صفات المعلم المثالي


________________________________________
صفات المعلم
شخصية تنظر إلى دورها في التعليم على أنه رسالة تؤدّى ، وليس وظيفة. وشخصية تضع نصب عينيها أن هذه المهنة ، هي مهنة الأنبياء والرسل وأصحابها هم ورثة الأنبياء وهم الذين يرفعون عن الناس الجهل فينقلونهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم والإيمان والمعرفة . وحسْب المربى شرفاً أنه دال على الله تعالى , يرشد الناس إلى الطريق الموصلة إلى خالقهم وباريهم , ويدلهم على معبودهم والغاية التي من أجلها خلقوا ، علاوة على تعليمهم الخلق القويم والسبل التي تكفل لهم حياة طيبة .
المربي يعيش بين عناء الوظيفة وشرف المهنة
لذلك نقول يا أيها المعلم : إن مهمتك عصيبة جداً ، ولكنك داعٍ إلى الله ، وحامل لواء المسلمين فلا يؤتى الإسلام من قبلك ، وهنيئاً لك [ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله ] وهنيئاً لك أنك تُعلم الناس الخير ، وهنيئا أن الله تعالى في عليائه وأهل السماوات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحيتان في البحر يصلون على معلم الناس الخير .
وكما تعلمون أن سياسة التعليم تنبثق من الشريعة الإسلامية ، ويجب أن تكون لها أهداف وغايات عظمى لا يمكن أن تتحقق ( بعد توفيق الله ) إلا من خلال معلم ذي شخصية سوية في صفاتها وخصائصها ، في آمالها وتطلعاتها ، في مقاييسها وموازينها ، لم تمسخ فطرتها ، ولم تنحرف أفكارها .
ما هي أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في المشرف؟
أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في المعلم
اولاً: الصفات الإيمانية والخلقية
ثانياً: الصفات المهنية
ثالثاً : الصفات الشخصية
رابعاً : الصفات العقلية
خامساً : الصفات الوظيفية
سادساً : الصفات البدنية
سابعاً : الصفات الاجتماعية

أولاً: الصفات الخلقية
1الإخلاص 2-التقوى 3-استشعار المسؤولية 4-عدم الاستعجال
5-شهم قوى 6-تواضع إنساني
أولاً: الصفات الخلقية
1- الإخلاص
فعلى المربى الداعية أن يحرر النية ، ويقصد وجه الله تعالى في كل عمل يقوم به ، ليكون عند الله من المقبولين ، وبين تلاميذه من المحبوبين والمؤثرين .
قال تعالى : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا(
والثمرة التي يجنيها هي تنفيذ منهج التربية على الدوام وإفادة وتربية الطالب ، وأيضاً يحظى بثواب الله ورضوانه ، ويظفر بدار المقامة في جنات الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر
__________________
3- استشعار المسؤولية
وقد جاء في حديث البخاري ( أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلّكُمْ مَسْئُول عَنْ رَعِيَّته ) وَالرَّاعِي هُوَ الْحَافِظ الْمُؤْتَمَن الْمُلْتَزِم صلاح مَا اُؤْتُمِنَ عَلَى حِفْظه فَهُوَ مَطْلُوب بِالْعَدْلِ فِيهِ وَالْقِيَام بِمَصَالِحِهِ .
ولذلك عليه أن ينطلق بكليته في مراقبة وملاحظة الطالب ، وفي توجيهه وتعويده وتأديبه ، وَلابْنِ عَدِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ أَنَس " إِنَّ اللَّه سَائِل كُلّ رَاعٍ عَمَّا اِسْتَرْعَاهُ حَفِظَ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ
فالمربى يجب عليه أن ينهض بهذه المسئولية على أكمل وجه ، واضعاً نصب عينيه غضب الله تعالى عليه إذا هو فرّط ، لأن المسؤولية يوم العرض الأكبر ثقيلة والمحاسبة عسيرة ، والهول عظيم .
__________________
4-عدم الاستعجال
عدم استعجال ثمرة جهدك وجهادك وتعليمك ودعوتك ،فما أنت إلا مجرد زارع يغرس الزرع ويبذر البذر ويفعل السبب
فلا تتوقع أن يثمر جهدك في كل من هم حولك فقد لا يخرج من مائة علمتهم ودعوتهم عشرة بل واحد
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً ) " فالمقصود أن التوفيق بيد الله عز وجل ، وما المربى إلا مجرد سبب له فقط ، فقد ينجح من يظن به الفشل وقد يفشل من يظن به النجاح والسعيد من وفق .




