الصبر يخلق الإبداع 00 مجلة السنبلة أنموذجا
محمود كريم الموسوي
لا اعتقد وأرجو أن يكون اعتقادي صائبا ، ما من دولة في العالم اضطهدت فيها الثقافة والمثقف كما حصل في العراق قبل تغيير عام 2003م ، فقد كانت الرقابة الصارمة التي يتسابق العاملون فيها لتصاعد نسب الطاعة والولاء بالضغط الرقابي الذي تجاوز الحدود المعقولة على الثقافة ، وعلى الإعلام ، فكانت الإصدارات لا تنفذ من ثقب الرقيب إلا باتجاهين لا ثالث لهما المديح ، والطائفية غير المعلنة ، فصار الكتّاب والشعراء والأدباء يكتبون ، ويحفظون كتاباتهم بملفاتهم الشخصية في بيوتهم ، بل إن بعضهم كان يخشى العثور عليها أثناء تفتيش عشوائي، أو مقصود فتكون إدانة له 0
في مثل هذه الظروف جف الضرع الثقافي ، واقتصر النشر الأدبي على عناصر محدودة في منافذ قليلة ، وأذكر إن مجلة كان صدورها إضاءة تبشر بخير عندما أطلقت العنان لأقلام كتابها ، ولكن00عندما تجاوزت الخط الأحمر ، برغم الرقابة على موضوعاتها ، تم التوجيه والوعيد فعادت لتكون في حضيرة الإعلام الموجه 0
وما إن تم التغيير في نيسان 2003م ، وحدث الانفتاح الثقافي ، حتى انطلق كثير من الأدباء ، والكتّاب ، والصحفيين ، للتعبير عن حرمانهم ، وتعويض ما فاتهم في ضياعات الزمن ، والإعلان عن طاقاتهم بإصدار صحف ومجلات ، تنوعها ، وكثرتها ، لم يكن متوقعا ، وظن الطارئون إنها تجارة رابحة ماليا ، فنزلوا في الساحة الثقافية بعناوين لا حصر لها من الصحف ، والمجلات ، وكان الوقت كفيلا بإسقاط الزائف ، فتهاوت هيئات تحرير ، وتوقفت صحف ومجلات عن الصدور ، فيما استمرت صحف ومجلات بالصدور ، وهي في نوعين ، نوع جاد ورصين استقطب رأي القارئ من خلال الاستقلالية والصراحة والتفاعل مع هموم الجماهير ، ونوع استمر مدعوما ماليا من هذه الجهة أو تلك ، فباتت يتيمة بلا قارئ يتابعها ، وصارت فائدة وجودها في فرشها للأكل عليها ، وتنظيف الزجاج بها ، وأرى قانعا إن القارئ الجيد والقارئ المثقف لا يجد صعوبة في التمييز والاختيار ، لذا فان باعة الصحف يمسكون صحيفة بأغلى من سعرها المقرر ، ومعها هدية مجانا من تلك الصحف البائسة ، وكم من مرة وجدت لي موضوعات منشورة في صحف لم أراسلها ، أخذتها من صحف أخرى ، أو من مواقع الكترونية 0
وسنة ليس أكثر من التأمل ، ومراقبة المشهد الثقافي ، انتفض الشاعر محمد عبد الحسين جاسم الخالدي ليضع لبنة في بنيان صرحنا الثقافي ، إضافة لما أنتجه من إصدارات زهت بها المكتبة العراقية والمكتبة العربية ، فأعلن عن تكليف نفسه لشخصه في إصدار مجلة تعني بالأدب والثقافة والفنون من حسابه الخاص ، سيما وان له تجربة ناجحة في مجلة البيرق ، فتضافرت معه جهود خيرين (بشكل طوعي دون التفكير بالحصول على أرباح مادية أو عائدات من أي نوع) لإصدار العدد الأول من مجلة (السنبلة) في نيسان / 2004 م ، وطبع العدد بطريقة الاستنساخ وتوقع من توقع إن المجلة ستغلق أبوابها ، وسيخمد اندفاع ألخالدي أمام الخسائر المالية التي تكبدها من ناحية ، وللعقبة في عدم توزيع المطبوع المنتج في قضاء الكوفة ، ومطبوع محافظة يعاني من الترزيم وعدم الانتشار من ناحية أخري 0
