منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك  مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـة مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجر مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصور مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزة مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزة مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلود مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجير مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة  مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنا مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة  مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجب مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخدير مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حب مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصار مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

  مدلول الحروف المقطعة (حم)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بتول عثمان
.
.


القيمة الأصلية

البلد :
الولايات الأمريكية المتحدة

عدد المساهمات :
93

نقاط :
257

تاريخ التسجيل :
06/10/2015


 مدلول الحروف المقطعة (حم) Empty
مُساهمةموضوع: مدلول الحروف المقطعة (حم)    مدلول الحروف المقطعة (حم) I_icon_minitime2015-10-21, 23:30


المبحث الثالث
مدلول الحروف المقطعة (حم)
إن الحروف "حم" هي مفتاح لاسم واحد هو "الحميد". ولكن عدم الرمز إلي هذا الاسم ب"الح" كالحروف "الم" و"الر" يجعل الاسم الحميد مستبعداً من أن يكون هو المقصود. إذاً يوجد احتمال آخر وهو: أن يكون كل حرف من الحرفين مفتاح لأسماء. أي أن هذين الحرفين تتكون منهما الأسماء التي تجمع بين التي مفتاحها الحرف (ح) وتلك التي مفتاحها الحرف (م). والتأكد مما ترمز إليه هذه الحروف يستدعي حصر الأسماء التي مفتاحها الحرف "ح" وتلك التي مفتاحها الحرف "م " ومعرفة مدلول كل منها، ثم تحليل السور التي افتتحت بالحروف"حم". فإذا تطابق مدلول السور مع الاسم الحميد وحده تكون الحروف هي مفتاح الاسم الحميد ويكون القسم به وحده. أما إذا كان مدلول السور مطابقاً لمدلول الأسماء التي مفتاحها الحرفين"ح" و"م"، سيكون القسم بتلك الأسماء والله أعلم.
الأسماء التي مفتاحها الحروف"حم" ومدلولها
الأسماء التي مفتاحها الحرف "ح"
إن الأسماء التي مفتاحها الحرف (ح) هي الأسماء التي مفتاحها "الح" وهي: الحي، الحكيم، الحسيب، الحفيظ، الحليم، الحميد والحكم. وهي أسماء تدل على صفتي الحياة الدائمة مع الحلم والحكمة. حيث أن الحفظ والحمد مع الحساب والحكم يدلون على الحلم والحكمة.
الأسماء التي مفتاحها الحرف "م"
أما الأسماء التي مفتاحها الحرف "م" فهي الأسماء التي مفتاحها الحروف "الم" والتي مدلولها الملك والمقدرة المطلقة . وقد سبق ذكرها وعددها خمسة وعشرون اسماً.
الأسماء التي مفتاحها "حم"
إذا جمعت الأسماء التي مفتاحها "ح" وتلك التي مفتاحها "م" نجد مدلولها صفتي الحلم والحكمة المطلقتين عند الملك والمقدرة المطلقة. وهي صفة وحدانية لله لا يكافئه فيها مخلوق. لقد أنزلت سبع سور مفتتحة بهذه الحروف هي: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية والأحقاف. واتباعاً للمنهج يتم تحليل السور التي افتتحت بالحروف"حم"
تحليل السور التي افتتحت بالحروف "حم" ومدلولها
سورة غافر
إن أول ما أخبرتنا به سورة غافر بعد الحروف "حم" هو أن الكتاب منزل من "الله العزيز العليم" الذي هو غافر الذنب وقابل التوب وهو شديد العقاب و ذو الطول لقوله تعالى: {حم} {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (1-3) غافر
