ومن الجدير بالإشارة في هذا الموضع إلى أنَّ الشهيد الأول لم يَقتصِرْ في بيانه لأدوات العام على المألوف المعرفي السائد في المدونات الأصولية على وفق ما نظَّر لها علماءُ الأصول؛ بل زادَ عليها بعض الألفاظ والأدوات؛ ذلك بأنَّ علماء الأصول حينما يعرضون إلى وسائل معرفة العام يذكرون أن ألفاظ العام هي (كل وجميع( )، واكتعون، والذي، والتي، وأي)( ) وقد عدَّ بعضُهم هذه الألفاظ من صيغ العموم لا من ألفاظه( )، على حين نجد أنَّ الشهيد الأول كان أكثر دِقَّة في حديثه عن ألفاظ العام إذ يرى أنَّ ألفاظه تكمن في (( (جميع)، و(أجمع) و(جمعاء)، و(أجمعين)، وتوابعها المشهورة (كأكتع) وأخواته، (وسائر) شاملة إما لجميع ما بقي، أو للجميع على الإطلاق، على اختلاف تفسيرها، وكذا: (معشر)، و(معاشر)، و(عامة) و(كافة)، و(قاطبة)، و(من) الشرطية والاستفهامية، وفي الموصولة خلاف))( ) وبهذا يكون الشهيد الأول قد فاقََ الآخرين من الذين نظَّروا لألفاظ العموم من حيث بيانه التفصيلي لهذه الألفاظ، ويبدو أنَّ الداعي الذي دفعه إلى وضع لفظة (سائر، ومعشر، وعامة، وكافة، وقاطبة) بمصاف ألفاظ العموم المشهورة (كل، وجميع، واجمعون) هو انَّه نَظَرَ في المعطى المعجمي لهذه الألفاظ فوَجَدَ أنَّ دلالتها الأصلية في اللغة توحي بالإخبار عن المجموع العام؛ فلفظة (سائر) إذا ما طالعناها في المعجم العربي نجدها تدل على معنى الجمع حيث يقول مصنفو المعجمات: ((وسائِرُ الناس جَمِيعُهم))( )، أما لفظة (معشر) فتعني الأهل والجماعة كما يقول ابن منظور: ((ومَعْشَرُ الرجل أَهله، والمَعْشَرُ الجماعة متخالطين كانوا أَو غير ذلك))( ) ونقل عن الازهري قوله: ((المَعْشَرُ والنَّفَرُ والقَوْمُ والرَّهْطُ: معناه الجَمْعُ لا واحِدَ لهم من لَفْظِهم للرّجالِ دُونَ النساءِ))( ) وقيل: ((المَعْشَرُ: كلّ جَماعَةٍ أَمْرُهُم واحِدٌ نحو مَعْشَر المُسْلِمينَ ومَعْشَر المُشْرِكينَ))( )، على حين نجد أنَّ لفظة (عامة) لا تخرج عن هذا المدلول الجمعي إذ يقول الرازي: ((العامة ضد الخاصة وعَمَّ الشيء يعمُّ بالضم عُمُوماً أي شملَ الجماعة، يقال عَمَّهم بالعطية))( ) وكذا الحال للفظتي (كافة وقاطبة) فدلالة لفظة (كافة) في اللغة تدل على الجمع والكثرة يقول الخليل
(والنّاس كافّة كلُّهم داخلٌ فيه أي: في الكافّة))( ) ونقل عن الرازي ما نصَّه: ((والكَافَّةُ الجميع من الناس يقال لقيتهم كافة أي كلهم))( ) والحال مماثل للفظة (قاطبة) فهي ((اسمٌ يحمِلُ كل جيلٍ من النّاسِ تقول: جاءَتِ العَرَبُ قاطِبةً))( ) ويبدو أن سيبويه كان أكثر دقةً في تحديد هذه اللفظة من غيره حيث نُقِلَ عنه قولُهُ: ((هو اسْمُ يَدُلُّ على العُمُوم))( ) وهذا الكلام موافق تماماً لمعنى العموم في مفهومه الاصطلاحي؛ من هنا نستدل على أنَّ الشهيد الأول قد أسَّس قاعدته في النظر إلى هذه الألفاظ بأنَّها دالة على العموم على مرتكز المعطى المعجمي والمعنى الأصل لكل مفردة منها، فكلُّ واحدة من هذه الألفاظ تحمِلُ في طيّاتها معنى الكثرة والشمولية للجماعة من دون تحديد أو تشخيص عددي، وعلى الرغم من التفاتة الشهيد الأول التي تُحسَب له في هذا النطاق التصنيفي حيث استدرك ألفاظاً دالة على العموم لم يذكرها أغلبُ علماء الأصول؛ فإنَّه يمكن أن يُقال – بناءً على المستند المعجمي الذي اعتمده السيد الشهيد على وفق الاستقراي- بأنَّ هناك ألفاظاً دالة على العموم في دلالاتها المعجمية بيد أنَّه لم يذكرها ضمن الألفاظ الدالة على العموم من ذلك لفظة (جمَّ) حيث يرى الخليل بأنَّها تدل على معنى الكثرة والجماعة؛ إذ يقول: ((جَمَّ الشْيءُ واسْتَجَمَّ أي كَثُرَ ... والجَمّاء الغَفيرُ : الجماعة من الناس))( ) ويقال ((جَمَّ المال وغيره إذا كثر يجم بالكسر والضم جُموماً فيهما، والجَمُّ الكثير))( ) والحال مناظر للفظة (طرَّ) حيث ورد في النص المعجمي قول سيبويه ((وقالوا: مَرِرْتُ بهم طُرّاً أَي جَميعاً))( ) و((يقال: طَرَرْتُ القومَ أَي مَرِرْتُ بهم جَميعاً))( ) فإذا ما خضعنا لقاعدة الشهيد الأول فمن الواجب أن نُدخِل هذه الألفاظ في خضم مصاف الألفاظ الدالة على العموم في اللغة والاستعمال.
