يسم الله الرحمن الرحيم
فاتحة الكتاب إعرابا وتفسيرا واعتقادا
اولا : التحليل النحوي:
بسم: الباء حرف جر مبني على الكسر لامحل له من الإعراب ، (اسم) مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
الله: لفظ الجلالة علم على الذات أعرف المعارف لايحتاج إلى تعريف اسم مجرور بلإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف مؤخر تقديره أقرأ أو أبدأ.
الرحمن الرحيم نعتان للفظ الجلالة مجروران وعلامة جرههما الكسرة الظاهرة على آخره، او بدلان من لفظ الجلالة على اعتبار أنهما اسمان لله. كما يجوز إعرابهما خبران لمبتدأ محذوف تقديره هو على سبيل قطع النعتان عن النعوت.
ثانيا  : الصرف :
بسم: الباء حرف جر يفيد التوسط مبني لامحل له من الإعرابز
اسم : ذهب البصريون إلى أن أصله من (سمو) بينما ذهب الكوفيون إلى أن أصله (وسم) ويمكن تبني رأي يوفق بين ما ذهب إليه كلاهما:
فالاسم له مدلولان المشار إليه في الواقع، والمعنى المحفور في الذهن، فالاسم من حيث دلالته على المشار إليه في الواقع الخارجي مأخوذ من (سمو) ؛ لأنه بمجرد رؤية الإنسان لمدلول ما ، فإن هذا المدلول يثير ذهن المخاطب لمعرفة ماهية المدلول وحوده، ويبقى المدلول مجهولا حتى يسمى ويرتفع الاسم عليه علما ، فإذا ارتفع الاسم عليه علما أصبح معروفا ، اما ترى أننا عندما نقول رجلا تمثل امام اعيننا صورة ذهنية تمثل الراية أو الشفيرة او الرمز ، ولكن المر لاينتهي عند هذا، ولو انتهى لكانت الراية ذاتها شيئا مجهولا ومنكرا. ولكن هناك حلقة أخرى متصلة بالمعنى المحفور في الذهن للواقع.. هذا المعنى المحفور في الذهن يمثل المقابل الذهني للواقع الموضوعي، هذا المقابل الموضوعي مأخوذ من السمة أو الوسم المحفور على الجلد او الوشم، ويجري عليه ما يجري على الوسم من عوامل ومن حيثيات مختلفة، كالضعف والقوة والاختلاف في الرؤية، فإذن الاسم علم وراية من حيث دلالته على مدلول في الواقع الخارجي، وهو سمة من حيث دلالته على المعنى الذهنى او التصور العقلي المحفور في ذاكرة الإنسان، وبذلك النفسير يمكن التوفيق بين رأيي أهل الكوفة وأهل البصرة ، كأعرق مدرستين في النحو العربي.   وإلى اللقاء مع بقية كلمات الآية الأولى في الفاتحة لتحليلها تحليلا صرفيا.

  
   
   

جزاك الله خيرا