مطابقة الفعل للفاعل في ضوء القراءات القرآنية

15/05/2010

مطابقة الفعل للفاعل في ضوء القراءات القرآنية
الأستاذ ابن أحمد بن علي
جامعة بشار الجزائر

مطابقة الفعل لفاعله -إن كان اسمًا ظاهرًا- هي ظاهرةٌ غيرُ واردةٍ على مستوى التقعيد النحوي ، ولا على مستوى جريانه على ألسنة العرب في الغالب الأعم ؛ فالقاعدةُ المُطَّرِدة في اللغة العربية تقول إنَّ الفعلَ إذا أُسندَ إلى اسمٍ ظاهرٍ فهو مُفْرَد في كل حال ؛ إذْ يُجرَّدُ من علامة الجمع أو التثنية.

لكنَّ هناك مَن ذَكرَ من علمائنا القدماء أنه قد كانت ثَمَّةَ لهجةٌ تُطابِقُ بين الفعل وفاعله ، وقد اصطلحوا على تسميتها بِلُغة (أكلوني البراغيث)[1]، وابن مالك يسميها لغةَ (يتعاقبون فيكم ملائكة)[2]، وقد أومأ إلى هذه اللغة بقوله في ألفيته بعد ذكره القاعدة المطّردة في الفاعل وِفقَ الاستعمال و القياس :

وَ جَرِّدِ الفِعـلَ إذا ما أُسنِدا لِاثنينِ أو جمعٍ كَ:فاز الشهدا

وقد يُقَـالُ سَعِدا وسَعِـدوا والفعـلُ للظاهرِ بَعْدُ مُسْنَدُ[3]

وقد وردت على هذه اللغة قراءاتٌ قرآنية ، رُغْمَ الاعتسافِ والتكلُّفِ الذي وقعَ فيه كثيرٌ من النحاة القدماء في تأويلها وتَوْجيهِها.

فقد قرأ جمهورُ القراء قولَه تعالى: ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾[4]، وقرأ النخعي ويحي بن وثاب : (ثُمَّ عُمُوا وصُمُّوا كثيرٌ منهم)[5] بالبناء للمجهول ، والقراءة في ظاهرها طابقت بين الفعل وفاعله الذي هو جَمْع ، وهذا في القراءة المشهورة ، أما القراءة الشاذة فقد طابقت بين الفعل المبني للمجهول ونائب الفاعل. وهناك قراءة أخرى وردت قد تُعزِّزُها، قرأ بها الحسن البصري وعمرو بن عبيد لقوله تعالى: ﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾[6] ؛ قرآ بِها الوجهَ الشاذ : (وأُدْخِلُوا الذين آمنوا)[7].

وهذه القراءات الشاذة التي وردت في الآيتين السابقتين ؛ توضح أن تطابق الفعل لم يكن مع فاعله فحسب ؛ بل مع نائب فاعله أيضا. وهذا يشير إلى أنها كانت لهجة معروفة عند العرب، وإن لم تكن شائعة ولا مطردة في الاستعمال اللغوي؛ لأن النحاة يجيزون القياس اللغوي على ما كان مطردا في الاستعمال والقياس معا[8].

لقد تأول النحاة لهذا المظهر التركيبي في اللغة العربية الذي جاء في بعض لهجاتها الفصيحة، عدة تأويلات؛ ولذا أجازوا جميع وجوه الإعراب في كلمة (الذين) من الآية الكريمة: ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾[9]، فقالوا: إنها مرفوعة، وقالوا: إنها منصوبة، وقالوا أيضا: إنها مجرورة ، ثم اختلفوا فيما بينهم في حالة الرفع ؛ فبعضهم قال: هي مرفوعة على الابتداء ، وذهب آخرون إلى أنها خبر لمبتدأ محذوف ، والبعض الآخر قال: فاعل لفعل محذوف تقديره: يقول الذين ظلموا ، واختار هذا التأويل أبو جعفر النحاس[10]، كما قالوا: إنها بدل من الواو الضمير في (أسروا) وهو الفاعل[11]. وقال الكسائي فيه تقديم وتأخير مجازه: والذين ظلموا أسروا النجوى[12].