وفي معرض حديث الشهيد الأول على أدوات العموم يقول ((وقال بعضهم: (ما) الزَّمانية للعموم، وإن كانت حرفاً، مثل: (إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً)( )، وكذا المصدرية إذا وصلت بفعل مستقبل مثل: يعجبُني ما تصنعُ))( ) إذ نلحظ أنَّه صَدَّرَ كلامه في الحديث عن (ما) الزَّمانية بقوله (وقال بعضهم) وهذه العبارة تدل على التَضعيف؛ إذ توحي بأنّه لا يَتبنَّى هذا الرأي ويسند ذلك قوله (وإن كانت حرفاً) فهذه المقولَة تدل على أن الشهيد الأول لا يتَّفق ومذهبَ مَنْ قال بدلالة (ما) الزَّمانية؛ لأنَّه قد أسَّس لنا بمقولته (وإن كانت حرفاً) قاعدةً جديدةً وهي أنَّ أدوات العموم وألفاظه لا تكون حروفاً ألبتة، فهو يضعَّف قبول (ما) الزَّمانية ضمن أدوات العموم؛ لأنَّها حرفٌ وكذا الحال لـ (ما) المصدرية فهي حرف* تنسبك مع الفعل الذي يليها لتُكَوِّن مصدراً صريحاً بعد أنْ كان مؤولاً ( )، من هنا يُبعِد (ما) المصدرية والزَّمانية خارج نطاق دلالة العموم؛ لأنَّهما من جنس الحروف فكان بهذا مؤسِّساً منطلقه الاقصائي على القاعدة الأصولية التي تنصُّ على ((أن العموم والخصوص من عوارض الألفاظ لا من عوارض المعاني والأفعال))( ) والحروف.
وعلى الرغم من وجاهة القاعدة التي اعتمدها الشهيد الأول في تضعيفه لأنْ تكون (ما) الزَّمانية أو المصدرية من أدوات العموم لأنَّها حروف، فإنَّ ثمة وجاهة أيضاً فيما ذهب إليه مَنْ قال بأنَّها دالة على العموم أيضاً مع الحفاظ على ذات المنطلق الذي ينصُّ على أن الحروف لا تعدُّ من معنى العموم في شيء؛ ذلك بأنَّ الذين قالوا بأنَّها دالة على العموم لم ينظروا إلى حرفيتها؛ بل نظروا إلى ما بعد انسباك (ما) فيما بعدها، فـ (ما المصدرية) تنسبك مع ما بعدها لتُكَوِّنَ مصدراً، وكذا الحال لـ (ما الزَّمانية) فهي في حقيقة الأمر مصدرية أيضاً لأنَّها تنسبك مع ما بعدها لتكون مصدراً، ويبدو أنَّ النُّحاةَ قد أدركوا هذه الحقيقة من طبيعة (ما الزَّمانية) إلى الحدِّ الذي أطلقوا عليها تسمية (ما المصدرية الظرفية) يقول ابن عقيل في معرض حديثه عن (دام) وشرط عملها: ((ما يشترط في عمله أن يسبقه (ما المصدرية الظرفية) وهو (دام) كقولك: أعطِ ما دمتَ مصيباً درهماً؛ أي أعطِ مدةَ دوامك مصيباً درهماً، ومنه قوله تعالى (وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)( )؛ أي مدة دوامي حياً))( ) ويرى ابن هشام أنَّ ((ما يعمل بشرط تقدم (ما) المصدرية الظرفية وهو دَامَ نحو (مَا دُمْتُ حَيّاً)( ) أي مُدَّةَ دَوَامِي حَيَّا وسميت (ما) هذه مصدرية))( ) من هنا نجد أن (ما الزَّمانية) هي في الأساس مصدرية، فـ (دام) مصدرها (دوام)؛ لأنَّ قوله تعالى: (( (مَا دُمْتُ حَيّاً)( ) أصله مدّة دوامي حيّاً؛ فحذف الظرف وخلفته ما وصلتها، كما جاء في المصدر الصريح نحو: جئتُكَ صلاةَ العصرٍ، وآتيكَ قدومَ الحاج))( )، وإذا ما تحقَّق لنا أنَّ (ما) المصدرية و(ما) الزَّمانية كلاهما يدل على المصدر صار سائغاً قبولهما لأداء مَهَمَّة العموم في الخطاب؛ ذلك بأنَّ (ما) تنسبك مع ما بعدها لتكون مصدراً والمصدر له الامكانية على أنْ يدل على العموم، فقوله تعالى (وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)( ) تدل فيه (ما) مع ما بعدها على معنى المصدر (دوام) أي أنا أُصلي وأمارسُ التزكية مدةَ دوامي حيّاً وهذا يعني أنَّني لم ولن انقطع عن هاتين الصفتين طوال مدة حياتي من دون استثناء أو توقف، فنلحظ أنَّ شمولية مدة الصلاة والزكاة لحياة عيسى (عليه السلام) ودوامها؛ تدلُّ بالضرورة على معنى العموم الزمني، فكأنَّ هاتينِ الصفتينِ تستغرق كلَّ جزئيات حياتها وجميع لحظات ديمومته الوقتية على وجه الاستمرار الكلي للزمن، فتحقق بهذا معنى العموم للزمن في (ما ومابعدها)، ويبدو أنَّ القرطبي قد آمن بهذه الحقيقية اللغوية حتّى لأنَّه - في معرض تفسيره لهذه للآية- قد أسَّس على منطق العموم في (ما الزَّمانية) وما بعدها حكماً تشريعيّاً؛ إذ يقول: ((ويتركَّب على هذا أنَّ الرجل إذا قال لامرأته: أنتِ طالقٌ أبداً، وقال: نويتُ يوماً أو شهراً كانت عليه الرجعة، ولو قال: طلقتُها حياتها لم يُراجعها))( ) وهذا دليلٌ جليٌّ على انَّه يقرُّ بأنَّ (ما الزَّمانية) التي تُحال إلى مصدر دالة على العموم الوقتي، فلو قال قائل لزوجته: (طلقتُك ما حييتُ) حَرُمت عليه زوجته مطلقاً على أساس تشريع القرطبي.
وإذا أنعمنا النظر في كلام الشهيد الأول على هذه القاعدة فإنّا سنجد في طيات مقاله ما يسند دلالة العموم على الزمن؛ إذ يقول ((قيل: وإذا أكد الكلام بالأبد، أو الدوام، أو الاستمرار، أو السرمد، أو دهر الداهرين، أو عوض وقط في النفي، أفاد العموم في الزمان، وهو بيِّنُ الإفادة لذلك))( ) فقوله (وهو بيِّنُ الإفادة) لدليل قطعي على إيمانه بالدلالة العمومية للزمن، وانَّ الزمن له القدرة والقابلية على أنْ يكونَ معنىً من معاني الاستغراق والشمول، وبهذا التسليم يمكن أنْ نقول إنَّ ما قرَّره علماء الأصول من أنَّ العموم لابدَّ من أنْ يدخل على الألفاظ التي تقبل التَجزّؤ والتَّعدُّد، وانَّ ما لا يقبل التَجزّؤ والتَّعدُّد من الألفاظ ذات المعاني الكُلِّية الشاملة لجزئياتها وليس لأجزائها، لا يدخلها العموم لعدم امكان تجزّوئها *، لايُعدُّ هذا التقرير مُطَُُّرداً؛ ذلك بأنَّ ألفاظ الزمان كـ (الدهر، والدوام، والأبد) هي ألفاظ ذات معانٍ كُلِّية لا تقبل التَجزّؤ بالمعنى الإفرادي؛ بل تقبل التَجزّؤ بالمعنى التَّصوُّري من حيث أنَّها تدل على عموم الاستغراق الزمني دون توقُّف أو تحديد معين؛ من هنا يثبت لدينا أن العموم يمكنُهُ أن يدخل إلى نطاق الزمن بدلالته على استغراقه، وليس الأمر مُنحصراً في دخول العام على ما يتجزَّأ من الألفاظ فحسب دون سواها.
أما (ما) المصدرية دون الزَّمانية فهي لا تختلف عن (ما الزَّمانية المصدرية) في دلالتها على العموم، فلو قلتَ مثلاً: يُعجبُني ما تصنعُ، فإنَّ هذا يحمل دلالة على العموم فلو أحلنا العبارة على المصدر الصريح فأنَّها ستكون: يُعجبُني صنعُكَ؛ من هنا تدخل دلالة العموم في الصناعة شمولاً من غير استثناء، لأنَّه لم يُحدِّد الشيء الذي يُعجبه مما يصنع فجميع ما يصنعه هذا الشخص الـمُعجَب به يكون مَقبولاً ومُعجَباً به، من هنا وقع الإعجاب عموماً بكل ما يصنعه ذلك الشخص دون تخصيص.
بهذا نصل إلى أن الشهيد الأول كان له الحقُّ في رؤيته بان (ما) المصدرية والزَّمانية لا تعدُّ من العموم لأنَّها حروف؛ ذلك بأنَّه قد أسَّس نظرته هذه على وفق دلالتهما السطحية (التركيبية) في النص من أن (ما) هي حرفٌ في كلتا الحالين، والحروف لا تدل على العموم مطلقاً، أما مَنْ قال بدلالتيهما على العموم فلهم الحقُّ في مقالهم هذا أيضاً؛ ذلك بأنَّ نظرتهم هذه مؤسَّسة على مُقرَّرات النُّحاة في مدوناتهم التخصُّصية إذ نصَّوا على أن (ما) المصدرية والزَّمانية تُحال على مصدر صريح بعد انسباك (ما) فيما بعدها، والمصدر الصريح من وجهة نظر دلالية يمكن أنْ يدلَّ على العموم، وبهذا تكون (ما) المصدرية والزَّمانية دالة على العموم في حال الانسباك والمعاملة على أنَّها مصدر صريح؛ ولا يتحقق العموم فيها قبل هذا المنظور؛ لأنَّها قبل الانسباك دلالياً بما بعدها لا تعدو أن تكون حرفاً فحسب.
