خاتمة بحث الحروف المقطعة
لقد كان أساس البحث هو أن الحروف المقطعة من متشابهات كتاب العقيدة وبالتالي يوجد تفصيلها داخل الكتاب بناءً على الآية 1 هود وهي: (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير). وقد توصل البحث إلى نتائج تشجع على مواصلة البحث فيها. وقد نتج الآتي:
1- السور التي افتتحت بالحروف المقطعة هي السور التي أنزلت لتفصيل الآية: {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
2- الأسماء المكونة من أكثر من اسم هي أسماء وحدانية لأنها أسماء لصفات الله التي لم يكافئه فيها أحد. أي أنها أسماء لصفات المفاضلة كصفات "الرب الأكرم" ،"أرحم الراحمين" "خير الغافرين"... وبالتالي هي أسماء وحدانية.
3- الألف واللام في أسماء الصفات من أصل الأسماء وليس للتعريف. فالأسماء التي مفتاحها "الم" هي الأسماء التي تبدأ "بالم" كالملك والمؤمن والمهيمن والمعز... وعددها 25 اسماً.
والأسماء التي مفتاحها "الر" هي الأسماء التي تبدأ "بالر" كالرحمن، الرحيم، الرقيب، الرشيد...
الحروف المقطعة هي أسماء مركبة على نهج الاسم "الله الرحمن الرحيم". أي أنها مركبة من الاسم الوتر "الله" ومن اسم شفع كاسم "الرحمن الرحيم". وربما كانت أسماء مركبة من الاسم الوتر ومن عدد من أسماء الله كالاسم (الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر).
4- لقد شك الكفار في أمور مختلفة مما أدى لشكهم في تنزيل الكتاب من عند الله.
وأسباب شك الكفار في كتاب الله كان أساسه شكهم في الأمور التالية:
أولاً: : لم يكن سيدنا محمد رسولاً مرسل بالحق وهو بشر من بينهم
ثانياً : ان سيدنا محمد ساحر وما جاء به هو السحر
ثالثاً: عدم مقدرة الله على إحياء الموتى بعد أن يكونوا عظاماً نخرة
رابعاً: عدم مقدرة الله على إعادة الكون بعد فنائه
خامساً: لم ولن يوجد يوم آخر يعذب فيه الكفار مما جعلهم يستعجلون مجيء ذلك اليوم.
سادساً: لم يكن الله إلهاً واحداً لاعتقاد النصارى أن المسيح عيسى ابن مريم هو ابن الله واعتقاد
اليهود العزير ابن الله.
سابعاً: أن يكون الهدى نعمة ورحمة
كل ظنون الكفار هذه وحججهم الواهية جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم يبتئس ويضيق صدره. فأقسم الله عز وجل لرسوله الكريم بكل اسم من اسماء صفاته التي لا يكافئه فيها أحد لدحض حجة من حجج الكفار، ولتوكيد أن رسالته حق وذلك تسلية وتثبيتاً للرسول ولمن آمن معه. عليه توصل البحث إلى أن:
5- إنكار الكفار للكتاب هو إنكار لمقدرات الذات الإلهية. ولهذا أحسب أن القسم كان بأعظم شيء له صلة بمقدرات ذاته عز وجل. وأعظم الأشياء وأقدسها هي أسماؤه الحسنى التي هي أسماء لصفات مقدراته التي لا يكافئه فيها أحد.
6- الحروف المقطعة هي حروف تتكون منها أسماء وحدانية على وزن البسملة. وبالتالي هن آيات مشابهات للبسملة ومثنيات ومؤكدات لها في المعنى بالرغم من اختلاف الأسماء فيهن. فهن إذاً لسن من متشابهات الأحكام بل من متشابهات الأخبار عن وحدانية الإله. أي أنهن من متشابهات كتاب العقيدة "أحسن الحديث": {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ...} (23) الزمر
7- إن الله قد أقسم بملكه وبمقدرته المطلقة على كل شيء بصورة عامة في كل السور التي ابتدأت بالحروف "الم" أولاً ثم أقسم بالاسم الذي ينفي إدعاءات الكفار في تلك السورة بصورة خاصة. فمثلاً في سورة البقرة كان التركيز على إدعائهم بعدم مقدرة الله على إحياء الخلق بعد موتهم. فأقسم الله باسمه "الله الملك المقتدر" ليؤكد مقدرته على كل شيء بصورة عامة، وباسمه "الله المحي المميت" ليؤكد مقدرته التي لا يكافئه فيها أحد على إحياء الموتى بصورة خاصة.
8- إن أسماء كل السور التي افتتحت بالحروف المقطعة وآياتها الأوائل اللاتي أنزلن بعد الحروف، والقصص التي قصها الله فيهن كانوا دليلاً على موضوع شك الكفار الذي أدى إلى شكهم في كتاب الله والرسالة المحمدية. وبالتالي كانوا دلالة على الأسماء المستنبطة من
الحروف الهجائية على وزن البسملة التي أقسم الله بها لدحض شكهم وتوكيد مقدرته المطلقه.
9-جميع السور التي ابتدأت بالحروف تحتوي على كل أسماء الله الحسنى ولكن التركيز في
10- كل سورة من تلك السور كان تركيزها على موضوع محدد من المواضيع التي أدت إلى إنكار الرسالة .