لقد ذكرت الآية الاسم "الله العزيز العليم". وهو اسم صفة المفاضلة أعز العزيزين وجاء على وزن البسملة ومفتاحه "الع" مما يسند الاتجاه الذي سار فيه البحث. عليه يستنتج أن اسم صفة الحلم عند الملك والمقدرة، المكون من "حم" هو (الله الحليم المنتقم). إذاً جاء الاسم مكون من أحد أسماء الحروف التي مفتاحها الحرف "ح" وأحد الأسماء التي مفتاحها الحرف "م". وبذلك تكون كل الأسماء التي تتكون من الحروف (حم) هي أسماء الحلم والحكمة عند الملك والمقدرة المطلقة على الانتقام. خاصة وأن الآيات تتحدث عن أن الله بالرغم من أنه هو الحق وأن آياته قد أنزلها بالحق، إلا أن الظالمين لأنفسهم، قد كذبوه. فأساس القسم بالأسماء المكونة من الحروف "حم" هو: مواساة الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتثبيته والذين آمنوا معه بأن الكتاب منزّل من رب العزة لا شك فيه. ولهذا أوضح الله لرسوله وللذين اتبعوه وصدقوه أنه حليم على الذين يجادلون في آياته وسيكون مصيرهم إلى النار لا محالة. وأن كل الأمم السابقة قد كذبت رسلها وهمت بهم. وذلك في الآيتين:{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ} {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} (4-6) غافر
واصلت سورة غافر في آياتها التالية الأخبار عن مدى حلم الله على الكافرين بالرغم من مقدرته على تعذيبهم. والآيات هي:{ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ}{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}(12-14) غافر. من هذه الآيات الثلاث تستنبط الأسماء: "الله الحليم المنتقم" و"الله الحكم المقتدر" و"الله الحسيب المنتقم" و"الله الحميد المجيد". والآيتان: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 16-17 غافر. فمعنى هذه الآيات هو: إن يوم القيامة هو الميقات المحدد لحساب الناس على أعمالهم. فالله بالرغم من مقدرته على الانتقام من الكفار إلا أنه أرجأه لميقات محدد. فهو إذاً الحليم عليهم المنتقم منهم. إذاً تظهر الاسماء التي يمكن أن يكون الله قد أقسم بها وهي:"الله الحليم المنتقم" و"الله الحسيب المقيت" و"الله الحكم المقسط". وربما أقسم الله بالاسم الجامعSad الله الحكم المقتدر، الحكيم المقسط، الحليم المنتقم، الحسيب المقيت) والله أعلم.
سورة فصلت
لقد أوضحت آيات سورة فصلت الأولى أن الكتاب قد فصلت آياته بلغة عربية لتخبر الناس أن الله هو الإله الواحد الأحد الذي تجب عبادته وطاعته وحده. ولتنذر من لم يستجب لذلك بعذابه الشديد. والآيات هي: {حم} {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} {بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ} (1-6) فصلت. لقد أنزل الكتاب بالاسم الشفع "الرحمن الرحيم" وإذا أضيف له الاسم الوتر "الله" في بدايته يظهر لنا اسم البسملة " الله الرحمن الرحيم ". فأوضح الكتاب المنزل أن الله قد أنذر الكافرين بالعذاب. فهو إذاً أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين" الرحمن الرحيم " وفي نفس الوقت هو أقدر القادرين والمقتدرين على عذاب الكفار. عليه تظهر اسماء صفة حلمه عند المقدرة "الله الحليم المنتقم" و"الله الحكم المقسط" و"الله الحسيب المقيت" المكونين من الحروف "حم"
لقد لخصت الآيات التالية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} (43) فصلت محور السورة الذي يوضحه المعنى الآتي: ما يقول لك هؤلاء المشركون -أيها الرسول-إلا ما قد قاله مَن قبلهم مِنَ الأمم لرسلهم, فاصبر على ما ينالك في سبيل الدعوة إلى الله. إن ربك لذو مغفرة لذنوب التائبين, وذو عقاب لمن أصرَّ على كفره وتكذيبه.)
عليه أحسب أن الله قد أقسم بأسمائه الحسنى ليدحض حجة الكافرين الواهية عندما كفروا بالكتاب العزيز الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وبإنكار الكتاب يكونوا قد أنكروا وحدانية الله وأنكروا اليوم الآخر وأنكروا رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم. فخفف الله على رسوله عليه السلام بقوله له: مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}. والآية الآتية تعضد هذا المعنى: {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} (147) الأنعام