الخـــاتمــة
لقد توصَّل الباحث إلى جملة نتائج من دراسته لمنطلقات بناء القاعدة اللغوية في فكر الشهيد الأول يمكن تلخيصها على النحو الآتي:
1- وَجَدَ الباحث أن الشهيد الأول قد بنى منطلقاته الفكرية في وضع القواعد اللغوية على أساس الإفادة الدلالية من القاعدة فهو لم ينظر للقاعدة اللغوية كما فعلَ علماءُ النحو أو اللغويون؛ بل انطلقَ من مُعتقد ينصُّ على أن اللغة في أساسها قد وضِعَتْ لإفادة إبداع المعنى وصيرورته فهما ينتقل تداولاً بين المتخاطبين؛ من هنا وَجَبََ أن تكون اللغة التخاطبية مؤسَّسة على مُنطلق دلالي؛ وبذلك لابُدِّ من أنْ تكونَ القاعدة اللغوية مَبنية أساساً على منطلق الغاية من اللغة ذاتها، ولربَّما كان فيما آمن به الشهيد الأول ردٌّ على مَنْ يرى من المحدثين اللغويين بأنَّ الدلالة تمثل مستوى من مستويات لغة الخطاب وليس هي الغاية الأساسية من اللغة برمتها.
2- اكتشف الباحث أن الشهيد الأول قد اعتمد قصد المتكلم أساساً في وضع قاعدة توجيه المضمون الدلالي لـ (الصفة) في بعض السياقات الخطابية، فقد يحدث أن ترد الصفة في خطاب لغوي وهي تحتمل في ذلك الخطاب معنيين، فأما أنْ تحُمَل على البيان التَّوضيحي وأما أن تُصَرفَ إلى دلالة التَّخصيص اللزومي، والفارقُ الذي يترتَّب عليه القول بإحدى الدلالتينِ بيِّنٌ على الواقع التنفيذي؛ ذلك بأنَّ الإقرار على دلالةٍ منهما تفضي إلى إثبات حكم مُعين من الواجب الالتزام به، ولما كانت القرينة الصارفة إلى إحدى هاتينِ الدلالتينِ مَفقودةً في النصِّ لَزَمَ – من هنا- الحملُ على إحدى الدلالتينِ على وفق ترجيح المتلقي تأسيساً على معرفة قصد المتكلم من تلك الصفة، أما إذا لم يُتستَحصَل القصد من المتكلم فإنَّ المتلقي – والحال هذه – لابدَّ من أنْ يَصرِفَ الصفة إلى واحدة من الدلالتينِ لا محالة.
3- أتَّضح لدى الباحث أن الشهيد الأول قد نبَّّه على المسلك الذي يمكن أن تُحال فيه الصفة على دلالة معينة؛ وذلك من خلال الأمثلة الكلامية التي عرضها في بيان هذه القاعدة؛ فقد تبيَّن – من الاستقراي- أن الأمر رهنٌ بتغاير الكيفية التركيبية للخطاب؛ فإذا ما تتبعنا الأمثلة الاستدلالية للشهيد الأول نجد أنَّه في حال كون التركيب اشتراطيًاً فإنَّ التَّخصيص هو الـمُلزِم في أداء المطلوب وإنْ كان التركيب منفيّاً فإنَّ الإيضاح هو الـمُلزِم في أداء المطلوب؛ من هنا نقرُّ بأنَّ الشهيد الأول قد أسَّس قاعدته هذه على وفق الرؤيا الدلالية للصفة والإفادة الـمُترتِّبة على هذه الدلالة في حال انعدام القرائن وتجرُّد الكلام من أيِّ وسيلةٍ تحديد لإحدى الدلالتينِ .
4- أثبتَ الباحث للشهيد الأول سابقةً قاعديةً في نطاق الأداء الوظيفي للموقع النحوي في الخطاب اللغوي؛ إذ أسَّس منصوصاً قاعدياً يقرُّ بأنَّ الصفة قد ترد مُبهمةً مُجملةً تحتمِلُ وجهينِ مضمونيينِ في آنٍ معاً فيشوب وظيفتَها الخطابية (البيانية) الأصل شيءٌ من القلق والتَّردُّد، في الوقت الذي تسالم فيه علماءُ اللغة ومنظرو النحو العربي على أنَّ الوظيفة الأساسية للصفة في الحدث اللساني هي (البيان) سواء كان ذلك على مستوى التخصيص للعام أم التقييد للمطلق، على حين أثبت الشهيد الأول أنَّ سمة الإبهام تدخل الصفة فتعدّ بذلك مجملة الدلالة غير واضحة المراد، فتحال من أداء وظيفتها الأصل في اللغة إلى نطاق اللفظ المبهم الذي يحتاج إلى ما يوضِّحه ويبيِّنُه في الخطاب، ويبدو أن هذه الالتفاتة الدلالية النادرة لم تنل رعاية مفكِّري اللغة ومُقعِّدي النحو على حدٍ سواء.
