفهام على الكلمة المبدوءة بهمزة وصل مكسورة.. حذفت همزة الوصل، نطقاً وكتابة:
أَتخذتم؟ أَصطفى؟ أَخترت؟
أما إذا كانت همزة الوصل مفتوحة؛ بأن كانت في (أل).. قلبت ألفاً، ورسمت هي وهمزة الاستفهام ألفاً عليها مدة:
آلكتاب مفيد؟
• الهمزة في وسط الكلمة:
أ – تكتب على (ألف) في الحالات الآتية:
1- إذا كانت الهمزة مفتوحة، وكان ما قبلها مفتوحاً:
سَأَل - رَأَى - تَأَخر.
وإذا كان بعدها مد بالألف.. فلنا فيها صور ثلاث؛ كلها جائزة:
- يقرأان.
- يقرآن.
- يقرءان.
2- إذا كانت الهمزة مفتوحة، وكان ما قبلها ساكناً صحيحاً:
يسْأَل - مرْأَة - جزْأَين.
يجوز في هذه الحالة، أي الساكن الصحيح الذي يمكن وصله بالهمزة نحو (جزأين)- كتابة الهمزة مفردة على السطر، هكذا: جزءين.
فإن كان الساكن حرف علة.. فبيانه كالآتي:
(الياء): إذا كان ياء.. كتبت الهمزة على «ياء» هكذا: هيْئة.
(الواو، أوالألف): إذا كان ألفا أو واوا.. كتبت الهمزة مفردة، هكذا:
مروءة - توْءم - مِلاءة - يتساءل.
3- إذا كانت الهمزة ساكنة، وكان ما قبلها مفتوحاً:
رَأْس - ضَأْن - تَأْكل.
إلا إذا كان الذي قبلها همزة.. فإنهما تكتبان بمدة على الألف: أَأْكل: آكل.
ب – تكتب على (واو) في الحالات الآتية:
1- إذا كانت الهمزة مضمومة، وكان ما قبلها مضموماً:
رُؤوس - شُؤون - فُؤوس.
ويجوز في نحو (شؤون): شئون. وفي (رؤوس): رءوس.
2- إذا كانت الهمزة مضمومة، وكان ما قبلها ساكناً:
مسْؤول - تثاؤب - موْؤودة - مرْؤوس.
ويجوز في نحو (مسؤول): مسئول. وفي (مرؤوس): مرءوس.
3- إذا كانت مفتوحة، وكان ما قبلها مضموماً:
تُؤَدة - سُؤَال - رُؤَى.
4- إذا كانت الهمزة ساكنة، وكان ما قبلها مضموماً:
مُؤْمن - لُؤْلؤ - لُؤْم.
5- إذا كانت الهمزة مضمومة، وكان ما قبلها مفتوحاً:
أَؤُلقي - قَؤُول - رَؤُوف.
ويجوز في (قؤول) ونحوه: قئول.
ويجوز في (رؤوف) ونحوه: رءوف.
جـ - تكتب على (ياء) في الحالات الآتية:
1- إذا كانت الهمزة مكسورة، وكان ما قبلها: مكسورًا، أومفتوحاً، أومضموماً، أوساكناً:
مستهزِئين - سَئِم - سُئِل - أسْئِلة - صائِم.
2- إذا كانت الهمزة مضمومة، وكان ما قبلها مكسوراً:
مبتدِئون - منشِئون - يستهزِئون.
ويجوز كتابتها على واو.
3- إذا كانت الهمزة مفتوحة، وكان ما قبلها مكسوراً:
فِئَة - قارِئَة - شانِئَك.
4- إذا كانت الهمزة ساكنة، وكان ما قبلها مكسوراً:
مِئْذنة - بِئْر - بِئْس.
د - تكتب (مفردة) على السطر في الحالات الآتية:
1- إذا كانت الهمزة مفتوحة، وكان ما قبلها واواً ساكنة، أو ألفاً:
مروءَة - يتساءَل - مِلاءَة.
2- إذا كانت الهمزة مفتوحة، بعد حرف صحيح، لا يمكن وصله بها:
مرءَتان - جزءان - قرءان.
ويجوز في الكلمتين الأخيرتين: (جزءان، قرءان) كتابتهما هكذا: جزآن - قرآن. فهذه (المَدَّة) تجوز إذا كان بعد الهمزة ألفاً.
• الهمزة في آخر الكلمة:
1- تكتب على (ألف) إذا كان ما قبلها مفتوحاً:
خطَأ - بدَأ - مرَأ - ملجَأ.
وفي النصب: نلحق ألف التنوين، دون تغيير في شكل الهمز.
2- تكتب على (واو) إذا كان ما قبلها مضموماً:
امرُؤ - تباطُؤ - وضُؤ - تكافُؤ.
وفي النصب: نلحق ألف التنوين، دون تغيير في شكل الهمز.