وصبر الخالدي ، وأبى أن ينسحب من الساحة ، وأصر على الاستمرار ومعه نخبة من المثقفين الواعين لدورهم في استمرار منبرهم الثقافي بالحضور الميداني ، وصدر العدد الثاني ثم الثالث ، وتعاقبت الأعداد ، وتنوعت الموضوعات ، وكثرت الأقلام ، واستمر الإصدار برغم الخسارات المالية مع كل إصدار ، فيقول ألخالدي : ( نطبع ونصدر من قوت أطفالنا دون أن نجد أي مساعدة من أي جهة ثقافية سواء منظمات أو غيرها في الداخل أو الخارج ) ، وهذا يؤكد استقلالية المجلة ، وانحيازها التام للمشهد الثقافي الإبداعي دون غيره ، ولا غرابة أن يقول السيد علي العبودي على موقع مركز النور الالكتروني
السنبلة ومحمد الخالدي00روح واحدة) وبرغم العقبات ، والعثرات ، استمرت المجلة بالصدور، واستقطبت كثير من الأقلام المشهود لها في الساحة الأدبية ، وكما يقولون (الصبر يخلق الإبداع) ، فاجأنا ألخالدي بالعدد (52) ، بزيادة صفحاته إلى (100) صفحة ، بطباعة عالية الجودة ، وورق صقيل يضاهي أعلى المجلات مكانة، وصرت في قناعة من ان المجلة قد ارتفعت مكانتها الأدبية لسعة ما استقطبته من خيرة الكتاب والشعراء ، وتضاعفت خسارتها المالية في الوقت نفسه ، وكنت أظن إن ذلك سيكون عددا مميزا وليس تقليدا مستمرا ، وإذا بالعدد (53) يأتي بموضوعات غاية في الأهمية ، وبالورق نفسه نوعا وكما ، وبالطباعة نفسها ، فأيقنت أن ألخالدي ومن تطوع معه صامدين باتجاه معادلة (مكانة ثقافية مقابل خسارة مالية) ، ولا تراجع ، وكان لابد لي أن أجد منفذا بين هؤلاء الخيرين فأعرض نتاجهم على قرّاء جريدة المشرق المشهود لها في كثرة قرائها من النخبة المثقفة 0
حصلت على العدد (53) في 1 / 1 / 2014م بتوسط الشاعر المبدع عامر الجشعمي مدير تحرير المجلة الذي ألتقيه في نشاطات جمعية الرواد الثقافية المستقلة / المركز العام ــ بابل 0
وزعت موضوعات العدد في (12) بابا على وفق التسلسل الأتي ( كلمة العدد ، المقالات الأدبية والنقدية ، الدراسات ، حبة من سنبلة ، قصة قصيرة ، فن ، عرض كتاب ، ثقافة تراثية، ثقافة عشائرية ، ثقافة شعبية ، ملتقى السنبلة ، منتدى السنبلة ) 0
في كلمة العدد (ممارسات سلبية ترتكب باسم حب الحسين عليه السلام) يقول السيد رئيس التحرير: ( أرى ليس من حقنا جميعا أن ندعي حب الحسين وشرف الانتماء إليه ، من دون أن نبرهن على ولائنا وإخلاصنا لديننا وسنة نبينا "ص" أولا ، ثم التشرف بحمل مبادئ الحسين وقيمه وخلقه ثانيا ، على أن ينعكس ذلك على أعمالنا وأفعالنا وسلوكنا في كل شيء نمارسه في حياتنا اليومية ) ص2 ، وكان بودي لو وضع الأستاذ الفاضل إصبعه على بعض تلك الممارسات السلبية وشخّصها ، وما أكثرها لو فعل 0
ولعدم تطابق تسلسل الفهرست مع تسلسل الموضوعات في متن المجلة اعتمدت تسلسل المتن ، لأبدأ بالشاعرة (فليحة حسن) وموضوعها (التفاعلية) الذي أشارت فيه إلى تعريفات المصطلح قائلة : (إنني أرى إن النص التفاعلي هو نص يأتي به منتجه مسايرة للتطور التقني الحاصل في العالم ) ص4 0
يلي ذلك قراءة الشاعر عبد الأمير خليل مراد لرواية ( القنافذ في يوم ساخن ) لفلاح رحيم بعنوان ( بين مهيمنات السيرة الذاتية وتبديات الإحباط السياسي) ، فيقول : ( اجتهد الكاتب في تقديم سيرته الذاتية بحساسية عالية وإيقاع مرهف ) ص6 ، وعن دور المرأة في أحداث الرواية يقول الشاعر مراد : ( تتجلى صورة المرأة في الرواية بحضورها الإنساني والثقافي والاجتماعي) ص 7 ،