5- اكتشفَ الباحث أنَّ الشهيد الأول قد اعتمد مبدأ وظيفة الخصوص في بنائه لقاعدة ان (المجاز لا يدخل في النَّصِّ إنما يدخل في (الظواهر)؛ ذلك بأنَّه أراد من لفظة (النص) دلالة المعنى المنصوص عليه تخصيصاً في الكلام، وأراد بلفظة (المجاز) إرادة المتكلم غير المعنى الخاص من اللفظ الخاص في كلامه، فقد أسَّس قاعدته هذه على إن المتكلم إذا عبَّر بلفظ الخصوص في خطابه فإنَّ خطابه هذا لايُحمَل – بأي حال من الأحوال- على سمة إرادة (المجاز) العام المبهم ألبتة؛ لأنَّ اللفظ المخصوص يعدُّ من ألفاظ الوضوح الخطابي؛ من هنا يؤسس الشهيد الأول قانوناً لغوياً ينصُّ على انَّه لا مجاز في الواضح من الكلام؛ بل يدخل المجاز في حيِّز التصوّر والخيال دون التحديد والوضوح (الحقيقة)؛ لهذا يقول: إنَّ ((كل لفظ لا يجوز دخول المجاز فيه لا تؤثّر النية في صرفه عن موضوعه، فلو أخْبَرَ عن طلاق زوجته ثلاثاً، وقال: أردتُ اثنتينِ، لم يُسمَع منه، ولو حَلَفَ على الأُكل، وقال: أردتُ الخبزَ، سُمِعَ منه))( )، وقد نبَّه الشهيد الأول إلى انَّه يجوز التعبير بالعموم وإرادة الخصوص في الوقت الذي لا يتحقق فيه العكس، والعلةُ في ذلك أنَّ الخصوص لا يَحتمِل العموم لأنَّه إيضاح جَليٌّ وما كان إيضاحاً بنفسه لا يسري عليه الإبهامُ (العموم) ألبتة؛ أما العموم فهو من جنس المبهمات ومن ثمة فهو خاضعٌ لأنْ يُبيَّنَ بالخصوص سواء أكان ذلك بياناً بالظهور اللفظي للخصوص أم بالقصد المخصوص في نية المتكلم فكلاهما مُعتدٌ به في جلاء دلالة العام في الخطاب؛ لأنَّ العام قابل للإيضاح في النص أصالة؛ وبهذا يمكن أن يعد التعبير بالعام عن الخصوص مجازاً؛ لأنَّ المتكلم لم يرد العموم الحقيقي من كلامه ألبتة؛ بل أراد الخصوص نيةً.
6- لقد توصَّل الباحث إلى أن الشهيد الأول قد بنى قاعدته (الإقرار في موضع يصلح للإنشاء هل يكون إنشاء) على أساس التباين المضموني بين الخبر والإنشاء ومدى تَقبُّل العبارة الـمُجاب بها على الأحقية الدلالية لكل منهما؛ وتأسيساً على هذا المنطلق الفكري رَجَّحَ الشهيدُ الأولُ القولَ بدلالة الإنشاء في هذا الموضع على القول بدلالة الإخبار؛ لأنَّ الإنشاء في موضع الإرادة أولى من الإخبار على سبيل الإقرار بالمراد؛ لأنَّ الطلب يقع في العقود قطعاً أما الإخبار فلا يسري على العقود ولا تتحقَّق فيه إرادة التعاقد بأيِّ صورةٍ من صورِها.
7- اتَّضح من قاعدة العام والخاص أنَّ الشهيد الأول قد ذَكَرَ ألفاظاً للعموم لم يذكرها أحدٌ من العلماء قبله، ويبدو أنَّه اعتمد في قبول هذه الألفاظ لأداء مَهَمَّة العموم في الخطاب المعطى المعجمي لكل منها؛ بيد أنَّ ما يُؤخَذ عليه في هذا الموضع انَّه تَرَكَ ذكر بعض الألفاظ التي يُمكن أن تخضع لمنطلقه القاعدي في إقرار الألفاظ الدالة على العموم؛ فثمة ألفاظ تدل على العموم في دلالتها المعجمية لم يذكرها الشهيد الأول ضمن ألفاظه الدالة على العموم في السياق.
