حكايات-٢
(الحكيم والسلحفاة (ج٢)
ما افشى به القرين :
اريد ان اهمس في آذانكم ان كاتب الحكاية في الجزء الاول قد استمدها من حكاية صينية قديمة وردت في احد الكتب التي يضعها عند رأسه قريبا من سريره ، وفي اصل الحكاية ان الامبراطور حين تردد الوزير بالجواب خجلا ، اشار للسياف فأهوى بسيفه فقطع رأس الوزير عن جسده في الحال , صاحبته صرخة الموت مع صدى مدوي هز القصر مع حشرجات مخيفة و اعضاء جسده تختلج بشدة وسط بركة دماء ، وساد قاعة العرش وجوم وصمت قاتل ، ثم تكلم الامبراطور آمرا صاحب الديوان ان يعد الثقوب المفضية الى جوف الوزير , فقام بالمهمة خير قيام بل تبحر واستذكى فقال عندما كان حيا كانت تسعة كباقي بني آدم , اما الان فنضيف ثقبين اثنين الى الرأس هو يرفعه ويدخل سبابته في الرغامي و المريء , وايضا وهو ينحني على الجثة قائلا : و ثقبين اخرين يضافان الى باقي الجسد اذن اصبح العدد تسعة فاثنين واثنين ثلاث عشر , نعم كان الوزير مخطئا في الاجابة ويستحق الموت ايها الامبراطور , فتبسم الامبراطور متلفتا الى الحضور وهم اشباح آدمية واجمة , وقال حسنا يا صاحب الديوان قد قلدتك الوزارة لنباهتك واما جسد الوزير السابق فقد علق على عمود في اكبر ساحة في العاصمة وقد اعيد الرأس منكسا الى جسده ولافتة تتدلى الى جنبه و لا تنسوا ان الكتابة بالصينية رأسيا وليس افقيا في الاصل , مكتوبا فيها هذا هو الوزير السابق الظالم المختلس المرتشي الخائن الكافر بحق الالهة والامبراطور العظيم ، فلتنعموا بالسعادة والدعة ايها المواطنين ، هذه هي الحكاية كما وردت لكن كاتبها وانا قرينه وانا ادرى به قد تلاعب فيها وحورها لغاية في نفسه بل لغايات كثيرة لا تخفى على لبيب .
والحق اقول لكم اني انا ايضا تلاعبت بنص الحكاية و وضعت نهاية لها ، لكن الحقيقة ان اصل الحكاية ان الامبراطور سأل الحضور عن عدد الثقوب المفضية لجوف الوزير فاختلفوا فما كان من الامبراطور الا ان امر بقتل الوزير ليعدوها ولما تبين عددها قال يبدو ان الوزير لا يختلف عن غيره في هذا ،
والحق اقول لكم اني ايضا حورت النص الاصلي ايضا فيما رويته للتو , وحيث انكم لا تستطيعون التعرف علي فاني سأروي لكم و اترك لخاطري العبث بخيوط الحكاية والذي ستختلف روايتها في كل مرة يطلب مني ان ارويها أواتطوع انا لروايتها ،انها غواية القلم والسرد يا اصحابي فاعذروني على كل حال .
ملاحظة :
اترون ان روايتي لم يرد فيها ذكر حكيم الحكماء ولا سلحفاته , لا بد اني نسيت عنوان الحكاية وعلاقته بتفاصيلها ، اه هذا خلل فاضح ولكني اطلب سماحكم و الافضل ان اسميها حكاية الوزير والامبراطور او ثقوب الوزير او صاحب الديوان النبيه اه لقد نسيت ذكر الجماهير والعمال والفلاحين ودورهم , اه والمرأة ايضا يجب ان اذكرها والا اتهمت بتهم ما انزل الله بها من سلطان ، ما هذه الورطة وهناك ايضا النقاد ، ساترك ذلك لكاتب الحكاية الذي انا قرينه ليتحمل عبأ ذلك واكتفي بالمشاهدة وتسجيل كل حركاته وسكناته وبوح نفسه ان مكنني الله عليه .
قرين الكاتب ٢٤\١١\٢٠١٣
10 صباحا
انا كاتب الحكاية:
حسنا قد اعفاني قريني من كتابة الجزء الثاني وساعدني عل تمديد حلقات حكايتي بعد ان اخذني على حين غرة فكتب ما كتب ، لا تعيروا بالا لما حكى قريني و سأكتب لاحقا تكملة حكايتي كما اوردتها في الجزء الاول , وخاصة اني ابقيت الوزير حيا يرفل بأثواب الخزي والعار, وربما انتحر بسيفه بإدخاله في بطنه على عادة القادة والكبار في تلك البلاد اذا ما لحقهم العار , وعلى كل حال اصبح أمره غير ذي اهمية , فاني اكره مشاهد الرعب والقتل كما جعلت لزوجة الامبراطور دورا مهما في نصح زوجها ، والآن من خدع الآخر ! وسأتابع كتابة الجزء الثالث ان شاء ربي .
24/11/2013
9:15 مساءا