إنّي لأرجو عطفة الله ولا ... أقول إن قيل متى ذاك متى
لا بدّ أن ينشر ما كان طوى ... جودا وأن يمطر ما كان خوى
وربما ينشر ما كان زوى ... وربّما قدّر ما كان لوى
وكل شيء ينتهي إلى مدى ... والشيء يرجى كشفه إذا انتهى
لطائف الله وإن طال المدى ... كلمحة الطرف إذا الطرف رمى
كم فرج بعد إياس قد أتى ... وكم سرور قد أتى بعد الأسى
من لاذ بالله نجا فيمن نجا ... من كلّ ما يخشى ونال ما رجا
سبحان من نهفو ويعفو دائما ... ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه ... جلاله من العطا لذي الخطا
تحليل النص
============:
1. اعتمدت هذه المقطوعة على مايسمى المحسنات البديعية-عند البلاغيين-وهي الجناس الناقص في قوله أقول=قيل )(ينتهي =انتهى)(نهفوا=يعفو)(هفا=عفا)(يعطي =يخطي )(العطى=الخطى ),والجناس التام بين تكرار الكلمات (متى -اتى -نجى-الطرف )مما يضفي على النص جمال موسيقي يتناغم معه قارئ النص ويعيش اللحضات التي عاشها الشاعر .
2.ومن المحسنات كذلك الطباق او التضاذ الذي يزيد المعنى شمولا وموسوعية في الرؤية كقوله (ينشر-طوى-زوى) وبين (يمطر-خوى )وبين (قدر-لوى), (فرج-اياس ),(سرور-اسى ),(الهفو-العفو)
3.في المقطوعة اعتراف بالذنوب والتقصير ممايجعل القاري يحس وكأنه محاط بكتل من المعاصي التي تحجب رحمة الله عنه وكذلك اجابته لدعائة ولكن وبالرغم من ذلك ففيها من الرجاء والامل في رحمة الله مايشبة الحقيقة التي تجعل القارئ يحس بزخات المطر التي ارسلها ربنا رحمة منه فتغسل تلك الذنوب المتراكمة وتفتح صفحة العفو والغفران حتى وان طال انتظار هذه الرحمات ,حتى وان كرر المخطئ خطاياه واتبعها بتوبة وندم واستغفار ,اذ لطائف الله محيطة بالعبد حتى وان طال انتظارها فما هي الا كلمحة الطرف او اسرع من ذلك .وهذا يذكرنا بالشيخ الشعراوي حين بعث الى الجزائر وحصل فيها قحط انذاك واستشاره رئيس الجزائر ابو مدين في جواز المطر الصناعي فأشار عليه بصلاة الاستسقاء فسخر منه الملاحدة والعلمانيين فلماصلى بالناس ودعى واذا بالسماء تتلبد بالغيوم وينزل الغيث وسقى الناس ويخسأ الملاحدة ويموتون بغيضهم .  

   
     

    
     

اريد المشاركة والاستفادة من التحليل