وطني جاءني للحانة
ولم يسكر معي
وكنت أحدّثه وأشرب
"وطني تشتعل الأيّام فيك وتتّقد
وذا الغجري للنار حطب
والإمام
يلبس البترول بردا
ويصلّي
سمع الله لمن
بكى خلف الجامع ثمّ نام
الكأس الثانية
الكرسي الخشبي ضاحكا يهزأ
وفي جيده حبل من لؤلؤ
وللحبل عينان و نهد والآخر كان راكعا لم أره
الكأس الثالثة
خذ الحبل عقال عمامتك لاتخف
وامسك بذاك الطرف رجلي زوجتك وارع الشرف
الكأس الرابعة
حباب الخمرة يزغرد
سألته هل في وطني عرس فنغني مثل النّاس
فأجابني محتقرا شأني والنّاس
"أنتم من أنتم أأوتار شًدّت للعزف أم ناي؟"
الكأس الخامسة
الكأس الخامسة كانت ملأى
على خارطة العالم فاضت
كلّ شعوب الغرب كسلى
إلّا الوطن العربي
هبّ وثب يبني سدودا
ويخطّ وديانا للخمرة
الكأس السادسة
قالوا:"أصحاب خدود حمراء
أناخوا نياق الصحراء
ركبوها ,صارت في القدس تتسابق
زمن داحس ووجوه غبراء
الكأس السابعة
مابين النهرين الفخذين كانت تغتصب
والزوج مشدوه
يحقّ له أن يغضب
مابين النهرين الفخذين
يعاد نفس المشهد
صرنا ننافس هوليود
فالزوج يصوّر أ"فلاما"
تعرض في يثرب
الكأس الثامنة
في مجلس الأمن الدوني
الدول الخمس تتخاصم
من يحمل الحجر الأسود؟
أين محمد؟
والبرد ليس له إلّا أطراف أربع
فتقرّر أن تُحمل أمريكا بدل الحجر الأسود"
الكأس التاسعة  والتسعون
وطني تململ قربي ,أخذ يترنّح
وأنا لا أدري إن كنت مخمورا
لم أفهم أنّ الوطن نديمي
ومن كأسي كان يشرب