8- وَجَدَ الباحث أنَّ الشهيد الأول كانت له وجهة نظر في القول بدلالة (ما المصدرية والزمانية) على العموم حيث يوحي كلامه في هذا الموضع بعدم القول بدلالة (ما) بنوعيها على العموم، على حين أنَّ النُّحاةَ قالوا بدلالة (ما المصدرية والزمانية) على العموم، ويبدو أنَّ الخلافَ في هذه المسألة مبنيٌّ على أساس التفكيك وعدمه؛ ذلك بأنَّ الشهيد الأول قد أقالَ (ما المصدرية والزمانية) من دلالتهما على العموم لأنَّه نظر إلى (ما) على أنَّها حرف والحروف لا تدل على العموم وهو مُحقٌّ في هذا، على حين أنَّ النُّحاةَ قد نَظََروا إليها على أنَّها لفظٌ فقالوا بدلالتها على العموم؛ ذلك بأنَّهم عاملوها بمنأى عن التفكيك فقد انطلقوا من منظور المحصلة النهائية منها بمعنى أنَّهم نَظَروا إليها بعد أنْ تنسبك مع بعدها لتكونَ مَصدراً صريحاً وهُم مُحِقُّون في هذا أيضاً؛ لذا لا نرى كبير خلاف بين رؤيا الشهيد الأول وما آمن به علماءُ النحو بشأن عمومية (ما) في الخطاب، والظاهر أنَّ الشهيد الأول قد آمَنَ أيضاً بدلالة (ما) المصدرية والزمانية على العموم وذلك بقوله ((قيل: وإذا أكد الكلام بالأبد، أو الدوام، أو الاستمرار، أو السرمد، أو دهر الداهرين، أو عوض وقط في النفي، أفاد العموم في الزمان، وهو بيِّنُ الإفادة لذلك))( )؛ فقوله (وهو بيِّنُ الإفادة) لدليلٌ قطعيٌّ على إيمانه بالدلالة العمومية لـ (ما) في الكلام.
الهوامش
( ) الزركشي: البرهان في علوم القرآن: 2/110، والسيوطي: الإتقان في علوم القرآن: 2 /313.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/161.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد: 1/161.
( ) سورة النحل:51.
( ) سورة النساء: 1.
( ) ينظر: الطباطبائي: الميزان:4/135.
( ) سورة النساء:54.
( ) ينظر : حمودة : دراسة المعنى عند الأصوليين : 23 – 24
وعبد الغفار : التصور اللغوي عند الأصوليين : 80- 82
( ) ينظر:الطبري: تفسير الطبري:4/141، والنحاس: معاني القران: 2/114،
والالوسي: روح المعاني:5/75، السيوطي: الإتقان في علوم القران: 2/44.
( ) سورة آل عمران: 39.
( ) ينظر: الطوسي: التبيان:2/450- 451، والالوسي: روح المعاني:1/511،
والسيوطي: الإتقان في علوم القران: 2/44.
( ) السيوطي: الإتقان في علوم القران: 2/42، وينظر: حمودة: دراسة المعنى عند الأصوليين: 33
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/161.
( ) ينظر: الرضي: شرح الرضي على الكافية: 2/287- 288،وابن السراج: الاصول في النحو: 2/23، والزمخشري: المفصل في صنعة العربية: 149، وابن هشام: أوضح المسالك: 3/300، وابن هشام: شرح شذور الذهب:1/561، وابن هشام: شرح قطر الندى:297، وابن عقيل: شرح ابن عقيل:3/191.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/161- 162.
( ) سورة النحل: 75.
( ) الزمخشري: الكشاف:1/663.
( ) الطوسي: التبيان: 6/409.
( ) دراز: محمد عبد الله: النبأ العظيم 132.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/162- 163.
( ) م.ن :1/163.
( ) م.ن :1/163.
* سواء أكان ذلك على وفق مقالات النًُّحاة في حيثية بيان دلالة الصفة أم بالاعتماد على القرائن السياقية الأخرى التي تعملُ على كشف الـمُراد الدَّلالي منها.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/163- 164.
* لقد عرَّفت الدكتورة مديحة السَّلامي ظاهرة التناوب الدلالي بقولها
(نعني بالتناوب هو أن ترد الجملة خبرية من حيث البناء التركيبي لكنها في الوقت نفسه دالة على الإنشاء مضموناً، وقد يرد المبنى إنشائياً من حيث الشكل وهو مشحون بدلالة الإخبار، ويقوم السياق وقرائنه بوظيفة الكشف عن هذه الظاهرة والدواعي التي أنتجتها، وقد وردت هذه الظاهرة بكثرة في التعبير القرآني وهذا الأمر لم يرد اعتباطاً؛ بل لابدَّ من أسباب ومُسوِّغات لوجوده)) ينظر:التناوب الدلالي بين الخبر والإنشاء في التعبير القرآني:43.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/164- 165.
( ) سورة البقرة:228.
( ) للاستزادة ينظر: سيروان عبد الزهرة الجنابي: الإطلاق والتقييد في النص القرآني – دراسة دلالية:93.
( ) الزمخشري: الكشاف:1/134.
( ) سورة البقرة: 183.
( ) الطوسي: التبيان: 2/124.
( ) الطباطبائي: الميزان: 2/4.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/165.
( ) وقد اقتصرَ بعضُ الأصوليين على ذكر لفظتي (كل وجميع) فقط على أنَّها من ألفاظ العموم من دون سائر الألفاظ الأخرى الدَّالة على العموم، ينظر: الشوكاني: إرشاد الفحول:1/173، والسبكي: الإبهاج:2/93، والغزالي: المستصفى في علم الأصول:1/226.
( )ينظر: الشوكاني: إرشاد الفحول:1/173، والسبكي: الإبهاج:2/93، والغزالي: المستصفى في علم الأصول:1/226، وابن الطيب البصري: المعتمد:1/194.