فاسم السورة " فصلت " توضح أن آيات الكتاب قد فصلت وفسرت لتوضيح هدى الله ورحمته ومغفرته للعباده وفي نفس الوقت عذابه الشديد لمن يكفر به فلا عذر للكفار على تكذيبه. وبالتالي يكون لاسم السورة صلة واضحة بالحروف " حم " ومدلولها. بذا نصل إلى أسماء صفة مقدرته المطلقة على الانتقام مع حلمه (الله "الحليم المنتقم")، (الله "الحكم المقسط")، ( الله الحسيب المقيت) التي أحسب أن الله قد أقسم بها. وربما يكون القسم باسم واحد (الله الحكم المقسط، الحليم المنتقم، الحسيب المقيت) والله أعلم.
سورة الزخرف
إذا تمعنا في معنى الآيات الأُوائل "1-4" في سورة الزخرف نجده مطابقاً لمعنى الآيات الأوائل في سورة فصلت. ومعنى آيات الزخرف:{حم} {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} 1-4 الزخرف. فالآية الأولى بها قسمان: أحدهما بأسماء المفاضلة المكونة من الحروف "حم" وثانيهما بالكتاب المبين. ثم خاطب المولى عز وجل الكفار بقوله:{أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ} 5 الزخرف. والآيتان:{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ} {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} 7 الزخرف فيهما تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم كي لا يضيق صدره من استهزاء الكفار والمنافقين. ولما استنكر الكفار نزول القرآن على رجل لا يعتقدون أنه من عظمائهم لما جاء في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ} {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (30-31) الزخرف أخبر الله رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بأن الكفار لن ستمعون له لأنهم كالصم والعمي الذين لا يسمعون ولا يرون. ولهذا سينتقم الله منهم وهو المقتدر على ذلك ولكنه حليم عليهم وذلك في قوله تعالى: {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ} {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ} (40-42) الزخرف
فيستنبط من الآيات الأسماء المكونة من الحروف "حم" وعلى وزن البسملة وهي: (الله الحسيب المقيت) و(الله الحليم المنتقم) و(الله الحكم المقسط) والله أعلم. هذا وقد جاءت خاتمة السورة مجسدة لحقيقة عفو الله عند المقدرة كما يلي: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ} {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (88-89) الزخرف
فالأسماء التي أحسب أن الله قد أقسم بها وبالكتاب المبين هي: (الله "الحكم المقسط") و(الله الحليم المنتقم) و(الله "الحسيب المقيت")...الخ. وربما كان اسماً واحد أحسبه (الله الحكم المقسط، ، الحليم المنتقم والحسيب المقيت) والله أعلم.
واسم السورة الزخرف يدل على مقدرة الله على أن يجعل للكفار بيوتاً سقوفها من فضة ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون وزخرفاً ولكنه أراد للناس أن يكونوا أمة واحدة. كما يدل على حلمه عليهم بأن تكون بيوتهم من فضة لولا أنه أراد وحدة الأمة لقوله تعالى: {وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ {وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} (33-35) الزخرف
سورة الدخان
إن آيات سورة الدخان الأولى جاءت على نهج سورة الزخرف حيث أقسم الله فيها بأسمائه التي لا يكافئه فيها أحد وأقسم أيضاً بالكتاب المبين بأن الكتاب رحمة وأنه المحي المميت للخلق وذلك في في الآيات: {حم}{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ}{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}{أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}{رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}{رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ}{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} 1-8 الدخان توكيداً لنزول الكتاب وعظمته. وبالرغم من توضيح وحدانية الله بملكه ومقدرته على كل شيء وهيمنته على الكون وتدبيره لأموره إلا أن الكفار في شك من ذلك لقوله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ } {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}{أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ} {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ}{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} (9-16) الدخان. فأكد الله لرسوله الكريم أنه سينتقم منهم حين تأتي السماء بدخان واضح، أي في وقت محدد.