5
-شهم قوي
والمربى الكفء هو الذى يتحلى بالشهامة وقوة النفس وشدة الإيمان ، فهو يقدم كل ما عنده من علم وفكر وخبرة وجهد وقوة إلى كل تلامذته وإلى كل من حوله دون ان يطلب منه أحد هذا التقديم ، بل هو يساعد كل تلميذ أو غيره يشعر بأنه فى حاجة إلى تلك المساعدة دون طلب.



ثثانيا ً:الصفات المهنية
1-استعداد مهني
إن مهنة التعليم يستلزم لها استعداد ، وهذا الاستعداد يوجد عند البعض ولا يوجد عند البعض الآخر، وهناك مقولة متداولة تتضمن " ان المربى يولد معلما بمعنى أن المربي يولد ومعه صفات خاصة تؤهل لمثل هذه المهنة عندما يكبر ومن هذه الصفات على سبيل المثال لا الحصر :

قوة الشخصية.
الصوت الواضح المؤثر.
الملامح المعبرة المؤثرة فى الآخرين.
إن هذه الصفات وغيرها التى يتحلى به المربي الناجح تولد معه ،وتنمو فى أثناء نموه ، حتى يكتمل نضجه فتكون له خير معين لأداء مسئوليات هذه المهنة وأدوارها.


دالتفوق الأدائي
هناك العديد من المؤشرات تؤكد التفوق الأدائي للمعلم الناجح ،
وأن أهمها أنه يمتلك شخصية دافعة ومثيرة للاهتمام ومشوقة
وهو يستمتع بما يعمل ، ويساند تلاميذه فى أعمالهم ،
وهو يمتلك الحماس فى العمل والدفء الوجدانى وروح الدعابة.
والحماس من أكثر مواصفات المعلمين ارتباطا بالنتائج المرغوب فيها عند التلاميذ ،
فالمربى المتحمس ينقل إلى تلامذته أنه واثق من نفسه ويستمتع بما يعمل ،
وأنه يثق فيهم ويحترمهم ، وأن المادة الدراسية التى يدرسونها ذات قيمة عالية .

________________________________________
4-الثقة المتبادلة
الثقة تعنى :
أن التلاميذ يعتقدون أن المربى يثق فيهم ويعتمد عليهم.
والتلاميذ يثقون فى معلمهم لما يحمل من : مؤهلات – ووسائله التعليمية –وسلوك متميز .


5-عاشق مهني
وهو أيضا يساعدهم على المثابرة فى أداء مهامهم ، ويثير دافعيتهم ويقودهم إلى زيادة التعلم والرضا عما يتعلمونه.والدفء الوجدانى وروح الدعابة يسهمان فى توفير بيئة آمنة منتجة بتوفير المساندة للتلاميذ ، وهذا يزيد من إقبال هؤلاء التلاميذ على التعلم ، ويقلل من سوء سلوكهم


6-فنان مسرحى
هناك عناصر مشتركة بين العمل الذى يقوم به المربى فى وسط تلامذته والعمل الذى يقوم به الفنان المسرحى فى وسط جمهوره ، فالمربى أمام ومع تلامذته فى تفاعل واندماج حتى يحقق من خلال محتوى تعليمي ووسائل تعليمية أهدافا تربوية منشودة وكذلك الفنان على المسرح أمام جمهوره يندمج من خلال نص مسرحى فيؤثر بانفعالاته مع المؤثرات الصوتية والضوئية ، ومع تغير فى نبرات صوته فى هذا الجمهور ، لدرجة أن هذا الجمهور يمكن ان يحزن لدرجة البكاء ، او يضحك لدرجة القهقهة من تأثير الفنان المسرحى ، رغم أنه يعلم أن هذا تمثيل وليس موقفا حقيقيا ، وهذا بسبب أن هذا الفنان المسرحى ينجح فى أدائه المميز بصدق.
والمربى الناجح هو الذى يمتلك قدرات ومهارات وآليات وإمكانيات الفنان المسرحى الناجح.