( )ينظر: الامدي: الاحكام:2/220، والرازي: المحصول في علم الأصول:2/523، على حين جَعَلَ بعضُهم الآخر صيغ العموم من ألفاظه فخلطوا بين الألفاظ والصيغ، ينظر: المقدسي: روضة الناظر وجنة المناظر: 1/222.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/201.
( ) ينظر: ابن منظور: لسان العرب:4/389، والرازي: مختار الصحاح: 326.
( ) ابن منظور: لسان العرب:4/389، والرازي: مختار الصحاح: 326.
( ) الزبيدي: تاج العروس 1/3197.
( ) م.ن:1/3197.
( ) الرازي: مختار الصحاح:467، وينظر: الزبيدي: تاج العروس: 1/7830.
( ) الفراهيدي: العين:5/283
( ) الرازي: مختار الصحاح:586.
( ) الفراهيدي: العين:5/107، وابن منظور: لسان العرب:1/680.
( ) الزبيدي: تاج العروس:1/868، وينظر: الرازي: مختار الصحاح:560.
( ) الفراهيدي: العين:6/27- 28.
( ) الرازي: مختار الصحاح: 119.
( ) ابن منظور: لسان العرب:4/498، والزبيدي: تاج العروس:1/3107.
( ) ابن منظور: لسان العرب: 4/498.
( ) سورة آل عمران: 75.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/201.
* ينظر: ابن عقيل: شرح ابن عقيل:1/149 ، وقد ذكر أبو البقاء الخلاف الواقع بين العلماء في تحديد الجنس التصنيفي لـ (ما المصدرية) فمنهم من يرى بأنَّها حرف، ومنهم من يعتمد اسميتها، وقد رجَّح أبو البقاء العكبري كونها حرفاً واثبت ذلك بالأدلة مُقنِعة، ينظر: اللباب في علل البناء والإعراب:2/126- 127.
( ) ابن هشام: شرح قطر الندى:41.
( ) الغزالي : المستصفى في علم الأصول :2/11 وينظر: م. ن: 2/12.
( ) سورة مريم: 31
( ) ابن عقيل: شرح ابن عقيل:1/267.
( ) سورة مريم: 31
( ) ابن هشام: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: 1/237،
وشرح شذور الذهب:1/240، ومغني اللبيب:1/400.
( ) سورة مريم: 31
( ) ابن هشام: مغني اللبيب: 1/400.
( ) سورة مريم: 31
( ) القرطبي: تفسير القرطبي:10/59.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد:1/203.
* وهي ما تسمى بـ (أسماء المعاني)، ينظر الغزالي: المستصفى في علم الأصول: 2/12، والخضري : محمد بك: أصول الفقه: 44، وحموده: دراسة المعنى عند الأصوليين: 31، وللاستزادة ينظر: سيروان عبد الزهرة الجنابي: الإطلاق والتقييد في النص القرآني –دراسة دلالية:39- 40.
( ) الشهيد الأول : القواعد والفوائد: 1/161.
( ) م.ن :1/203.
ثبت المصادر والمراجع:
* القرآن الكريم.
* الالوسي: أبو الفضل محمود(ت1270هـ): روح المعاني، تحقيق: محمد السيد الجليند،مطبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط2، 1404هـ.
* الامدي: سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد(ت613هـ): الاحكام في أصول الاحكام، تحقيق:د.سيد الجميلي، مطبعة دار الكتاب العربي- بيروت،ط1، 1404هـ.
* الجنابي: سيروان عبد الزهرة:
- الإطلاق والتقييد في النص القرآني- دراسة دلالية، رسالة ماجستير بإشراف:أ.د: عبد الأمير كاظم زاهد، كلية الآداب / جامعة الكوفة، 2002م.
- الإجمال والتفصيل في التعبير القرآني- دراسة في الدلالة القرآنية، أطروحة دكتوراه بإشراف:أ.د: عبد الكاظم محسن الياسري ، كلية الآداب / جامعة الكوفة، 2006م.
* حمودة: د. طاهر سلمان: دراسة المعنى عند الأصوليين، مطبعة الدار الجامعية،د.ت.
*الخضري : محمد بك: أصول الفقه، مط الاستقامة – القاهرة، ط3، 1358 هـ – 1938 م.
* دراز: محمد عبد الله: النبأ العظيم، دار الفقه للطباعة والنشر،إيران، ط1، 1427هـ.
* الرازي : فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين ( ت 606 هـ) :المحصول في علم الأصول ، تحقيق: طه جابر فياض، مطبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – الرياض، ط1، 1400هـ.
*الرازي: محمد بن أبي بكر بن عبد القادر (666هـ): مختار الصحاح، مطبعة دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان، د.ت.
* الرضي: محمد بن الحسن النحوي ( ت 686 هـ ) : شرح الرضي على الكافية،تصحيح وتعليق: يوسف حسن عمر ،مؤسسة الصادق (عليه السلام) طهران،د.ت.
الزبيدي: محمد مرتضى (1205هـ): تاج العروس من جواهر القاموس، مكتبة الحياة – بيروت، د.ت.