أما الوجه الآخر الذي استبعده جمهور النحاة فهو أن تكون (الذين) مرفوعة على الفاعلية، وتكون الواو في (أسروا) علامة للجمع أو حرفا له[13] ؛ قال سيبويه في هذا الوجه: «واعلم أن من العرب من يقول: ضربوني قومك، وضرباني أخوَاك، فشبهوا هذا بالتاء التي يُظهرونها في (قالت فلانة) ؛ وكأنهم أرادوا أن يجعلوا للجمع علامة كما جعلوا للمؤنث، وهي قليلة، قال الشاعر وهو الفرزدق:[14]

ولَكِنْ دِيَـافِيُّ أَبُـوه وأُمُّـه بِحَوْرَانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقَـارِبُهْ

وأما قوله جَلَّ ثَناؤُه: ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾، فإنما يجيء على البدل، وكأنه قال: انطلقوا، فقيل له: من؟ فقال: بنو فلان ، فقوله جل وعز: ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ على هذا فيما زعم يونس »[15].

الشاهد في البيت الذي أورده سيبويه : ( يعصرن...أقاربُه ) حيث ألحق بالفعل نون جمع النسوة ، مع أن الفاعل اسم ظاهر ، و القياس في الفصحى أن يقول : يعصرُ السليط أقاربُه .

وذكر الأخفش الأوسط هذا التفسير النحوي، مع أنه أشار أيضاً إلى لغة (أكلوني البراغيث) ، فقال: « قال: ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى﴾ كأنه قال (وَاَسَرّوا) ثم فسّره بعده فقال: هم (الذين ظلموا) ، أو جاء هذا على لغة الذين يقولون: ضربوني قومُك »[16].

وذكر السيوطي هذه اللغة فقال: « إذا أُسند الفعل إلى الفاعل الظاهر، فالمشهور تجريده من علامة التثنية والجمع ، نحو: قام الزيدان ، وقام الزيدون ، وقام الهندات ، ومن العرب من يلحقه الألف والواو والنون على أنها حروف ... كتاء التأنيث لا ضمائر ، وهذه اللغة يُسمِّيها النحويون لغةَ (أكلوني البراغيث) ومنها قولـه :

وقد أَسْلَمـاهُ مُبْعَـدٌ وحَميـمُ[17]

وقولــه :

يَلـومُونَنِي في اشتراء النَّخيـلِ أَهْلِـي فَكُلُّـهُم أَلـْوَمُ[18]

ومن النحويين من جعلها ضمائر ، ثم اختلفوا: فقيل ما بعدها بدل منها ، وقيل مبتدأ والجملة السابقة خبر ، والصحيح الأول لنقل الأئمة أنها لغة »[19].

و محلّ الاستشهاد عند السيوطي في البيتين اللّّذين أوردهما هو : ( أسلماه مبعدٌ و حميم ) حيث وصل بالفعل ألف التثنية مع أن الفاعل اسم ظاهر ، و كان القياس النحوي في العربية الفصحــى أن يقـول : و قد أسلمه مبعد و حميم . و هناك أيضاً الشاهد : ( يلومونني....أهلي ) حيث وصل واو الجماعة بالفعل ، مع أن الفاعل اسم ظاهر مذكور بعد الفعل ، و القياس أن يقول : يلومُنِي أهلي .

وابن مالك حين تعرض لقوله صلى الله عليه وسلم: « يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار » الذي أخرجه الإمام مالك في موطئه[20]؛ وذلك في إطار منهجه التفسيري في الدرس النحوي ، سمى هذه اللغة بلغة (يتعاقبون فيكم ملائكة)[21]، وقد ردَّ السيوطي هذه التسمية عليه كما ذكر في كتابه: الاقتراح في أصول النحو[22].

