سلاما يا أبا زينب


سلاماً يا أبا زينبْ
سلاماً من دمي أغلى
ومن نبضاتِهِ أقربْ
ومن زمنِ الهوى أحلى
ومن آمالهِ أرحبْ

* * *

سلاماً يا أبا زينب
بحجمِ الحزنِ في رئتيَّ
يُتعبُني ولا يَتعبْ

وكلِّ أنينِ أوراقي وذاكرتي
وكلِّ بُكاءِ أقلامي
وما كَتبَتْ ولم يُكتَبْ
ونَزْفِ الليلِ والسنواتِ
أو جَدَبٍ
يُجِّدِبُ كأسَ ما نَشربْ

وأحلامٍ لنا ذَهَبتْ إلى الذكرى
ولم نَذهبْ

* * *

هيَ الأيامُ
تَمْضَغُنا وتَبْلَعُنا
وليستْ نُونَ ذي النونِ الذي قَذَفَتْ
فَتَقْذِفُنا
ولا يَقْطينُنا فيهِ
لنا الظلُّ الذي نَرْغَبْ

أُفتِشُ بين أجفاني
عن الأملِ الذي يُشْدو
وعن حُبٍّ خجولٍ من ملامحِهِ
وعن وجهٍ نَرانا حينَ نُبْصِرُهُ
ولا نُرْهَبْ

فلا تَعْجَبْ
إذا ما الشمسُ قد لبستْ قميصَ النومِ
والأقمارُ قد هجرتْ شواطئَها
وأصواتُ المواسمِ لونُها أشحبْ

وبغدادُ التي شُنقتْ
بحبل ٍمن ضفائرِها
وأُشْعِلَ تحت أرجلِها
وذاقتْ خوفَ منْ يُصلَبْ

وبُعْثِرَ صحوُ بَسْمَتِها
وزهوُ الوردِ في أسنى محاجرِها
وغُوِّرَ فرحةُ الألوانِ في أحلى أظافرِها
وظِلُّ الحزنِ في أثوابِها أطنبْ

وما عادتْ تُكْركِرُ من طفولتِها
ولا سِدْراُتها مَلأى
بأجنحةِ العصافيرِ التي تلعبْ

ودجلتُها تُلَمْلِمُ رَمْلَها الفِضيَّ
تُشْفِقُ من تَأَوّهِهِ
وتَغْسِلُ حُزْنَهُ الأزليَّ
تَنْثِرُهُ على الأحداقِ
تسأل:
أيُّنا أذنبْ !!!!!؟

فمن يستنشق البارود محموما
ولا تتصحر الأحلام في جفنيه
أو ينمو صريمُ الأرض في عينيه
أشجارا
فلا يغضبْ