7-مرجع تعليمي
يعد المربي الناجح مرجع تعليمى فى مجال تخصصه، فهو متفهم تفهما كاملا لأساسيات ومفاهيم وحقائق مادته ليكون متمكنا من مجال هذا التخصص.
وعليه دائما أن يستزيد من معلومات وأفكار ومعارف مادته الدراسية،وذلك عن طريق الإطلاع على كل ما هو جديد فى الكتب والمراجع الحديثة وعلى شاشات الكمبيوتر والانترنت.

8-عالم تربوي
على المربي الناجح أن يكون على دراية كاملة بكافة الأمور التربوية المختلفة فيعرف المفهوم الصحيح للتربية ، وكيف أنها تنمية لجميع جوانب التلميذ( معرفي – وجداني – مهاري ) فى شمول وتكامل واتزان .

9- مراعاة الفروق
مراعاة الفروق الفردية : فيجب عليه ان ينظر للتلاميذ على انهم مختلفون فى قدراتهم وانهم ليسوا عل مستوى واحد . فيقدم لهم ما يناسب مستوى كل منهم.
__________________


ثالثاً : الصفات الشخصية
1- قائد إدارى
إن المربى فى إدارته لفصله وتلامذته قائد تربوى ، فهو يستطيع أن يقود تلامذته بنجاح ، وهم سعداء بهذه القيادة الرشيدة

2- سمو فكري
الفكر هو،حصيلة عمليات التفكير الهائلة التى قام بها ذهن الفرد طوال سنوات حياته .
ان من الصفات البارزة للمعلم الناجح ... سمو فكره .ويتمثل فى :
تحرر فكره من الأخطاء.
خبرة فى اتخاذ القرارات الصائبة .
متفهم للمواقف.. ويقبل الأعذار المنطقية .
التنظيم والخبرة فى عرضه للمعلومات ، وفى انتقاله من نقطة الى أخرى.
استخدام الألفاظ الواضحة واللائقة .
واسع المعرفة و الخبرة.
لديه نظرة كليه للمواقف .
غالبا ما يدلل على ما يعرضه من معارف بأمثلة من
القرآن الكريم والأحاديث ومواقف السنة الشريفة .
متزن فى انفعالاته ، ومنضبط فى ردود أفعاله.
المراجعة المتأنية لوجهات النظر المختلفة.

- عادل وموضوعي
إن المربى مطالب بأن يتعامل مع جميع تلامذته على أنهم سواء بغض انظر عن أوضاعهم الاجتماعية المتفاوتة التى قد يعلمها.
كما تبدو عدالة المربى وموضوعيته فى تشجيع المجتهد من تلامذته بكافة الوسائل، وكذلك توقيع العقوبة المناسبة على المقصر منهم .

4- انتماء وطني
إن كل فرد ينتمى بالضرورة إلى وطن وإلى جماعة، وقد يقف هذا الانتماء عند حدود الارتباط القانونى الذى يمنح الفرد جنسيته بعينها، وقد تنحصر مشاعر الحب والمصلحة داخل حدود الفرد نفسه، وداخل حدود أسرته، أما أن يتعدى هذا الانتماء تلك الحدود، فيغرس فى الفرد مشاريع الحب والولاء والمصلحة لهذا الوطن، بحيث يعى الفرد تاريخ وطنه وقضاياه ومشكلاته وآماله وطموحه، وينفعل بها وينشط للمشاركة تحقيقا لمصلحة الجماعة التى تشكل جمهور الوطن كله فهذا كله يسمى " الانتماء الوطنى “.حديث "إنك لأحب البلاد إلى الله، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت".

5- تطلع مستقبلي
استشراف المستقبل أمر هام فى حياة الأفراد وحياة الشعوب .
وينبغى لكل فرد عاقل متعلم ناضج أن يخطط لمستقبله فى مجالاته التخصصية والمهنية والثقافية ، بحيث يحققها فى فترات زمنية مناسبة ، لكى ينمو دائما فى تلك المجالات ويزداد خبرة ، ويصبح أكثر رسوخا فى مجال مهنته المقدسة .