غير أن الصبان أوضح أن ابن مالك يتمسك بهذا الحديث ويستدل به على هذه اللغة، حيث ذكر الخلط الذي وقع فيه الأشموني بين رأي ابن مالك ورأي السهيلي: « حين أخرجه مالك في الموطأ، ثم - والقائل ابن مالك- لكنني أقول في حديث مالك: إن الواو فيه علامة إضمار لأنه حديث مختصر رواه البزار مُطَوَّلًا مُجرَّدًا ، فقال: إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم ».[23]

أما قوله تعالى: ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ وهي قراءة الجمهور، وقرئت بضم العين والصاد على البناء للمفعول؛ فقد ذهبوا فيها المذهب نفسه في تأويلاتهم النحوية ؛ لكنَّ بعضَهم أضاف التعليلَ اللهجيَّ ؛ أي ذكر أنها جاءت على لغة (أكلوني البراغيث)[24]. أما قراءة بناء الفعل للمفعول: (عُموا وصُمُّوا كثيرٌ) فقد حملوها على قول العرب: زُكِمَ وأَزْكَمَه الله ، وحُمَّ وأَحْمَاه الله ، فكذلك هذا الوجه جاء على عُمِيَ وصُمَّ، وأعماه الله وأصمه الله، ولا يقال عَمَيْتُه ولا صَمَمْتُهُ؛ فجاء بغير همزة فيما لم يُسمَّ فاعله، وهو قليل في نظرهم، واللغة الفاشية: أعمى وأصم[25].

وذكر الزمخشري تفسيرا آخر لقراءة (عُمُوا وصُمُّوا) فيقول: عماهم الله وصمهم أي رماهم وضربهم بالعمى والصمم، كما يقال: نزكته إذا ضربته بالنيزك، وركبته إذا ضربته برُكبتك[26]. ثم يذكر بعد إيراد هذا الوجه الشاذ من القراءة القرآنية، الوظيفة النحوية لكلمة (كثير)؛ فيقول كمثله من النحاة بأنها بدل من الضمير واو الجماعة، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أولئك كثير منهم؛ لكن مع هذا يذكر التعليل الآخر المتعلق بأنها رفعت (كثير) على الفاعلية أو نائب الفاعل على قولهم أكلوني البراغيث[27].

وبناءاً على هذا التوصيف والتعليل اللهجي لهذه الأوجه من القراءة للآيات، نحمل التفسير نفسه على قراءة الحسن وابن عبيد: (وَأُدْخِلُوا الَّذِينَ آمَنُوا) بأن كلمة (الذين) جاءت مرفوعة فهي نائب فاعل على لغة (أكلوني البراغيث)، وليس كما ذهب إليه كثير من النحاة بأنه فعل مضارع (وأُدْخِلُ الذين آمنوا)، والفاعل ضمير المتكلم العائد على الله – سبحانه – أي أدخل أنا[28]. قال ابن جني موافقا لهذا التأويل النحوي: « هذه القراءة على أن (أدخل) من كلام الله تعالى، كأنه قُطِع الكلامُ واستؤنف، فقال الله عز وجل: (وَأُدْخِلُ الذين آمنوا) أي: وأنا أدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار بإذن ربهم؛ أي بإذني؛ إلا أنه أعاد ذكر الرب ليضيفه إليهم، فتقوى الملابسة باللفظ[29].

وذهب الفخر الرازي إلى أن قوله تعالى (بإذن ربهم) متعلق بما بعده؛ أي تحيتهم فيها سلام بإذن ربهم، يعني أن الملائكة يُحَيُّونَهم بإذن ربهم[30].

لقد أشار ابن جني إلى قضية مهمة، ألا وهي موضوع القطع والاستئناف، أو ما يعرف عند علماء القراءات بمصطلح الوقف والابتداء. وهي قضية لها أهمية بالغة على مستوى دلالة النص القرآني بقراءاته المتعددة، وعلاقته بحل الإشكالات الكثيرة التي أوقعنا فيها علماء النحو من جراء إيراد التأويلات المختلفة للوجه الواحد في الكلام؛ وقد ذكرها أيضا المنتجب الهمذاني باصطلاح القطع والاستئناف[31]. وصنف في هذا الموضوع أبو جعفر النحاس مُصَنَّفًا سَمّاه: القطع والائتناف في القرآن ؛ ذكر فيه مذاهب القراء في القرآن الكريم[32].

الوقف والابتداء ظاهرة لها أهميتها وخطورتها؛ ليس على مستوى الدلالة وحسب، بل حتى على مستوى العلائق النحوية؛ أي أنها عامل مهمّ في توجيه الاحتمالات النحوية وتبيان الأرجح من الآراء النحوية المختلفة[33].

