اللغة عند فيتجنشتاين هي بمثابة لعبة يستغلها الانسان في الاحتكاك مع العوالم الخارجية ،و دلك عن طريق كشف كينونة الاشياء و التفاعل معها.
تعد فكرة العاب اللغة التي جاء بهاالفيلسوف اللغوي فيتجنتتاين ،فكرة عبقرية تبين و بطريقة غير مباشرة ان اللغة موضوع متشابك العوالم، لا يستطيع فك رموزه دلك التظافر العلمي و المنهجي المطروح من قبل مختلف العلماء المتخصصين في مباحث متعددة، و الدين حاولو بالتفاتاتهم المبهرة و تحاليلهم المنطقية في كل مرة حل عقد اللغة و افناء لغزها الغامض ،و بالتالي عرضها بصورة بينة تزيل الشك و تقطع العناء.
ان هده الفكرة المثالية التي استلهمت الباحثين ،اعاقت معظم الابحاث اللسانية و خاصة منها الدلالية لانها لم توفق و بشكل مطلق ان تزاوج بين ثنائية الشكل و المحتوى مزاوجة تدفع الشك باليقين ،بل وسعت مداخل الجدال و فتحت ابواب الاستفتاء و الحيرة ،التي افرزت معطيات و افكارا ارتكزت جلها على خلفيات فلسفية و منطقية ابطات بمقوماتها الاستمرارية و التجدد المعرفي ،و خلقت فجوة عميقة حالت دون تكاملية معظم النتائج و القوانين
يقول فيتجنشتاين في نهاية كلامه ان كل ما نستطيع ان نقوله يجب ان يبقى في طي الكتمان، ادا تاملنا جيدا في شرح مفردات هدا القول و اولناه بفكر يعتمد دور البنية العميقة في ابانة معاني مصطلحاتها وجدناه يصرح في هدا المقام بضرورة اخفاء المعنى او محتوى الحدث الكلامي الدي يحقق لنا عملية التواصل، و بالتالي مكوثه في حالة غموض و عدم ايضاح او تصريح بقوله يجب ان يبقى في طي الكتمان، و هدا اجحاف واضح في حق كل من المعنى و هدف اللغة، فادا كانت لعبة اللغة لا تصيب المعنى، فمن البديهي ان تفتقدالى الجوهر الوظيفي للغة و هي التاثير،و لا يكون دلك الا بفهم المعنى، و بالتالي احداث اضطراب في عملية التواصل.
و بعد دراسة جادة حول فكرة العاب اللغة، وجدت ان فيتجنشتاين ركز في تفسيره لها على الجانب الظاهر في تفاعل اللغة مع العوالم الخارجية اي لعبة اصابة المدلولات فقط، متناسيا حلقة مهمة تاتي في مقدمة اللعبة، و هو ما يحدث في مستوى الدهن من عمليات اختيارية في قائمة الدوال، فهي ادا بمثابة لعبة الكترونية تتحكم فيها كل من القدرات الفكرية و النزعات النفسية المصاحبة للحدث الكلامي، و الدي يسجل نهاية اختياره في محصلة الالة اللغوية،التي تترجم باصوات موافقة لمدلولاتها الطبيعية.
هنا ناتي ونؤكد على فكرة اهمال فيتجنشتاين قيمة المعنى في تحقيق التواصل اللغوي ،لاسباب عديدة جعلت منها عائقا امام التداولية ، التي كانت انطلاقاتها من مرجعيات فلسفية اهملت المعنى الدي هو بؤرة ابحاثها العلمية، خاصة و ان هدفها الاساسي هو البحث في العلاقة القائمة بين العلامة اللغوية و مستعمليها ،و هدا لا يحصل الا من خلال ادراك المعنى و تحصيله
و بالرغم من انتقالة فيتجنشتلين المنهجية التي تخطى بها دراسة اللغة المثالية ،او ما اطلقت عليه جوليا كريستيفا باللغة المحتمل ،الى دراسة اللغة العادية المتداولة بين عامة الناس ،نجده في معظم مفاهيمه و افكاره يستقيم للبنى اللغوية القاعدية المحكومة بجملة المستويات المقننة و المتشابكة في محور اللغة النظامي، و هدا ما جعل الكثير من علماء اللغة ينتقدونه في بعض ارائه الانزياحية و الممثلة تمثيلا مطلقا لمنهج الفلسفة التحليلية، هدا فضلا عن انصرافهم عن الفلسفة الوضعية، و رفضهم لها في جوانب عديدة و الاطاحة بمنهجهم الميتافيزيقي الدي كان لا يتخد من اللغة لا وسيلة و لا غاية في حد داتها.
ومنه ادن هده الفكرة التي جاء بها فيتجنشتاين، لا يمكن تعميمها على كافة الخطابات اللغوية و خاصة منها العفوية التي تستسيغ السهل البسيط، و انما توافق تلك الاعمال الادبية و الابداعية دات اللغة الراقية ،التي يمكن ان تفرز لنا نوعا من السيميائيات الرمزية و هو ما اطلق عليه الفيلسوف و العالم اللغوي ايميل بنفست بالسيمياء التضمينية، حيث تصبح مدلولات المستوى الخطابي الاول بمثابة علامات لغوية في المستوى الخطابي الثاني.