* الزركشي: بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الشافعي ( ت 794 هـ): البرهان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة دار المعرفة - بيروت ،ط1 ،1391 هـ
*الزمخشري: أبو القاسم محمود بن عمر (ت 538 هـ):
- الكشاف عن حقائق التنزيل ، ضبطه وصححه: عبد الرزاق المهدي، مطبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت، ، ط2 ، 1421 هـ - 2001 م.
- المفصل في صنعة الإعراب، تحقيق : د.علي بو ملحم، مطبعة دار ومكتبة الهلال – بيروت، ط1، 1993م.
*السبكي: علي بن عبد الكافي : الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول للبيضاوي، تحقيق: جماعة من العلماء، دار الكتب العلمية – بيروت، ط1 ، 1404 هـ.
* ابن السراج: : أبو بكر محمد بن سهل النحوي البغدادي: الاصول في النحو، تحقيق : د.عبد الحسين الفتلي، مطبعة مؤسسة الرسالة – بيروت، ط3 ، 1988م.
*السلامي: مديحة خضير، التناوب الدلالي بين الخبر والإنشاء في التعبير القرآني، أطروحة دكتوراه بإشراف، أ.م.د: محمد عبد الزهرة الشريفي، كلية الآداب/جامعة الكوفة، 2007 م.
*السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911 هـ):الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: سعيد المندوب، مطبعة دار الفكر - لبنان، ط1، 1416هـ - 1996م.
* الشهيد الأول: محمد بن مكي العاملي (ت 786هـ): القواعد والفوائد، تحقيق: الدكتور عبد الهادي الحكيم، مكتبة المفيد – قم، إيران، د.ت.
*الطباطبائي: السيد محمد حسين (ت 1402 هـ): الميزان، مطبعة طهران – دار الكتب الإسلامية ، ط3، 1397هـ .
* الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير(ت310هـ): جامع البيان في تأويل آي القرآن،ضبط وتوثيق وتخريج: محمد حميد الله وآخرون، دمشق – سوريا، 1384هـ - 1964م.
*الطوسي: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي (ت 460 هـ): التبيان في تفسير القرآن، تحقيق: احمد حبيب قصير العاملي، مطبعة قم – مكتبة الإعلام الإسلامي،ط1 ،1379 هـ .
*ابن الطيب البصري: أبو الحسين محمد بن علي، المعتمد في أصول الفقه، تحقيق: خليل الميس، مطبعة دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1403 هـ.
*عبد الغفار: احمد: التصور اللغوي عند الأصوليين، شركة مكتبات عكاظ للنشر والتوزيع، ط1، 1401هـ - 1981م.
*ابن عقيل: بهاء الدين عبد الله بن عقيل العقيلي المصري الهمذاني: شرح ابن عقيل، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر - دمشق، ط2 ، 1985
* العكبري: محب الدين أبو البقاء عبد لله بن الحسين(ت616هـ): اللباب في علل البناء والإعراب، تحقيق: غازي مختار طليمات، مطبعة دار الفكر- دمشق، ط1، 1995م.
*الغزالي: أبو حامد محمد بن محمد: المستصفى في علم الأصول، تحقيق: محمد عبد السلام عبد الشافي، مطبعة دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1413
*الفراهيدي:الخليل بن احمد(ت175هـ): العين، تحقيق: د. مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي، مطبعة دار الهلال، د.ت.
*القرطبي: محمد بن احمد بن أبي بكر (ت 671 هـ): الجامع لأحكام القرآن المعروف بــ (تفسير القرطبي)، تحقيق : احمد عبد العليم البردوني، مطبعة دار الشعب- القاهرة ، ط2 ، 1372 هـ.
*المقدسي: موفق الدين أبو محمد عبد الله بن احمد بن قدامة (ت 620 هـ): روضة الناظر وجنَّة المناظر، تحقيق: عبد العزيز عبد الرحمن سعيد، مطبعة جامعة الإمام محمد بن سعود – الرياض، ط2، 1399هـ .
*ابن منظور : أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ت 711 هـ): لسان العرب، مطبعة دار صادر للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، ط1، د.ت.
*النحاس: ابو جعفر: معاني القرآن الكريم، تحقيق: محمد علي الصابوني، مطبعة جامعة أم القرى – مكة المكرمة،ط1 ، 1409 هـ.
* ابن هشام: جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف ( ت 761 هـ):
- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ،تحقيق: فخر الدين قباوة، مطبعة دار الجيل – بيروت ، ط5 ، 1979 م .
- شرح قطر الندى و بل الصدى ، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، منشورات الفيروز آبادي ، مطبعة أمير – قم، ط7، د.ت.
- شرح شذور الذهب، تحقيق: عبد الغني الدقر، الشركة المتحدة للتوزيع – دمشق، ط1، 1984م.
- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ، تحقيق : د. مازن المبارك ، ومحمد علي حمد الله، مطبعة دار الفكر، بيروت – لبنان، ط6، 1985م.
Abstract
This research study the logical foundations for alshaheed ala'wal which helping us to retrieval the meaning from alQuran like there is abase that this foundation depending on it to call the meaning from alQuran, if the reading of the text depending on three foundations the text, the reader and the meaning, there is the fourth invisible foundation which it is the base to build the rule, so we will study this fourth foundation to find out if the retrieval meaning is true.
دحماني بختة