وقرأ الحسن البصري والسجستاني وقتادة: ( يوم يُدْعَوْا كُلُّ أُناسٍ بِإِمَامِهِمْ)[34]، أمَّـا القراءة المشهورة : ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِماَمِهِمْ﴾[35] . فكلمة كل في القراءة الشاذة وردت نائب فاعل للفعل (يُدْعَوْا) ؛ حيث جاءا متطابقين في حالة الجمع ، وعلى أن أصل الفعل (يُدْعَوْنَ) ؛ حذفت النون لمجرد التخفيف وهي نون الإعراب[36]، كما حذفت حركة الإعراب في قراءة أبي عمرو بن العلاء : ﴿يُشْعِرْكُمْ﴾[37] و ﴿يَأْمُرْكُمْ﴾[38] بإسكان الراء[39].

وذهب ابن جني في توجيه هذه القراءة الشاذة مسلكا آخر؛ فقد ذكر أن هذا الوجه على لغة من أبدل الألف في الوصل واوا، فأصل (يُدْعَوْا): يُدْعَى، وذلك نحوَ: أَفْعَوْ، وحُبْلَوْ ، وأصلهما: أَفْعَى ، وحُبْلَى[40]. وذكر هذا سيبويه حيث قال : « وهناك من العرب من يقف على الألف بإبدالها واوا ، نحو: هذا أَفْعَوْ في أَفْعَى »[41]وقد عزاها إلى بعض طيِّء[42].

لكن ما ذكره سيبويه مُتعلِّقٌ بالأسماء في الغالب وليس بالأفعال ، وذلك لِتَبْيِينِ حركةِ الفتحة التي على الحرف الأخير[43].

وأبو حيان الأندلسي يذكر تخريجًا آخرَ ، وهو أن تكون الواو من (يُدْعَوْا) ضميرًا مفعولا لِما لَمْ يُسمَّ فاعلُه ، وأصله (يُدْعَوْنَ) ، فحذف النون كما حذفت في قوله:

أَبِيتُ أَسْـرِي وَتَبِيتِي تَدْلُكِي وَجْهَكِ بِالعَنْبَرِ وَالمِسْكِ الذَّكِي[44]

أي تبيتين تدلكين ، و«كل» بدل من واو الضمير[45]. وقال صاحب الفريد: « وقد جُوِّزَ أن تكون الواو في (يُدْعَوْا) علامة الجمع كما في (وأسروا النجوى الذين ظلموا) على أحد الأوجه»[46].

و الشاهد النحوي في البيت السابق هو: ( وتبيتي تدلكي ) حيث حذف النون من الفعلين، و هي علامة الإعراب عند ثبوتها في الأفعال الخمسة ، و القياس في الفصحى أن يقول : تبيتين تدلكين ، لكن حُذفت النونين للضرورة الشعرية .

و قرأ طلحة بن مصرف قوله تعالى:﴿ قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنونَ ﴾[47]بمطابقة الفعل( أفلح ) لفاعله ( المؤمنون ) هكذا : « قد أَفْلَحُوا المُؤْمِنُون » [48]. قال عيسى بن عمر : سمعت طلحة بن مصرف يقرأ قد أفلحوا المؤمنون ، فقلت له : أتلحن ؟ قال : نعم ، كما لحن أصحابي. قال أبو حيان الأندلسي : يعني أن مرجوعه في القراءة إلى ما رُوي و ليس بلحن لأنه على لغة أكلوني البراغيث...وقال ابن عطية : وهي قراءة مردودة [49].

هذه القراءات التي أوردناها تدل على أن هذه اللهجة كانت معروفة في الفصاحة العربية؛ سواء مطابفة الفعل لفاعله أو لنائبه، وأصدق صورة حية عليها وجود هذا التركيب في بعض اللهجات العربية الحديثة مثل المغرب العربي؛ إذ نقول: جَاوْ لَوْلاَد، رَاحُو الرْجَال، وماهو إلا امتداد زمني لغوي لتركيب أصيل كان موجودا في بعض اللهجات العربية القديمة على عهد السليقة العربية.