ومن هذه الآيات نستنتج الأسماء المكونة من الحروف "حم" الآتية: "الله الحكم المقتدر" و"الله الحليم المنتقم" و"الله الحسيب المقيت" والتي يمكن أن يكون الله قد أقسم بكل اسم أو باسم واحد مكون منها هو: (الله الحكم المقسط، الحسيب المقيت، الحليم المنتقم)
ثم اختتمت السورة بآيتين مغزاهما هو: حلم الله على الكفار وتثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم مما يدل على أنه قد ضاق صدره بتكذيب الكفار لرسالته. فخفف عليه ربه تعالى بأن أكد له أن القرآن قد يسر له بلغته من أجل أن يتذكر الناس به. ثم ثبته بأن طلب منه أن يترقب مجيء ذلك اليوم الذي سيعلم فيه كم كانوا مرتقبين. والآيتان هما: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} {فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ} (58-59) الدخان
ومن هذه الآيات يمكن استنباط أسماء الصفات التالية: (الله "الحسيب المقيت") و(الله "الحكم المقسط" ) و(الله "الحليم المنتقم")أو (الله "الحكم المقسط الحسيب المقيت الحليم المنتقم).
لقد كان اسم السورة دلالة على أولاً: الموضوع الذي ركزت عليه وهو يوم الدين أي الميقات الذي حدده الله للإنتقام من المجرمين. وثانياً كان دلالة على أسماء القسم من "حم" والله أعلم.
سورة الجاثية:
إن آيات الجاثية: {حم} {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ} {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (1-8) الجاثية
يستنبط منها ما استنبط من جميع السور وهو: توكيد أن الكتاب قد أنزل من الله على رسوله الكريم. مما يدل على أن الرسول قد حزن لعدم تصديق رسالته. فأكد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين قدرته ووحدانيته بخلقه للسماوات والأرض وكل ما فيهن وما بينهما وما تحت الثرى. ثم توعد الله الذين استكبروا وكذبوا الرسول بالعذاب الشديد. والآية التالية توضح مدى رحمة الله لعبيده وهو أقد القادرين على حسابهم: {قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ} (14) الجاثية
لقد كان تركيز آيات سورة الجاثية على إنكار الكفار للساعة بسؤالهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليهم بآبائهم إن كان من الممكن إحياء الموتى عند الساعة، وقد ورد ذلك في الآيتين: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}24-25 الجاثية
أما الآية التالية:{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} (32) الجاثية فقد كانت توكيداً للموضوع الذي ركزت عليه السورة وهو شك الكفار في قيام الساعة وعدم تيقنهم منها. فهو إذاً شك في مقدرة الله على إحياء الموتى ووحدانيته وتنزيل الكتاب على رسوله صلى الله عليه وسلم. عليه تكون الاسماء التي أحسب ان الله قد أقسم بها هي نفس أسماء السور السابقة وهي: (الله "الحكم المقسط")، (الله "الحسيب المقيت") و(الله "الحليم المنتقم"). أو بالاسم الواحدSadالله الحكم المقسط الحسيب المقيت الحليم المنتقم) والله أعلم.
إن خضوع كل أمة لله سبحانه وتعالى يوم القيامة، حين تدعى كل أمة جاثية بكتابها الذي أعرض عنه الكثيرون يشير إلى مقدرة الله على الانتقام منهم وفي نفس الوقت يشير إلى حلمه المطلق على الكفرة الفجرة إلى الميقات المحدد. إذاً اسم السورة "الجاثية له صلة أولاً بالموضوع الذي ركزت عليه السورة وثانياً بالأسماء التي يمكن أن يكون الله قد أقسم بها والله أعلم.
سورة الأحقاف
