:: في مدارسة علم الصرف ::
(4)
** تقسيم الفعل باعتبار زمنه **
ينقسم الفعل باعتبار زمنه إلى ثلاثة أقسام :
أ - ماض .
ب - مضارع .
جـ - أمر.
فالماضى : هو مادل على حدث قبل زمن التكلم ، نحو قوله تعالى : ( "اقترب" للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون ) الأنبياء 1 ، وقوله : ( أفحسبتم" أنما "خلقناكم" عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (115) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم (116) المؤمنون .
وعلامة الماضى : أن يقبل تاء التأنيث الساكنة ، نحو قوله تعالى : ( "اقتربت" الساعة وانشق القمر) القمر 1 ، ومن الماضى ( عسى - ليس - نعم )
فهذه الكلمات الثلاث أفعال ، وليست أسماء ، ولا حروفا ، والدليل : دخول " تاء التأنيث " عليها ؛
قالوا : ( "ليست" هند ظالمة ، "فعست" أن تفلح ) ،
وقال الشاعر : "نعمت" جزاء المتقين الجنة دار الأمان والمنى والمنة .
وإن دلت الكلمة على معنى الفعل الماضى ؛ لكنها لا تقبل علامته ، فليست بفعل ماض ، وإنما هى : " اسم فعل ماض " ، نحو : هيهات ، بمعنى بَعُدَ : قال تعالى :
( هيهات هيهات لما توعدون ) المؤمنون 36 ، ومنه : شتان ، بمعنى : افترق .
فائدة:
إذا تحركت " تاء التأنيث الساكنة " بفتح ، أو ضم ، أو كسر ؛ لأجل النقل ، أو التقاء الساكنين ، فإن هذا لا يخرجها عن كونها ساكنة ، نحو قوله تعالى : (....فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) البقرة 79 ،
وقوله تعالى :
(....وإذ قالت أمة منهم .....) الأعراف 164 ، (....وقالتِ اخرج عليهن ....) يوسف 31 ،
وقوله تعالى : (....فإن بغت إحداهما ....) الحجرات 9 .
والمضارع : هو ما دل على حدث فى زمن التكلم ، أو بعده ، وعلامته : أن يقبل دخول " لم " ، وأن يكون مفتتحا بحرف من حروف " أنيت " ، وتضم هذه الأحرف إن كان ماضيه رباعيا، وتفتح فى غير الرباعى ، وهاك أمثلة :
قال تعالى : ( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون )الزخرف 83 ،
وقال تعالى : ( الله يستهزئ بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون ) البقرة 15 ،
وقال تعالى : ( ....ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ) المائدة 59 .
فإن دلت الكلمة على معنى الفعل المضارع ؛ لكنها لا تقبل علامته فليست بفعل مضارع ، وإنما هى : " اسم فعل مضارع " ، نحو :
آه = أتوجع ، أف = أتضجر ، وى = أتعجب
فائدة :
حروف " نأيت" التى يفتتح بها الفعل المضارع ، لابد أن تكون زائدة على أصل حروف الفعل ، للدلالة على : التكلم ، أو الخطاب ، أو الغيبة ؛ فبهذا خرج نحو :
أخذ - نقع - ترك - ينع - أكرم - كرم - ، وما شابهها ؛ فكلها أفعال ماضية .
والأمر : هو ما دل على حدث بعد زمن التكلم ، نحو قوله تعالى : ( "فاستمسك"
بالذى أوحى إليك إنك على صراط مستقيم ) الزخرف 43 ، وقوله تعالى : ( "ذرهم" يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعملون ) الحجر 3 ،
وقوله تعالى : ( و"أنذرهم" يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم فى غفلة وهم لا يؤمنون ) مريم 39 ،
وقوله تعالى : ( "فذرهم" فى غمرتهم حتى حين ) المؤمنون 54 ، وقوله تعالى : ( و"أنذرهم" يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )
غافر 18 ،
وعلامة فعل الأمر : أن يدل على الطلب ، ويقبل ياء المخاطبة ، نحو قوله
تعالى : ( فكلى واشربى وقرى عينا....) مريم 26 ؛ فخرج بهذا :
تكتبين - كتب ، ونحوها.
فإن دلت الكلمة على معنى فعل الأمر ؛ لكنها لا تقبل علامته فهى : " اسم فعل الأمر " ، نحو :
دونك = خذ ،
عليك = الزم ،
كَتَابِ = اكتب