وقد وردت على هذه اللهجة شواهد كثيرة نذكر منها قول الشاعر:

رأيْنَ الغواني الشَّيْبَ لاح بِعارِضي فأَعْرضْنَ عنِّي بالخُدودِ النواضرِ[50]

و الشاهد النحوي فيه : ( رأين الغواني ) فالشاعر هنا وصل الفعل بنون النسوة في قوله: رأين ، مع ذكر الفاعل الظاهر بعده ، وهو قوله : الغواني ، والقياس أن يقـول : رأتِ الغواني.

وقال ابن قيس الرقيات:

تـولىَّ قتـالَ المـارقين بسيفِـه وقـد أسلـمـاه مُبعَدٌ وحميمُ[51]

وقال أمية بن أبي الصلت:

يلـومونـني في اشتـراء النخيـ ـلِ أهلـي فكـلُّهـم أَلْـوَمُ[52]

وقول الفرزدق:

ولكن دِيــافـيٌّ أبـوه وأمـه بحـورانَ يعصرن السليطَ أقاربُه[53]

و قد ذكرنا محلّ الشاهد النحوي في هذه الأبيات سابقاً .

وقول الشاعر :

نَصَرُوكَ قَومي فاعْتَزَزتَ بِنَصْرِهم و لَوْ أَنَّهُم خَذَلُوكَ كُنتَ ذَليلاَ[54]

الشاهد النحوي فيه : ( نصروك قومي ) فقد ألحق الشاعر علامة جمع الذكور- و هي الواو- بالفعل في قوله : نصروك ، مع أن هذا الفعل مسند إلى فاعل ظاهر بعده و هو : قومـي .

وتنسب هذه اللهجة إلى قبائل طيء و أزد شنوءة و بلحارث بن كعب ، وكلها قبائل يمنية؛ فطيء تنسب إلى كهلان، وأما أزد شنوءة فهي فرع من الأزد اليمنية، وبلحارث بن كعب تنسب إلى شمال اليمن[55].

وذكر بعض علمائنا المحدثين أن هذه الظاهرة اللهجية من تطابق الفعل مع الفاعل أو نائبه هي من القواعد المطردة في اللغة العبرية[56]. وهناك من يرى أن هذه اللهجة تمثل مرحلة من مراحل التطور اللغوي في حياة اللغة العربية ؛ أي أنها أسبق من القاعدة العامة التي شاعت على ألسنة العرب ، وهي إفراد الفعل كلّما تقدّم الفاعل الجمع أو المثنى ؛ فمن المنطق والعقل - في نظر هؤلاء - أن يجمع الفعل مع الفاعل المجموع ، ويفرد مع الفاعل المفرد[57].

المصـادر و المراجـع

· إعراب القرآن: أبو جعفر النحاس تحقيق : زهير غازي زاهر . مكتبة النهضة العربية .ط2 .1985.

· الاقتراح في أصول النحو: السيوطي.مطبعة السعادة.القاهرة.1976.

· إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز الجامع للقراءات الأربعة عشر : محمد بن خليل القباقبي.تحقيق: د.فرحات عياش.ديوان المطبوعات الجامعية.الجزائر.1995.

· البحر المحيط :أبو حيان الأندلسي.دار إحياء التراث العربي.ط1 بيروت لبنان.2002.

· البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة : عبد الفتاح القاضي. تحقيق: أحمد عنابة. دار الكتاب العربي. ط1. بيروت. 2004.

· التبيان في إعراب القرآن: أبو البقاء العكبري تحقيق: علي محمد البجاوي .دار الجيل.ط2.بيروت.1987.

· التفسير الكبير و مفاتيح الغيب:فخر الدين الرازي دار الفكر .ط1 .بيروت لبنان.1981.

· حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك: دار إحياء الكتب العربية.طبعة عيسى البابي الحلبي.

· الخصائص : ابن جني.دار الكتب العلمية.ط2.بيروت لبنان.2002.

· شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك: ابن عقيل. دار الفكر للطباعة و النشر . ط16 . بيروت لبنان.

· شرح شافية ابن الحاجب: الاسترباذي.دار الفكر العربي.بيروت لبنان.1975.

· شرح المفصل في صناعة الإعراب: ابن يعيش.عالم الكتب.بيروت.لبنان.

· شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح: ابن مالك الأندلسي. تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي.دار الكتب العلمية.بيروت لبنان.

· طبقات فحول الشعراء: ابن سلام الجمحي.تحقيق:محمود شاكر.مطبعة المدني.القاهرة.

· الفريد في إعراب القرآن المجيد: المنتجب الهمذاني.تحقيق:محمد حسن النمر.دار الثقافة.ط1.الدوحة قطر.

· القراءات الشاذة: ابن خالويه.مكتبة الأسد.دمشق.

· الكتاب: سيبويه.تحقيق: عبد السلام محمد هارون.دار الجيل.ط1.بيروت.

· الكشاف : الزمخشري .دار الفكر .بيروت لبنان.

· اللهجات العربية في القراءات القرآنية: د.عبده الراجحي.مكتبة المعارف للنشر و التوزيع.ط1.الرياض.1999.

· المحتسب في تبيين وجوه القراءات الشاذة و الإيضاح عنها:ابن جني .إصدار المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .القاهرة.1386هـ.

· معاني القرآن: الأخفش الأوس تحقيق:عبد الأمير محمد أمين الورد.عالم الكتب .ط1.بيروت لبنان.2003.

· معاني القرآن : الفراء. تحقيق: أحمد يوسف نجاتي محمد علي النجار .دار السرور.بيروت.1955.

· معاني القرآن: الكسائي.جمع و إعداد : د.عيسى شحاتة.دار قباء للطباعة و النشر.القاهرة.1998.

· الموطأ: مالك بن أنس.الحديث413.تحقيق:طه عبد الرؤوف سعد .شارع جوهر الدراسة.القاهرة.2006.

· النشر في القراءات العشر:ابن الجزري تحقيق:علي محمد الضباع.دار الفكر للطباعة و النشر.بيروت.

· همع الهوامع شرح جمع الجوامع في علم العربية: جلال الدين السيوطي.مكتبة الكليات الأزهرية.ط1.القاهرة.1327.

[1]- ينظر: همع الهوامع شرح جمع الجوامع في علم العربية: جلال الدين السيوطي.مكتبة الكليات الأزهرية.ط1.القاهرة.1.1327 /160. التفسير الكبير و مفاتيح الغيب:فخر الدين الرازي دار الفكر .ط1 .بيروت لبنان.12.1981. /62 .شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك: ابن عقيل. دار الفكر للطباعة و النشر . ط16 . بيروت لبنان .279 /. شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح: ابن مالك الأندلسي. تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي.دار الكتب العلمية.بيروت لبنان .ص 229.

[2]- همع الهوامع: 1/160. الاقتراح في أصول النحو: السيوطي.مطبعة السعادة.القاهرة.1976. ص55. حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك: دار إحياء الكتب العربية.طبعة عيسى البابي الحلبي .2/42. شرح ابن عقيل: 2/79. شواهد التوضيح والتصحيح: ابن مالك. ص247.

[3]- شرح ابن عقيل: 2/79.

[4]- سورة المائدة:71.

[5]- البحر المحيط :أبو حيان الأندلسي.دار إحياء التراث العربي.ط1 بيروت لبنان.3.2002/534 .الكشاف : الزمخشري .دار الفكر .بيروت لبنان.1/266. المحتسب في تبيين وجوه القراءات الشاذة و الإيضاح عنها:ابن جني .إصدار المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .القاهرة.1386هـ.1/217. تفسير الرازي:19/118. التبيان في إعراب القرآن: أبو البقاء العكبري تحقيق: علي محمد البجاوي .دار الجيل.ط2.بيروت.1.1987/453. القراءات الشاذة: ابن خالويه.مكتبة الأسد.دمشق. ص 34.

[6]- سورة إبراهيم: 23.

[7]- القراءات الشاذة: ص68. البحر المحيط: 5/420. الكشاف: 2/375. المحتسب: 1/361. تفسير الرازي: 19/118. إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز الجامع للقراءات الأربعة عشر : محمد بن خليل القباقبي.تحقيق: د.فرحات عياش.ديوان المطبوعات الجامعية.الجزائر.1995. ص275.

[8]- ينظر: الخصائص : ابن جني.دار الكتب العلمية.ط2.بيروت لبنان.2002. 1/138، 141.

[9]- سورة الأنبياء: 3.

[10]- ينظر: إعراب القرآن: أبو جعفر النحاس تحقيق : زهير غازي زاهر . مكتبة النهضة العربية .ط2 .1985. 3/64.

[11]- ينظر :هامش الكتاب لسيبويه: أبو سعيد السيرافي. 2/41. البحر المحيط: 6/297. إعراب القرآن: النحاس 3/64. التبيان في إعراب القرآن : العكبري 2/911. الفريد في إعراب القرآن المجيد: المنتجب الهمذاني.تحقيق:محمد حسن النمر.دار الثقافة.ط1.الدوحة قطر.1991. 3/477.

[12]- البحر المحيط: 6/297. معاني القرآن: الكسائي.جمع و إعداد : د.عيسى شحاتة.دار قباء للطباعة و النشر.القاهرة.1998. ص195.

[13]- ينظر التبيان في إعراب القرآن: 2/911. همع الهوامع: 1/160.

[14]- ديوان الفرزدق: 1/81. شرح المفصل في صناعة الإعراب: ابن يعيش.عالم الكتب.بيروت.لبنان.7/7. همع الهوامع: 1/160.

[15]- الكتاب: سيبويه.تحقيق: عبد السلام محمد هارون.دار الجيل.ط1.بيروت. 2/40-41.

[16] - معاني القرآن: الأخفش الأوس تحقيق:عبد الأمير محمد أمين الورد.عالم الكتب .ط1.بيروت لبنان.2003. ص 536.

[17]- شرج ابن عقيل: 2/81.

[18]- همع الهوامع: 1/160.

[19]- همع الهوامع: 1/160

[20]- الموطأ: مالك بن أنس.الحديث413.تحقيق:طه عبد الرؤوف سعد .شارع جوهر الدراسة.القاهرة.2006.ص 98 .

[21]- حاشية الصبان: 2/44.

[22]- ينظر: الاقتراح في أصول النحو: ص 55.

[23]- ينظر: حاشية الصبان: ص 2/44.

[24]- ينظر: البحر المحيط: 3/534. تفسير الرازي. 19/118. الفريد في إعراب القرآن المجيد: 2/67. الكشاف: الزمخشري. دار الفكر .بيروت لبنان. 1/634.

[25]- المحتسب: ابن جني. 1/217. التبيان في إعراب القرآن: العكبري. 1/453.

[26]- ينظر الكشاف: 1/634. الفريد في إعراب القرآن: 2/67. تفسير الرازي: 12/62.

[27]- الكشاف: 1/634.

[28]- التبيان في إعراب القرآن: 2/768. تفسير الرازي: 19/118. الفريد في إعراب القرآن المجيد: 3/161-162.

[29]- المحتسب: 1/361.

[30]- تفسير الرازي: 19/118.

[31]- ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد: 3/162.

[32]- ينظر: مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق: ج1/53 ص 30.

[33]- ينظر: ظاهرة الوقف بين القراء والنحاة: ابن أحمد بن علي (رسالة ماجستير).جامعة تلمسان. الجزائر. ص 93 وما بعدها.

[34]- البحر: 6/62. الكشاف: 2/459. المحتسب: 2/22. معاني القرآن : الفراء. تحقيق: أحمد يوسف نجاتي محمد علي النجار .دار السرور.بيروت.1955. 2/127. تفسير الرازي: 21/18. القراءات الشاذة:ص 77. الفريد في إعراب القرآن المجيد: 3/291.

[35]- سور الإسراء: 71.

الموضوع : مطابقة الفعل للفاعل في ضوء القراءات القرآنية

المصدر : منتديات تخاطب ta5atub.com

اضغط هنا لتحميل كتب الأدب العربي والعالمي

اضغط هنا لتحميل كتب فكرية أو ثقافية أو فلسفية

اضغط هنا لتحميل أي كتاب في تخصصات أخرى

اضغط هنا لتحميل كتب د محمد محمد يونس علي

للذهاب إلى الفهرس والمنتديات اضغط هنا