لقد ابتدأت السورة بالآية "حم" كسابقاتها وجاءت الآيات التي تليها توكيداً لنزول الكتاب من عند الله. وأن الله قد أنزله لينذر الناس بأن خلقه للسماوات والأرض قد كان بالحق وبأجل مسمىً. ولكن كفر البعض بما أنذروا به. والآيات هي: {حم} {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ} (1-3) الأحقاف
ونهاية السورة جاءت تلخيصاً لما ركزت عليه السورة وهو حلم الله على الكفار وصبره عليهم إلى أن تقوم الساعة تثبيتاً لرسوله صلى الله عليه وسلم . حيث طلب الله سبحانه وتعالى من رسوله الكريم أن يصبر كما صبر الرسل من قبله، وأن يكون حليماً، كما ورد في الآيات التالية: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (33-35) الأحقاف. فطلب الله من رسوله الكريم أن يصبر على الذين كفروا برسالته هو أكبر دليل على حلم الله مع مقدرته على الانتقام. وبالتالي أحسب أن القسم في جميع السور التي ابتدأت بالحروف "حم" من أسماء الصفات: (الله الحليم المنتقم)،(الله الحسيب المقيت)و(الله الحكم المقسط) و...الخ. فكل السور متشابهة في المعنى ولهذا اشتركت في الأسماء التي يمكن أن يكون الله قد أقسم بها، بالرغم من اختلاف أسباب إنكار الكفار للكتاب ولرسالة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والله أعلم.
سورة الشورى:
لقد اختلفت سورة الشورى عن السور التي ابتدأت بالحروف (حم) بأن أضيفت إليها حروف أخرى وهي الحروف (عسق). فأحسب أن هذه الحروف تجمع بين أسماء صفات كثيرة وهي التي مفتاحها الحرف(ع) وتلك التي مفتاحها الحرف (س) وأخرى مفتاحها الحرف (ق). وذلك لعدم وجود أسماء مفتاحها كل هذه الحروف حسب علمنا المحدود من كتاب الله العزيز.
عليه سوف يتم حصر كل أسماء الصفات التي مفتاحها الحرف "ع"، وتلك التي مفتاحها الحرف س، والتي مفتاحها الحرف ق" لنتفكر في مدلولاتها بعد إضافتها لأسماء صفات الحروف "حم". ومن ثم يتم تحليل السورة لمعرفة الصلة التي تربط هذه الحروف بموضوعها واسمها.
الأسماء التي مفتاحها الحروف "ع" ، "س" ، "ق"
هذه الأسماء تدل على صفات العزة والعلم والعدل والعلا والعظمة والسلم والسمع والقدرة والقوة والقهر. وقد أضيفت للأسماء التي تدل على صفات الحلم والحكمة والحكم والملك والمقدرة.
ثانياً- تحليل سورة الشوره
تشير الآيات: { حـمۤ }{ عۤسۤقۤ }{كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}{ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (1-4) الشورى إلى أن الكفار قد شكوا فيما أوحي إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أن الله هو العزيز الحكيم. ولهذا أقسم الله تعالى لرسوله الكريم بأن اسم صفته "الله العزيز الحكيم" قد أوحي به إليه وإلى كل الرسل من قبله وأن ملك السماوات والأرض لله وحده الذي اسمه "العلي العظيم". فلا يلتفت إلى الذين كفروا ولا يهتم لما يقولون. وقد كان معنى هذه الآيات كالآتيSadكما أنزل الله إليك -أيها النبي- هذا القرآن أنزل الكتب والصحف على الأنبياء من قبلك، وهو العزيز في انتقامه، الحكيم في أقواله وأفعاله. لله وحده ما في السموات وما في الأرض، وهو العليُّ بذاته وقدره وقهره، العظيم الذي له العظمة والكبرياء) فمن هذا المعنى ظهرت الأسماء "العزيز، العليّ، العظيم، القدير والقهار" التي مفتاحها الحرفين "ع" و"ق". أما الآية: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} (6) الشورى فقد أظهرت اسم صفة المفاضلة التي لا يكافئ فيها الله أحد " الله الحفيظ المقيت". حيث أنه يحفظ أعمال الذين اتخذوا من دونه أولياء ويؤجل عذابهم حلماً وصبراً لميقات يوم معلوم.
