يتهم الحمار بالغباء وهذا محل خلاف فالحمار يحفظ المسالك والطرق جيدا ولكن الكل يتفق على صبره وتحمله الاثقال والاذى ومما يروى عن احد الملوك ممن يشغلون انفسهم بالصيد وكان بحاجة الى من يتنبأ له بالطقس من عوارض الريح والغبار والمطر واستعان بالوزراء وبالعرافين لكنهم كانوا يخطؤون كثيرا ، و خرج صباح احد الايام والجو ملبد بالغيوم ونصحه الوزير الاقدم بالعودة لان المطر سينزل ولكن الملك اصر على الخروج و عند بوابة مدينته صادف فلاحا مع حماره يحمل عليه خضراواته وفاكهته لبيعها في السوق فطلب من الفلاح ان يتنبأ له بالجو وبعد برهة قال للملك لن تمطر وسيصحو الجو وفعلا حدث ذلك واعجب الملك بذكاء الفلاح وقرر البحث عنه وتعيينه في البلاط ولما وجدوه اقبل مع حماره لكن الحرس رفضت دخول الحمار فاعتذر الفلاح عن المهمة ولما علم الملك بذلك امر بجلب الفلاح وحماره ولما استفهم منه قال انه لا يستطيع انجاز عمله كعراف بدون الحمار فتعجب الملك و سأله كيف فقال الفلاح عندما يسألني احد انظر الى الحمار فان خفض اذنيه فيدل على نعم وان رفعها فيدل على لا ، فكافأ الملك الفلاح بما يغنيه وصرفه واحتفظ بالحمار و امر باعداد جناح خاص به في القصر و توفير افضل الاعلاف له و لما ابدى الحمار شطارته استبدل الملك جميع الوزراء والمستشارين بالحمير ويقال ان امور المملكة سارت على افضل وجه حتى اتى هازم اللذات ومفرق الجماعات.