وللشاعر جبار الكواز قراءة في المجموعة الشعرية (النوم في اللغة الأجنبية ) للشاعر صلاح حسن ، بعنوان ( الخروج من المضارع المستمر ) ، فوزع قراءته بخمس فقر أولها قراءة العنوان الذي يعتبر مفتاح المجموعة ، ثم أطلق رؤياه في نصوص المجموعة وما آلت إليه فيقول : ( رغم قناعتي بقدراته الإبداعية ، لكن الظروف التي أحاطته كانت من القسوة بما يجبره على تحدي ميوله وارثه المعرفي والثقافي والإبداعي والحداثوي ليعلن القول انه مازال ماسكا خيط العالم القديم الذي سيؤسس عليه ومنه العالم الجديد الذي يريده ) ص 9 0
والشاعر عباس مزهر ألسلامي كتب ( النمطية في الشعر) قائلا : ( لا اعتقد إن هنالك أقسى على الشعر من النمطية التي تجعل منه كائنا هزيلا يدور حول نفسه ) ص 11 0
وللكاتب محمد مالك النقيب موضوعا بعنوان (الشاعر أنور شاؤول العربي الذي لا ينتمي إلى قبيلة) يقول فيه : (ما يهمنا في حياة الشاعر " أنور شاؤول " انه رغم "يهوديته" فانه يفخر " بعروبته " رغم عدم انتمائه إلى عشيرة أو قبيلة بعينها) ص12 ، ثم يختم الكاتب موضوعه بالقول : (إنني لا اعرف إن كان "أنور شاؤول " لا زال على قيد الحياة أم فارقها) ص13 ، ولي في المقال ملحوظتين ، الأولى : إن أنور شاؤول لم يكن شاعرا فحسب وإنما كان قاصا أيضا ، فقال فيه الأديب الكبير أحمد حسن الزيات : ( أنور شاؤول ثاني اثنين مهدا لكتابة القصة وعدّا رائدين ) ، وقال فيه رائد القصة العراقية الأستاذ جعفر الخليلي " (انه من أوائل كتاب القصة الحديثة ) ، والثانية : كان على الكاتب أن يطلع على كتب التراجم التي ترجمت للشاعر القاص ليعرف إن أنور شاؤول قد فارق الحياة عام 1984م ، أي قبل نشر موضوعه بثلاثة عقود 0
وللناقد عبد علي حسن قراءة نقدية لمجموعة (بقايا الميدان ) القصصية للقاص حسن الغبيني ، بعنوان (غائية الأنسنة في القص العراقي المعاصر) ، فعرّف الأنسنة بالقول : ( عملية إضفاء الصفات الإنسانية على الأشياء ) ص 14، ولاحتواء (بقايا الميدان ) على ( محاولة لاكتشاف علاقة جديدة بين الإنسان والأشياء ) ص 14 اعتمد ثلاث قصص من المجموعة لتكون مادة لدراسته ، وهي : (هذيان باب ، موسيقى النهر ، حذاء رقم 9 ) ، ثم يشير إلى أسلوب القاص بالقول : ( هذه المحاولات تضاف إلى محاولات السارد التسعيني في استحداث آليات ورؤى جديدة شكلت علامات ايجابية على طريق تطور السرد العراقي ) ص17 0
وكتب السيد إبراهيم حمزة الطائي ( الأديب مرآة كشف الحقيقة ) ، ليأتي بعده موضوع الدكتورة بتول فاروق الحسون ( المرأة في الحضارة الإسلامية ــ قراءة في العقل النصي ) ، وأرى إن العنوان لا يتناسب والعموميات التي طرحتها بخصوص النظرة إلى المرأة ، فلم أجدها حاكمت نصا ، أوطرحته للنفاش في قراءتها للعقل النصي 0
و( الصورة السالبة في رمزية نورندا عند الشاعر الراحل هادي الربيعي ) ، عنوانا لدراسة الدكتور تومان غازي الذي حدد عنصري (نورندا) بالنور والندى وتعقبهما في قصائد الربيعي الذي يقول : (أما مجموعتي ارتحالات فهي التي بدأت فيها بترصين تجربتي الشعرية وفيها ولدت أسطورة وهمي " نورندا " التي اتسعت لتمتلك عالمي الشعري بأسره) ص 20 0
وبعد مناقشة قصائد الربيعي بالشواهد يقول الدكتور تومان : ( تعد مجموعة العشاء الأخير مرحلة انتقالية يتجه فيها الشاعر نحو إنضاج قيم رمزه المحوري " نورندا " الفكرية والجمالية) ص 23