والآيتان {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي علَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (10-11) الشورى خطر إلى ذهني منهما السؤال التالي: لماذا يرد حكم ما اختلف فيه إلى الله؟ فأوحت إلى خواطري من الاسم "الشورى" ومن أسماء الحروف "حم" و"عسق" ، أن الأمر يخص إتخاذ القرارات التي تخص المصلحة العامة. حيث أن قرار كل فرد يخصه وحده. ولكن إتخاذ القرارات العامة يحتاج إلى أن تتوفر في متخذها صفات الحلم والحكمة والقوة والمقدرة والعدل والعلم والسمع والسلم و... حتى تكون قرارات محكمة صائبة. وبما أن هذه الصفات لا يمكن أن تجتمع في شخص واحد لما في الخلق من نقص، كان الأمر شورى بين الناس لضمان توفرها في عدد كبير منهم. فما ينقص أحدهم من هذه الصفات لابد أن يتوفر في غيره. ولكن كل هذه الصفات تجتمع في الخالق عز وجل وحده الذي يوصف بالكمال وحده ولا كمال إلا له ولهذا كان مرد الحكم المختلف فيه لله . ومن كل هذه المعاني تظهر أسماء صفاته التي لا يكافئه فيها أحد المكونة من الحروف "حم وعسق" والتي على وزن البسملة. وهي "الله الحكم المقسط" الذي هو اسم صفة المفاضلة "أحكم الحاكمين". و" الله السميع العليم " الذي هو اسم صفة المفاضلة "أعلم العالمين". ومعنى الآيتين:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (49-50) الشورى يشير إلى اسم الوحدانية المكون من الحروف عسق وهو "الله العليم القدير). وفي نهاية الآية: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (51) الشورى ورد الاسم "العلي الحكيم" وهو اسم صفة المفاضلة "أعلى العالين".
لقد أوضح الله لعباده في سورة الشورى أنهم إذا اختلفوا في شيء وهم عصبة فالحكم إليه وحدهّ! أي أن الخالق الذي خلقهم يعلم ما فيهم من نقص. ولهذا لابد أن يكون أمرهم شورى بينهم. وما اختلفوا فيه لابد ان يرد إلى قرار الكامل المكمل الله سبحانه وتعالى الذي يُرجع إليه الأمر كله كما في الآية: (وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) 10 الشورى
وأسماء صفات الله التي يمكن أن يكون قد اقسم الله بها هيSadالله الحميد المجيد)، (الله الحكم العدل)، (الله الحفيظ المقيت)،(الله السميع القدير)،(الله العلي القدير)، (الله العزيز القوي)، (الله العزيز القهار)، (الله السميع العليم)، (الله الحليم المنتقم)، (الله الملك السلام)...الخ.
فاسم السورة (الشورى) كان مدلوله هو مدلول الحروف المقطعة التي تتكون منها أسماء الله الحسنى. أي أنها دلالة على أن الشورى تعتبر من أهم مقومات المؤمنين التي تجعلهم يطبقون قوانين الله وسنة رسوله فيهزمون الكفار وتقوى شوكة الاسلام .
فإذا تمعنا في السبع سور التي افتتحت بالحروف “حم"، نجد أن الكتاب قد أنزل من المولى عزّ وجل بأسماء مختلفة، وكلها مركبة. فمنها الشفع أي المكون من اسمين كتنزيل من "الرحمن الرحيم" سورة فصلت، ومنها الثلاثية كتنزيل الكتاب من "الله العزيز العليم" سورة غافر، وتنزيل الكتاب من "الله العزيز الحكيم" سورة الجاثية.
إذاً توجد أسماء صفات مفاضلة شفع مكونة من حرف محدد "كالرحمن الرحيم" و"العزيز العليم" وتوجد أسماء مفاضلة شفع مكونة من مزيج من الحروف "كالعزيز الحكيم". وكل هذه الأسماء هي أسماء صفات مفاضلة قد سمي الله بها نفسه ولم يتسم بها مخلوق غيره. ولهذا جاء مدلولها واحد لا اختلاف فيه بالرغم من اختلاف الأسماء والألفاظ، الأمر الذي يعضد ما توصل إليه البحث والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

مدلول الحروف المقطعة (حم)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» مدلول الحروف المقطعة (الر)
» مدلول الحروف المقطعة (كهيعص) و(ص) و(ن) و(ق)
» خاتمة مدلول الحروف المقطعة في بداية السور
» مدلول الحروف (طه، يس وطس) والحروف (طسم ، المر والمص)
» من عجائب الحروف المقطعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  التعارف والتهاني والتعازي فقط-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


 مدلول الحروف المقطعة (حم) 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اللسانيات العربي اسماعيل النحو الخطاب النقد ظاهرة كتاب موقاي مبادئ الأشياء البخاري مجلة بلال الخيام ننجز العربية محمد الحذف المعاصر مدخل النص التداولية على قواعد اللغة


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع