بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير(أنت يا نيل)

السحر فيكَ وَفيكَ مِن أَسبابه = دَعة المدل بِعَبقري شَبابه
يا مَعهدي وَمَحط عَهد صِباي مِن = دار تَطرُق عَن شَباب نابه



قَدر الصَحافة قَدرَها فَسَما بِهِ = وَحَبا إِلى المرآة يا مَرحى بِهِ
أَهلاً بِجبار الجُهود يَطل مَن = غَرف السَماء مُلوّحاً بِكتابه



أَنتَ يا نَيل يا سَليل الفَراديس = نَبيل مُوَفق في مَسابك
ملء أَوفاضك الجَلال فَمَرحى = بِالجَلال المَفيض مِن أَنسابك



قالَ صَديقي وَكُلُ ذي أَدَب = صاحب قُربى عِندي وَذُو نَسَب
مالي كَأَن الحَياة ساخِرَة = مِني كَأَن الأَنام يَهزَأ بي



عَجيب أَنتَ يا قَلبي فَكَم ذا = يَهيب بِكَ الجَماك وَتَستَجيب
يَظَل بِكَ الهَوى فَرَحاً وَتَبكي = فَتَشرب مِن مَدامعك القُلوب



يا دَمعَة في الوُجود حائِرَة = تَموج في جِفنِهِ وَتَضطَرب
تَدنو مِن الشَط وَهِيَ والهة = حَيرى وَتَنأى مِن حَيث تَقتَرب



وَعبدناك يا جَمال وَصغنا = لَكَ أَنفاسُنا هياماً وَحُبّا
وَوَهَبنا لَكَ الحَياة وَفَجر = نا يَنابيعها لِعَينيك قُربى



مُدهش ذِكره مُخيف الأَداء = خَير ما في الوُجود مِن أَسماء
سر ما في الحَياة مِن لَيلِها الطا = مي وَلجى فَجرَها الوَضاء



مِن لِنواحة الدُجى بِأَخ يَم = لي عَلَيها الشجي مِن إِيحائه
يُخلص الآلهة العَميقة مِن أَنب = ل أَنفاسه وَأَزكى دِمائه



الرُوح ما الرُوح إِلّا طائر غَرَد = لَهُ جَناحان مِن نور وَظَلماء
كَطائر الرَوض إِلّا أَنَّهُ أَبَداً = يَشدو هُنالك شَدو الحائر النائي



مَوكب النُور أَين أَفضى = بِكَ الطَريق الَّذي سَلكته
وَذَلِكَ القُدس مُذ تَقضى = تَراك في جَدول سَكبته



هَبَ مِن نَومه يُدغدغ عَينيه = مشيحاً بِوَجهِهِ في الصَباح
ساخِطاً يَلعَن السَماء وَما في الأَ = رض مِن عالم وَمِن أَشباح



عوذوا الحُسن بِالرُقى أَو خُذوني = أَنا تَعويذة لِكعبة روحي
قَرِبوها مَجامراً أَنا وَحدي = عوذ لِلجَمال مِن كُل روح



يا مُظلم الروح كَم تَشقى عَلى حَرق = مِما يُكابد مِنكَ القَلب وَالرُوح
هَدى بِجَنبيكَ مَذبوح يَحف بِهِ = في عالم الصَدر قَلب مِنكَ مَذبوح



وَلَمحة مِن تَزاويق الصِبا عَبرت = دُنياي كَالسحر لَم أَحفَل بِها أَبَدا
وَدَعتها غَير مُرتاع لِفرقتها = قَلباً وَلا راجف مِن أَجلِها كَبدا



درج الحُسن في مَواكب عيسى = مدرج الحُب في مَساجد أَحمَد
وَنِمت مريم الجَمال وَديعاً = مُشرِقاً كَالصَباح أَحوَر أَغيد



أَجد وَتَهزَل فيما أَجد = وَتَهرب مِن وَجهِهِ أَو تَند
لَهَوت بِقُدس الهَوى في القُلوب = وَأَنكَرت هَيمَنة المُستَبد



أَيُّها الناعم الغَرير أَحَق = ما بِعَينيك مِن تُقى وَتَعبد
أَنتَ تَطري الجَمال في كُلِ عَين = نَعمت بِالجَمال في كُلِ مَرقَد



تَجري مَع الحُب إِلى غاية = خَبيئة كَالعطر في وَرده
أَدنى إِلى الأَنفُس في طِيبه = بِقَدر ما يوغل في بُعده



ما كُنت أُؤثر في دِيني وَتَوحيدي = خَوادع الآل عَن زادي وَمورودي
غَررنَ بي وَبِحَسبي أَن رِوايَتي = مَلأى هريقت عَلى ظَمَأي مِن البيد



يا طَرير الشَباب مَن صاغَ هَذا = الحُسن في زَهوه وَفي اِستكباره
مَن أَذابَ الضِياء فيهِ وَمِن نَغَ = م شَجو الهَوى عَلى أَوتاره



أَهَكَذا عَوفيت يا فاتر = يَملأ دُنياكَ الهَوى الآسر
يا ثائر العَينين مِن شاخص = مُفزع مَطلَعهُ الساحر



يا دُرة حَفَها النُي = ل وَاِحتَواها البر
صَحى الدُجى وَتَغشا = ك في الأُسرة فَجر



راحَ يَروي صَداهُ = مِن نَفحات العُطور
يَهيم تَبغي يَداه = قَطف جَني الزُهور



ضاقَت بِكَ الأَرض وَضَج الفَضاء = وَزاحَمت دُنياكَ دُنيا القَدَر
يا نَيل يا آية ما لِلقَضاء = مِن جبرة تَدفع شَتّى الصُوَر



ياماء مُحتبساً وَراء النور = عَجَباً خَدَعت بِفَيضك المَسحور
يا حسن حَسبي مِن خِداع السحر = اَو حَسب المَفاتن مِن خِداع الزور



يا خَدن ناضرة الأَزاهر في الضُحى = وَرَبيب زَنبَقة الأَريض الناضر
لَكَ في قَرارة كُل عَين عبرة = حري تَرَقرق ثرة بِمَحاجِري



في غِراري وَكُنتُ حَسَب غِراري = مَن يُوازي صَبابَتي بِأَزواره
نَحنُ شَقا أَبي الهَوى وَنَجيا = أُمه في الثَرى وَحُراس داره



هبه صيغت ذؤابتاه مِن الما = س وَمجدولتاه مِن بَلوره
هبه في نَجره كَرائم فَرعو = ن وَفي قَدرهِ زَخارف دوره



لا تَثأَري مِن فُؤادي = كَفى بِدَمعي ثارا
حَسبي اِفتِئاتاً تَجني = ك نَفرة وَاِزورارا