يستثنى من هذه القاعدة: (التبوُّء) وشبهها، مما فيه الواو مشددة؛ فإنها ترسم مفردة.
3- تكتب على (ياء) إذا كان ما قبلها مكسورا:
مساوِئ - طوارِئ - قارِئ.
4- تكتب (مفردة) على السطر إذا كان قبلها: ساكن، أو واو مشددة:
دفْء - جزْء - سُوء - برِيء - شَيء - ضَوْء - التبوُّء.
تنبيه:
- إذا جاءت هذه الهمزة المفردة منونة منصوبة.. كتب ألف بعدها:
جزءاً - سوءاً - تبوُّءاً.
- إلا إذا كان قبلها ألف؛ فلا تكتب هذه الألف (أي ألف التنوين):
ماءً - دواءً.
- وإذا كان قبلها: ياء، أو ساكن صحيح يمكن وصله بها.. كتبت على (ياء)، وبعدها (ألف التنوين)، كما في مثال:
شيئاً - بريئاً - دفْئاً - عبْئاً.
* * *
(همزة الوصل)
سميت بهذ الاسم؛ لأنه يتوصل بها إلى النطق بالساكن. وترسم ألفاً، ويستحسن وضع علامة الوصل (صـ) فوقها. وأستحسن -عند الضبط- وضع الحركة فوق الألف إذا كانت فتحة أوضمة، وتحتها إذا كانت كسرة، هكذا: اَ - اُ - اِ .
ولا مانع من 1- وضع الحركة وعلامة الوصل(صَـ، صُـ، صِـ). أو 2- علامة الوصل فقط. أو3- الحركة فقط. أو4- كتابتها عارية، وهو الشائع ( ا ).
- مواضع همزة الوصل:
وهي واجبة في المواقع الآتية:
• الأسماء:
اِبن - اِبنة - اِبنم - اِثنان - اِثنتان - اِسم - اِست - اِمرؤ - اِمرأة - اَيمن الله، أواَيم الله.
• الأفعال:
1- فعل الأمر الثلاثي:
اِقرأ - اُكتُب.
2- الفعل الخماسي، والسداسي: في الماضي والأمر، والمصدر منهما:
اِنطلَقَ، اِنطلِقْ، اِنطلاقاً - اِتَّحَدَ، اِتَّحِدُوا، اِتِّحَاداً - اِستغفَرَ، اِستغفِرْ، اِستغفاراً.
• الحرف:
في (أل) التعريفية، فقط.
اَلرحمن - اَلرحيم.
- ضبط همزة الوصل:
1- تضبط بالفتح إذا كانت في: (أل) التعريفية: اَلحق - اَلهدى - اَلموت.
أو كلمتي (اَيمن الله، أواَيم الله).
2- تضبط بالضم في فعل الأمر الثلاثي، إذا كانت عينه مضمومة ضماً لازماً، وفي الماضي الخماسي والسداسي المبنيان للمجهول:
اُنصُر - اُخرُج.
اُبتُلي - اُستُشير.
3- تضبط بالكسر في غير ذلك؛ أي في غير مواضع الفتح ومواضع الضم:
اِسم - اِفتَح - اِعرِف - اِنقشَع - اِستغفَر.
اِبنُوا - اِقضُوا - اِمشُوا - اِيتُوا: (ثلاثي، مضموم العين، ضمته غير لازمة).
تتمة:
- لفظ الجلالة الكريم (الله) إذا نودي.. كتبت همزته بهمزة قطع، هكذا: يا ألله، ...
- ما كتب بهمزة وصل إذا صار (علماً) على شيء معين.. كتب بهمزة قطع.
مثل:
الإثنين: علماً على اليوم المعروف من أيام الأسبوع.
أل: علماً على (ال) التعريفية.
إبتسام - إنتصار: علماً على امرأة معينة.
فائدة:
(اَيمن الله): اسم وضع للقسم، وهو بضم الميم والنون، وهو بهمزة وصل كما علمت، ويقال: همزته في الأصل همزة قطع، واشتقاقه من «اليُمن» و«البركة» كما يقول سيبويه، ومن النحويين من يقول: جمع «يمين». ولم يجئ في الأسماء همزة وصل مفتوحة غيرها. وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء، تقول: «لَيْمُنُ الله»؛ فتحذف الهمزة في الوصل. وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير: «لَيْمُنُ الله قَسَمي».
أما كلمة (اَيم الله): فأصلها: «اَيمن الله». ثم كثر في كلامهم وخَفَّ على ألسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوها من «لم يكن» فقالوا: «لم يك» وربما حذفوا منه الياء، فقالوا: «أُمُ الله» وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة، فقالوا: «مُ الله ليفعلن كذا». (بتصرّف من كتاب: معجم القواعد العربية، لعبد الغني الدقر).