6- عزم حديدى
قال تعالى : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ). ( يا بنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور(
فالعزم إذن مستوى من الإرادة قوى للغاية إذ يقدر على دفع طاقات احتياطية فى الإنسان ، لا تقدر الإرادة على دفعها ، والمعلم المثالى ينبغى أن يمتلك هذا العزم القوى والإرادة الحديدية .
__________________



7- توافق نفسى
والمشرف الناجح الكفء يتمتع بالتوافق النفسى مع نفسه. ومع مجتمعه الذى يعيش فيه، وهذا المفهوم الإيجابي لصحة المربي نفسه يعنى رضاه عن نفسه وقبوله لها وكذلك تقبله للآخرين، كما يتسم سلوكه بالاتزان والاعتدال تحت تأثير الظروف المختلفة التى يمر بها.

8- أسلوب حضاري
الأساليب الحضارية و الراقية تولد جيلاً حضارياً راقياً يعيش واقعه و يستفيد من ماضيه ليبني حاضره و مستقبله و هو بذلك يكون قد جمع بين الأصالة و المعاصرة حين يتمسك بثوابته الأصيلة و يغير وسائله التي تحقق أهدافه لبناء حضارة أمته التي تفيد البشرية .


9- عطاء مستمر
انه يولد فى الفرد شعورا بأنه جزء من الجماعة ، وليس فردا منعزلا عنهم ، ويتولد من هذا الشعور التواد والتراحم بين أفراد الجماعة . كما أن هذا الخلق يزكي النفس ويطهرها من رذائل الأنانية المقيتة والشح الذميم. يقول الله تعالى : وفى ذل خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {26} وَمِزَاجُهُ

10- طموح لا نهائى
الطموح يمد الإنسان بالقوة والعزم و طموح المربي ضرورة .
الطموح اللامحدود هو الوقود الذي يساعد الإنسان على المثابرة والجد والسعي وبذل الجهد، وعلى قدر طموح الإنسان يكون سعيه وعمله، وبقدر تطلعه يكون تنقله من نجاح إلى نجاح.
احذر من قتل الطموح باليأس، فالإنسان الذي يحمل اليأس بين جنبيه لا يمكنه أن يحقق نجاحا ورقيا، فاطرح اليأس جانبا وكن ذا فأل حسن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل الحسن، وحول إخفاقاتك إلى دروس عملية تتعلم منها كيفية النجاح، واحذر أن تكون ضعيفا أمام المشكلات والعقبات فإن طريق النجاح مزروع بالأشواك والمشاق.


11- هندام مثالي
يعنى الهندام المثالى للمعلم، حسن مظهره، والحفاظ على النظافة والطهارة والنقاء، وهو مبدأ اسلامى هام، فقال الله تعالى: ( يا أيها المدثر & قم فأنذر & وربك فكبر & وثيابك فطهر ) [ المدثر] كما قال تعالى: ( يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) [ الأعراف ]
وإذا كان الإسلام فد بلغ هذه المرتبة من الحث على النظافة والظهور بالمظهر الحسن والملابس المنسجمة مع بعضها البعض، فإنه من واجب المشرف العصرى أن يكون أول من يطبق هذه المبادئ والتعاليم الإسلامية، وذلك لأن هذا المربي محط أنظار تلامذته، وقدوتهم، فإذا كان محافظا على هندامه ونظافة بدنه وحسن مظهره، فإنهم يقلدونه فى ذلك.


12- اتزان انفعالى
الإنسان السوى العاقل هو الذى يحتفظ بتحكم انفعالى متميز ، فهو لا يدع فرصة للغضب أن يتملكه ، ولا يعطى أحكاما سريعة للمواقف المختلفة ، بل هو أمام هذه المواقف هادئ مترو فى الحكم عليها ولا يصدر حكمه إلا بعد أن يتفحص جيدا متغيرات كل مواقف.
فالاتزان الانفعالي صفة هامة فى الإنسان الواعي الناضج، ولذا عندما سأل أحد الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعظه ، فقال عليه الصلاة والسلام : لا تغضب لا تغضب وفى حديث آخر عن الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام : " ليس الشديد بالصرعة ( أى بقوة البدن ) وإنما الشديد من تملك نفسه ساعة الغضب.

مقتبس عن مركز الرياضيات العربي