واللغة العربية التي غابت عنا الاهتمامات بها من كثير من الصحف والمجلات ، أتحفنا الباحث عدنان سماكة بموضوع ( اللغة العربية ابرز مظاهر الحضارة العربية ) فاستعار من لسان العرب قول ابن منظور : ( اللغة العربية اشرف اللغات وأوسعها وأخلصها وأنصفها وأفضلها واصلها وأكملها وذلك لغزارة موادها والمراد اشتقاقها واتحاد اتساقها ) ص25 0
والدكتور عبد الرضا عوض الذي كان له السبق في نفض غبار الزمن عن معلومات حلية علمية تاريخية غاية في الأهمية في كتابه (الحوزة العلمية في الحلة00 نشأتها وانكماشها) كتب (الحوزة العلمية في الحلة) وهو تلخيص مركز لمعلومات مهمة من مؤلفه ، ويخلص إلى القول (ومن الجدير بالذكر إن المخطوطات العلمية والتراثية التي كانت عصارة أفكار العلماء والفقهاء والأدباء قد ضاعت وتشتت في البلدان وكثير منها قد وقع في أيد لا تقيم وزنا لهذا التراث) ص 28 ، وكان من الأفضل لو اطلع القارئ على إحصائية مخطوطات الحليين المبعثرة في (52) مكتبة خارج الحلة التي ذكرها في موضوعه ( مخطوطات الحليين وضرورة البحث عنها ) المنشور في العدد الأول من السنة الرابعة لمجلة أوراق فراتية والبالغة (8412) مخطوطة للمدة بين القرن السادس والقرن العاشر الهجريين 0
و(محو النساء) قصة للروائية لطيفة الدليمي ، كان للدكتور عبد الهادي الفرطوسي قراءة فيها ، فحدد مضامينها بخمس مقولات أطلق عليها (ثنائيات ضدية) ونرى إن تكرار نصوص فيه أرهقت الموضوع 0
وكتب الباحث عبد الهادي الشاوي في (أنماط الصورة الحسية) وكان الأوفق ان يكون العنوان ( أنماط الصور الحسية) ، فاحتوت دراسته على (5) أنماط هي : ( الصورة البصرية ، الصورة السمعية ، الصورة اللمسية ، الصورة الذوقية ، الصورة الشمية ) ، وأورد من الشواهد الشعرية ما يجلي الغموض في رؤية القارئ لكل صورة من الصور التي اوضحها 0
أما الكاتب محمود جاسم النعيمي فكتب (الدكتور محمد مهدي البصير شاعر الثورة والاستقلال) ، فأوضح أهمية الشعر الوطني في توطئته قائلا : ( وكان للشعر الوطني خصوصية واضحة في نضال الأمة العربية من اجل التحرر من الاستعمار وتحقيق الاستقلال الوطني) ص36 ثم دخل في عالم البصير فأخذ ولادته ، ونشأته التي من خلالها (ظهرت عنده مبكرة موهبة نظم الشعر) ص37، مستندا إلى شواهد من شعره في مواقفه الوطنية ، كما بين موقف السلطة الاستعمارية من الشاعر ، وذكر مناصبه ، وعدد مؤلفاته لينتهي إلى وفاته في 19 / 10 / 1974م 0
وعندما ندخل دوحة الشعر المسماة ( حبة من سنبلة ) نجدها قد استوعبت قصائد للشعراء ( الشيخ سعد الرماحي ، زيد الشهيد ، هادي الربيعي ، عامر الجشعمي ، حمزة فيصل مردان ، تحسين عباس ، علي حميد الشويلي ، عماد الحيدري ، عبد الله محمد الجنابي ، فاهم العيساوي )
ولما نفتح باب القصة القصيرة ، نجد (قصتان) لنهار حسب الله ، و(بندول) لمحمد الكريم ، و(النباشة) لعبد الحسين العبيدي ، و(صانعة الحسن) لزهراء كريم الطائي ، و(أليسَ ملكا ؟!) لعبد الأمير صبار0
وفي باب الفن ، كتب غالب الكعبي عن (تاريخ التصوير الفوتوغرافي في مدينة الديوانية) قائلا : ( تتمثل البدايات الأولى لهذا الفن بخطوات " المس بيل " التي كان من مهام عملها التجوال في العراق لنقل أخباره لدولة بريطانيا التي بدأت باحتلاله منذ عام 1909) ص56 ، بعده (أسطورة النحت " مايكل أنجلو " ) للفنان محمد عماد الحمر 0
وفي باب (عرض كتاب) انفرد الباحث محمود كريم الموسوي بعرض كتاب (مرقد الإمام عمران بن علي وقرية الجمجمة نظرات في التاريخ والتراث الشعبي ) ص62، للدكتور حسين عبد الرحمن الباوي، فيما انفرد التراثي حسن تويج في باب (ثقافة تراثية) بموضوعه الشائق (الحناء في الموروث العربي) ص65، وعلى الرغم من إن هناك كثيرون سبقوه بطرح الموضوع نفسه ، إلا إنني أجده قد استكمل الموضوع بدقة 0
وكتب السيد محمد أبو زبد (قبيلة الرماحة في العراق ماض تليد وحاضر مشرق ) في باب (ثقافة عشائرية) 0
وفي باب (ثقافة شعبية ) أبدع رئيس التحرير محمد الخالدي بدقة رصده لـ ( اثر الشعر الشعبي العراقي في نشر قيم ثورة الإمام الحسين (ع) ، فيقول في بداية بحثه : (لم نجد ونحن نخوض غمار هذا البحث أية مصادر يمكن الاستعانة بها ، ونعتقد إن بحثنا هذا هو الأول من نوعه) ص70، وبعد أن اخذ لمحة عامة عن القصيدة الشعبية الحسينية ، تتبع تاريخها ، وعيّن أسباب ظهورها ، وحدد تأثيرها بخمسة محاور : (العقيدة ، الإيثار والتضحية ، رفض الظلم والاستعباد ، تربية النفس على الأخلاق والفضائل ، الصبر والشجاعة) ، وخاض في أنواعها وأوزانها ، لينتهي إلى موضوع ( الحسين في الشعر الشعبي الحديث) ، ويضع خاتمته باربع فقر 0
وسكرتير تحرير المجلة كريم الشويلي اختار مناقشة مبادرة وزارة الثقافة (عواصم ثقافية) لينتهي إلى القول فيما طرحه : (لنكون في نهاية الأمر أمام فعاليات إبداعية في غاية الروعة) ص 76 ، فيما كتب الناقد أحمد ماضي مقاله (من قال إن ممارسة النقد تضعف شاعرية الشاعر ) ص 77، وجاءت مقالات (ثقافة شعبية) على النحو الأتي : (الكتابة بحروف مائية العتبات الرمزية في ديوان عرس الماي ) للشهيد الحلفي ، و(تريد الصدك لولاله ) لآمنة عبد العزيز ، (والشاعر الكبير) لحمزة الحلفي 0
وفي (ملتقى السنبلة) اطلعنا على محاورة علي الكرعاوي مع الشاعر سيف بيان الذي يقول : ( أنا أنتمي للشعر مثلما انتمي للعراق ) ص81 0
و(منتدى السنبلة) هو خاتمة الأبواب ، وقد تضمن قصائد شعر شعبي للشعراء : ( أيوب القلعاوي ، أحمد الناصري ، حيدر الزغيراوي، أيمن عدنان أبو صيبع ، زيد الجصاص ، رياض هاتف ، بشير الجابري ، عبد الكاظم جوني ، رعد القلعاوي ، حيدر البرقعاوي ، علي الموسوي ، كاظم الركابي ، زمن البارودي ، عمر السراي ، حسام الصباح ، صفاء الشاعر ، ضياء الازيرجاوي ، د0كريم محمد حمزة ، عامر عاصي)0
ثم أبيات من الأبوذية للشعراء : (مالك الموسوي ، رعد الماجدي ، حامد الخزاعي ، مزهر الزعيراوي ، حيدر الزعيراوي ) ، و(زهيرات من الإمارات) للشاعر ظاعن شاهين لتختتم المجلة موضوعاتها بقصيدة للأطفال بعنوان (طائرة) للشاعر جليل خزعل 0
ولا بد من الإشارة إلى إن هنالك موضوعات ثانوية توزعت بين الموضوعات الأساسية على وفق تصميم جميل ، منها : ( قالوا في الحسين ، من أمثال العرب ، من غرر الحكم ، مهر المرأة الإفريقية ) 0
مباركة جهود الشاعر محمد الخالدي ومن تضافر معه في هيأة التحرير ، وكل من كانت له لمسة في حضور مجلة (السنبلة) بين أيدينا ، ونحن بانتظار العدد (54) وما يليه من أعداد ، ومن الله التوفيق 0